هو أم هي؟.. جدل حول جنس "محرب عظيم"
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
تواصل الاكتشافات الأثرية الهامة البوح بأسرارها مع مرور الوقت، وباستخدام الوسائل الحديثة، وهذا ما حدث لقبر محارب "عظيم" للفايكنغ عثر عليه في بلدة بيركا بالسويد عام 1878.
إقرأ المزيد حرب "أماني ريناس" ضد الرومان.. صفحات مضيئة من تاريخ السودان القديمالقبر يعود للقرن العشر الميلادي وقد عثر عليه في غرفة تحت الأرض، وكان دفن المحارب في وضع الجلوس مع حصانين، علاوة على ترسانة من الأسلحة القدمية تتكون من سيف وفأس وسكاكين ورماح ودروع وسهام.
عثر في موقع الدفن هذا الذي أطلق عليه اسم "بي جي 581"، أيضا على لوحة ألعاب مع 28 قطعة تشبه النرد مصنوعة من قرون الوعل، وافترض أنها تستخدم في رسم الخطط العسكرية ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن الرفات يعود إلى قائد عسكري كبير للفايكنغ، وهو مصطلح يطلق على مقاتلين شرسين وبحارة مهرة عاشوا في المناطق الاسكندنافية التي تضم السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا، وكانوا يشنون الغارات على أجزاء من أوروبا وخاصة السواحل البريطانية والفرنسية بين القرنين الثامن والحادي عشر.
قبر هذا المحارب ظهرت أهميته لكونه واحدا من اثنين من بين 1100 ضريح مشابه عثر عليها في مقبرة "بيركا" كان يضم مجموعة متكاملة من الأسلحة.
والقبر يكتسب أهمية أيضا لوجوده في غرب بلدة "بيركا" السويدية، في موقع مرئي من البحر ومن البر، ويتميز الموقع بصخرة حجرية كبيرة، يفترض أنها للتعريف بصاحب القبر على أنه قائد رفيع المستوى داخل مجتمعه.
مستوطنة بيركا، تقع في جزيرة بيورك في الجزء الشرقي من وسط السويد، وتوصف بأنها أول مركز حضاري في المنطقة، وكانت مركزا تجاريا رئيسا بين القرنين 8 و10.
الاعتقاد بأن القبر لمحارب محترف كبير من الفايكنغ عززه وجود عدد كبير من الأسلحة وحصانين، علاوة على عدم العثور على أي أدوات زراعية أو ما شابه، ورجح الخبراء أن يكون المحارب رجل فارس مشهور في وقته ورام للسهام.
بقي هذا الاعتقاد لأكثر من 125، إلا أن مفاجأة حدثت في عام 1970، حين جرى تحليل لعظام القبر. التحليل أظهر أن الهيكل العظمي لهذا "المحارب"، والذي يتميز ببنية نحيلة، يعود إلى امرأة وليس إلى رجل.
بقي الشك قائما إلى أن ظهر دليل قاطع في عام 2017. حينها نشرت نتائج تحليل حمض نووي لرفات المحارب، أكدت أن بقايا المحارب صاحب ترسانة الأسلحة وأدوات التخطيط للقتال والذي يبلغ عمرها 1000 عام تقريبا، تعود إلى امرأة، قُدر عمرها فوق الثلاثين.
على الفور ثار جدل واسع في الأوساط العلمية المختصة بعد ظهور هذه النتائج. وعلى الرغم من أن العثور على أسلحة في مقابر نساء الفايكنغ كان أمرا شائعا، إلا أن بعض الخبراء انتقدوا ما أعلن بالنسبة لهذا القبر المميز، مشككين في أن يكون القائمون على تحليل الحمض النووي قد حللوا العظام الصحيحة، مشيرين إلى إمكانية أن تدفن مع المحارب امرأة، فيما أشار البعض إلى إمكانية أن يكون القبر "لمتحول جنسي".
بالنسبة لاحتمال أن يكون القبر لمتحول الجنسي، رد أصحاب الدراسة قائلين إن هذا المصطلح سياسي وفكري غربي حديث ولا ينطبق على مجتمع قديم، مؤكدين أن جميع العظام التي عثر عليها داخل المدفن "بي جي 581" تعود لامرأة واحدة، وهي مطابقة للملاحظات والرسومات التي وضعها مكتشف القبر في عام 1878.
خبراء الدراسة الجينية أكدوا أن "الاستنتاج الأكثر وضوحا ومنطقية" هو أن صاحب ذلك القبر، كان امرأة عاشت كمحاربة محترفة ودفنت وفقا لهذه المنزلة.
قد يواصل المعرضون التمسك بآرائهم، إلا أن المحارب في قبر بلدة بيركا السودية، كما تؤكد التحاليل العلمية الدقيقة، امرأة قارعت الرجال في ميادين القتال ودفنت بتبجيل كما يستحق المحاربون.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
باشاآغا يرحب باستثناءات حظر الأسلحة ويدعو لتسريع توحيد المؤسسات الوطنية
ليبيا – باشاآغا: استثناءات حظر الأسلحة وإدارة الأصول خطوات محورية لتعزيز استقرار ليبيا
رحب فتحي باشاآغا، رئيس الحكومة السابق المكلف من البرلمان، بقرار استثناءات حظر الأسلحة، مشيراً إلى أهميته في تعزيز التكامل الأمني والعسكري بين شرق وغرب ليبيا. وأكد أن هذه الخطوة تُعد حجر الأساس لإعادة توحيد المؤسسات الوطنية، بما يوفر أرضية آمنة ومستقرة تتيح العمل في مختلف المجالات وتحول دون انزلاق البلاد إلى الفوضى أو الاستغلال الخارجي.
إشادة بإدارة الأصول المجمدةوفي منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ثمن باشاآغا القرار الدولي بالسماح لـالمؤسسة الليبية للاستثمار بإدارة أصولها المجمدة، معتبراً ذلك تعزيزاً للسيادة الليبية على مواردها ودعماً لقدرة مؤسسات الدولة على استثمارها بشكل يخدم مصالح الشعب الليبي.
كما أثنى على الجهود الوطنية التي قادها وزير التخطيط السابق لطاهر الجهيمي ورئيس المؤسسة الليبية للاستثمار علي محمود، والتي أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز، مشدداً على ضرورة حماية هذه الثروات من النهب الممنهج الذي طال المال العام.
دعم جهود محاسبة العابثين بالثرواتأشاد باشاآغا بتجديد ولاية فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات وتحديث معايير إدراج الأفراد والكيانات التي تسهم في زعزعة استقرار ليبيا، لا سيما من خلال التصدير غير المشروع للنفط. وأكد أن هذه الخطوة ضرورية لضمان محاسبة من يعبث بثروات الوطن أو يتلاعب بمقدراته.
دعوة للبناء على القرارات الدوليةدعا باشاآغا كافة الأطراف محلياً ودولياً إلى البناء على هذه القرارات الإيجابية عبر دعم الجهود الرامية إلى:
تسريع توحيد المؤسسات الوطنية. ضمان إدارة الموارد بشكل عادل وشفاف. تحقيق تطلعات الشعب الليبي نحو الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة. خطوات محورية نحو تحقيق التكامل الأمنيتأتي تصريحات باشاآغا في ظل مساعٍ لتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في ليبيا، مؤكداً أن القرارات الأخيرة تمثل خطوات محورية نحو تحقيق التكامل الأمني وإدارة الموارد السيادية بما يخدم الشعب الليبي.