تظاهرات في أوروبا وأمريكا تطالب بوقف العدوان الصهيوني على غزة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
عواصم/ وكالات
تظاهر الآلاف من الأشخاص في العاصمتين الفرنسية باريس والبريطانية السبت الفائت للمطالبة بـ “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة بعد أكثر من خمسة أشهر من العدوان على قطاع غزة.
وجاءت المظاهرة في العاصمة الفرنسية بدعوة من ائتلاف “طوارئ فلسطين” ودعم من حزب “فرنسا الأبية” اليساري، وحمل خلالها المتظاهرون لافتات كتب عليها “أنجدوا غزة” ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، وهتفوا “أوقفوا الإبادة” و”إسرائيل، فصل عنصري، مقاطعة” و”فلسطين حرة”.
وتم التحرك بمشاركة زعيم حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلونشون، ورئيسة قائمة الحزب في الانتخابات الأوروبية مانون أوبري، والناشطة الفرنسية الفلسطينية ريما حسن المرشحة على القائمة الانتخابية أيضا.
وقالت ريما حسن في بداية المظاهرة إن “صوت فرنسا مهم ويجب أن يتردد صداه في البرلمان الأوروبي أكثر من أي وقت مضى من أجل التوصل إلى وقف دائم وفوري لإطلاق النار والسلام بين الشعوب”.
كما تظاهر في ليون (جنوب شرق) نحو 750 شخصا، بحسب المحافظة، في وسط المدينة خلف لافتة كبيرة كتب عليها “ارفعوا الحصار الإجرامي عن غزة”.
وفي سترازبورغ (شرق) تم تنظيم “مسيرة سلام” لـ36 كيلومترا، وهي المسافة بين مدينتي غزة ورفح.
وفي العاصمة البريطانية لندن، طالب آلاف الأشخاص خلال مسيرة السبت بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وانطلق المتظاهرون وسط انتشار كثيف للشرطة، من منطقة “هايد بارك كورنر” في وسط العاصمة البريطانية في اتجاه مقر السفارة الأمريكية حيث وضعت منصة لإلقاء خطابات.
ودعت مجموعة “حملة التضامن مع فلسطين” إلى المظاهرة.
وحمل مشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وردّد البعض شعار “فلسطين حرة” وطالبوا بوقف إطلاق النار “الآن” ونددوا بمقتل أكثر من 30 ألف شخص جراء العدوان الصهيوني على القطاع، بحسب حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وحمل بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها “أوقفوا الحرب في غزة”، أو “أوقفوا الإبادة”.
كما تظاهر عشرات النشطاء ودعاة السلام، أمام مقر انتخابي للرئيس الأمريكي جو بايدن في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، لمطالبته بالتدخل الفوري والضغط على (إسرائيل) لوقف عدوانها على قطاع غزة.
واعتصم المتظاهرون في طريق مرور موكب الرئيس بايدن الساعي للحصول على ترشيح حزبه الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، رافعين الأعلام الفلسطينية واللافتات المطالبة بالحرية للشعب الفلسطيني وضرورة تغيير السياسات الأمريكية تجاه الصراع في الشرق الأوسط .
وقاطع أحد النشطاء خطاب الرئيس بايدن أمام مناصريه في أحد المقار الانتخابية لحثه على التدخل لإنقاذ الفلسطينيين من المجازر الصهيونية.
المُسِنُّون في غزة.. صفحات أعمار تُطوى بالجوع والمرض
في معدلات شبه يومية ترتفع وتيرة حالاة الوفاة في صفوف الفلسطينيين في قطاع غزة، لا سيّما المُسنين منهم، نتيجة الجوع وسوء التغذية والحرمان من العلاج، في ظل استمرار المجازر الوحشية والإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان الاحتلال مع إحكام حصار خانق على القطاع ومنع إدخال مساعدات إليه، منذ ما يزيد عن خمسة أشهر.
وفي تقرير أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد أن أغلب هذه الحالات لا تصل إلى المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي في شمال غزة، نظرًا لصعوبة الوصول وخطورة الحركة في ظل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، وبالتالي تتوفى ويجري دفنها بجوار منازلها أو في المقابر المؤقتة المنتشرة في القطاع، والتي تجاوز عددها حتى الآن 140 مقبرة.
وأظهر التقرير أن الحصيلة المباشرة للهجوم الإسرائيلي ارتفعت إلى أكثر من 40 ألف شهيد، نحو 92% منهم من المدنيين، ونحو 7 % منهم من كبار السن، وذلك في غضون خمسة أشهر منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية.
وأكد أن آلاف الضحايا سقطوا ولم يوثقوا في المستشفيات كونهم ضحايا غير مباشرين؛ نتيجة الجوع وسوء التغذية وغياب الرعاية الصحية.
ووثق الأورومتوسطي وفاة مسن (72 عامًا) في 6 مارس في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، نتيجة سوء التغذية والجفاف، مبينًا أنه من الحالات القليلة التي تمكنت من الوصول للمستشفيات.
وأفاد “محمد شحيبر”، أحد سكان مدينة غزة، بوفاة 8 من كبار السن في حي “الصبرة” الذي يقطن فيه خلال الأيام الثلاثة الماضية؛ حيث عانوا من مضاعفات مختلفة جراء الجوع وانعدام الرعاية الطبية والبرد.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن عدد المسنين (أكثر من 60 عامًا) يبلغ 107 آلاف شخص وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2023، بما يمثل نحو 5 % من سكان قطاع غزة، وجميعهم أصبحوا ضحايا للانتهاكات الإسرائيلية التي خلفت وضعًا إنسانيًّا خطرًا على كافة شرائح المجتمع، وتضاعف أثرها على الفئات الهشة بالأصل، نتيجة تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين على نحو منهجي وواسع النطاق ودون استثناء، وانتشار المجاعة وسوء التغذية الحاد والحرمان من الرعاية الصحية الضرورية للبقاء على الحياة.
تروي المسنة “شفاء صلاح الحاج صالح”، تفاصيل المجاعة التي يعيشها سكان شمال غزة: “بجانب الدمار والقتل الذي نمر به من أكثر من خمسة شهور: نعيش الآن حرب تجويع شديدة، لم نشهد مثلها في أوقات سابقة. لدي خمسة من الأبناء و14 حفيدًا، دائمًا ما أفكر ماذا سيأكل هؤلاء الأطفال، فنحن نعيش حربًا حقيقية في توفير لقمة العيش.”
وتضيف: “أعاني من مرض الضغط ودائما ما أحتاج لتناول الطعام قبل تلقي الدواء، ولكني لا أجد الطعام، وفي حال وجدته فدائمًا ما أقول إنني سأطعمه لأبنائي. خلال هذه الحرب فقدت منزلي، وقتلت ابنتي وزوجها وأصيبت ابنتي الأخرى”.
ويقول المسن “م. س” (65 عامًا) -طلب عدم ذكر اسمه-: لم أستطع النزوح إلى جنوب قطاع غزة لأنني على كرسي متحرك، نزح أبنائي جميعهم وبقيت مع ابنتي. بصعوبة نتنقل، القصف في كل مكان، وأحيانًا يمر يومان دون أن أتناول شيئًا، أنا مريض ضغط وسكر، ولا تتوفر أي علاجات، نعتمد على ما يساعدنا به جيراننا، وما تستطيع ابنتي تحصيله بين الحين والآخر بعد أن تقطع مسافات طويلة”.
ثمن باهظ
وأكد الأورمتوسطي أن المسنين دفعوًا ثمنًا باهظًا للهجوم الإسرائيلي، نتيجة هشاشة حالتهم وعدم قدرتهم على الحركة، إلى جانب إصابة 70% منهم بأمراض مزمنة جعلتهم عرضة بشكل أكبر للتأثر بتداعيات الاعتداءات الإسرائيلية والوضع الإنساني المتردي.
وبيّن أن أشكال الاستهداف للمسنين تعددت بين الاستهداف المباشر خلال قصف المنازل على رؤوس ساكنيها، حيث سجلت أعداد كبيرة من الضحايا في صفوفهم، وقتل العشرات منهم في عمليات إعدام خارج نطاق القضاء مباشرة، سواء بعمليات قنص أو إطلاق نار من طائرات كواد كابتر. كما تأثر المسنون بالإصابات مع صعوبة تعافيهم لتقدمهم في السن مع عدم توفر الرعاية الصحية الملائمة.
وأوضح الأورومتوسطي أن المسنين النازحين بين حوالي 2 مليون نازح كانوا عرضة أيضًا لمعاناة إضافية نتيجة حالتهم الصحية، التي زادت سوءًا مع البرد الشديد، وقلة الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وعدم توفر أماكن ملائمة للنوم، وعدم توفر العلاج أو الرعاية والأدوات الصحية والأجهزة الطبية المساندة.
الموت جوعاً
وأضاف أن من يسلم من القتل بالنيران الإسرائيلية يبقى عرضة للقتل نتيجة للجرائم المتعمدة الأخرى، وعلى رأسها التجويع، والجفاف، والأمراض المقترنة بهما، بالتوازي مع الحرمان من الرعاية الطبية الأساسية والضرورية.
وحذر الأورومتوسطي أن حياة مئات الآلاف من السكان المدنيين، وخاصة المسنون والأطفال، يواجهون خطرًا حقيقيًّا ومحدقًا بالموت بسبب الجوع والجفاف، نتيجة تداعيات أزمة المجاعة المتفشية بفعل استمرار إسرائيل في فرض حصار شامل غير قانوني على قطاع غزة، وعرقلة دخول وإيصال المساعدات الإنسانية على نحو متواصل، وبخاصة إلى شمالي القطاع.
وفيات صامتة
في غضون ذلك أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة بأن الحصيلة المعلنة تعكس ما يصل للمستشفيات فقط، وأن عشرات آخرين يفارقون الحياة بصمت نتيجة المجاعة دون أن يصلوا إلى المستشفيات.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أرقام صادمة.. كم بلغت حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي؟
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 440 يومًا، تتكشف ملامح الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، التي طالت جميع مناحي الحياة.
أرقام وإحصائيات صادمة تؤكد حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، وغياب أي أفق لإنهاء الأزمة.
خسائر بشرية ضخمةوفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتكب الاحتلال أكثر من 9،941 مجزرة، منها 7،172 استهدفت عائلات فلسطينية. وأسفرت هذه الجرائم عن:
56،289 شهيدًا ومفقودًا، بينهم 45،129 شهيدًا وصلوا إلى المستشفيات.
17،803 من الشهداء كانوا أطفالًا، بينهم 238 رضيعًا ولدوا واستشهدوا في الحرب.
12،224 شهيدة من النساء، و1،060 شهيدًا من الطواقم الطبية.
استهداف الإعلاميين أدى إلى استشهاد 196 صحفيًا وإصابة 399 آخرين.
تدمير البنية التحتية والخدمات
بلغت نسبة الدمار في قطاع غزة 86%، مع استهداف الاحتلال:
161،500 وحدة سكنية دُمرت بالكامل.
34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا خرجت عن الخدمة.
821 مسجدًا و3 كنائس دمرت كليًا أو جزئيًا.
213 مقرًا حكوميًا، و206 موقعًا أثريًا دُمرت.
3،130 كيلومترًا من شبكات الكهرباء و330،000 متر طولي من شبكات المياه والصرف الصحي دُمرت.
أزمات إنسانية غير مسبوقة
مع استمرار الحصار، باتت الأوضاع الإنسانية أكثر خطورة:
2 مليون نازح يعيشون في ظروف قاسية، بينهم 35،060 طفلًا فقدوا أحد والديهم.
60،000 سيدة حامل في خطر بسبب نقص الرعاية الصحية.
12،500 مريض سرطان يواجهون الموت بسبب غياب العلاج، إضافة إلى 3،000 مريض بأمراض أخرى بحاجة للعلاج في الخارج.
أكثر من 350،000 مريض مزمن مهددون نتيجة منع الاحتلال دخول الأدوية.
خسائر اقتصادية مهولة
قدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة في قطاع غزة بنحو 37 مليار دولار، نتيجة تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية، مع حاجة ماسة لمليارات الدولارات لإعادة الإعمار.
نداءات متكررة لإنقاذ القطاعتطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بضرورة التدخل العاجل لوقف العدوان، وفتح الممرات الإنسانية لتخفيف معاناة السكان.
ومع استمرار الانتهاكات، يبدو أن قطاع غزة بحاجة إلى تحرك عالمي لإنهاء الحصار والعدوان، وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
غزة ما زالت تنزف، وسط صمت عالمي يفاقم المعاناة، ويبقي القطاع في حالة إنسانية هي الأسوأ في التاريخ الحديث.