RT Arabic:
2025-04-27@05:54:48 GMT

هو أم هي؟.. جدل حول جنس "محارب عظيم"

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

هو أم هي؟.. جدل حول جنس 'محارب عظيم'

تواصل الاكتشافات الأثرية الهامة البوح بأسرارها مع مرور الوقت، وباستخدام الوسائل الحديثة، وهذا ما حدث لقبر محارب "عظيم" للفايكنغ عثر عليه في بلدة بيركا بالسويد عام 1878.

إقرأ المزيد حرب "أماني ريناس" ضد الرومان..  صفحات مضيئة من تاريخ السودان القديم

القبر يعود للقرن العشر الميلادي وقد عثر عليه في غرفة تحت الأرض، وكان دفن المحارب في وضع الجلوس مع حصانين، علاوة على ترسانة من الأسلحة القدمية تتكون من سيف وفأس وسكاكين ورماح ودروع وسهام.

عثر في موقع الدفن هذا الذي أطلق عليه اسم "بي جي 581"، أيضا على لوحة ألعاب مع 28 قطعة تشبه النرد مصنوعة من قرون الوعل، وافترض أنها تستخدم في رسم الخطط العسكرية ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن الرفات يعود إلى قائد عسكري كبير للفايكنغ، وهو مصطلح يطلق على مقاتلين شرسين وبحارة مهرة عاشوا في المناطق الاسكندنافية التي تضم السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا، وكانوا يشنون الغارات على أجزاء من أوروبا وخاصة السواحل البريطانية والفرنسية بين القرنين الثامن والحادي عشر.

قبر هذا المحارب ظهرت أهميته لكونه واحدا من اثنين من بين 1100 ضريح مشابه عثر عليها في مقبرة "بيركا" كان يضم مجموعة متكاملة من الأسلحة.

والقبر يكتسب أهمية أيضا لوجوده في غرب بلدة "بيركا" السويدية، في موقع مرئي من البحر ومن البر، ويتميز الموقع بصخرة حجرية كبيرة، يفترض أنها للتعريف بصاحب القبر على أنه قائد رفيع المستوى داخل مجتمعه.

مستوطنة بيركا، تقع في جزيرة بيورك في الجزء الشرقي من وسط السويد، وتوصف بأنها أول مركز حضاري في المنطقة، وكانت مركزا تجاريا رئيسا بين القرنين 8 و10.

الاعتقاد بأن القبر لمحارب محترف كبير من الفايكنغ عززه وجود عدد كبير من الأسلحة وحصانين، علاوة على عدم العثور على أي أدوات زراعية أو ما شابه، ورجح الخبراء أن يكون المحارب رجل فارس مشهور في وقته ورام للسهام.

بقي هذا الاعتقاد لأكثر من 125، إلا أن مفاجأة حدثت في عام 1970، حين جرى تحليل لعظام القبر. التحليل أظهر أن الهيكل العظمي لهذا "المحارب"، والذي يتميز ببنية نحيلة، يعود إلى امرأة وليس إلى رجل.

بقي الشك قائما إلى أن ظهر دليل قاطع في عام 2017. حينها نشرت نتائج تحليل حمض نووي لرفات المحارب، أكدت أن بقايا المحارب صاحب ترسانة الأسلحة وأدوات التخطيط للقتال والذي يبلغ عمرها 1000 عام تقريبا، تعود إلى امرأة، قُدر عمرها فوق الثلاثين.

على الفور ثار جدل واسع في الأوساط العلمية المختصة بعد ظهور هذه النتائج. وعلى الرغم من أن العثور على أسلحة في مقابر نساء الفايكنغ كان أمرا شائعا، إلا أن بعض الخبراء انتقدوا ما أعلن بالنسبة لهذا القبر المميز، مشككين في أن يكون القائمون على تحليل الحمض النووي قد حللوا العظام الصحيحة، مشيرين إلى إمكانية أن تدفن مع المحارب امرأة، فيما أشار البعض إلى إمكانية أن يكون القبر "لمتحول جنسي".

بالنسبة لاحتمال أن يكون القبر لمتحول الجنسي، رد أصحاب الدراسة قائلين إن هذا المصطلح سياسي وفكري غربي حديث ولا ينطبق على مجتمع قديم، مؤكدين أن جميع العظام التي عثر عليها داخل المدفن "بي جي 581" تعود لامرأة واحدة، وهي مطابقة للملاحظات والرسومات التي وضعها مكتشف القبر في عام 1878.

خبراء الدراسة الجينية أكدوا أن "الاستنتاج الأكثر وضوحا ومنطقية" هو أن صاحب ذلك القبر، كان امرأة عاشت كمحاربة محترفة ودفنت وفقا لهذه المنزلة.

قد يواصل المعرضون التمسك بآرائهم، إلا أن المحارب في قبر بلدة بيركا السودية، كما تؤكد التحاليل العلمية الدقيقة، امرأة قارعت الرجال في ميادين القتال ودفنت بتبجيل كما يستحق المحاربون.  

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف أن یکون

إقرأ أيضاً:

ماذا يكون بعد أن حكم القضاء في تونس؟

لن يكون شيء، فاذهب أيها القارئ العابر إلى مقال آخر قد تجد فائدة، فهذا الموقع غني بالأقلام الجادة. تونس لم تعد مصدرا لأي حدث جميل، عجبا أهذه تونس نبع الربيع العربي ومصدر الإلهام الديمقراطي؟ نعم، لقد وصلت تونس إلى حالة من عدم التأثير في ما حولها، بل هي تأكل نفسها مثل نار نفد حطبها. ذلك الحلم الجميل أغلق، لكن لماذا تطرح السؤال في العنوان؟ إن ذلك العنوان هو الجملة التي يطرحها على نفسه كل تونسي حمل ذلك الحلم ثم رآه يتلاشى، وقد يصل الأمر ببعض الناس إلى السير في الشوارع يكلمون أنفسهم كالزومبي. من أوصل البلد إلى هذه الحالة؟ وكيف يمكن أن يخرج مما هو فيه من بؤس سياسي؟

تحميل المسؤوليات

الجميع يبرئ نفسه ويتهم الآخرين، هذه رياضة وطنية في تونس.. الآخرون هم السبب. من هنا بدأت الأزمة التي توجتها الأحكام الجائرة في حق النخبة السياسية باختلاف الأسماء والتوجهات السياسية. انقسم الشارع الافتراضي الذي لا يزال مفتوحا؛ إلى مواقف متضادة يمكن تلخيصها في ما يلي:

- موقف الشامتين في المحكوم عليهم، يكتبه وينشره قوم من المعارضة يعيشون خيبة أمل كبيرة في النخب، ويرون أن المحكومين كانوا سببا في ما حصل وليسوا أبرياء مما أصابهم. فقد ساهموا بدرجات في ترذيل الوضع السياسي قبل الانقلاب ولم يبنوا عملهم السياسي ضمن مشروع ديمقراطي جامع، بل تحركوا بمنطق التكايد السياسي خاصة ضد حزب النهضة منذ الثورة، بل كان بعضهم مساندا ومبررا للانقلاب حتى انقلب على الجميع. وهذا الموقف ينتهي عند الشماتة المُرة ولا يبلغ مبلغ التفكير في ما بعدها، وغالبا يختم قوله بجملة محبطة "خليها تخرب على الجميع". هذا الموقف هو قمة اليأس السياسي وهو موقف واسع، ويضم كل مساكين حزب النهضة وكثير من الحالمين الذين أعادت لهم الثورة أرواحهم بعد موات وخيبت النخب آمالهم.

- موقف الحائرين الذين لا يختلفون في تحليل الوضع عن الشامتين، لكنهم يبحثون عن حل فيه ربع أمل في أن تتحول الأحكام الجائرة إلى محرض على اجتماع سياسي يمهد لوضع بديل. وهذا ما يُسمع في صفوف جبهة الخلاص أو ما تبقى منها يقف في الشارع وقفات خجولة ومترددة أو غير مؤمنة إيمانا كاملا بالمستقبل، ولكنها تقترب من رفع العتب ولا تنتج خطة فعالة للتجميع.

- موقف المتشفين من المحكوم عليهم، وهذا موقف أنصار النظام ويضم فصائل يسارية وقومية يرون في ما يجري فتح طريق لتملك السلطة زمنا طويلا ويرون في المرحلة مرحلة تنظيف. وهم غير مهتمين بالسؤال: ماذا بعد؟ فما يجري هو خطتهم، فهم السلطة. وتصدر عن هذا الموقف تهديدات بالسحل لمن يشكك في القضاء الشامخ.

وينتشر حول هذه المواقف خطاب التخلي الشامل عن كل طموح. ففئة واسعة من التونسيين ودّعت أحلامها وقالت ننتظر حكم الطبيعة، فالطبيعة لا تنسى مهماتها. ويعقبون حتى بعد حكم الطبيعة: سنجد أنفسنا في نفس الوضع القديم، فالنخب لم تقرأ درس الديمقراطية عند معلم جاد.

ألا يوجد حل؟

بلى يوجد لكنه حل روائي لنقل يوجد حل مثالي، يقوم على مراجعات جادة من قبل الجميع باستثناء المتشفين من أنصار السلطة، لكن هذه الرواية تقوم على شجاعة استثنائية لذلك فهي غير واقعية.

تحديد قائمة الأخطاء في حق المسار الديمقراطي الذي راكم تراثا لم يندثر من النفوس ومن الورق، فهناك دستور يمكن البدء منه. لم يكن "دستور الخوانجية" بل دستورا تونسيا بُذل فيه جهد واجتهاد كبير. هذه خطوة مؤسسة ومنها يستعاد العمل السياسي الجماعي بهدف واضح اسمه استعادة الديمقراطية.

هناك باب للعمل الفعلي (الميداني)، أن تؤجل الأسئلة المتعلقة بمن أخطأ أكثر من الآخرين في حق المسار، وهذا يعني أن يوقف نزيف الاتهامات بين فرقاء كثر. فكثير من الأخطاء سيردمها الفعل البنّاء إذا انطلق، وسيكون من العيب العودة إليها إذا فتح صندوق الانتخابات. فالمحاسبات تتم في وضع ديمقراطي، حينها يكون لها تأثير إيجابي، أما الآن فهي مواصلة لعملية التخريب التي تصب في مصلحة الانقلاب. من سيتجاوز أولا إلى مبدأ العمل الجماعي؟ بعد أسبوع من صدور الأحكام لم نسمع من يقول بالتجاوز وبدء العمل من الصفر.

هنا تظهر مهمة أخرى نضالية بامتياز، قطع الأمل من وصول نجدة خارجية متعاطفة مع الديمقراطية في تونس، هذه النجدة لن تأتي أبدا. "حك جلدك بظفرك"، هذا عنوان رئيسي في كل جهد قادم للخروج من الوضع البائس. لقد تخلى العالم (الديمقراطي) عن تونس، والحقيقة أنه لم يكن أبدا مع الديمقراطية في تونس أو في غيرها. فالتونسيون الذين لهم عقول يذكرون جيدا وزيرة خارجية فرنسا تعرض المساعدة العسكرية على نظام بن علي حتى الدقيقة الأخيرة قبل ركوبه الطائرة هاربا.

التونسيون عاشوا حرب الطوفان ورأوا الغرب (المُنْجِد) يدمر شعبا في غزة ويجد اللغة الكافية لتبرير فعله. وإذا صحت الأخبار عن بدء حملة دولية لتدمير الحواضن الشعبية العربية للمقاومة، فإن مرحلة جديدة من التدمير السياسي توشك أن تحل على الرؤوس. وعندنا علم بتونسيين تحسسوا الموقف الأمريكي من الانقلاب منذ عهد بايدن، فقيل لهم "حلوا مشاكلكم بأنفسكم، اللي فينا مكفينا".

لنختم بشيء من الفلسفة، فالرواية الرومانسية لن تكون غدا أو بعد عام. من الفلسفة أن نقول كان هذا الانقلاب ضروريا، فهو تمحيص وغربلة وقد صفى وغربل ونخل وقدم صورة شاملة عن النخبة السياسية التونسية، فأسقط أنصاف الزعماء وكل الأدعياء ووضح الطريق لمن يؤمن بالعمل الجماعي لبناء الديمقراطية، وقد صورناه ونواصل رؤيته على المدى البعيد حريق الغابة الذي سيمهد لنبت جديد. وهذا ليس من الشماتة ولا تشفيا في المساجين، ومن يدري فقد يولد منهم في سجونهم مؤمنون بالديمقراطية ويؤسسون من هناك لخطاب جامع.

لنغلق بمشهد تمثيلي؛ أن ينصب من تبقي معارضا للانقلاب خيمته أمام السجن ويقول "اسجنونا معهم أو نعود بهم نحو المستقبل"، ساعتها سيبدأ ربيع عربي ثان من تونس.

مقالات مشابهة

  • إعلامي مدافعًا عن كولر: عمل تاريخ عظيم مع الأهلي في سنتين ونص
  • بدء مراسم دفن البابا داخل بازيليك سانتا ماريا ماجوري
  • فتح: قرار السلم والحرب يجب ان يكون بيد منظمة التحرير
  • بدون ألقاب على القبر.. كاردينال النمسا: دفن البابا فرنسيس غدًا في نعش خشبي زهيد
  • ماذا يكون بعد أن حكم القضاء في تونس؟
  • دعاء للميت يوم الجمعة.. اسأل الله لفقيدك الجنة
  • أسامة كمال: سيناء كانت وما زالت قلبًا ينبض في جسد بلد عظيم اسمه مصر
  • دعاء للميت ليلة الجمعة ويومها للنجاة والعتق .. اغتنمه بـ 10 كلمات
  • الفاتيكان يعلن الانتهاء من تجهيز قبر البابا فرنسيس
  • نقيب الإعلاميين مهنئًا الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء: يمثل في وجدان كل مصري رمزًا عظيمًا