استضافت العاصمة القطرية الدوحة ندوة بعنوان "التبادل الحضاري والتنمية العالمية.. علاقات الثقافة والنشر بين قطر والصين في العصر الجديد"، والتي أقيمت برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي ودار النشر باللغات الأجنبية، ومجلة الصين اليوم، وبتنسيق مجموعة بيت الحكمة للثقافة.

وشارك بالندوة كل من لو تساي رونغ نائب مدير المجموعة الصينية للإعلام الدولي، تشياو شو رئيس قسم الإعلام السياسي في السفارة الصينية بقطر، بشار شبارو المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر والأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، لي وو تشو نائب مدير مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (دار مجلة الصين اليوم)، الدكتورة فاتن الدوسري أستاذة العلاقات الدولية بجامعة البحرين والخبيرة في الشأن الصيني، وانغ قوانغ دا الأستاذ بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية ومدير المركز الصيني العربي لأبحاث الإصلاح والتنمية، والدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية بمصر، وأدار الندوة جيا تشيو يا نائب رئيس دار النشر باللغات الأجنبية.

وضمت الندوة ضيوفا آخرين في مجالات الثقافة الصينية والعربية والنشر والإعلام ومراكز الأبحاث وغيرها من المجالات، وغيرهم من الضيوف حضورًا وعبر الإنترنت.

لو تساي رونغ

وفي كلمته، أشار لو تساي رونغ إلى أن المجموعة الصينية للإعلام الدولي -باعتبارها منظمة مهنية دولية شاملة للاتصالات- تسعى لتعزيز التبادلات وتعميق التعاون في التنمية المشتركة مع قطر والدول العربية، والعمل بجد لتعزيز بناء الحزام والطريق وبناء مستقبل أفضل، والسعي لبناء مصير مشترك للبشرية. 

كما ناقش ثلاث نقاط أخرى تمثلت في: تعزيز التعاون في مجال النشر لتشجيع الفهم المتبادل، وتعزيز التعاون الإعلامي للسرد المشترك لكيفية سير البلدان النامية في طريق التنمية الحديث بخصائصها المتميزة، وتعزيز التبادلات الثقافية والحضارية وتقوية الروابط بين الشعوب.

واتفق بشار شبارو مع مقترحات العمل التي قدمها لو تساي رونغ، وعبر عن أمله في تعميق التعاون مع زملائه في دوائر الثقافة والنشر الصينية على أسس جيدة، والمساهمة في تعزيز التبادلات الثقافية بين الحضارتين القطرية الصينية والعربية الصينية.

 علاقات متينة

وقال لي وو تشو إن تاريخ تبادلات الصينية والعربية والصداقة المتينة بين الجانبين، يبرز إمكانية التسامح والتعلم على نحو شامل بين المناطق والثقافات والأنظمة الاجتماعية المختلفة، وهو ما يمكن الجانبين من التطور والازدهار معًا. 

وفيما يتعلق بالتواصل العربي الصيني، أشار إلى أن العلاقات بين الصين والدول العربية قد تطورت على نحو شامل وسريع وعميق في السنوات الأخيرة "لكن التفاهم المتبادل بين الشعبين لا يزال بعيدًا عن احتياجات تطوير العلاقات الثنائية، ولا تزال مساحة التعاون واسعة".

وقال: من أجل تقوية التعاون الصيني العربي، يجب على وسائل الإعلام في البلدين أن تتحمل مسؤولية تعزيز التواصل الصيني العربي بوعي كامل، وتقديم تقارير صادقة وموضوعية وشاملة للجماهير، والسعي لتصحيح سوء الفهم بينهما. 

بشار شبارو

ولفت إلى أهمية هذا في “مواجهة الصوت الخارجي، ودعم الأصوات الصينية والعربية في مجال الرأي العام الدولي، وتعزيز التبادلات وبناء المزيد من منصات التعاون والتبادل، وتعزيز النقاشات حول الموضوعات المشتركة من خلال المقابلات والنشر التعاوني والحوار النشط، والتحدث إلى العالم الخارجي، والمساهمة بقوة وسائل الإعلام لتعزيز التنمية السريعة والصحية للعلاقات الصينية القطرية والعلاقات الصينية العربية”.

كما أشارت فاتن الدوسري إلى أن الدول العربية والصين لهما نفس الرؤية التنموية والمثل العليا الراسخة. ومن أجل بناء نظام عادل ومنصف، والتحدث معًا بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، أتمت مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عقدها الثاني. وقد تلقت هذه المبادرة ترحيبًا من الدول العربية المختلفة. 

وأضافت: "ساهمت مشاريع البنية التحتية، التي نفذتها الشركات الممولة من الصين، في البناء الحضري والإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولاقت قبول الرأي العام في جميع مناحي الحياة".

فاتن الدوسريتاريخ حافل

وأوضح وانغ قوانغ دا أن هناك تاريخًا حافلًا للتبادل الحضاري بين الشعب الصيني والشعوب العربية، وأن الحضارتين الصينية والعربية قدمتا مساهمات إيجابية في بناء نظام ثقافي عالمي جديد متناغم من خلال التبادلات والاندماج فيما بين الجانبين. على سبيل المثال ظهرت فاعلية "الكونفوشيوسية لتفسير الكتب المقدسة" في الصين خلال عهد أسرتيّ مينغ وتشينغ واستمر لأكثر من 200 عام، وهو بمثابة محاولة ناجحة لتقارب العقيدة الإسلامية مع الثقافة التقليدية الصينية، مما أسهم في تعميق فهم الثقافة الصينية من جهة، والتبادل الثقافي مع البلدان العربية من جهة أخرى، وأصبح ذلك نموذجًا ناجحًا في تاريخ الحوار الحضاري بين الشرق والغرب، كما أدى دورًا مهمًا في تعزيز التعايش متعدد الثقافات وتنمية الحضارات حول العالم.

كما أشار إلى أنه على جميع الدول في العالم، أن تحافظ على توارث تقاليدها الثقافية التاريخية المتميزة وتعميق التبادل الحضاري في جميع أنحاء العالم على أسس المساواة والاحترام، ومواصلة ترسيخ الأساس الإنساني للتبادلات بين الدول، والمساهمة في تعزيز بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وإثراء الشكل الجديد للحضارة الإنسانية.

أحمد السعيد

نموذج للعلاقات

وأوضح المترجم والناشر الدكتور أحمد السعيد أن العلاقات الودية بين الدول العربية والصين تتمتع بتاريخ طويل، ولم تشهد صراعات على مدار أكثر من 1000 عام، وفي السنوات الأخيرة وضعت الصين نموذجًا للعلاقات الدولية وفق مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية. 

وقال: "على عكس المجتمعات الغربية، المليئة بالتناقضات والمعايير المزدوجة، ذلك أن الرؤى والمفاهيم الصينية تحظى بدعم وتأييد شامل من الدول العربية بما في ذلك قطر، ويرجع ذلك إلى أن الصين قدمت مثالًا يحتذى به في تطبيق أفكارها ومقترحاتها في مختلف مجالات التعاون، وهي في سبيل ذلك تتحدث بلغة الأفعال وسرد الحقائق".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الثقافة النشر العرب الصين المجموعة الصينية للإعلام الدولي الصینیة والعربیة الدول العربیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تضغط دبلوماسيا للاعتراف بفلسطين ودعم القضايا العربية

مع تصعيد الحرب الاسرائيلية وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم العربي ، برزت جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية تسعى لتعزيز التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء. في الاجتماع الأخير للأمم المتحدة، لعبت الجامعة دورًا محوريًا في تسليط الضوء على القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، ومحاولة التأثير على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف أكثر دعمًا للحقوق العربية.

تطوير ورفع كفاءة شارع المتيت ببسيون في الغربسة

خلال الاجتماع الأخير، قامت جامعة الدول العربية بممارسة ضغوط كبيرة على المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة. وأكد الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، على ضرورة اتخاذ خطوات جادة لوقف الحرب في الأراضي الفلسطينية ومحاسبة القادة الإسرائيليين على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان.

 

 دعم القضايا العربية

لم يقتصر دور الجامعة على القضية الفلسطينية فقط، بل شمل أيضًا دعم القضايا العربية الأخرى. فقد تم التركيز على الأزمات في لبنان والسودان واليمن وليبيا، حيث دعت الجامعة إلى حلول سلمية ومستدامة لهذه النزاعات. كما أكدت الجامعة على أهمية التعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز السلام والأمن في المنطقة.

ومن جانبه أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن التعاون مع جامعة الدول العربية يعد شرطًا لا غنى عنه لتعزيز تعددية الأطراف على الصعيد العالمي. وأكد على أن الجامعة تلعب دورًا حاسمًا في جميع مجالات عمل الأمم المتحدة، بما في ذلك حقوق الإنسان والتنمية المستدامة وبناء السلام

 

انتقادات وتساؤلات

رغم الانتقادات التي تواجهها جامعة الدول العربية بشأن فعاليتها، إلا أن دورها في الأمم المتحدة يعكس جهودًا مستمرة لتعزيز المواقف العربية. قد يتساءل البعض عن جدوى هذه الجهود، ولكن من الواضح أن الجامعة تسعى جاهدة لتحقيق أهدافها رغم التحديات. إن تحقيق الاعتراف الدولي بفلسطين ووقف النزاعات في المنطقة يتطلب تعاونًا دوليًا وجهودًا دبلوماسية مستمرة، وهو ما تعمل الجامعة على تحقيقه.

في ختام الاجتماع، تم التأكيد على أهمية استمرار التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لتحقيق الأهداف المشتركة. ودعت الجامعة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء النزاعات في المنطقة. كما تم الاتفاق على عقد اجتماعات دورية لتعزيز التعاون وتنسيق الجهود بين الجانبين.

بهذا، تواصل جامعة الدول العربية لعب دور محوري في دعم القضايا العربية على الساحة الدولية، رغم التحديات والانتقادات التي تواجهها.

تعتبر جامعة الدول العربية منصة حيوية لتنسيق المواقف العربية وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات المشتركة. وقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أهمية التعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية لتعزيز تعددية الأطراف وحل النزاعات الإقليمية، مشيرًا إلى أن الجامعة تلعب دورًا حاسمًا في جميع مجالات العمل الدولي، بما في ذلك نزع السلاح، وبناء السلام، ودعم حقوق الإنسان.

في حديثه عن أهمية الجامعة، قال الدكتور حسين عبدالخالق حسونة، الباحث في الشؤون الدولية: "إن الجامعة العربية تمثل مرآة عاكسة لطبيعة العلاقات السياسية العربية البينية بأنماطها الصراعية والتعاونية. ورغم التحديات التي تواجهها، فإنها تظل أداة حيوية لتحقيق المصلحة العربية العليا"

من جانبه، أشار  أحمد أبو الغيط، الأمين العام  للجامعة العربية، إلى أن الجامعة تواجه محاولات مستمرة للتآمر عليها من قبل بعض الأطراف التي تسعى لإفشال أي تجمع عربي تحت مظلة واحدة. وأضاف: "إن هذه المحاولات لن تثنينا عن مواصلة جهودنا لتعزيز التضامن العربي وتحقيق الأهداف المشتركة"

التحديات والإنجازات

رغم الإنجازات التي حققتها الجامعة على مر السنين، فإنها تواجه تحديات كبيرة تعيق فعاليتها. من أبرز هذه التحديات ، وقلة الموارد المالية، وتأخر الأعضاء في سداد التزاماتهم المالية، فضلاً عن عدم تطبيق القرارات الصادرة عن الجامعة من قبل بعض الدول الأعضاء.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار الدور الهام الذي تلعبه الجامعة في تعزيز التعاون العربي. فقد نجحت في تأسيس العديد من المنظمات العربية المتخصصة، مثل منظمة العمل العربية، ومنظمة الصحة العربية، التي تسهم في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات مختلف

قال دكتور محمد عبد السلام خبير العلاقات الدولية في دراسته انه برغم الانتقادات التي تواجهها الجامعة العربية، فإنها تظل منصة حيوية لتنسيق المواقف العربية وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات المشتركة، الجامعة تلعب دورًا هامًا في تعزيز التعاون العربي وحل النزاعات بطرق سلمية.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية مؤكداً في الجمعية العامة سياسة وجهود المملكة: تعزيز التعاون للأمن والسلم العالمي والتنمية المستدامة للأجيال
  • بحضور وزير التعليم الصين.. تدشين مركز الدراسات العربية لمجتمع المصير المشترك للبشرية
  • عمان تشارك في "اجتماع الرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية"
  • تعزيز التعاون العربي والإفريقي خطوة محورية لمواجهة التحديات
  • البوزيدي: الجامعة العربية تعمل على تعزيز التعاون العربي الإفريقي لتحقيق السلام والتنمية
  • وزير الخارجية: مصر حريصة على تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة
  • «خارجية الشيوخ»: قرار إرسال المساعدات للبنان يؤكد دور مصر في تعزيز الاستقرار بالمنطقة
  • الجامعة العربية تضغط دبلوماسيا للاعتراف بفلسطين ودعم القضايا العربية
  • القومي للحوكمة يعقد ندوة حول التواصل العام والشباب ودمج النوع الاجتماعي بالإشتراك مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD*
  • سفير مصر بلشبونة يناقش تعزيز التعاون بين مصر والبرتغال في استقدام العمالة