الرئاسة مقفلة... ولكن ماذا عن الإشارات النقيضة؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
كتبت كلير شكر في" نداء الوطن"؛ إلى الآن الأفق الرئاسي مقفل. معادلة ثابتة منذ 31 تشرين الأول 2022. العنوان الرسمي لهذا الإقفال هو التعطيل المتبادل من جانب القوى اللبنانية بعدما أخذ الاستحقاق شكل الاصطفاف العمودي. العنوان المضمر والفعلي منذ 7 تشرين الأول الفائت هو الحرب على غزة وتبعاتها على الجنوب اللبناني، ما جعل الملف الرئاسي ثانوياً ومركوناً على الرفّ.
- تتصرف اللجنة الخماسية على أساس أنّ الاستحقاق لم ينضج بالكامل، ربطاً بمواقف القوى السياسية، ولهذا عدلت عن تحديد موعد لاجتماع على مستوى الوزراء والمستشارين رغم حماسة باريس لهذه الخطوة. لكن مكونات أخرى، ومنها الولايات المتحدة كانت أكثر تحفّظاً وفضّلت تأجيل الاجتماع كون بيانه الختامي لن يأتي بأي جديد طالما أنّه لم يطرأ أي تغيير داخلي أو خارجي. وعليه، تمّ ترحيل الكلام عن اجتماع رابع كان يفترض عقده في الرياض إلى أجل غير مسمّى. وتمّ تكليف سفراء الدول الخمسة بملء الفراغ بحركة داخلية، تبقي هذه اللجنة فعّالة بمهمتها، وتعمل على تحضير الأرضية الداخلية أو فكفكة العقد اذا أمكن، بانتظار الظرف المناسب.
- لا تزال قطر على خطّ محاولاتها لتحقيق خرق ما في الملف الرئاسي، ولو أنّها سحبت الملف من يد موفدها «أبو فهد»، وبدأت تتعامل معه على مستوى مركزي، مع العلم أنّ الحراك القطري مغطى أميركياً، ولو أنّه قد يثير حساسية المكونات الأخرى للخماسية. لكن الأكيد أنّ ورقة اللواء الياس البيسري سقطت بدورها. وثمة كلام عن سلسلة لقاءات قد تعقد في الدوحة مع مسؤولين لبنانيين حيث يتردد أنّ وليد جنبلاط قد يتوجه في الأسابيع المقبلة إلى قطر.
- على المستوى الرسمي، لا يزال الملف الرئاسي في عهدة وزارة الخارجية الأميركية فيما ملف الحدود في عهدة الموفد آموس هوكشتاين، وذلك خلافاً للإدارة الفرنسية التي كلفت خارجيتها بملف الحدود فيما لها موفد خاص هو جان ايف لودريان يتولى الملف الرئاسي. لكن محدودية مهمته، لم تمنع هوكشتاين من مقاربة الملف الرئاسي من حافته، بمعنى عدم الانخراط في التفاصيل والاكتفاء ببعض عناوينه، كأن ينصح نواب المعارضة بمعاودة التشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كون «موقفه صار أكثر ليونة».
- رغم إصرار رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على فصل مساره عن مسار حليفه أي «حزب الله» في ما خصّ الموقف من الحرب على غزة وبالتالي الأعمال العسكرية الحاصلة في الجنوب اللبناني، إلّا أنه يترك للصلح مطرحاً ويحرص على عدم قطع شعرة معاوية، لاقتناعه أنّ العلاقة مع «الحزب» قد تصطلح من جديد على قاعدة الاتفاق على مرشح ثالث خصوصاً وأنّ الأحداث والتطورات أثبتت أنّ لا حليف بديلاً للحزب عن «التيار الوطني الحر»، ما يجعل إمكانية التفاهم واردة، خصوصاً أنّ باسيل يلتقط بين الحين والآخر إشارات إيجابية من الثنائي الشيعي، تدعم وجهة نظره القاضية بأنّ النفاذ إلى مرشح ثالث هو حتميّ.
- لم يتمكن قائد الجيش العماد جوزاف عون حتى الآن من كسب تأييد الثنائي الشيعي في ما خص ترشيحه للرئاسة.
- مقابل التشدد الذي يتمسك به الثنائي الشيعي في دعم ترشيح فرنجية، ثمة إشارات انفتاح يتمّ تمريرها بين الحين والآخر لا سيما مع الدبلوماسيين الغربيين، قد تؤدي إلى فتح باب الحديث عن مرشح ثالث، تحت عنوان «اقنعوا فرنجية بالإنسحاب»... ولو أنّ الأكيد أنّ الأخير لن ينسحب إلا اذا طلبه منه «حزب الله».
بالنتيجة، ثمة تسليم بأنّ الرئاسة مؤجلة، وكلّما ازداد الوضع الإقليمي تعقيداً، كلما ارتفع منسوب التأزّم رئاسياً... حتى أنّ هناك من بات يعتقد أنّ الخروج من عنق الزجاجة بات يستدعي عقد اتفاق «دوحة 2 « كي تستقيم الأوضاع من جديد، مع العلم أنّ طرح المسّ بالنظام السياسي أو تعديله لم يرق إلى مستوى الطرح المكتوب أو الموثّق على المستوى الديبلوماسي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الملف الرئاسی
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي: حرب غزة كانت الأكثر ضرورة في تاريخ إسرائيل ولكن..!
حذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يسرائيل زيف، اليوم الأحد 6 أبريل 2025، من استمرار الحرب على غزة ، ووصفها بأن "كانت الأكثر ضرورة في تاريخ إسرائيل بدايتها" وتحولت إلى "حرب سياسية مفروضة (على إسرائيل) وعديمة الجدوى. إنها حرب عادلة تحولت إلى حرب خادعة".
وأشار زيف، في مقاله المنشور في موقع القناة 12 الإلكتروني، إلى أقوال المتحدث الجديد باسم الجيش الإسرائيل بأن عودة الأسرى الإسرائيليين في غزة ستوقف الحرب، ليس واضحا منها إذا كانت موجهة إلى حماس أو إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو .
إقرأ أيضاً: نسف مزاعم الجيش - هذا ما جري عقب انتشار فيديو "مذبحة المسعفين في رفح"
إلا أنه أضاف أن من الجائز أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، "قد أدرك أنه سيتحول إلى "رئيس أركان صالح للاستعمال" في حرب نتنياهو اللانهائية، وأن احتمالات إعادة المواطنين وجنوده إلى الديار بعملية عسكرية فقط، ضئيلة".
وشدد زيف على أن "إعادة المخطوفين تستوجب قرارا يتخذه نتنياهو حول وقف الحرب، وطالما أنه يريد استمرارها فإن صفقة مخطوفين ستفشل. وبعد إقالة (رئيس الشاباك) رونين بار، سيضطر زامير كرئيس للأركان إلى الخروج من الضبابية وإعطاء أجوبة إلى عناصر قوات الاحتياط وعائلات ثكلى وللجمهور كله حول الهدف من (استمرار) الحرب. وعندما يفسر ذلك، نتنياهو لن يكون إلى جانبه، وعلى الأرجح أيضا أن يتهمه نتنياهو بأنه فشل، مثلما اتهم زملاءه" في إشارة إلى بار ورئيس أركان الجيش السابق، هيرتسي هليفي، وضباط كبار آخرين.
إقرأ أيضاً: قمة فرنسية - مصرية - أردنية بشأن غزة في القاهرة
وأضاف زيف أن "إستراتيجية واحدة ووحيدة توجه نتنياهو وهي حرب غير محدودة. وهذه الحرب مفيدة جدا لنتنياهو. فهي تساعده على تأجيل شهادته (في محاكمته)، وتجعل قاعدته الانتخابية تتمسك به أملا بالانتصار الذي يبتعد، وتسمح له بإقالة حراس العتبة، وتوفر له رافعة مقابل ترامب. والثمن؟ ليس مهما. أي أنه لا توجد أي مشكلة في أن آخرين يدفعون الثمن، وهم المخطوفون والجنود والوضع الاقتصادي وتدهور علاقات إسرائيل الدولية".
وحذر زيف من احتلال إسرائيل لأراض سورية، بعد سقوط نظام الأسد، ووصفه بأنه "خال من أي إستراتيجية أمنية، باستثناء التهديدات المملة التي يطلقها (وزير الأمن يسرائيل) كاتس. وهذا ينطبق على جميع الجبهات".
وأضاف أن "احتلال حزام أمني يتعمق وغير ضروري داخل سورية سيؤدي عاجلا أم آجلا إلى تزايد المقاومة السورية ضد الجيش الإسرائيلي. وكلما ساء الوضع هناك أكثر، سيكون أسهل المبادرة لحرب ضد إسرائيل، وبالأساس عندما تشجع تركيا ذلك".
ولفت إلى أن "إسرائيل لا تحاول إنشاء تسويات سياسية تسمح لها بالعودة إلى خط الحدود. وهي مغرمة سياسيا بفكرة السيطرة على مناطق وأراض. والأمور واضحة في نهاية الأمر، فكلما تتصاعد الهجمات والإرهاب ويستهدفون جنودنا، ستضطر إسرائيل إلى الانسحاب من هذه المناطق، وعندها سترغب الشهية السورية التي ستخرج إسرائيل من هناك إلى إخراجها من الأجزاء الأخرى للجولان" المحتل عام 1967.
وأشار زيف في هذا السياق إلى أن "إسرائيل هي التي تسببت بإقامة حزب الله أثناء تواجدها في لبنان، وهي أيضا التي ستقيم التنظيم القادم الذي سيحارب ضدنا في سورية بسبب تواجدنا غير الضروري، وبلا هدف وبلا فائدة أمنية، في أراض ليست لنا".
وأضاف أن "ترامب متعطش لإنجازات فورية، ولا توجد إنجازات كهذه في هذه الأثناء. ليس في أوكرانيا، ولا يوجد حل في غزة، ولا عودة مخطوفين، كما أن الإيرانيين يرفضون حاليا ضغوطه. وعدا عن زلزلة الأسواق، الذي ثمة شك كبير إذا كان سيجعل أميركا عظيمة وثرية ثانية، فإن إستراتيجية استلال التصريحات لا تبدو واعدة، حتى الآن".
واعتبر زيف أن على ترامب أن يحقق إنجازا خلال زيارته الهامة للغاية للسعودية، الشهر المقبل، وهذا الإنجاز سيكون إما بمنع تقدم البرنامج النووي الإيراني أو إنهاء الحرب على غزة. "وبسبب تعلق نتنياهو المطلق بترامب، فإنه نتنياهو سيكون الأسهل، ولذلك يتوقع في الأسبوعين المقبلين أن تكون هناك دفع أميركي لتسوية إنهاء الحرب في غزة. ونتنياهو يفضل بالطبع هجوما إسرائيليا في إيران كي يؤجل الحل في غزة، لكن الإيرانيين أكثر قدرة على الصمود، وفي جميع الأحوال السعودية لن تنفذ اتفاقيات بدون إنهاء الحرب في غزة وبدون دولة فلسطينية".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تحتجز نائبتين بريطانيتين وتمنعهما من الدخول التشيك تعتزم نقل سفارتها بإسرائيل إلى القدس رئيس الشاباك يتّهم نتنياهو بالتدخل السياسي في الأمن الأكثر قراءة تفاصيل اتصال هاتفي بين الرئيس عباس والسيسي إسرائيل تزيد عدوانها على غزة.. 22 شهيدا بأول أيام عيد الفطر الهلال الأحمر ينشر صور 9 من طاقم الإسعاف المفقود في رفح المجلس الوطني عن قرار إسرائيل الأخير: حلقة جديدة لتهويد وعزل القدس عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025