غادر وفد وزارة الخزانة الأميركية الذي زار لبنان الأسبوع الماضي، بعدما التقى عدداً من الجهات الرسمية وغير الرسمية. 
وأفادت مصادر مصرفية «نداء الوطن» أنّ الوفد التقى ممثلي جمعية المصارف، وبحث في جملة إجراءات على لبنان اتخاذها لمنع تمويل حركة «حماس» و»المنظمات الإرهابية» عموماً، إضافة الى مكافحة تبييض الأموال.


وأشارت المصادر الى أن الوفد «كان حريصاً في تحذيراته على أنه لا يمكن تصنيف هذه الإجراءات بين مهم وأهم، بل جميعها مهمة واجبة التنفيذ على جناح السرعة»، محذراً من «تداعيات هذه التجاوزات الخطرة، خصوصاً في ظل توسّع اقتصاد «الكاش»، فهذا التوسّع مصدر قلق للأميركيين كونه يسمح بتسرّب عمليات تمويل المنظمات الإرهابية، فضلاً عن غسل الأموال عموماً».
وأشارت المصادر الى أنّ «السلطات النقدية في لبنان بعثت برسالة سريعة تجاه الوفد، لتعبّر عن وعيها أهمية التحذيرات التي أعرب عنها الأميركيون وتأخذها تلك السلطات على محمل الجد. لذلك نظّم مصرف لبنان، في اليوم نفسه الذي وصل فيه وفد الخزانة، دورة تدريبية للصرّافين تتعلق بالامتثال المالي والرقابي وضبط عمليات تمويل الإرهاب التي تنص عليها القوانين الدولية».
وأثار الوفد الأميركي الذي التقى جهات غير حكومية أيضاً، مسألة تأخير هيكلة المصارف، وبقاء هذا القطاع «زومبي» منذ بداية الأزمة من دون أفق واضح لمعالجته. وقال مصدر مطلع «إنّ التحذيرات التي ترد لبنان من مجموعة العمل المالي الدولية (فاتف) مهدّدة بتصنيفه في القائمة الرمادية، هي جدية اليوم أكثر من أي يوم مضى، فذلك التصنيف السيئ يمكن أن يصدر في حزيران المقبل». وأضاف: «لم ينجُ مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف من الانتقادات لأنهما متلكئان على أكثر من صعيد إصلاحي، ويقعدان تقريباً عن القيام بدورهما منذ بداية الأزمة، بل إنّ اجراءات مثل التعميم 165 الذي سمح بموجبه مصرف لبنان بالإيداعات النقدية المرتفعة نسبياً على ان توضع تلك الأموال في مصرف لبنان لا في البنوك المراسلة الأجنبية، هي إجراءات محل تساؤلات وشبهات من حيث إمكان غسل الأموال بهذه الطريقة، علماً أنّ البنك المركزي أراد ذلك للحد من اقتصاد «الكاش». 
وكشف المصدر أنّ التحذيرات الأميركية يجب «أن تؤخذ على محمل الجد، وإلّا فإنّ عقوبات ستصدر في حق أفراد ومؤسسات يشتبه الأميركيون بأنها تسهّل تمويل الإرهاب وغسل الأموال، أو لا تقوم بما يحول دون مكافحة هاتين الآفتين الخطرتين».
وختمت المصادر بالقول: «قد يتحول التعميم 165 الى «غسّالة» أموال، كما أنّ استمرار انهيار القطاع المصرفي وعدم إجراء الاصلاحات المطلوبة يزيد مساحة اقتصاد «الكاش»، وبالتالي هناك خطر أن يصبح لبنان خارج النظام المصرفي والمالي العالميين. كذلك أبدى الوفد قلقه من الاقتصاد الموازي لـ»حزب الله» وحجمه وقدرته على تمويل عمليات الإرهاب، وتمكين «الحزب» من ممارسة دور عسكري أكبر في المنطقة، ولا سيما في الحرب الدائرة فيها».
وكتبت" النهار": لعل ما كان لافتا في تداعيات المواجهات الجارية في الجنوب الكشف السبت الماضي عن مهمة قام بها في بيروت نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون الارهاب والجرائم المالية في آسيا والشرق الأوسط جيسي بايكر حيث التقى مسؤولين ماليين لبنانيين يومي الخميس والجمعة الماضيين، وحضّهم على اتّخاذ إجراءات صارمة ضدّ شركات ماليّة غير قانونيّة تحوّل الأموال الى حركة "حماس". واثار الكشف عن الخبر استغرابا واسعا لجهة تكتم السلطة اللبنانية وإخفاء خبر مهمة المسؤول الأميركي رغم الدلالات السلبية لاي تستر على هذا التطور. وكان مسؤول في الخزانة الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، كشف ان بايكر عبّر في لقاءاته عن مخاوف محدّدة لدى الإدارة الأميركية بشأن "حركة أموال حماس عبر لبنان، وأموال حزب الله القادمة من إيران إلى لبنان ثم إلى مناطق إقليمية أخرى"، داعياً إلى "إجراءات استباقية" لمكافحتها. وقال المسؤول إن "الجماعات تحتاج إلى تدفق الأموال لدفع رواتب مقاتليها والقيام بعمليات عسكرية ولا يمكنها تحقيق أهدافها بطريقة أخرى". وذكر أن "امتثال لبنان للمعايير العالمية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، هو ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات من الولايات المتحدة وباقي دول العالم وإخراج البلاد من أزمتها التي طال أمدها". وأضاف أنّ بايكر "طالب لبنان باتخاذ إجراءات صارمة ضد القطاع الكبير من شركات الخدمات المالية غير المشروعة التي ازدهرت مع انهيار النظام المصرفي الرسمي في البلاد على مدى أربع سنوات من الأزمة الاقتصادية، بما في ذلك الصرافة غير القانونيّة وعمليات تحويل الأموال غير المرخصة".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الخزانة الأمیرکیة تمویل الإرهاب مصرف لبنان

إقرأ أيضاً:

الخزانة الأمريكية: فرض عقوبات على 6 قادة كبار في حركة حماس

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، إن موسكو سترد بالطريقة المناسبة على قرار الولايات المتحدة ضرب عمق الأراضي الروسية.

وأصدر الكرملين، تحذيرا قويا من قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لشن ضربات داخل العمق الروسي.

ووفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية، وقال المتحدث باسم الكرملين (الرئاسة الروسية) دميتري بيسكوف، أن الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها تعتزم اتخاذ خطوات لمواصلة إثارة التوتر وتعميق الصراع في أوكرانيا.

وقال بيسكوف ردا على سؤال صحفي عما إذا كان لدى الكرملين تأكيدات بشأن كلام الرئيس الأمريكي جو بايدن حول إمكانية توجيه الغرب إنه : "كما تعلمون، في حين أن هناك معلومات في وسائل الإعلام الغربية، ولكن من الواضح أن الإدارة المنتهية ولايتها في واشنطن تعتزم اتخاذ خطوات، في الواقع، كانوا يتحدثون عن ذلك، من أجل مواصلة صب الزيت على النار ومواصلة إثارة المزيد من تصعيد التوتر حول هذا الصراع".

وردا على سؤال حول كيفية نظر الكرملين إلى حقيقة أن أوكرانيا يجب أن تحصل على الحق في الرد: "لقد أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفعل، وببساطة شديدة. الحقيقة هي أن الضربات لا تنفذها أوكرانيا، بل تلك الدول التي تعطي الإذن بذلك. الاستهداف، والخدمات الأخرى لا يقوم بها الجيش الأوكراني، بل يقوم بها متخصصون عسكريون من الدول الغربية. وهذا يغير جذريًا من طريقة انخراطهم (الغرب والولايات المتحدة ) في الصراع الأوكراني. هذا هو الخطر والاستفزاز في هذا الوضع".

مقالات مشابهة

  • عقوبات إسرائيلية جديدة تستهدف جمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله
  • ماذا تعرف عن قيادات حماس الـ6 الذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات؟
  • إشادة بتقرير التقييم المتبادل لنُظُم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بسلطنة عُمان
  • حماس : لا صحة لتقرير الخزانة الأميركية حول أرصدة قادة الحركة
  • عقوبات أمريكية تستهدف 6 من كبار قادة حماس
  • الخزانة الأمريكية: فرض عقوبات على 6 قادة كبار في حركة حماس
  • وزارة الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على عدد من قادة حماس
  • عاجل | الخزانة الأميركية: فرض عقوبات على 6 قادة كبار في حركة حماس
  • عقوبات أميركية جديدة على قياديين في حركة حماس
  • الخزانة الأمريكية: فرض عقوبات على عددا من قادة حركة حماس