كيف سيستخدم الجيش الأمريكي رصيفا عائما لتوصيل المساعدات إلى غزة؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا حول تخطيط الجيش الأمريكي لبناء رصيف عائم قبالة ساحل غزة، لتوصيل مليوني وجبة يوميّا للفلسطينيين المتضررين من الحرب، وتهدف المبادرة، التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن، إلى التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية دون إرسال قوات عسكرية بشكل مباشر إلى منطقة الحرب.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن البنتاغون أعلن أن الجيش الأميركي يتوقع أن يتيح الرصيف العائم، الذي سيتم بناؤه قبالة ساحل غزة في الأسابيع المقبلة، توصيل مليوني وجبة يوميا للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة، واصفًا خطته لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك دون نشر قوات أمريكية في منطقة الحرب.
وقال الميجور جنرال باتريك رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاغون، للصحفيين، إن بناء الرصيف البحري والجسر الذي يربطه باليابسة سيستغرق ما يصل إلى 60 يومًا، ويتطلب حوالي 1000 جندي أمريكي.
انتقادات لاذعة
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بايدن أعلن هذه المبادرة خلال خطابه يوم الخميس؛ حيث تضاءلت الآمال في وقف آخر لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ خمسة أشهر مع حماس، وتواجه إدارته انتقادات لاذعة للإمدادات الهائلة من الأسلحة الأمريكية التي ساهمت في ارتفاع عدد القتلى المدنيين في الصراع، وهو أحد عناصر "الممر البحري" الأوسع الذي تعهدت الولايات المتحدة ودول أخرى بإنشائه وسط مخاوف متزايدة بشأن الوضع.
إن الحاجة الملحوظة للهيكل العائم هي انعكاس للألغام السياسية، التي أعاقت الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين بسبب القتال.
وأفادت الصحيفة بأن ميناء المياه العميقة الإسرائيلي في أسدود يقع على بعد أقل من 25 ميلًا من غزة، لكن المسؤولين الإسرائيليين رفضوا فتح معبرها الحدودي الشمالي، ويشكل ميناء العريش المصري، جنوب قطاع غزة، نقطة وصول رئيسية للمساعدات، لكن جميع الشحنات يجب أن تمر بعملية تحميل شاقة على الشاحنات التي تسافر إلى موقع تفتيش إسرائيلي، ليتم تفريغها وإعادة تحميلها مرة أخرى لتنضم بعد ذلك إلى خط متزايد من المركبات التي تنتظر دخول الأراضي الفلسطينية.
وبحسب مسؤولين في الأمم المتحدة فإن نحو 576 ألف شخص، أي أكثر من ربع سكان القطاع، على حافة المجاعة، وقالت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع إن 20 شخصًا على الأقل توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف.
كيفية توزيع المساعدات
وأضافت الصحيفة أن قوات أمريكية ستشارك في هذه الجهود، بما في ذلك لواء النقل السابع بالجيش المتمركز في فرجينيا. وستتضمن العملية بناء رصيف عائم في البحر يسمح للسفن بتسليم المساعدات، والتي سيتم بعد ذلك تحميلها على سفن الدعم البحرية وتفريغها على جسر عائم، وسيتم توجيه الجسر المكون من مسارين، والذي يبلغ طوله حوالي 1800 قدم، إلى موقع هبوط على الشاطئ وتأمينه على الأرض من قبل جهات غير تابعة للولايات المتحدة لم يتم تحديدها، وستصل الشاحنات بعد ذلك إلى الجسر لالتقاط ونقل المساعدات.
ووفقًا لرايدر فإن واشنطن تنسق مع دول أخرى في المنطقة والأمم المتحدة ومنظمات إنسانية لتحديد كيفية توزيع المساعدات بمجرد وصولها إلى البر، وقال إن الأفراد الأمريكيين سيبقون إما على الجسر أو على متن السفن.
وردًا على سؤال عما إذا كان البنتاغون يعتقد أن مقاتلي حماس سيستهدفون القوات الأمريكية العاملة في البحر، قال رايدر إن هذا "ممكن بالتأكيد"، وأضاف أنه "إذا كانت حماس تهتم حقًا بالشعب الفلسطيني، فعندئذٍ... نأمل أن تتم هذه المهمة الدولية لتوصيل المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها دون عوائق".
وأوضحت الصحيفة أن المساعدات سيتم توجيهها عبر قبرص؛ حيث ستخضع البضائع للتفتيش من قبل إسرائيل.
وبحسب مسؤول أوروبي كبير الجمعة فإن المساعدات الإنسانية غير الأمريكية إلى غزة عن طريق البحر قد تبدأ في نهاية هذا الأسبوع، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الجيب المحاصر يواجه "كارثة".
وأضافت فون دير لاين أن هذا هو السبب وراء إعلان قبرص والمفوضية الأوروبية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة عن النية في فتح الممر البحري لتقديم كميات إضافية من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
تحديات لوجستية وأمنية
وأكدت الصحيفة أنه من المتوقع حدوث العديد من التحديات اللوجستية والأمنية مع بدء البرنامج، بشأن ما سيحدث بعد وصول المساعدات إلى الميناء، وكيفية نقلها إلى الشاحنات وإخراجها للتوزيع.
إن جهود الإغاثة في غزة تتحمل بالفعل فوق طاقتها؛ حيث لا يزال هناك نقص في الشاحنات والوقود، وبمجرد وصول المساعدات إلى الشاطئ، فإنها ستواجه نفس تحديات التوزيع التي تواجهها المساعدات التي تصل إلى المنطقة عن طريق البر.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الرصيف العائم سلطت الضوء على حدود عملية إسقاط المساعدات جواً، وهي مهمة معقدة تشكل خطراً على المدنيين في الأسفل، ولا توفر إلا قدرًا ضئيلًا نسبيًّا من الإغاثة في وضع مثل الحرب الإسرائيلية في غزة.
وبحسب محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، فإن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 12 آخرون هناك يوم الجمعة، بعد أن تسبب عطل في المظلة في سقوط صندوق محمل على بعض الأشخاص.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الجيش الأمريكي غزة بايدن امريكا غزة بايدن الجيش الأمريكي ميناء عائم صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات إلى فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: الشتاء يفاقم الأزمة الإنسانية بغزة وسط شح المساعدات
صفا
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الاثنين، إن دخول فصل الشتاء يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي يعيشها النازحون في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية إسرائيلية منذ 14 شهرا.
وأضافت مسؤولة الإعلام في الأونروا إيناس حمدان: "يواجه النازحون أوضاعًا مأساوية في ظل الأمطار الغزيرة، والرياح الشديدة، وارتفاع أمواج البحر، مع استمرار النقص الحاد في المساعدات الإنسانية".
وأوضحت أن الكثير من النازحين الذين هُجروا من ديارهم قسرا بفعل الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل"، تضررت خيامهم بفعل الأمطار والرياح وأمواج البحر.
وأضافت: "نحن نتحدث عن ظروف إنسانية مأساوية يعاني منها النازحون من شح المساعدات وغياب مستلزمات الشتاء الأساسية".
وذكرت حمدان أن المواد الأساسية مثل أكياس الدقيق والمواد الغذائية تكاد تكون غير كافية، لافتةً إلى تزايد تردي الأوضاع الإنسانية مع النقص الحاد في القماش المقوى والنايلون التي تستخدم لتوفير مأوى بدائي (خيام) للعائلات النازحة.
وقالت: "خلال الفترة الماضية، وزعنا مستلزمات الشتاء جنوب ووسط القطاع، لكنها لا تلبي سوى جزء بسيط من الاحتياجات الضخمة".
وأشارت إلى أن الأزمة لا تقتصر على المأوى فقط، بل تمتد إلى الجانب الصحي مع النقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوية الضرورية.
وأضافت: "مع وجود قرابة مليون و800 ألف نازح يعيشون في مناطق مزدحمة وغير مؤهلة، يزداد خطر انتشار الأمراض بسبب الظروف المعيشية السيئة ونقص الخدمات الصحية".
ووصفت متحدثة الأونروا المشهد الإنساني في غزة بـ"السوداوي جدًا"، مشددة على الحاجة الملحة لتحرك دولي عاجل لتلبية احتياجات الناس وتخفيف معاناتهم.
ودعت إلى زيادة الضغط على الجهات المسؤولة للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل أكبر، مؤكدة أن الأوضاع الحالية تتطلب استجابة طارئة وشاملة لتجنب كارثة إنسانية أكبر.
وحول ما يتم إدخاله للقطاع من مساعدات، قالت حمدان: "ما يدخل لغزة ولا يزيد عن 30 شاحنة يوميا تعد كمية متواضعة جدًا مقارنة بحجم الاحتياجات الهائل".
وتضيف: "هذه المساعدات الواصلة نقطة في بحر احتياج الفلسطينيين وسط أزمة إنسانية خانقة".
ومع استمرار الإبادة الإسرائيلية على غزة، تتضاعف معاناة النازحين البالغ عددهم نحو 2 مليون نسمة وفق تقديرات فلسطينية، والذين أثقل كواهلهم ثلاثية الحرب والشتاء والجوع.
ومنذ أسابيع، حذرت بلديات قطاع من المشهد المأساوي، إلا أن الإبادة المستمرة والحصار المطبق وانعدام الموارد جعلت من المستحيل تدارك الأزمة.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن نحو 10 آلاف خيمة تأوي نازحين تعرضت للتلف وجرفتها أمواج البحر خلال اليومين الماضيين جراء منخفض جوي يضرب القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 149 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.