كتب جان فغالي في" نداء الوطن": الخسائر التي كانت تقع من جراء الحروب في لبنان، كانت الاتفاقات التي تعقبها، تلحظ كيفية إعادة الإعمار:
إثر «حرب السنتين» التي امتدت من نيسان 1975 إلى تشرين 1976، لحظت قمّتا الرياض والقاهرة مساعدات مالية للبنان لإعادة إعمار ما تهدَّم. بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، جاءت المساعدات لإعادة الإعمار من الدول الخليجية كما من بعض الدول الأوروبية.
في كل الحروب الآنفة الذِكر، كان هناك الكثير من الدول في حال تعاطف مع لبنان، وكانت ترجمة هذا التعاطف في المليارات التي أُرسِلت إلى الحكومات اللبنانية المتعاقبة. اليوم يُطرَح السؤال التالي: مَن سيتولى من الدول والمنظمات الدولية إعادة الإعمار في لبنان، بعد انتهاء حرب غزة وحرب المشاغلة من جنوب لبنان؟ الجواب حتى اليوم يعتريه الكثير من الغموض، فهذه الحرب، هذه المرة، لم تحظَ بأي تأييد عربي، ولا سيما من الدول التي اعتادت على تقديم المساعدات للبنان وبالتأكيد عبر تأييد دولي.
انطلاقاً من هذه المعطيات والأجواء، هل يمكن القول هذه المرة: لا أموال خارجية لإعادة الإعمار؟ السؤال جدّي، فالدول التي سبق أن تعاطفت مع لبنان، منذ قمتَي الرياض والقاهرة، وصولاً إلى «شكراً قطر»، لا تبدي هذه المرة رغبةً في المساعدة، عدم الرغبة يزيد من تأثيرها السلبي أن الخسائر تزداد كل يوم، وبوتيرة باهظة خصوصاً مع استخدام اسرائيل نوعية جديدة من الأسلحة التدميرية، وهذا ما يبدو واضحاً للعيان بعد كل عملية قصف حيث يبدو الدمار شاملاً، وهناك شوارع بكاملها، في المدن والبلدات والقرى، بحاجةٍ إلى إعادة إعمار.
في غياب أي احتمال لتقديم مساعدات من الدول الآنفة الذِكر، هل تتولَّى الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه المهمة؟ تتقاطع المعلومات عن أنّ «حزب الله» يجري مسحاً شاملاً شبه يومي للخسائر التي تقع، ويُعدّ تقارير بهذه الخسائر، معززة بالصور، فهل هذه التقارير هي تمهيد لطلب المساعدة من إيران بعدما استشعر أن لا حماسة لدى الدول التي اعتادت على تقديم المساعدات، لتقديمها؟ إذا لم تُقدِم إيران على هذه الخطوة، فإنّ الجنوبيين خصوصاً واللبنانيين عموماً، سيُصابون بأكثر من إحباط، ومنهم مَن يسأل: كيف يكون قرار الحرب والسلم في جنوب لبنان، في إيران، وعند إعادة الإعمار لا يُعرف أين هو القرار؟
أكثر من ذلك، إذا أقدمت إيران على قرار تقديم المساعدات، فهل مسموح للبنان أن يوافق على قبولها في ظل التحفظات الغربية على الجمهورية الإسلامية؟
لبنان في مأزق، لا هو قادر على طلب المساعدة من أحد، وربما هو غير قادر على قبول المساعدة من إيران، إذا وافقت على تقديمها له.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إعادة الإعمار من الدول
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: مصر لها باع طويل في إعادة إعمار قطاع غزة
قال الدكتور شفيق التلولي باحث سياسي، إنّ مصر لها باع طويل في إعادة إعمار قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ تحديات الإعمار كبيرة وخطيرة وليست سهلة، وستكون مصر على قدر هذه المسئولية، فقد أعدت مصر خطة الإعمار على المستوى الإنساني ومستوى إعادة إعمار قطاع غزة وفق إنشاء صندوق دولي لذلك.
وأضاف التلولي، في مداخلة مع الإعلامية أميمة تمام، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن مصر تبنت مسؤولية إعادة إعمار القطاع منذ سنوات، ففي حرب عام 2021 أنشأت طرقا كبيرة وواسعة جدا في قطاع غزة لولا أن الحرب دمرت كل شيء، ومن ثم، فإن أمام مصر فرصة أخرى لإعادة الإعمار، في ظل وجود الفلسطينيين بقطاع غزة، وفقا للخطة التي قدمتها.
وتابع الباحث السياسي، بأنّ خطة مصر خير سبيل لإعادة الإعمار وتثبيت الفلسطينيين على أرضهم في قطاع غزة، وليس كما يريد ترامب بتهجير الفلسطينيين تحت هذه الحجة الإنسانية، وبالتالي ينفذ لنتنياهو مشروعه السياسي وهو تصفية القضية الفلسطينية عبر تصفية الوجود الفلسطيني من على أرضهم عبر هذه السياسة التهجيرية.