الأهرامات عجائب مصر التي خلدت ذكر الفراعنة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
قبور تاريخية تحمل أسماء الملوك الذين دفنوا فيها، شكلّت جزءا لا يتجزأ من التراث المصري القديم، فكانت محط اهتمام الباحثين وجدل المؤرخين منذ اكتشافها، وهي من أهم أسباب الجذب السياحي لجمهورية مصر العربية، كما أن أحدها من عجائب الدنيا السبع.
الموقعيوجد في مصر أكثر من مئة هرم قديم، إلا إن أشهرها وأكبرها هي الأهرام الـ3 "خوفو" و"خفرع" و"منقرع"، التي تقع على هضبة الجيزة في محافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل، على بعد 15 كيلومترا فقط من وسط القاهرة، حيث اعتقد المصريون القدماء بأن الناحية الغربية ترمز لعالم الموتى كون الشمس تغرب فيها فخصصوها لمدافنهم، وأن الناحية الشرقية ترمز لعالم الأحياء لذلك بنوا مدنهم فيها.
وبنيت على المرتفعات، لتجنب وصول مياه نهر النيل إليها حال فيضانه، وبالقرب منه لتسهيل عملية نقل الحجر الجيري، كما تم اختيار منطقة صخرية متينة من الهضبة الصحراوية للبناء فيها لتوفير الدعم وحمايتها من الانهيار أو التصدع.
البناءبنيت نظريات عديدة حول بناء الأهرامات، إلا إنّ علماء المصريات يؤكدون أن المصريين القدماء هم من بنوها بدءا من عصر الدولة القديمة، إذ اعتقد فراعنة مصر أنهم سيصبحون آلهة بعد موتهم، فأقاموا معابد ومقابر هرمية ضخمة لأنفسهم مليئة بكل ما يحتاجون في العالم الآخر.
أما أهرامات الجيزة فقد تم بناء أكبرها في عهد الفرعون خوفو في الفترة ما بين 2551 و2528 قبل الميلاد، كما بنيت الأخرى في عهد كل من خفرع الذي حكم في الفترة ما بين 2520 و2494 قبل الميلاد، ومنقرع الذي حكم في الفترة ما بين 2490 و2472 قبل الميلاد.
وتدريجيا توقف الفراعنة عن بنائها خلال عصر الدولة الحديثة، الذي استمر في الفترة ما بين 1550 قبل الميلاد و1070 قبل الميلاد، واختاروا الدفن بدلا من ذلك في وادي الملوك، الذي يقع على بعد حوالي 483 كيلومترا جنوبي الجيزة، كما يشير العلماء إلى أنها لم تكن آنذاك هياكل معزولة، بل كانت جزءا من مجمع معماري.
كما أن هنالك آراء تقول إن "الآلهة" هي التي بنتها، وأخرى ترجعها إلى المستعبدين من اليهود، بينما يقول آخرون إنها بنيت على يد الجن المسخر لخدمة نبي الله سليمان عليه السلام، إلّا إنه لا دليل ملموسا يدعم هذه الفرضيات.
وبداخلها توجد مقابر الملوك والمسؤولين عن تكاليف بناء الأهرامات وتنفيذها، من المهندسين المعماريين والقادة العسكريين والكهنة وكبار مسؤولي الدولة، الذين كانوا يديرون البلاد، وكانوا يحرصون على التأكد من أن الموارد المالية كافية لبناء تلك المقابر الملكية الضخمة، أملا بأن تخلّد إلى الأبد.
هرم الملك خوفوأكبر الأهرام المصرية، وأشهرها وأطولها وأحد عجائب الدنيا السبع، كان ارتفاعه يبلغ نحو 481 قدما، وتآكلت أجزاء منه حتى تراجع ارتفاعه إلى نحو 455 قدما.
يُعتقد أنه بني بين عامي 2589 و2566 قبل الميلاد، من الحجر الجيري المحلي، كما كان يغطى قديما بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة، ويعتقد أن أحجار الكساء جلبت من محاجر طرة التي كانت تحوي أجود أصناف الأحجار الجيرية، عن طريق مراكب تصل حتى الهرم.
ورغم كل الأبحاث والدراسات التي أجراها علماء الآثار على مدى عقود، فإن طريقة بنائه غير مؤكدة، رغم التوقعات بمشاركة عشرات الآلاف في ذلك طوال سنوات البناء، ويقدر عدد كتله الحجرية بحوالي 2.3 مليون كتلة، يتراوح وزن كل منها بين 2.5 إلى 15 طنا في المتوسط.
هرم خفرعالهرم الأوسط بين أهرامات الجيزة الثلاثة، بناه الملك خفرع، رابع ملوك الأسرة الرابعة ابن الملك خوفو، وجعل مقبرته مطلة على المناظر الطبيعية.
ويعود بناؤه إلى الفترة ما بين 2558 و2532 قبل الميلاد. بلغ ارتفاعه قديما نحو 471 قدما، ولتعويض الفرق في الحجم بينه وبين هرم خوفو، تم بناؤه على أرض أكثر ارتفاعا.
هرم منكاورع أو منقرعأصغر أهرامات الجيزة الثلاثة، بُني بين عامي 2540 و2520 قبل الميلاد، ودفن فيه ابن خفرع الملك منقرع، بلغ ارتفاعه في الأصل 218 قدما، وتوجد بجواره 3 أهرامات صغيرة الحجم خصصت للملكات.
بني من الحجر الجيري، ولكن منقرع اختار أن يبنى الجزء الأسفل منه من الغرانيت الذي كان يجلب من أسوان جنوبي مصر عن طريق نهر النيل، ويحتوي زخارف فريدة من نوعها، وله سقف مقبب في غرفة دفنه.
الأهرامات من الداخلأتيح للعلماء اكتشاف جوانب حياة المصريين القدماء، من خلال الصور والنقوش والنصوص الهيروغليفية الموجودة على جدران الأهرامات، إضافة إلى منحوتات تُجسد عملية بنائها والأدوات التي استخدمت في ذلك.
كما احتوت على كنوز ومجوهرات ثمينة كانت تزيّن توابيت الملوك، إلى جانب الحجرات، والممرات، والتوابيت المزخرفة، وأعضاء وأجساد الفراعنة والنبلاء المحنّطة.
الأثر الاقتصاديتعتبر من أبرز عوامل الجذب السياحي لمصر، وأحد أهم مصادر الدخل القومي فيها، ففي عام 2010 حققت واردات السياحة أعلى رقم في تاريخها إذ بلغت 12.5 مليار دولار، من خلال 14.7 مليون زائر، وخلال السنة المالية 2021-2022، بلغت إيراداتها 10.7 مليارات دولار، بحسب بيان البنك المركزي المصري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحجر الجیری قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
توصيات عاجلة من سياحة النواب بشأن أحجار الهرم الأكبر
عقدت لجنة السياحة بمجلس النواب برئاسة النائبة نورا علي، اجتماعًا لمناقشة آخر مستجدات تخطيط وتطوير المنطقة السياحية بأهرامات الجيزة.
حضر الاجتماع الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ورئيس قطاع الآثار (ممثلين عن وزارة السياحة)، وممثلون عن وزارة قطاع الاعمال العام منهم مستشار الوزير للشئون البرلمانية، والعضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للسياحة والفنادق، والعضو المنتدب التنفيذي لشركة مصر للصوت والضوء.
وقالت النائبة نورا علي، إن مشروع تطوير منطقة الأهرامات من المشروعات القومية الكبرى التي تسهم في تحسين الاقتصاد وزيادة الإيرادات السياحية، وتحسين جودة الخدمات التي يحصل عليها السياح؛ ما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار.
وأضافت أن هذه المنطقة الأثرية تعد الأضخم والأعظم على مستوى العالم، وبالتالي الانتهاء من تطويرها يحتاج إلى سرعة خاصة بالتزامن مع التشغيل التجريبي للمتحف الكبير تمهيداً لافتتاحه رسمياً، بجانب مع ما توليه الدولة من الاهتمام بالمنطقة باعتبارها من أهم المقاصد السياحية والاثرية والثقافية على مستوى العالم.
وتابعت: "وبالتالي الانتهاء من تطوير منطقة الأهرامات وتوفير الخدمات الأساسية للزوار بدايةً من دخول منطقة الأهرامات وحتى انتهاء الزيارة يحقق استمتاع الزائر بكل لحظة في هذا المقصد العظيم، ويتماشى مع رؤية الدولة لتحقيق 30 مليون سائح بحلول 2028 ".
وأشارت إلى الفيديو المنتشر بشأن اجراء تكسير أو ترميم في جدران الهرم قائلة: "ألم يكن من الممكن إجراء تلك الأعمال في وقت مبكر بعيدا عن موعد زيارات الجمهور أو السائحين للأهرامات مع التنويه بوضوح عن تلك الاعمال منعا لهذا اللغط".
وتساءلت عن الموعد النهائي لأعمال التطوير وماذا تم بالنسبة للخيول والجمال وانتشار الباعة الجائلين، ومشكلة دورات المياه وتطوير المنطقة الواقعة بين المتحف الكبير والأهرامات، ومدى الاستعانة بشركة للدعاية للمزارات الأثرية حول العالم.
من جانبه أجاب الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، أنه يجرى حاليًا تحقيق موسع بشأن الأعمال التي حدثت في جدران الهرم، وأن ما حدث هو خطأ غير مسبوق، مشيرًا إلى أن بدء التشغيل التجريبي لمنطقة الهرم يحتاج ثلاثة عناصر؛ منها تخصيص مسار للباعة الجائلين، وتوفير سيارات صديقة للبيئة، ونقل المدخل الحالي واستخدام مدخل الفيوم.
وتابع: "فيما يتعلق بالباعة الجائلين والخيالة وأصحاب الجمال تم الاتفاق على عمل مسار فيما بين منطقة البانوراما وأرض التريض وستزود المنطقة بترابيزات للباعة، وأن اوراسكوم سوف تتعاقد لتوفير سيارات صديقة للبيئة للتشغيل التجريبي".
وأردف: "بالنسبة للبوابات للدخول والخروج من المنطقة تم الانتهاء من كل ما طلبته الشرطة للتأمين وأن الجزء الأمني تم الانتهاء منه تماما، ولديهم الان مدخلان جاهزان للافتتاح تماما، المدخل القديم والمدخل الحديث على طريق الفيوم".
وفي نهاية الاجتماع وبعد مناقشات مستفيضة أصدرت اللجنة عددًا من التوصيات العاجلة، جاء منها:
مراعاة أن تتم أي أعمال ترميم أو إزالة آثار ترميم بعيدا عن مواعيد الزيارات، وسرعة الانتهاء من تطوير المنطقة وتشغيلها بشكل متكامل، وتخصيص المنطقة الحضارية لتنظيم استخدام عربات الحنطور والكارتة والخيل والجمال بعيداً عن المنطقة الأثرية.
كما أوصت بوضع تسعيرة موحدة ومواصفات واشتراطات صحية وبيئية وفنية لكل من العربات والدواب، والتزام السائقين بزي موحد، وتخصيص مساحة للبائعين الجائلين، والتنسيق مع القابضة للمطارات لتخصيص مادة ترويجية لمنطقة الأهرامات على شاشات العرض في كافة المطارات، وعقد دورات لجميع العاملين في المنطقة لتدريبهم على سلوكيات التعامل مع السائح.