#التهدئة_المستحيلة في #فلسطين – #ماهر_أبوطير
لا يبدو أبدا أن كل الظروف في فلسطين المحتلة تذهب نحو اي نقطة تهدئة، فالتعقيدات تشتد في كل المحاور داخل قطاع غزة، وخارج القطاع، بما في ذلك القدس والمسجد الاقصى
على مشارف #رمضان تؤشر كل التوقعات على وضع سيئ جدا في القدس، وكل التسريبات تتحدث عن اجراءات امنية اسرائيلية غير مسبوقة ستؤدي الى تداعيات كبيرة، والاحتلال هنا الذي يتحدث عن سيادته على الحرم القدسي يريد ان يضمن التهدئة في المسجد الاقصى بسبب تجمعات المصلين لكن ادارته الامنية ستؤدي الى نتائج اسوأ خصوصا، مع التحشيد العسكري والامني داخل الحرم القدسي، والتحكم بأعمار المصلين وفئات المصلين واذا ما كانوا من القدس او الضفة الغربية او مناطق فلسطين المحتلة عام 1948، التي تتركز الاعين عليها هذه الايام.
في الوقت ذاته فإن الهدنة في قطاع غزة بالمواصفات الاسرائيلية تبدو مستحيلة، فهي هدنة تكتيكية من اجل عبور شهر رمضان فقط، ولا تريد اسرائيل الانسحاب من قطاع غزة، كليا، ولا السماح لأهل شمال غزة بالعودة المفتوحة، بل ضمن شروط، وتهدد منطقة رفح في الوقت ذاته، ولا تريد استعادة الحياة داخل المناطق المنكوبة، وهي ايضا تتخلص من خلال عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة، من الاسرى الاسرائيليين عبر القصف والقتل، لسلب هذه الورقة من يد فصائل المقاومة، وكل التلاعبات الاسرائيلية لها حسابات اسرائيلية داخلية تتعلق ببنية الفريق الامني والسياسي والعسكري الاسرائيلي ومخاوفه من مرحلة ما بعد الحرب، ويضاف الى ماسبق اتفجار معارك التجنيد للتيار المتدين الاسرائيلي وما يتركه ذلك من اثر على بنية الاحتلال، وبما يؤشر اصلا على الخسائر داخل صفوف الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب المفتوحة.
مقالات ذات صلة د. لبيب قمحاوي يكتب .. من يقرر مصير الفلسطينيين؟ 2024/03/10جملة العوامل المعقدة نراها عند الشعب الفلسطيني ايضا، لان اهل قطاع غزة يتعرضون الى اكثر من حرب واحدة، حرب القصف اليومية، وحرب التجويع، وحرب التجهيل من خلال تمدير الجامعات والمدارس، والحرب على الحياة ذاتها من خلال تدمير البنى التحتية، واي هدنة مؤقتة لكل هذه الحروب، ستكون مجرد وقفة لاسترداد التنفس بشكل مؤقت، لكنها لا تعود لاهل القطاع بمكتسبات يفترضها اهل القطاع، وهذا يفسر رفض فصائل المقاومة، القبول بهدنة مؤقتة وفقا للاشتراطات الاسرائيلية، التي تفترض ان مواصلة الذبح سيؤدي الى الاستسلام الكلي.
هذا يعني في المحصلة تعقيد الوضع الداخلي في فلسطين المحتلة، على كافة الجبهات، وهو وضع لا يبدو مثل اي وضع مر داخل فلسطين، والامر لا يقف عند حدود الشعب الفلسطيني، بل ان مجتمع الاحتلال يتعرض اليوم ايضا الى وضع مختلف منذ نشأة اسرائيل، اذ على الرغم من الدعم الغربي والاميركي لاسرائيل إلا ان التراجعات على كافة المستويات الاقتصادية والامنية والسياسية، وانقسام المجتمع الاسرائيلي سياسيا وامنيا، ظواهر تحدث لاول مرة، ولها كلف كبيرة على المدى المتوسط والاستراتيجي، وهي كلف ستحتاج اسرائيل لفترات طويلة لتعويضها اذا استطاعت ذلك اصلا، في ظل المؤشرات التي نراها كل يوم داخل فلسطين.
عقد المقارنات والمقاربات بين الوضع الحالي، وظروف سابقة شبيهة، سيؤدي الى تضليل الرأي العام، لأن الشهور التي مرت، مختلفة عن كل العقود التي مرت، وهذا يعني ان التهدئة مستحيلة هذه المرة، في ظل كل هذه التفاصيل التي تقول ان اسرائيل دخلت حربا، لا تعرف كيف توقفها، ولا تعرف نهايتها ايضا، ولا تجد حلا لها سوى مواصلة القتل كل يوم، بما يعني ان المراهنة على هدنة مؤقتة تؤدي الى هدنة دائمة، مراهنة خاسرة لاعتبارات كثيرة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: فلسطين رمضان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
من “الحسم الكامل” إلى التهدئة المشروطة.. الجيش الإسرائيلي يضع 4 سيناريوهات للحرب
غزة – ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”أن الجيش الإسرائيلي رسم أربعة مسارات محتملة للحرب في وقت يتشدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشركاؤه في مطلبهم بـ “الحسم العسكري” الشامل.
وبحسب ما نشرته الصحيفة، السيناريو الأول يتمثل في التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم مقابل الإفراج عن جميع الأسرى، وهو خيار يتماشى مع شروط حركة الفصائل الفلسطينية، ويعتبر الجيش الإسرائيلي أنه يعد بمثابة “نصر معنوي” لها، ويستوجب انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من القطاع، مع ضمانات بعدم تجدد القتال.
إلا أن القيادة الأمنية في إسرائيل ترفض هذا السيناريو في المرحلة الحالية، وترى أنه محفوف بالمخاطر السياسية والأمنية، وتعتبر أنه يشجع على تكرار نماذج عمليات مشابهة لهجوم 7 أكتوبر 2023، ويعزز ما تعتبره إسرائيل “إستراتيجية الاختطاف”.
وترى هذه التقديرات أن الاستجابة لمطالب حركة الفصائل قد تُكرّس استخدام الاختطاف كأداة ضغط إستراتيجية في المستقبل، ليس فقط لتحرير أسرى، كما كان الحال قبل 7 أكتوبر 2023، بل لفرض شروط سياسية على إسرائيل، ودفعها للتنازل كذلك عن أراض.
السيناريو الثاني يتناول إمكانية تنفيذ صفقات تبادل متدرجة على مراحل، يتخللها وقف مؤقت لإطلاق النار، على مدار أسابيع أو أشهر، على أن تُستخدم هذه الفترة لتشكيل تصور لما يسمى بـ”اليوم التالي” لحكم حركة الفصائل في غزة.
هذا السيناريو، وإن كان مفضلا لدى صناع القرار في إسرائيل، غير أن حركة الفصائل ترفضه بشدة، وتصر على ضمانات لإنهاء الحرب على غزة بموجب أي صفقة، وكذلك الانسحاب الشامل لقوات الجيش الإسرائيلي من القطاع.
أما السيناريو الثالث، فيقوم على خيار “الحسم العسكري الكامل” من خلال تعبئة واسعة لقوات الاحتياط وشن هجوم بري واسع النطاق تشارك فيه عدة فرق عسكرية للسيطرة على معظم مناطق القطاع، وتطويق مراكز تواجد السكان، وتدمير شبكات الأنفاق ومرافق المقاومة.
وتدرك القيادات العسكرية الإسرائيلية، بحسب الصحيفة، أن هذا الخيار محفوف بتحديات عملياتية وسياسية، وقد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الجنود، فضلا عن تعريض حياة الأسرى للخطر، إلى جانب تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن إدارة الشؤون المدنية في غزة، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات دولية وقانونية.
ويتمثل السيناريو الرابع، والذي تشير التقديرات الأمنية إلى أنه الخيار الأقرب حاليا، في الاستمرار بالنهج الحالي عبر تصعيد تدريجي في العمليات العسكرية، مع إدخال محدود ومنضبط للمساعدات الإنسانية إلى مناطق محددة تحت رقابة صارمة.
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل منع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي؛ ويهدف هذا السيناريو إلى زيادة الضغط على حركة الفصائل من جهة، ودفع الغزيين إلى ممارسة ضغط داخلي على الحركة، لإجبارها على القبول بصفقة تبادل أو تفكيك بنيتها العسكرية.
وتؤكد التقديرات أن الجيش الإسرائيلي يفضل إبقاء توزيع المساعدات بيد جهات خارجية أو منظمات دولية، وليس تحت مسؤوليته المباشرة، لتفادي استنزاف قواته المنتشرة ميدانيا وعدم تعريضها لمخاطر أمنية وميدانية.
ووفقا للصحيفة، يواصل الجيش الإسرائيلي إعداد خطط بديلة تحسبا لاحتمال اضطراره إلى الإشراف بنفسه على توزيع المساعدات إذا ما فشلت الجهات الدولية بذلك، لكنه يفضل تفادي هذا السيناريو قدر الإمكان.
وذكرت الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أجرى سلسلة من الاجتماعات خلال الأسابيع الماضية، منذ تسلمه مهامه، أفضت إلى بلورة تقييم محدّث للوضع، بمصادقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
ووفقًا للتقرير، يأخذ هذا التقييم بعين الاعتبار القيود السياسية والعسكرية المفروضة على إسرائيل في الظروف الراهنة، ويهدف إلى اشتقاق خيارات عملياتية يطرحها الجيش على الكابينيت السياسي – الأمني. وتشير الصحيفة إلى أن الجيش أعدّ ثلاث خطط عملياتية رئيسية، واحدة فقط منها تتطلب تعبئة واسعة لقوات الاحتياط.
المصدر: وكالات