صدفة غريبة تمنع إطلاقه.. 3 روايات مختلفة تكشف مراحل ظهور مدفع رمضان
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
يعد أحد الشواهد التاريخية لبدء شهر رمضان، وهو مدفع كان يستخدم كإعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة عن هذا الموعد، وهو تقليد متبع في العديد من الدول الإسلامية؛ بحيث يتم إطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس؛ معلنًا انتهاء الصوم خلال شهر رمضان،
وعلى الرغم من توقفه طوال 30 عامًا، إلا أنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.
كان المسلمون في بادئ الأمر أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، يفطرون عند سماع الأذان من الصحابيان بلال بن رباح، وابن أم مكتوم، واستمر هذا الوضع حتى ظهر بالصدفة مدفع الإفطار إلى الوجود.
كان المدفع في بادئ الأمر يعمل بالذخيرة الحية، ولكن بعد اقتراب الزحف العمراني المجاور للقلعة، توقف عن الضرب حفاظًا على سكان القاهرة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي توقف فيها.
ظهر مدفع شهر رمضان لأول مرة عندما انطلقت من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، بالصدفة، قذيفة مدفعية دوت في سماء القاهرة عندما كان أحد الجنود يقوم بتجربة أحد المدافع، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان في أواخر القرن الخامس عشر.
وظن الناس أن الحاكم تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره، وعندما رأى سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.
وانتشرت بعد ذلك الفكرة من القاهرة إلى العديد من الدول العربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم، فأصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.
أعيد تشغيل المدفع مرة ثانية، لكن باستخدام ذخيرة فشنك "كتلة من البارود تعطى صوت مرتفع فقط" ثم توقف في عام 1992، حفاظًا على التراث المعماري الأثري لأسوار القلعة خوفًا من تأثير قوة الصوت وتفريغ الهواء على جدران القلعة، وكانت هذه هي المرة الثانية التي يتوقف فيها.
وفي عام 2021 بعد مرور 30 عامًا من توقفه، أحيت وزارة السياحة والآثار هذا التقليد بتشغيله مرة أخرى، لأنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، ولكن بشكل رمزي بطريقة تضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة، وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع يصل لمسافة بعيدة مع سماعات لإخراج صوت مماثل لصوت المدفع، ولكنه تعطل في العام التالي لإصلاحه.
أكد الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الاسلامية بوزارة السياحة والآثار السابق، أن مدفع الإفطار بقلعة صلاح الدين الأيوبي، كان يعمل بدون استخدام ذخيرة حية، وكانت مجرد ذخيرة صوتية فقط.
وأوضح أنه تعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان، إلا أنها جميعا تؤكد أنها نشأت فى مدينة القاهرة، تحديدًا بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.
وتروي إحدى القصص، أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم، حين أراد أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام 1467، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.
وهناك قصة أخرى، تقول إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد اضيف إطلاقه فى السحور والأعياد الرسمية.
أما الرواية الثالثة، تقول إن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة، في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس و أذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان.
كان هناك ستة مدافع في القاهرة حتى وقت قريب، موزعة على أربعة مواقع، اثنان في القلعة، ومثلهما في العباسية، وواحد في مصر الجديدة وآخر في حلوان، تطلق مرة واحدة من أماكن مختلفة بالقاهرة حتى يسمعها كل سكانها.
وكانت هذه المدافع تخرج في صباح أول يوم من رمضان في سيارات المطافئ لتأخذ أماكنها المعروفة، ولم تكن هذه المدافع تخرج من مكانها إلا في خمس مناسبات، وهى رمضان والمولد النبوى وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية وعيد الثورة، وكان خروجها في هذه المناسبات يتم في احتفال كبير، حيث تحمل على سيارات تشدها الخيول، وكان يراعى دائما أن يكون هناك مدفعان في كل من القلعة والعباسية خوفا من تعطل أحدهما.
ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هى مدفع ماركة كروب إنتاج عام 1871 عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود فى الفوهة والأخر لاطلاق القذيفة.
أكد الخبير السياحي الدكتور عبدالرحيم ريحان، أن أسباب توقف مدفع شهر رمضان في بعض الأعوام بسبب الحروب التي خاضتها مصر ومنها حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر مما أدى إلى إهمال عمل المدفع حتى عام 1983، عندما صدر قرار من وزير الداخلية المصرى بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى ومن فوق قلعة صلاح الدين الأثرية جنوب القاهرة، ولكن استمرار شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع أدى لنقله من مكانه خصوصًا أن المنطقة بها عدة آثار إسلامية هامة.
وكان يطلق المدفع من فوق هضبة المقطم، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية ويقوم على خدمة المدفع أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شهر رمضان قلعة صلاح الدين الأيوبي بقلعة صلاح الدین الأیوبی أول یوم من رمضان موعد الإفطار إطلاق المدفع مدفع رمضان مدفع ا
إقرأ أيضاً:
المقاومة تؤكد حرصها على استكمال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار
سرايا - جدد رئيس المجلس القيادي في حركة حماس، محمد درويش، السبت، التأكيد على حرص الحركة على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، وصولا لوقف إطلاق النار الشامل والدائم وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من القطاع وإعادة الإعمار ورفع الحصار.
وفي رسالة بعثتها الحركة إلى القمة العربية وقادة الدول العربية، جددت الحركة حرصها على موقفها الثابت بأن اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً يستند إلى التوافق الوطني والدعم العربي.
وشكرت الحركة في بيانها الموقف العربي الموحد الرافض مشروع تهجير الشعب الفلسطيني، لا سيما موقف الأردن ومصر.
وتستضيف القاهرة قمة عربية طارئة الثلاثاء 4 مارس/آذار بهدف "صياغة موقف عربي قوي بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام، وتقديم طرح عربي عام يقابل الطرح الأميركي لتهجير فلسطينيي غزة".
ولفت درويش، إلى أن حماس أبدت الاستعداد التام للتعاطي مع أي خيار يتم الاتفاق عليه فلسطينيا، سواء بتشكيل حكومة توافق وطني من التكنوقراط الخبراء وشخصيات مهنية فلسطينية أو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي التي اقترحتها مصر لإدارة شؤون قطاع غزة وفق القوانين السارية المعمول بها في الأراضي الفلسطينية.
وشدد درويش على رفض حماس رفضاً قاطعاً محاولة فرض أي مشاريع أو شكل من الأشكال الإدارية غير الفلسطينية أو وجود أي قوات أجنبية على أراضي قطاع غزة.
وأكدت الحركة استعدادها للتعاون مع أي مبادرة من شأنها التصدي لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع من دون المساس بالحقوق الفلسطينية وخاصة حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال، وإنجاز حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين لمدنهم وقراهم التي هجروا منها منذ النكبة.
وقال درويش إن هذا المشروع الغاشم وغيره من المشاريع الهادفة لتهجير الشعب الفلسطيني وضم الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان والسيطرة على المسجد الأقصى جرائم لا تستهدف الشعب وحده، بل هي جريمة ضد الإنسانية.
وأضاف أنه يأتي على رأس أولويات مواجهة هذا المشروع إغاثة الشعب المنكوب والعمل بكافة السبل لإجبار الاحتلال على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بكافة بنوده ومراحله وتطبيق البروتوكول الإنساني.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-03-2025 03:31 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية