عربي21:
2025-04-17@10:30:23 GMT

الحرب ومعركة عض الأصابع

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

كل الرهانات على أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة قبل شهر رمضان فشلت، وجولات المفاوضات للاتفاق على صفقة تشمل وقفا لإطلاق النار، أو هدن إنسانية، مع تبادل للأسرى والرهائن لم تنجح حتى الآن.

معركة عض الأصابع مستمرة؛ الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التدمير، والقتل، والتجويع سلاحا لفرض شروطه في التفاوض، وحماس تراهن على أن صمودها حتى الآن، ومنع الجيش الإسرائيلي من تحقيق انتصار حاسم منذ بدء العدوان يُعطيها قوة، فالتدمير قد حدث في غزة، والقتل يفوق الوصف، ولا يوجد ما تخسره، وكل يوم يمضي يخسر نتنياهو الذي يريد إطالة الحرب حتى لا يخرج من اللعبة السياسية، ويخضع للمساءلة، والمحاسبة.



ما هو مؤكد أن الشعب الفلسطيني في غزة لن يحمل الرايات البيضاء مستسلما مهما حدث، ولن تتكرر تجارب التهجير، واللجوء التي عاشها الفلسطينيون في الحروب السابقة، ولكن لا أستطيع الصمت، أو تجاهل هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الغزيون، وكل يوم يتوقف فيه العدوان حقن للدماء، وفرصة للنهوض من تحت الركام، وإن كان هناك ثمن لذلك فليكن بعد أن عمّ الصمت والتخاذل في كل مكان، وأصبحت إسرائيل تُملي على العالم شروطها بعنجهية، واستخفاف بكل القانون الدولي.

صحيح أن هناك متغيرات خجولة في العالم، وهناك تصريحات تنتقد الاحتلال الإسرائيلي، وتحذر من اقتحام رفح، ولكنها لا تكفي، ولا تردع دولة فاشية تعتاش على الاستيطان، ولا تتورع في قتل الأطفال والنساء، وتظل تروج، وتصنع الأكاذيب عن مظلوميتها.

جيدٌ توجه بعض دول العالم لمشاركة الأردن التي كانت سباقة في كسر الحصار، وعمل إنزالات جوية لتقديم المساعدات الإنسانية، وأنا لست عبثيا لأقلل من أهميتها، فكل قطرة ماء مهمة وضرورية، وكل لقمة خبز تسعف جائعا.

رغم أهمية الإنزالات فإنها لا تكفي، وهذا يفتح النقاش على طرح الولايات المتحدة لبناء رصيف بحري مقابل شاطئ غزة، وبعيدا عن نظريات المؤامرة التي تُحمّل الأمر أكثر مما يحتمل، فإنها خطوة متأخرة، وإن كانت أميركا تستطيع فرض إقامة رصيف بحري لتمرير المساعدات، فلماذا لا تُلزم حكومة الاحتلال بفتح المعابر البرية، فهي أسهل، وأسرع، ولا تحتاج كلف مالية لبناء رصيف بحري، أو إطار زمني طويل للتنفيذ؟ 

نعم هذه أسئلة تسأل عنها الإدارة الأميركية، وأيضا إذا كنتم ترون أن اقتحام رفح خط أحمر كما يقول الرئيس بايدن، وأنه حذّر إسرائيل من قتل 30 ألف إنسان جديد في غزة، وأن نتنياهو يضر بإسرائيل؛ فلماذا لا يوقف تصدير الأسلحة، وتمرر أميركا قرارا في مجلس الأمن يوقف الحرب؟

حكومة نتنياهو، وعصابة المتطرفين الحاكمة معه لا يريدون دون مواربة وقف الحرب، لأنها لم تقضِ على حماس، ولأنها تريد العودة لاحتلال غزة، وتشق شوارعَ لتضمن سيطرتها الأمنية، وتخشى قبل كل ذلك سقوطها الذريع، وخروجها من اللعبة السياسية، ولذلك فإن الشروط على طاولة مفاوضات الهدنة تبدو تعجيزية، ولا تتسم بالمرونة، وكأنها تدفع حماس للرفض حتى تستمر الحرب.

رمضان على الأبواب، والنقاشات داخل قيادة الاحتلال، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية من مخاوف من اندلاع انتفاضة شعبية في الضفة، وحتى الداخل الفلسطيني، خاصة بعد تسريبات عن قيود ستفرضها إسرائيل للصلاة في المسجد الأقصى، ويشيعون أن حماس ستستفيد من تأجيج حرب دينية تحشد الجميع خلفها، ولذلك فإن الانقسامات الإسرائيلية تتصاعد في التعامل مع الصفقة، وهناك أصوات - رغم قلتها - تطالب نتنياهو بقبولها مهما كان الثمن.

التحولات الغاضبة من إسرائيل في المجتمع الدولي مطلوبة، ومرحب بها، وعودة بعض الدول لتمويل الأونروا مؤشر إيجابي، والحديث عن مبادرة عربية تطالب بتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة، على غرار ما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في السبعينيات من القرن الماضي -إن حدثت- ضربة موجعة للكيان الصهيوني، ولكن كل هذا الكلام على أهميته لا ينقذ اهل غزة.

وقف إطلاق النار، أو هدنة طويلة مع عمليات تفاوض لإنجاز صفقة تبادل للأسرى، يعقبها تحريك للمسار السياسي ضرورة لا غنى عنها، وهي أكيد اهم من المزايدات، وبصراحة الدعوات، والابتهالات لفلسطين ليست حلا، ويختارها العاجزون أحيانا ليقولوا إنهم فعلوا ما يمكن أن يفعلوه.

الغد الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال حماس احتلال حماس غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

انضموا إلى «التمرد الصامت».. الكوماندوز البحري الإسرائيلي يطالب نتنياهو بوقف الحرب على غزة

في تطور لافت يعكس حجم التوترات الداخلية، تشهد قوات الاحتلال الإسرائيلي موجة من الاحتجاجات والتمردات بين صفوف جنود الاحتياط وضباط داخل الجيش، اعتراضًا على استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي خلفت حتى الآن آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.

أصوات من الداخل

عدد من الجنود رفضوا المشاركة في العمليات العسكرية أو العودة إلى الخدمة الاحتياطية، معتبرين أن الحرب «لا أخلاقية» وتؤدي إلى مزيد من التدمير والمعاناة الإنسانية دون تحقيق أهداف واضحة، والبعض وصف ما يجري بأنه حرب بلا نهاية تُستنزف فيها الموارد وتُفاقم العزلة الدولية لإسرائيل.

تمرد صامت

في تقارير مسربة لوسائل إعلام عبرية، أشار ضباط إلى وجود ما يُعرف بـ «التمرد الصامت» حيث لا يلتزم عدد من جنود الاحتياط بالاستدعاءات العسكرية، في وقت يتحدث فيه محللون عن تراجع في الروح المعنوية وتزايد التساؤلات حول جدوى العمليات.

احتجاجات عائلات الجنود

بجانب العسكريين، خرجت عائلات جنود إسرائيليين في مظاهرات داخل تل أبيب ومدن أخرى، رافعين لافتات تطالب بإنهاء الحرب وعودة أبنائهم من الجبهة. بعض الأهالي عبّروا عن رفضهم للسياسات الحكومية التي وصفوها بـ «العبثية» والتي تدفع بأبنائهم إلى محرقة عسكرية لا مبرر لها.

ضغط دولي متزايد

وهذه الاحتجاجات تأتي في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي، وتكثيف الدعوات لوقف إطلاق النار، خاصة بعد التقارير الأممية التي تتحدث عن كارثة إنسانية في غزة.

الانقسام الداخلي يتعمق

ويرى مراقبون أن هذه التحركات قد تعكس شرخًا داخليًا آخذًا بالاتساع داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة بين من يدعمون الحرب لأسباب أمنية ومن يرون فيها مجازر بحق المدنيين الأبرياء.

قوة الكوماندوز البحري ووحدة السايبر

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن فئات جديدة من قوة الكوماندوز البحري ووحدة السايبر في الاحتياط انضمت للاحتجاج للمطالبة باستعادة الأسرى ووقف الحرب على غزة.

جنود الاحتياط في سلاح الجو

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن أكثر من 200 من الجنود والمحاربين القدامى بسلاح البحرية قدموا عريضة جديدة، تدعو لإعادة المخطوفين ولو مقابل وقف الحرب.

الاحتياط والمدنيين

وخلال الـ48 ساعة الأخيرة، انضم آلاف الإسرائيليين العسكريين في الاحتياط والمدنيين من قطاعات مختلفة إلى الرسالة التي وقعها المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو من بينهم طيارون، ودعت إلى وقف الحرب لإعادة الأسرى.

العمليات الخاصة

وانضم المئات من جنود العمليات الخاصة إلى الرسالة التي وقعها المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو من بينهم طيارون، ودعت إلى وقف الحرب لإعادة الأسرى.

اقرأ أيضاً«تمرد عسكري» في إسرائيل.. لماذا تعصف الفوضى والتفكك بجيش الاحتلال؟!

إعلام عبري: محاولة لاحتواء تمرد جنود احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي

جنود الاحتلال يتمردون على الحرب ويطالبون بصفقة

مقالات مشابهة

  • شقيق الأسير الإسرائيلي “أفيناتان أور”: نتنياهو يملك قرار الصفقة والحل هو تنفيذها ووقف الحرب
  • نتنياهو يهدد بالقضاء على حماس من شمال غزة.. نقاتل من أجل وجودنا
  • انضموا إلى «التمرد الصامت».. الكوماندوز البحري الإسرائيلي يطالب نتنياهو بوقف الحرب على غزة
  • جولان: نتنياهو خطر على إسرائيل وسيفعل أي شيء لإنقاذ نفسه
  • مشكلة داخل جيش الاحتلال بسبب استمرار نتنياهو في حربه على غزة
  • رئيس اركان جيش الاحتلال الاسبق يجدعو لاعتقال نتنياهو ووقف الحرب في غزة
  • «تمرد عسكري» في إسرائيل.. لماذا تعصف الفوضى والتفكك بجيش الاحتلال؟!
  • حرب إسرائيل على المعالم الأثرية محاولة لإبادة هوية غزة الثقافية وتاريخها
  • إسرائيل بين الانقسام والتجهيز لما بعد نتنياهو
  • عرائض العصيان تحاصر نتنياهو وقائد جيش الاحتلال يحذر من نقص عدد الجنود