أدى الجفاف في قناة بنما والأجواء الجيوسياسية المشحونة في البحر الأحمر إلى حدوث "فوضى" عالمية في قطاع الشحن البحري، وفق صحيفة وول ستريت جورنال، التي أشارت إلى أن المشكلتين أسفرتا عن "تأخير عمليات تسليم البضائع ورفع تكاليف" الشحن.

وتشير الصحيفة إلى أن 14 في المئة من التجارة المنقولة بحراة إلى داخل وخارج الولايات المتحدة تتم عبر قناة بنما، وتستخدم العديد من دول أميركا اللاتينية القناة لنقل ما يقرب من ربع صادراتها.

وأدى الجفاف إلى قيام الجهات المشغلة للقناة بتخفيض عدد المعابر، ما زاد من فترات انتظار السفن، وارتفاع الرسوم التي تدفعها السفن إلى أكثر من ثمانية أضعاف.

وبعد أن كان يتم السماح بعبور 36 سفينة يوميا، تم تخفيض العدد إلى 24 في نوفمبر. وكانت الفناة تخطط لخفض العدد  إلى 18 في فبراير، لكن هطول بعض الأمطار ساعد في استقرار مستويات المياه.

وفي قناة السويس، أوقفت بعض الشركات المشغلة للسفن رحلاتها إلى أجل غير مسمى بسبب هجمات الحوثيين التي استهدفت السفن التجارية.

وبات أمام السفن التي تنقل الحاويات من خلال قناة السويس المصرية انتظار مرافقة سفن حربية لها أو تجنب المرور تماما والقيام برحلات أطول حول جنوب أفريقيا.

وفي حين أن مشاكل قناة السويس جيوسياسية، فإن مشاكل بنما تتعلق بالمناخ، ومع ذلك فإنهما "يعكران صفو التجارة العالمية"، مع تراجع عمليات الشحن عبر القناتين بأكثر من الثلث، وتحول مئات السفن نحو مسارات أطول، وبالتالي تأخير التسليم وارتفاع تكاليف النقل.

وتراجع حجم التجارة عبر قناة السويس بأكثر من 40 في المئة، في ديسمبر ويناير مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

وتمر عبر قناة السويس عشرات السفن التي تنقل الصادرات الآسيوية إلى شمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، وبعض أكبر الناقلات في العالم التي تنقل النفط من الشرق الأوسط.

وفي أعقاب هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر، انخفضت إيرادات قناة السويس بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة، بحسب تصريحات للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

وكانت قناة السويس حققت في العام المالي 2022-2023 عائدات مالية بلغت 9.4 مليار دولار، وهي أعلى إيرادات سنوية تسجّلها، بزيادة قدرها نحو 35 في المئة عن العام السابق، وفق ما أعلنت الهيئة في يونيو الماضي.

وقال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن إيرادات الرسوم التي تدفعها السفن للعبور انخفضت إلى النصف تقريبا في يناير إلى 428 مليون دولار، من 804 ملايين دولار في نفس الشهر، العام الماضي.

وتعد قناة السويس أحد أهم مصادر الدخل الأجنبي لمصر.

وفي قناة بنما، لم يؤثر الانخفاض في عدد المعابر المسموح بها على إجمالي الإيرادات، ويرجع ذلك جزئيا لزيادة الرسوم. وقد حققت القناة مكاسب 3.3 مليار دولار، في عام 2023، ارتفاعا من أكثر من 3 مليارات دولار في العام السابق.

تداعيات

وتقول الصحيفة إن هذه المشاكل لم تؤثر بشكل كبير على المستهلكين بعد، لكن بعض الشركات بدأت تشعر بتداعياتها، مثل "تسلا" و"فولفو" اللتين أوقفتا إنتاج المركبات مؤقتا لمدة تصل إلى أسبوعين في يناير بسبب نقص قطع الغيار.

واختارت بعض شركات الملابس تسليم أزياء الربيع عن طريق الجو بدلا من البحر لضمان وصول المنتجات في الوقت المحدد.

وتعتبر مشاكل سلاسل التوريد حاليا أقل حدة إذا قورنت بفترة كوفيد، بين عامي 2020 و2021، والسبب هو أن بعض الشركات تعلمت من الفوضى في تلك الفترة، وقام بعضها بتأمين مخزونات أكبر لتجنب نفاد المنتجات.

وقال غيسبر برودين، الرئيس التنفيذي لمجموعة تدير معظم متاجر "أيكيا" في العالم، إن الاضطرابات في قناة السويس أدت إلى إطالة متوسط أوقات الإبحار بنحو 10 أيام، لكن المستهلكين لم يتأثروا، مرجعا ذلك إلى المخزونات "الجيدة" في المستودعات.

لكن التقرير أشار إلى عودة بعض الشركات إلى الاحتفاظ بالحد الأدنى من المخزونات والاعتماد على عمليات التسليم في الوقت المحدد، ما ينذر بحدوث اضطرابات إذا استمرت الاختناقات في القناتين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قناة السویس بعض الشرکات فی المئة فی قناة

إقرأ أيضاً:

عاجل- مدبولي: قناة السويس ستظل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية رغم التحديات.. أبرز تصريحات رئيس الوزراء اليوم

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنّ هناك جهودا مستمرة تبذلها الدولة المصرية على مختلف الأصعدة، للخروج من عنق الزجاجة لآفاق أرحب من التطوير والتحديث والتنمية بقناة السويس والمنطقة الاقتصادية المحيطة بها، بما يشكل الضمان الحقيقي لريادة القناة، وتعظيم دورها ومكانتها العلمية مهما تصاعدت حدة التحديات المحيطة.

احتفالية هيئة قناة السويس بيوم التفوق 

وأضاف خلال احتفالية هيئة قناة السويس بيوم التفوق بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نقلته قناة «إكسترا نيوز»: «سعيد بتواجدي في هيئة قناة السويس بالتزامن مع احتفالها بيوم التفوق وأفخر بأن يكون تاريخ وحاضر القناة دائما ملهما ومضيئا حتى في أشد وأصعب الأوقات، وأجدها فرصة لتوجيه تحية شكر واعتزاز وتقدير لجهود كل العاملين بالهيئة، متعهدا بتقديم مختلف أوجه الدعم اللازم لتظل قناة السويس شريان للخير والرخاء للعالم أجمع وأمانة تتوراثها الأجيال المصرية جيلا بعد جيل».
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، احتفالية هيئة قناة السويس بيوم التفوُّق، على ضفاف قناة السويس الجديدة بالإسماعيلية، وذلك بحضور عدد من الوزراء، والمُحافظين، ورئيس هيئة قناة السويس، وقائد الجيش الثاني الميداني، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدي مصر وجامعة الدول العربية، وعددٍ من السادة سفراء دول الاتحاد الأوروبي ومُمثلي البعثات الدبلوماسية، والأمين العام لغرفة الملاحة الدولية ICS، ومسئولي الجهات المعنية وقيادات هيئة قناة السويس، ولفيف من رؤساء ومُمثلي التوكيلات الملاحية العالمية.

إنجازات شهدها المجرى الملاحي لقناة السويس

وألقى رئيس الوزراء كلمة استهلها، بالترحيب بالحضور في هذه البقعة الطيبة من أرض مصر على ضفاف قناة السويس الجديدة، التي التقت عندها مياه البحر الأحمر بالبحر المتوسط لأول مرة منذ عشرة أعوام في أغسطس ٢٠١٥ لتكون شريانًا حيويًا جديدًا يربط الشرق بالغرب ويُحقق الاستدامة لسلاسل الإمداد العالمية، وإيذانًا لفكر جديد ومتطور في إدارة أحد أهم الممرات الملاحية في العالم إن لم يكن أهمها على الإطلاق.

وأضاف رئيس الوزراء، أنه مُنذ هذا التاريخ شَهِدت هيئة قناة السويس جُهودًا مُستمرةً لا تتوقف، مُحققةً طفرةً في مشروعات تطوير المجرى الملاحي بالقناة بتعميق مناطق الانتظار في مدخلي القناة الشمالي والجنوبي، وإنشاء جراجات للطوارئ، وشمعات رباط عملاقة لربط السفن، ثم المشروع الأضخم بتطوير القطاع الجنوبي للقناة، والذي لم يشهد أي تطوير منذ عام ١٩٩٠، نتيجةً للصعوبات والتحديات المُرتبطة بطبيعة التربة الصخرية شديدة الصلابة في تلك المنطقة.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه على الرغم من التحديات المُختلفة التي واجهتها ولا تزال تواجهها قناة السويس، فإن الدعم المُستمر والمُتواصل من فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتوافر القدرات والإمكانات البشرية والفنية لدى الهيئة العريقة، كان الدافع الرئيسي لنجاح الهيئة في اجتياز المواقف الصعبة وتخطي الأزمات المتتالية.

وتابع قائلًا: نُعاني اليوم من أزمة أمنية غير مسبوقة في منطقة البحر الأحمر، التي كان لها بالغ الأثر في تراجع مُعدلات الملاحة بالقناة وتراجع الإيرادات المُحققة، رغم أن مُسببات الأزمة لا ترتبط بالأساس بقناة السويس، وهو ما يُشكل عبئًا على مصالح الدولة المصرية باعتبار القناة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي.

التداعيات السياسية والاقتصادية على قناة السويس

وفي ذات السياق، أوضح رئيس الوزراء أن الدولة المصرية أبدت مُنذ اليومِ الأول للأزمة تَفهمًا للتداعيات السياسية والاقتصادية، ولم تنخرط في اتِّخاذ أيَّة إجراءاتٍ تتعارضُ مع دورها الإقليميِّ، بل على العكس، عَملت على اتخاذ خطواتٍ فعالة نحو حل جُذور ومُسببات الأزمة سياسيًا، وتعويض الآثار الاقتصادية السلبية الناجمة عنها باتخاذ خطوات فعلية نحو تعزيز الاستثمارات، وتوطين الصناعات الثقيلة، ومُواكبة التوجه العالمي للطاقة النظيفة والمُتجددة، وتنمية أنشطة الجذب السياحي وغيرها من الأنشطة التي تتضمنها خطة الدولة المصرية، وفي القلب منها قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي حديثه قائلًا: ومن هذا المنطلق، فإننا نشهدُ اليوم بالفعل تحولًا جِذريًا في أنشطة وخدمات قناة السويس وحجم شراكاتها وانفتاحها على العالم، لتتحول من هيئة ملاحية مَعْنية بالأساس بإدارة المِرفق الملاحي لقناة السويس إلى هيئة مُتعددة الأنشطة والخدمات البحرية واللوجيستية المُختلفة.

وأضاف رئيس الوزراء أن قناة السويس بدأت في استحداث خدماتٍ جديدةٍ والتَّوسع بها، كخدمات صيانة وإصلاح السفن بترسانات الهيئة، وخدمات الإسعاف البحري وتبديل الأطقم البحرية، وأيضًا خدمة جمع وإزالة المُخلفات من السفن العابرة للقناة بطريقة آمنةً ومُستدامةً، تتناسب مع جهود الهيئة للتحول الأخضر بحلول عام 2030.

وقال: كُنتُ شَاهدًا على بدء توقيع اتفاق التعاون المُشترك بين هيئة قناة السويس وشركة "آنتيبوليوشن" اليونانية لتقديم خدمة الجمع الآمن لمُخلفات السفن العابرة للقناة، واليوم نشهد ثِمّار تلك الجُهود بتواجد تلك الخدمة والإعلان عنها وتقديمها بأيادٍ مصرية وبتقنيات مُتطورة صديقة للبيئة.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي حديثه قائلًا: وتُجسد هذه الشراكة نَجاحًا تتجلي مَعهُ جُهود الدولة المصرية بالتوسع في جذب الاستثمارات الأجنبية وعقد شراكات مع الشركات العالمية الكبرى، وهي دعوة جادة نتمنى من خلال سفراء دول الاتحاد الأوروبي وشركاء النجاح من الجهات المعنية بصناعة النقل البحري والخدمات البحرية واللوجيستية استثمارها، لتكون قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة مِنَصة عالمية للخدمات البحرية واللوجيستية.
خلال كلمته، أوضح رئيس الوزراء أن قناة السويس تعمل بشكلٍ مُتوازٍ على تَعزيز الشراكات الوطنية لتوطين صناعة بناء الوحدات البحرية واليخوت السياحية من خلال مصنع مصر للقاطرات، وشركة قناة السويس للقوارب الحديثة ضمن المنطقة الحرة بسفاجا، بالشراكة مع شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أن هذه جُهود مُستمرة على مُختلف الأصعدة للخروج من عُنق الزجاجة لآفاقٍ أرحب من التطوير والتحديث والتنمية بقناة السويس والمنطقة الاقتصادية المُحيطة بها، بما يُشكل الضمانة الحقيقية لريادة القناة وتعظيم دورها ومكانتها العالمية مهما تصاعدت حِدّة التحديات المُحيطة.

وفي ختام كلمته، قال رئيس الوزراء: إنني سَعيدٌ بِتواجدي في هيئة قناة السويس بالتزامنِ مع احتفالها "بيوم التفوُّق"، وأفخرُ بأن يكون تاريخ وحاضر القناة دائمًا مُلهمًا ومُضيئًا حتى في أشدِّ وأصعبِ الأوقات، وأجدها فُرصة لتوجيه تحية شُكر واعتزازٍ وتقديرٍ لجهود كل العاملين بالهيئة، مُتعهدًا بتقديم مُختلف أوجه الدعم اللازم لتظل القناة شريانًا للخير والرخاء للعالم أجمع، وأمانةً تتوارثها الأجيالُ المصريةُ جيلًا بعد جيلٍ.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة قناة السويس: نعمل على إضافة خدمات جديدة مثل التموين بالوقود والإنقاذ البحري
  • رئيس قناة السويس: أزمة البحر الأحمر تسببت في انخفاض الإيرادات 61% خلال 2024
  • رئيس هيئة قناة السويس: أزمة البحر الأحمر أثرت علينا خلال سنة 2024
  • عاجل- مدبولي: قناة السويس ستظل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية رغم التحديات.. أبرز تصريحات رئيس الوزراء اليوم
  • مدبولي: قناة السويس قلب التجارة العالمية وتمثل رمزا للسيادة الوطنية
  • رئيس الوزراء: قناة السويس شريان الملاحة العالمية ومصدر فخر للمصريين
  • أسامة ربيع: قناة السويس لديها حلول لجميع المشكلات التي تواجهها
  • مدبولي يشهد احتفالية "يوم التفوق" بقناة السويس ويُطلق خدمة جديدة لإزالة مخلفات السفن
  • مدبولي يشهد احتفالية "يوم التفوق" بهيئة قناة السويس ويُطلق خدمة جديدة لإزالة مخلفات السفن
  • صحيفة أردنية: استقرار حركة الشحن البحري في العقبة رغم التوترات في البحر الأحمر