قصة صحابي كان يخدم النبي.. هذه الآية نصحه بها الرسول في تكفير الذنوب والخطايا
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
تظل مواقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجًا يحتذى به على مر العصور والقرون واختلاف الأزمان، لهم منزلة عظيمة وحقوق على الأمة الإسلامية كثيرة، وهذه الحقوق من الأمور التي تدخل ضمن الاعتقاد فهم أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، إذ صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وآزروه ونصروه، واتبعوا هديه، وهم أول الذين يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا، وينصرون الله ورسوله، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبدالرحمن أسلم، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، بعثه في حاجة، فمر بباب رجل من الأنصار، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل، فكرر النظر إليها، وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج هاربا على وجهه، فأتى جبالا بين مكة والمدينة فولجها، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما، وهي الأيام التي قالوا عنها «ودعه ربه وقلى»، ثم نزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد ! إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بي من ناري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر ويا سلمان! انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبد الرحمن، فخرجا في أنقاب المدينة، فلقيهما راع من رعاة المدينة يقال له: ذفافة.
فقال له عمر: يا ذفافة ! هل لك علم بشاب بين هذه الجبال ؟ فقال له ذفافة لعلك تريد الهارب من جهنم ؟ فقال له عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم؟ قال: لأنه إذا كان جوف الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعا يده على رأسه وهو يقول : يا ليتك قبضت روحي في الأرواح، وجسدي في الأجساد ولم تجردني في فصل القضاء، قال عمر: إياه نريد.
فانطلق بهم ذفافة، فلما كان في جوف الليل خرج عليهم من بين تلك الجبال واضعًا يده على أم رأسه وهو يقول: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح، وجسدي في الأجساد، ولم تجردني لفصل القضاء، فعدا عليه عمر فاحتضنه فقال: الأمان الخلاص من النار، فقال له عمر: أنا عمر بن الخطاب، فقال: يا عمر! هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي ؟ قال: لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال ثعلبة: يا عمر ! لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي، وبلال يقول: قد قامت الصلاة، قال: أفعل.
فأقبلا به إلى المدينة، فوافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صلاة الغداة، فبدر عمر وسلمان الصف، فما سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عمر ويا سلمان ! ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن ؟ قالا : هو ذا يا رسول الله .
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال: ثعلبة ! قال : لبيك يا رسول الله ! فنظر إليه فقال : ما غيَّبك عني ؟ قال : ذنبي يا رسول الله ، قال: أفلا أدلك على آية تكفر الذنوب والخطايا؟ قال : بلى يا رسول الله ! قال : قل : «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
قال ثعلبة: ذنبي أعظم يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل كلام الله أعظم.
ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالانصراف إلى منزله، فمرض ثمانية أيام، فجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! هل لك في ثعلبة نأته لما به ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا بنا إليه.
فلما دخل عليه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فوضعه في حجره، فأزال رأسه عن حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أزلت رأسك عن حجري ؟ قال: إنه من الذنوب ملآن، قال: ما تجد ؟ قال : أجد مثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي ، قال : فما تشتهي ؟ قال : مغفرة ربي ، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول : لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمه ذلك ؟ قال : بلى ، فأعلَمَه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
فصاح صيحة فمات، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه وصلى عليه ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي على أطراف أنامله، فقالوا: يا رسول الله ! رأيناك تمشي على أطراف أناملك ؟ قال: والذي بعثني بالحق نبيا ما قَدِرت أن أضع رجلي على الأرض من كثرة أجنحة مَن نزل لتشييعه من الملائكة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله علیه وسلم رسول الله فقال له
إقرأ أيضاً:
«الإفتاء» توضح حكم التسبيح باليد اليسرى
يعتبر التسبيح والأذكار أحد أكثر الأعمال المستحبة عند الله تعالى، وونيسة المسلمين في أغلب أوقاتهم، وبالرغم من حرص كثيرين على الاستغفار والتسبيح إلا أن هناك الكثير من الأسئلة حول حكم التسبيح باليد اليسرى وهل يؤجر عليها العبد أم لا؟
حكم التسبيح باليد اليسرىوحول حكم التسبيح باليد اليسرى، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي بهذا الخصوص، عبر موقعها الرسمي، بأن الأصل في اليد اليسرى إنها معاونة لليد اليمنى ولم يرد ما يمنع التسبيح باليد اليسرى، ولا ما يخصص اليد اليمنى، بل ورد استعمال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدَه اليسرى في بعض العبادات.
كما اشارت دار الإفتاء إلى أن اليدين وسيلة لضبط العدِّ؛ فيحصل العد باليمنى، ويحصل باليسرى، ويحصل بهما معًا، والأمر في ذلك واسع، وليس لأحد أن ينكر فيه على أحد، مؤكدة أنه من المستحب البدء باليمين لأن السنة حثت على التيامن.
واستشهدت الدار بفعل النبي صلى الله عليه وسلم أَنه صلى الله عليه وآله وسلم، في الحديث النبوي الشريف: «كَانَ يعد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ آيَةً فاصلة، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرؤها، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ إِلَى آخرهَا سبع، وَعقد بِيَدِهِ الْيُسْرَى وَجمع بكفيه».
كما استشهدت بقوله صلى الله عليه وسلم «عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ، وَاعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ» وذكرت كلمة الأنامل في هذا الحديث ولم تتخصص بإحدى اليدين دون الأخرى، كما أضافت بأن الذي يشير إليه هذا الحديث أن كلما كثرت الأعضاء المستخدمة في العبادة كان أفضل لتكثير ما يشهد له من أعضائه يوم القيامة.
فضل التسبيح من الأحاديث النبوية الشريفة- قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ».
- قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمسُ».
- قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُم أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ»، فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ».
- قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ».
- قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟»، فَقُلْتُ: "بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ"، قَالَ: «قُلْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ»
- وَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأتَ».
-جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُهُ: قَالَ: «قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ»، قَالَ: "فَهَؤُلاَءِ لِرَبِّي، فَمَا لِي؟" قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي».
- كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرِ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي».
- قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَفْضَلَ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَفضَلَ الذِّكْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ».