صحيفة بريطانية: الحرب على غزة تقسم أوروبا
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
سرايا - قال الكاتب البريطاني توني باربر -في مقال له بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية- إن الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 5 أشهر ما انفكت تربك الدبلوماسية الأوروبية، وتزعزع الرأي العام، وتُلهب السياسات المحلية في كل دولة.
ولفت إلى أن الحقيقة المُرة هي أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه الكثير لكي يفعله لتحديد مآلات الصراع الذي كلما طال عانت أوروبا من تداعياته.
وذكر أن التأثيرات السياسية الناجمة عن الحرب في غزة تمتد إلى أبعد من أوروبا، وتحديدا إلى الدول الديمقراطية الأخرى لا سيما الولايات المتحدة.
** تحذير
وزاد الكاتب أن الفوز المريح الذي حققه الرئيس جو بايدن بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغان الشهر الماضي كان مصحوبا بتحذير مفاده أن العديد من العرب الأميركيين وناخبين آخرين تخلوا عن تأييده بسبب دعمه الكامل "لإسرائيل".
ولا تقل تداعيات تلك الحرب خطورة في أوروبا، فهي تعكس انقساما سياسيا جديدا يمتد عبر 3 مجموعات على الأقل في دول الاتحاد الأوروبي، وينم عن فجوة آخذة في الاتساع بين مواقف الحكومات والرأي العام.
ووفقا للمقال، فإن الضرر الذي لحق بالدبلوماسية الأوروبية في الشرق الأوسط وخارجه يتخذ أنماطا متعددة. فالحرب في غزة وجهت، أولا، ضربة لمحاولات الحكومات الأوروبية استقطاب بقية دول العالم لمساندة أوكرانيا في حربها "للدفاع عن النفس" ضد روسيا.
ويرى الكاتب أن امتناع أوروبا -عن اتخاذ خطوات ملموسة لكبح جماح العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في غزة- أكد تهمة أن الغرب يكيل بمكيالين، ويتعامل مع جهوده في دعم أوكرانيا باعتبارها نضالا من أجل مستقبل النظام الدولي القائم على القواعد والقوانين، بينما يحجم عن محاسبة "إسرائيل".
** علامة استفهام
وتطرح الحرب، ثانيا، علامة استفهام تتعلق بمصداقية "القوة الناعمة" لأوروبا، التي ينظر إليها في الغالب على أنها أداة مهمة لقارة تفتقر إلى حد ما إلى ثقل عسكري.
واستشهد الكاتب على ذلك بمقال جيمس لينش من منظمة العفو الدولية، كتبه للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أكد فيه أن القوة الناعمة لأوروبا تنبع من ازدهارها الاقتصادي وقيمها الاجتماعية المرتبطة به.
والنمط الثالث للأضرار التي لحقت بالدبلوماسية الأوروبية -برأي باربر- يتمثل في انقسام الحكومات الأوروبية في ما بينها، وقد تجلى ذلك في تصويتها على قرارين للجمعية العامة للأمم المتحدة صدرا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودعا التصويت الأول إلى هدنة -وليس وقفا لإطلاق النار- في غزة، حيث أيدته 8 من دول الاتحاد الأوروبي، واعترضت عليه 4، وامتنعت 15 أخرى عن التصويت.
وفي التصويت الثاني، الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، أيدت القرار 17 دولة، واعترضت اثنتان، وامتنعت 8 عن التصويت.
** انقسامات عميقة
وفي إجابته عن الأسباب التي تجعل تلك الانقسامات الأوروبية عميقة إلى تلك الدرجة، يعتقد الكاتب أن جزءا منها ضاربة جذورها في تاريخ كل دولة عضو بالاتحاد الأوروبي منذ الفترة ما بين عامي 1918-1939 حتى النصف الأخير من القرن العشرين.
وأورد المقال مثلا على تضارب مواقف دولتين أوروبيتين تجاه هذا الصراع هما إسبانيا وجمهورية التشيك، فالأخيرة من غلاة الداعمين لإسرائيل بالاتحاد الأوروبي، في حين أن الإسبان من أشد المؤيدين للفلسطينيين.
وفي استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" في نوفمبر/تشرين الثاني، أبدى ما بين 24 و31% من المستطلعة آراؤهم في 7 دول أوروبية (الدانمارك، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، السويد، بريطانيا) تعاطفا مع طرفي صراع الشرق الأوسط، وقال 27 إلى 37% إنهم لا يعرفون.
ومن المؤشرات الأخرى لهذا الاستطلاع، أنه كشف عن اتجاهات معينة بالرأي العام في أوروبا الغربية، فقد اتضح أن الناخبين الشبان (حتى سن 29 عاما) هم أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين، على عكس الأكبر سنا -(لا سيما ممن تتجاوز أعمارهم 45 عاما)- الذين يميلون إلى تأييد "إسرائيل".
إقرأ أيضاً : فجر أول أيام رمضان في غزة .. غارات الاحتلال وحرب التجويع مستمرةإقرأ أيضاً : ألمانيا تستعد لأسبوع جديد من الإضرابات في السكك الحديد والطيرانإقرأ أيضاً : نتنياهو يقرر بأن اقتحام الأقصى في رمضان سيتخذ بتعليمات منه
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة روسية: مسيّرة متطورة تدخل الخدمة وستؤثر في الحرب
كشفت صحيفة إزفيستيا الروسية عن استلام القوات المسلحة الروسية مسيّرة جديدة متعددة الوظائف تدعى صوفا-13، وقالت إنها تتفوق على نظيراتها من الدول الأخرى من حيث الخصائص التقنية وانخفاض تكلفة الإنتاج.
وذكرت الكاتبة يوليا ليونوفا في تقريرها إن المسيّرة الجديدة من ابتكار خبراء مكتب تصميم سيمبيرسك "بيرانا"، وهو الذي صنع مسيّرة "بيرانيا 10" التي باتت تعرف بـ"مدمّرة دبابات أبرامز" خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: هل معاهدة كامب ديفيد للسلام في خطر؟list 2 of 2وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقبend of listوأضافت الكاتبة أن صوفا-13 يمكنها العمل كمُرسل إشارة للمسيّرات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تتميز بتصميم معياري يخول إعادة تجميعها مباشرة في الخطوط الأمامية للعمل على تردد مختلف، وهي خطوة بالغة الأهمية في ظل استخدام أوكرانيا المكثف لوسائل الحرب الإلكترونية، وفقا للكاتبة.
خصائص فريدةوأضافت يوليا ليونوفا أن المسيّرة الجديدة تخوّل للقوات الروسية إجراء استطلاع لأكثر من ساعة ونصف بجودة فيديو عالية، مع إمكانية التوقف في الجو والحفاظ على الموقع.
ووفقًا للمطورين، تعمل صوفا-13على الترددات القياسية 5.8 غيغاهرتز، بالإضافة إلى ترددات خاصة وفريدة، وتتيح هذه الخصائص الحفاظ على السيطرة في الظروف الصعبة والتقليل من مخاطر التشويش على الاتصالات من خلال وسائل الحرب الإلكترونية.
إعلانونقلت الكاتبة عن مدير العلاقات العامة في شركة بيرانيا، قوله إن الإشارة الرقمية للفيديو تتحول إلى إشارة تناظرية تُنقل إلى المشغّل، مما يعقّد مهمة التشويش عليها.
تقنية متطورةويقارن مسؤول الشركة المصنعة هذه التقنية بالفرق بين التلفزيون الرقمي والتلفزيون التناظري، قائلا: "في التلفزيون الرقمي، إذا فُقدت حزمة بيانات واحدة، تصبح الشاشة سوداء بالكامل، أما في النظام التناظري، حتى في حالة التشويش، سيعرض التلفزيون الصورة، ولو كان يتخللها بعض التشويش".
كما يمكن تجهيز صوفا-13 بكاميرا حرارية ووحدات دوارة وكاميرتين في آنٍ واحد، مما يعزز قدراتها على الاستطلاع والمراقبة.
وأكدت الكاتبة أن المسيّرة الجديدة تتفوق على نظيراتها الأجنبية من حيث المواصفات التقنية، كما أنها منخفضة التكلفة مقارنة بالمسيّرات الصغيرة الأخرى.