لبنان ٢٤:
2024-06-30@00:25:45 GMT

QR Code على الضريح... والميت أونلاين

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

QR Code على الضريح... والميت أونلاين

كتبت زيزي اسطفان في "نداء الوطن": في زمن الذكاء الإصطناعي وفورة مواقع التواصل، حتى الموت صار online وصار لزاماً أن يبقى الميت connected حتى بعد رحيله فلا يغيب عن الواقع الإفتراضي ولا عن الذاكرة. فكرة جديدة وصلت إلى لبنان بعد الدول الغربية، تقوم على وضع QR Code على ضريح الشخص المتوفي، ليتمّ مسحه عبر الهاتف أو أي جهاز إلكتروني والإنتقال فوراً إلى صفحة أو موقع يضمّ مجموعة من الصور والفيديوات للراحل أو شهادات عنه لتبقى ذكراه حية.


للوهلة الأولى تبدو الفكرة مؤثرة جميلة ومواكبة لعصر التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي وهي كما يسمّونها في الغرب «الذكرى الحية» التي لا تندثر مطلقاً فطالما الإنترنت موجود تبقى كل الذكريات محفوظة في مكان واحد الى أبد الآبدين... في لبنان جاءت فكرة الـQR على القبر عبر شركة MemorialMemoirs.Qr التي أطلّ صاحبها ربيع الأثاث عبر صفحته على الإنستغرام ليعلن عن «منتجه» الجديد ويشرح للناس أهمية تخليد ذكرى الفقيد، لا من خلال صورته وتسجيل اسمه وتاريخ وفاته فحسب كما جرت العادة، بل عبر الانتقال بمسحة كاميرا بسيطة الى الصور والفيديوات والشهادات والإنجازات المؤثرة جداً التي توثّق حياته وتلخّص ذكرياته. الموتى الأحياء...

في عرضه فكرته، يقدّم صاحبها وفي بثّ حي من داخل إحدى المقابر، مجموعة من المميّزات، التي تضاف الى الهدف الأساسي منها، فمسح الـQR عملية سهلة جداً كما يظهرها لنا تتيح الدخول الفوري الى كل الصور والفيديوات التي اختارها أهل الفقيد وأرسلوها الى الشركة. والـ QR مقاوم للماء لا يمحوه مطر ولا سيول كما أن خدمة التوصيل متوافرة الى جميع المناطق مجاناً وكلفة التنفيذ لا تتعدّى 15$. إضافة الى ذلك يمكن لأهل الفقيد (أو العملاء) كما يقول الإعلان المرفق أن يرسلوا مقاطع الفيديو أو الصور دون الحاجة الى تحريرها أو تعديلها، فالشركة تقدّم خدمة التحرير والمونتاج المهني بتكلفة تتوافق مع احتياجات العميل الخاصة مع توفير أعلى مستويات الجودة والإبداع... وعلى الصفحة الخاصة بالشركة مجموعة أقوال وجدانية تبرز أهمية تكريم الفقيد وتخليد ذكراه بشكل فردي مميّز بعيد عن النمطية يربط الماضي بالمستقبل ويبقي إرث الراحل حيّاً في قلوب كلّ من عرفوه وأحبّوه...

الفكرة مؤثرة بالطبع وهي في الغرب فكرة عادية جداً ومقبولة ومطلوبة ولكن في بلد كلبنان يتحوّل فيه كل شيء الى مثار للتندّر والسخرية والتنمّر والفكاهة انقضّ عليها الكوميديون ليبالغوا في رسم تجليّات أخرى لها. عماد كعدي ابتكر فكرة ساخرة لشركة رديفة هي: «قوم _ما بيلبقلك» تسمح لأهل الفقيد أن يعيشوا مع الراحل سنوات إضافية وذلك عبر تسليمهم هاتف الفقيد للشركة وهي تتولّى إبقاءه ناشطاً على واتساب وإنستغرام وفايسبوك وحتى على لينكد إن لأنه قد يكون «ميتاً لإيجاد عمل». على إنستغرام يقول كعدي ساخراً سوف يستمرّ الفقيد بتنزيل «ستوريز» يومية وعلى واتساب سيبقى ناشطاً في كل الغروبات ويشارك في مشاريعها وكل هذا بمئة دولار في الشهر فقط وبـ20 دولاراً إضافية يمكن أن يطلع لايف على تيكتوك حتى لا ينحرم محبّوه وعائلته من رؤية فقيدهم بشكل يومي... تخليد للذكرى أم إنتهاك لحرمة الموت؟

بزنس مربح، سخرية وتندّر أم انتهاك لحرمة الموت؟ كل الأديان السماوية كما الثقافات والحضارات المختلفة تجلّ الموت وتحيطه برهبة خاصة وتضع له حرمة لا يجوز انتهاكها. فهل يتجاوز مبدأ الـQR هذه الحرمة ؟ وما رأي علم النفس والأديان بهذه الطريقة لإحياء ذكرى المتوفي؟

زينة حبيش الاختصاصية في علم النفس العيادي تؤكد على حرمة الموت وتقول لـ»نداء الوطن» إن تخليد ذكرى الراحل يجب أن يتمّ باحترام تام لحرمة الموت من جهة واحترام لإرادة الفقيد من جهة أخرى. فما تقوم به العائلة أو المقرّبون بعد وفاته قد لا يكون موافقاً عليه خاصة أن طريقة الـQR تجعل من المتوفي شخصية عامة يمكن لأي كان الاطلاع على صورها وذكرياتها وعلى أمور شخصية جداً دون أن يكون له في ذلك أية كلمة أو قرار. صحيح أن العائلة قد تقوم بالأمر بنية طيبة لكنها لم تحظَ بموافقة مسبقة وليس لها الحق باتخاذ قرار عن شخص لم يعد موجوداً. وقد تقوم بنشر فيديوات كان الراحل ربّما يودّ الاحتفاظ بها لنفسه وإبقاءها خاصة، وتداعيات هذا القرار الذي يحوّل الذكريات الخاصة الى أمور يمكن للجميع الاطلاع عليها قد لا تكون دوماً إيجابية. رغم النية الطيبة وراء الفكرة، تؤكد حبيش، إلا أنها تثير جدلية كبيرة. فالصور أو الكتيبات التي توزع في مراسم الدفن تبقى محصورة في الزمان والمكان وتوزّع على أفراد مقرّبين معروفين وهي تخلّد ذكرى الراحل بطريقة تحمل الكثير من الاحترام أما أن تعمّم الصور والفيديوات بحيث تصبح متاحة أمام الجميع ففي هذا انتهاك واضح لكل الحرمات. ففي علم النفس كما في الواقع، يمكن للكثير من الأشخاص المنحرفين أو أصحاب الاضطرابات أن يستعملوا هذه الصور لأغراض معينة ربما لتحريفها أو للإساءة الى صاحبها ومن يظهر معه في الصور أو حتى استغلالها لأغراض أخرى أو ربما للسخرية منها. يصعب تخيّل ما يمكن للشخصيات المضطربة أن تفعل أو كيف يمكنها استغلال هذه المواد التي باتت متاحة أمامها بمجرّد دخولها الى المدافن وثمة أمثلة صادمة عن أشخاص يدنّسون حرمة الميت أو يقومون بأعمال وتصرّفات غريبة وقد تحدث في أي مكان وزمان.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

السعودية في مجموعة الموت ومواجهات عربية منتظرة في تصفيات آسيا

أسفرت قرعة الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 لكرة القدم التي سحبت -الخميس- في كوالالمبور عن مجموعة ثالثة نارية ضمت 3 منتخبات من كبار القارة الصفراء هي اليابان وأستراليا والسعودية.

ووزعت المنتخبات الـ18 المتأهلة إلى الدور الثالث الحاسم على 3 مجموعات من 6 منتخبات يتأهل أول منتخبين في كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في الفترة من 11 يونيو/حزيران إلى 19 يوليو/تموز 2026.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أفضل 11 نجما تألقوا بسن المراهقة في تاريخ كرة القدمlist 2 of 2بلدية بروكسل تؤكد استحالة استضافة مباراة بلجيكا وإسرائيل لدواعٍ أمنيةend of list

وتخوض المنتخبات الستة صاحبة المركزين الثالث والرابع في كل مجموعة ملحقا توزع من خلاله على مجموعتين من 3 منتخبات ويتأهل أول المجموعتين إلى النهائيات مباشرة، ويلعب صاحبا المركز الثاني في كل مجموعة ملحقا لتحديد هوية المنتخب الذي سيخوض الملحق العالمي وإمكانية الحصول على مقعد إضافي للقارة الصفراء.

السعودية في مجموعة الموت

ولن تكون مهمة السعودية الساعية إلى بلوغ العرس العالمي للمرة الثالثة تواليا والسابعة في تاريخها، سهلة في مواجهة منتخبات:

اليابان أستراليا البحرين الصين إندونيسيا

وعلّق مدير المنتخب الياباني ماساكوني ياماموتو قائلاً "القرعة أوقعتنا في مجموعة صعبة جداً وحافلة بالتحديات، لدينا مباريات أمام منتخبات سبق لها المشاركة في كأس العالم، وفي الوقت ذاته سنلعب في مناطق ذات أجواء مختلفة، وسيكون لدينا تحديات في السفر، يجب أن نضمن الاستعداد بأفضل صورة للاعبين، لأن هنالك الكثير من التحديات".

في المقابل، بدا مدرب أستراليا غراهام آرنولد في تصريحات لموقع الاتحاد الآسيوي للعبة، واثقا بقوله "أؤمن أننا أصبحنا أقوى كفريق، في التصفيات السابقة لم يكن لدينا العُمق كما هو الحال الآن، الكثير من الناس يفكرون في أن هناك 8 مقاعد ونصف متاحة من أجل التأهل، وأن الأمور ستكون أسهل، ولكن القرعة أثبتت اليوم أن هنالك 3 مجموعات قوية".

مجموعات تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 (الجزيرة) مجموعة بنكهة عربية

في المقابل، حملت المجموعة الثانية نكهة عربية بوجود 5 منتخبات من غرب آسيا إلى جانب كوريا الجنوبية وبالتالي ضمان تأهل منتخب عربي إلى النهائيات كون أول وثاني كل مجموعة يتأهل إلى كأس العالم.

والمنتخبات العربية الخمسة هي:

العراق الأردن، وصيف بطل القارة الصفراء عمان فلسطين الكويت

وأكد المدير الإداري لمنتخب الأردن (المجموعة الثانية) محمد منجو أن القرعة وضعت منتخب النشامى في "مجموعة متوازنة ليست سهلة وليست صعبة".

وقال "ثقتنا بالنشامى كبيرة في تحقيق حُلم بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى".

وأضاف "المنتخبات العربية تعرف بعضها جيدا وهذا من شأنه أن يرفع من شدة المنافسة، منتخب النشامى سيكون جاهزا للتصفيات ولديه خطة ومرحلة إعداد تناسب هذه المرحلة الهامة في تاريخ كرة القدم الأردنية".

يذكر أن منتخب الأردن واجه كوريا الجنوبية مرتين في كأس آسيا الأخيرة التي حقق فيها المركز الثاني خلف قطر، حيث تعادل المنتخبان 2-2 في دور المجموعات، وفاز الأردن 2-0 في نصف النهائي، كما تجاوز منتخب الأردن في طريقه إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه العراق بفوز دراماتيكي 3-2 في ثمن النهائي.

ويشارك الأردن للمرة الثانية في الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، بعد الأولى في تصفيات مونديال البرازيل 2014 التي وصل فيها النشامى الى الملحق العالمي وواجهوا الأوروغواي، حيث خسروا 0-5 ذهابا وتعادلوا 0-0 إيابا.

ورأى المدرب التونسي لمنتخب فلسطين مكرم دبوب أن مهمة فريقه لن تكون سهلة، وقال في هذا الصدد "أعتقد أن القرعة صعبة في المجموعات المختلفة، وسيكون المشوار على مدار 10 أشهر تقريبا، نحن فرصتنا قائمة، وهدفنا هو أن نكون من بين أول 4 منتخبات في المجموعة، ونأمل أن يكون اللاعبون عند مستوى التوقعات".

قطر مع إيران وأوزبكستان والإمارات

وعلى غرار السعودية، لن تكون طريق قطر، بطلة آسيا، مفروشة بالورود لبلوغ العرس العالمي للمرة الثانية في تاريخها والأولى عبر التصفيات بعدما خاضت نسخة 2022 على أرضها تلقائيا كونها البلد المضيف.

وجاءت قطر ضمن المجموعة الأولى إلى جانب:

إيران أوزبكستان الإمارات قيرغيزستان كوريا الشمالية

وعلق المدير الفني للمنتخب القطري النجم الأسترالي السابق تيم كايهيل قائلا "يتعين علينا دائما أن نؤمن بحظوظنا. ندرك الآن هوية المنتخبات التي سنواجهها، والأمر بات يتعلق بالتحضير والأمور اللوجستية والتأكيد على جاهزية المنتخب من الناحيتين الذهنية والجسدية".

في المقابل، اعتبر مدرب الإمارات البرتغالي باولو بينتو أن "المهمة ستكون صعبة بسبب جودة المنتخبات التي سنقابلها، من الناحية اللوجستية فإن الأمور ليست سيئة بالنسبة لنا، هذا الأمر مهم لأنه أحيانا لا يكون لاعبونا معتادين على السفر كثيرا، ونحن لن نكون بحاجة للتأقلم كثيرا".

مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين اليمنيين تنعى الإعلامي عبدالعزيز الأغبري
  • صور تكشف عن وجه رمسيس الثاني قبل وفاته بلحظات.. كان عمره 90 عاما
  • وفاة الإعلامي الكبير عبدالعزيز شائف
  • بن حبتور يعزّي في وفاة الإعلامي والمذيع عبدالعزيز شائف الأغبري
  • أطفال غزة المفقودون.. مصائر مختلفة بين الموت والاحتجاز
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة طالب السليماني
  • الموت يفجع عائلة الشهيد المهدي بنبركة
  • عادل حمودة يفتح صندوق أسرار أحمد زكي من البداية حتى الرحيل
  • السعودية في مجموعة الموت ومواجهات عربية منتظرة في تصفيات آسيا
  • أونلاين.. الاستعلام ودفع مخالفات المرور 2024