نشرت صحيفة "الإيكونوميست" تقريرًا تحدثت فيه عن زخم بناء المدن في جميع أنحاء العالم، والذي شهد النمو الهائل في البنية التحتية الحضرية في العقود الأخيرة، مع ارتفاع عدد السكان والتوسع الحضري.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن أطول مبنى في أفريقيا يرتفع تحت سماء فارغة؛ حيث تقع مدينة في شمال مصر يتوقع المسؤولون أن تستوعب في يوم من الأيام 6.

5 ملايين نسمة، لكنها في الوقت الحالي فارغة في الغالب، مثل الصحراء التي سبقتها.

وأوضحت الصحيفة أن "العاصمة الإدارية الجديدة" في مصر تعد جزءًا من اندفاع بناء المدن؛ حيث تخطط الشركات والحكومات لبناء المزيد من المستوطنات أكثر من أي وقت مضى في فترة ما بعد الحرب، والعديد منها قيد الإنشاء بالفعل.

وقد تم الإعلان عن 91 مدينة في العقد الماضي، منها 15 مدينة في السنة الماضية وحدها. وبالإضافة إلى عاصمتها الجديدة في الشمال، تقوم مصر ببناء خمس مدن أخرى، مع خطط لبناء عشرات أخرى. وتدرس الهند إنشاء ثمانية محاور حضرية. وخارج بغداد في العراق؛ بدأ العمال للتو في وضع حجر الأساس في أول مستوطنة من بين خمس مستوطنات.

وأفادت الصحيفة أن الاقتصادات الناشئة ليست وحدها هي التي تقوم بالبناء، فلقد أمضى المستثمرون في أمريكا سنوات في شراء الأراضي سرًا لمدينة جديدة في كاليفورنيا.

وإلى الشرق؛ جذبت صحاري أريزونا ونيفادا بيل جيتس ومارك لور، وهما مليارديران، ولكل منهما خطط لبناء مدينته الخاصة. وحتى دونالد ترامب، في محاولته لإعادة انتخابه، اقترح عشر "مدن للحرية".


الكثير سيفشل
وفي مراحلها الأولى، العديد من هذه المشاريع سوف تثير السخرية. ويشير التاريخ إلى أن الكثير سوف يفشل، لكن عدد وتنوع المستوطنات قيد الإنشاء يشير إلى أن بعضها سينتصر.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر عظيم. وقد أشاد إدوارد جلايسر من جامعة هارفارد بالمدن باعتبارها أعظم اختراع للبشرية، ويشير إلى أن تكتلات الأموال والمواهب تجعل المجتمعات أكثر ثراء وذكاء وأكثر مراعاة للبيئة.

وبما أن الشركات تقترب من عملائها والناس أقرب إلى وظائفهم؛ فإن المدن المتنامية تولد النمو الاقتصادي. ويعتقد الاقتصاديون أن مضاعفة عدد سكان المدينة يوفر دفعة للإنتاجية بنسبة 2 بالمائة إلى 5 بالمائة. ونظرًا للحاجة الملحة إلى مناطق حضرية جديدة والقيود المفروضة على النمو المادي في المناطق القائمة؛ فإن البدء من جديد يكون في بعض الأحيان قرارًا ذكيًا.

وأضافت الصحيفة أنه في معظم أنحاء العالم الفقير، تؤدي النزاعات على الأراضي، ومدن الصفيح، وضعف البنية التحتية إلى خنق التنمية. وسوف تتفاقم المشكلة مع تضخم المناطق الحضرية بمقدار 2.5 مليار نسمة إضافية بحلول سنة 2050، وفقًا لتوقعات الأمم المتحدة، مع ظهور سكان الحضر الجدد في المناطق التي تعاني فيها المدن بالفعل من ضغوط شديدة. ويأمل البناة أن تساعد المدن الكبرى الجديدة في تخفيف الضغط.

وبينت الصحيفة أن مدن العالم الغني تعاني من مشاكل خاصة بها؛ حيث إن الدافع لإنشاء مدينة جديدة خارج سان فرانسيسكو - وهو مشروع يحمل عنوان "كاليفورنيا للأبد" - جاء ذلك من "النقص الملحوظ في المساكن" على الساحل الغربي لأمريكا، كما يقول جان سراميك، الذي يقود مجموعة من مستثمري وادي السيليكون لتحقيق ذلك. وإذا تمت الموافقة على المشروع؛ فسوف تستوعب المدينة ما يصل إلى 400 ألف ساكن على مساحة 60 ألف فدان مما أصبح الآن أرضًا زراعية. والبدء من جديد هو جزء ضروري من الحل لنقص الإسكان، كما يقول سراميك، مستشهدًا بالتكاليف المرتفعة لتجديد البنية التحتية القائمة.

وذكرت الصحيفة أن كاليفورنيا للأبد تعد من بين مجموعة من المدن المخططة التي تهدف أيضًا إلى تحسين الحياة الحضرية، ويقوم المطور بترويج الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية حيث يمكن للسكان الوصول إلى المدارس والوظائف والمحلات التجارية بدون سيارة.


 لقد قرر بناة المدن اليوم أن سهولة المشي - أو ما يسمى أحيانا "مدينة الـ 15 دقيقة" - هي نقطة بيع حاسمة. وتروج بعض المدن، مثل دوليرا في الهند، وبلمونت التي يملكها بيل جيتس في أريزونا، لما يسمى "المدن الذكية"، التي تستخدم أجهزة الاستشعار لتوجيه السكان بعيدًا عن حركة المرور أو إخبارهم بالوقت الأكثر ملاءمة للبيئة للاستحمام.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض المشاريع تتضاعف كتجارب اجتماعية، فمدينة تيلوسا التي أنشأها لور (المقتبسة من الكلمة اليونانية التي تعني "الغرض الأعلى") سوف تتخلص من الملكية الخاصة للأرض، والتي سيتم الاحتفاظ بها بدلًا من ذلك في صندوق ائتماني مجتمعي، مع إنفاق الأموال المتولدة من تأجيرها على الخدمات العامة. وقد جمعت كلمة "براكسيس" (كلمة يونانية أخرى تعني "النظرية في الممارسة") 19 مليون دولار وجمعت قائمة انتظار للمقيمين المحتملين الذين يريدون "خلق مستقبل أكثر حيوية للإنسانية" في البحر الأبيض المتوسط. وتقوم شركة خاصة ببناء منطقة بروسبيرا، وهي منطقة اقتصادية تحررية خاصة تقبل العملات المشفرة في هندوراس، وتتمثل مهمتها في "تعظيم الرخاء البشري".

وأفادت الصحيفة أن رأس المال الوفير وأسعار الفائدة المنخفضة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للسياسيين سمح بالاقتراض بسعر رخيص. ورغم أن المعدلات أصبحت الآن أعلى؛ فإن الحماس للبناء لا يزال قائمًا؛ حيث تنسخ البلدان من بعضها البعض. ويحرص القادة على استخدام الموارد المالية للدولة لإعادة تشكيل الاقتصادات المحلية، ويعتقدون أن المدن الجديدة ستساعد.

بيوت مبنية على الرمال
واستعرضت الصحيفة مشروع محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، والذي يسعى لاجتذاب العديد من المدن الكبرى الجديدة اللامعة الصناعات التي تفتقر إليها بلاده، مثل الخدمات المالية والتصنيع والسياحة. وستكون نيوم، المدينة المكونة من مبانى على مساحة 170 كيلومترًا في الصحراء، جوهرة التاج.

ووفق الصحيفة؛ فقد تم تصميم العاصمة الإدارية الجديدة في مصر خصيصًا لتلائم الآلية البيروقراطية للدولة؛ وتأمل الحكومة أن تقلل الازدحام في القاهرة. وتضم المدينة بالفعل المثمن المهيب التابع لوزارة الدفاع - ويجب عدم الخلط بينه وبين البنتاغون الأمريكي - والذي يمتد على مساحة كيلومتر مربع. وفي إندونيسيا، يقوم العمال بإزالة الغابات لإنشاء العاصمة الجديدة نوسانتارا. وبالنسبة لزعماء مثل جوكو ويدودو من إندونيسيا وعبد الفتاح السيسي من مصر، تعد العاصمة الجديدة بإرث، والكثير من الوظائف والقدرة على إبقاء الناخبين على مسافة بعيدة.


وفي بلدان أخرى، يكون لدى الحكام طموحات أكثر خصوصية قليلاً؛ حيث تخطط السلفادور لبيع سندات تُدفع بالبيتكوين من أجل تمويل مدينة مشفرة. وقالت مملكة بوتان في كانون الأول/ ديسمبر إنها ستبني "مدينة الوعي الذهني"، مع أحياء مصممة على الأنماط الهندسية المتكررة لماندالا، وهو رمز بوذي. وكان ظهور شركة هندسة البناء الحكومية الصينية، التي يقوم عمالها ببناء مدن في أفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، سببًا في خفض تكاليف كل المشاريع العملاقة، سواء كانت خيالية أو مبتذلة.

وشددت الصحيفة الأمير محمد سيعتمد على ثروات مملكته النفطية لدفع ثمن مشروع نيوم بتكلفة أولية تبلغ 319 مليار دولار، لكن الحماس والمال يمكن أن ينفدا، والمشاريع الضخمة يمكن أن تصبح فيلة بيضاء. فالعمل في العاصمة المصرية التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار تباطأ مع تعثر اقتصاد البلاد، كما تخلف المطور الصيني وراء مشروع فورست سيتي الماليزي عن السداد في سنة 2023، حتى قبل أن ينتقل السكان إليه.

وبحسب الصحيفة؛ يشير التاريخ إلى خصائص مشتركة بين المشاريع الناجحة. ومن الممكن أن تساعد مؤسسات الدولة في إرساء المدن، كما أظهرت برازيليا (في البرازيل) وشانديجاره (في الهند) في القرن العشرين. ورغم أن البلدين واجها مشاكل، إلا أن الناس في البرازيل والهند يؤيدونها بشدة. وينمو عدد سكان برازيليا بنسبة 1.2 بالمائة سنويًا، أي أكثر من ضعف المعدل الوطني. وتعد شانديغار، عاصمة الولاية، الآن رابع أغنى منطقة في الهند على أساس الفرد.

وشددت الصحيفة على أن المستقبل أقل تأكيدًا بالنسبة للمدن التي لا تستطيع الاعتماد على دافعي الضرائب لتوفير فرص العمل ودفع الفواتير، ولكن يبدو أن كاليفورنيا للأبد وتاتو تعتمدان على أفكار معقولة. وكما يقول جينينجز، الشيء الحاسم هو التركيز على إصلاح "الأشياء المملة"، مثل الطرق والصرف الصحي، من أجل إنشاء مدينة خضراء وقابلة للمشي، ولكنها ليست ذكية بشكل خاص.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم العالم العاصمة الإدارية المدن الجديدة العالم العاصمة الإدارية التطوير المدن الجديدة حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الإسكان يتابع سير العمل بهيئة المجتمعات العمرانية وأجهزة المدن الجديدةالمدن الجديدة وخطط العمل المستقبلية


عقد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، رئيس مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، مساء أمس اجتماعا موسعا مع مسئولى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لمتابعة سير العمل بالقطاعات المختلفة بالهيئة وأجهزة المدن الجديدة، وخطط العمل المستقبلية.

وفي مستهل الاجتماع، أكد المهندس شريف الشربيني، لمسئولي الهيئة أهمية تحقيق مستهدفات الوزارة والتي تتمثل في تعظيم الموارد وتنوع مصادر الإيرادات، مشيرا إلى ضرورة وضع خطة للعمل خلال الفترة المقبلة بكل قطاع من قطاعات الهيئة، لتقييم الأعمال وزيادة الموارد وتعظيم الاستفادة من الوحدات والأراضي، وزيادة معدلات الأداء بالمواقع، حيث لوحظ خلال الجولات التفقدية بعددٍ من المشروعات، أننا بحاجة لبذل مزيد من الجهد الكبير لدفع عجلة العمل بعددٍ من القطاعات ومتابعة عن كثب لمختلف الأعمال الجاري تنفيذها لتحقيق المستهدف والتحرك على الأرض، مؤكدًا أنه سيتم توفير مختلف الاحتياجات المالية والدعم الفني لهذه المشروعات لدفع عجلة الأعمال.

وتطرق الاجتماع إلى ملف الحوكمة، حيث تم العمل في قطاع التخطيط والمشروعات بالهيئة وفقًا لهذا التوجه، مؤكدًا ضرورة تطبيق الحوكمة على باقي القطاعات ولا سيما المعاملات الممتدة لفترات طويلة، بجانب إعادة الهيكلة وخلق جيل ثانٍ من القيادات لتولي المسئولية.

ووجه الوزير مسئولي الهيئة بأنه لا بد أن يتم العمل على مبادرات ومشروعات جديدة تعمل الهيئة على تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى إطلاق مبادرة بعنوان" بيتك في مصر" للمصريين بالخارج، وموجها بإعداد خطة للترويج اللازم لتلك المبادرة، والمشروعات السكنية الأخرى التي تناسب مختلف شرائح الدخل.

وقال الوزير إن الطرح الأخير للمبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، شهد إقبالا كبيرا من المواطنين ولهذا يجب أن يتم العمل على زيادة المشروعات ضمن المبادرة لتلبية الطلب المتزايد على الوحدات.

وفيما يتعلق بمشروع تطوير البحيرات جنوب الطريق الدولي الساحلى، ومشروعات الساحل الشمالى وجه الوزير بدفع الأعمال بها وضرورة الانتهاء من المخططات الاستراتيجية لجميع الأراضي التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية في الساحل الشمالي الغربي.

وخلال الاجتماع، أكد الوزير ضرورة تقييم أداء شركات التسويق لتحقيق المستهدف وتعديل الخطط التسويقية عند الحاجة، بحيث يكون هناك تأثير إيجابي ينعكس على المواطن المصري عن طريق عدد من المبادرات الجديدة.

كما استعرض الوزير خلال الاجتماع جميع التحديات التي تواجه عددًا من المشروعات لتذليلها ودفع العمل بها للانتهاء من المشروعات الجاري تنفيذها في أسرع وقت.

وأصدر المهندس شريف الشربيني، حزمة من التكليفات، لمسئولى القطاعات المختلفة بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، من أجل تعظيم الموارد من خلال الأفكار والحلول غير التقليدية، لضمان استدامة معدلات التنمية بالمدن الجديدة، والتركيز على إنهاء المشروعات ذات الأولوية، وزيادة عوامل الجذب لرفع معدلات الإشغال والسكن بالمدن الجديدة، وتوفير مختلف الخدمات لسكانها، ورصد المشكلات والعقبات ومواجهتها قبل أن تتفاقم، ووضع الحلول المناسبة للتعامل معها.

وكلف وزير الإسكان، بضغط معدلات تنفيذ وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" للانتهاء من الوحدات وتسليمها لمستحقيها، وحصر قطع الأراضى السكنية الشاغرة بجميع المدن الجديدة، ووضع خطة لطرحها، والعمل على إتاحة قطع أراض استثمارية لتلبية كل الطلبات المقدمة من المستثمرين، وخلق فرص استثمارية جديدة، من أجل تعظيم الموارد المالية للهيئة، ودراسة حجم الطلب والإقبال على الأراضى والوحدات بالمدن الجديدة، ووضع محفزات بالمدن التى تشهد ضعفا فى الإقبال عليها.

مقالات مشابهة

  • حصاد وزارة الشباب فى 2024 ومستهدفات العام الجديد.. طفرة كبيرة بالمشروعات الرياضية.. وجيل جديد من المنشآت الذكية فى العاصمة الإدارية
  • طفرة نقل غير مسبوقة.. مشروعات عملاقة ترسخ رؤية الجمهورية الجديدة
  • استشاري تخطيط عمراني: إنشاء 14 مدينة جديدة و10 مجمعات صناعية لدعم تنمية الصعيد منذ 2013
  • وزير الإسكان يتابع سير العمل بهيئة المجتمعات العمرانية وأجهزة المدن الجديدةالمدن الجديدة وخطط العمل المستقبلية
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي
  • وزير خارجية تركيا يكشف الملفات التي ناقشها مع الشرع في سوريا
  • السعودية تدين حادثة الدهس التي وقعت بأحد أسواق مدينة ماغديبورغ الألمانية
  • ثالث أكثر المدن تلوثًا في العالم: سراييفو تغرق في الضباب السام
  • رابطةُ العالَم الإسلامي تُدين عملية الدهس التي وقعت في مدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا