صحيفة الاتحاد:
2024-07-06@21:30:15 GMT

جوستاف لوبون والاحتفاء بالتسامح في الإسلام

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

فاطمة عطفة (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «مؤسسة كلمات» تعلن عن تشكيل مجلس أمنائها «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يحتفي بأشعار الشيخ زايد خلال مؤتمر الترجمة الدولي

ينفرد المؤرخ الموسوعي الفرنسي جوستاف لوبون (1841-1931) بين المستشرقين بتناوله لثقافة وتاريخ الإسلام بنهج موضوعي منصف، وكان من أهم الباحثين وأكثرهم دقة وإنصافاً في دراساته، نظراً لثقافته الواسعة ومجالات اهتمامه المتعددة.

وكانت رحلاته في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا غنية ومفيدة وقد أثمرت بكتب عدة، منها: حضارة الأندلس، والحضارة العربية، والحضارة المصرية، والحضارة الهندية. وأكثر ما لفت نظره وأثر في اهتمامه بتاريخ الحضارة الإسلامية شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، متأملاً العديد من المراحل والمواقف المنيرة في حياته الكريمة. ويمتاز لوبون عن سواه من المستشرقين في نظرته الموضوعية، بعيداً عن أي تعصب أو انغلاق، وسعة آفاقه في مقارباته المتعلقة بتاريخ الشعوب والحضارات.
ويتميز هذا العالم الموسوعي بتعدد تخصصاته ومؤلفاته المشهورة في دراسة الطب وتشريح الدماغ، إضافة إلى دراسة علم النفس الجماهيري ونظرته العلمية في بعدها الإنساني السامي، حين أعلن أن الأعراق البشرية متساوية، ولا وجود لعرق أفضل من أي عرق آخر. ويوضح لوبون أن الفضل في خروج أوربا من عصور الظلام يرجع للإسلام ورسالته التنويرية، انطلاقاً من كتاب الله: القرآن الكريم، واستكمالاً بسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ولوبون يستعرض أحداثاً أساسية من حياته الكريمة وقيادته الحكيمة. وأول هذه المواقف المضيئة الخلاف الذي نشب بين سادة قريش حول وضع الحجر الأسود أثناء تجديد بناء الكعبة، حيث اختلف زعماء القبائل وكاد القتال ينشب بينهم حول من منهم سيحمل الحجر الأسود وينال الشرف في ذلك. ثم اتفقوا على أن يحكموا بينهم أول قادم إليهم، وإذا بالرجل الحكيم محمد بن عبدالله يدخل، وكان ذلك قبل البعثة النبوية الشريفة. وجاء الحل المثالي الذي اقترحه بأن يأتوا بثوب كبير وضع الحجر عليه، وطلب منهم أن يشتركوا جميعاً في حمله إلى الجدار، وهناك حمله ووضعه في مكانه، وحل بذلك مشكلة كبيرة وحقن دماء كثيرة كان يمكن أن تسفك بسبب خلاف قريش حول المسألة.
يقول لوبون، في كتابه «حضارة العرب»: «إن الإسلام من بين جميع الأديان هو الأنسب لاكتشافات العلم، والأكثر استعداداً لبنيان النفوس وإجبارها على التقيد بالعدل واللطف والتسامح». ويشير هذا العالم إلى أن من أهم مشاهد التسامح في التاريخ قصة الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عند قدومه إلى القدس وإطلاق العهدة العمرية التي اتبعها المسلمون في معاملة المسيحيين، في حين كانت أوروبا آنذاك غارقة في الحروب البينية والمظالم. كما يؤكد أن انتشار اللغة العربية والدخول في الإسلام لم يكونا نتيجة القوة في الفتوحات، ولكن سمو العدالة في الشريعة الإسلامية وحسن المعاملة جعلا الناس يدخلون في دين الله أفواجاً. والقرآن الكريم وما فيه من تعاليم روحية واجتماعية وأخلاقية لم ينتشر بحد السيف، وإنما انتشر بالدعوة الأخوية الحكيمة والموعظة الحسنة الكريمة. ويقارن الباحث المنصف بين أحوال إسبانيا بعد فتح الأندلس وأحوال أوروبا الغارقة في الهمجية آنذاك. ولو لم تتوقف الفتوحات العربية عند مدينة بواتييه، لتحررت أوروبا من أحوالها الظلامية كما تحررت إسبانيا من ذلك خلال عهد الحضارة الأندلسية الزاهرة.
ويصف المستشرق المنصف الرسول الكريم بأنه رجل نبيل، يمتاز بمستوى رفيع من الأخلاق والحكمة واللطف والرحمة والصدق والأمانة، كما يذكر أن الأوروبيين أخذوا عن العرب مبادئ الفروسية، ومنها احترام المرأة، ويؤكد أن الإسلام هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه، وسما بمكانتها الاجتماعية وأقر حقوقها كاملة قبل أي دين آخر.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإسلام الثقافة

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: المعركة في البحر الأحمر أثبتت أن حاملات الطائرات الأمريكية نظام قديم عفا عليه الزمن

يمانيون../
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في كلمته الأسبوعية حول أخر مستجدات وتطورات معركة طوفان الأقصى، والعدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة، أن المعركة في البحر الأحمر أثبتت أن حاملات الطائرات الأمريكية نظام قديم عفا عليه الزمن ولا يستحق التكلفة، وهذا إنجاز كبير لقواتنا.

وقال السيد القائد: “معركة الأمريكي مع شعبنا كشفت عجز وضعف حاملات الطائرات الأمريكية رغم سمعتها التاريخية، وكان استخدام أمريكا لحاملات الطائرات لإرهاب بقية الدول وإخافة الشعوب، لكن عملياتنا أجبرتها على الهروب”، مشيراً إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُخف بلدنا وشعبنا كما فعلت مع أنظمة وحكومات أخرى، وهذا من مظاهر تأييد الله، وينبغي أن نقدر قيمة مثل هذه الانتصارات التاريخية ونتوجه إلى الله بالشكر له عليها، لافتاً إلى أن القطع البحرية الحربية الأمريكي في البحر الأحمر ، تطارد بالصواريخ والمسيرات، وهي في حالة فرار بأقصى سرعة تستطيعها.

ونوه السيد القائد إلى أن الأمريكيين يدركون فاعلية ضرباتنا وأقروا بإبعادنا البحرية الأمريكية بأكملها، وهي بمثابة درس ثمين لهم، وأن العدو بدأ يعيد النظر في إمكاناته وتكتيكاته وطريقة محاربته ومواجهته لهذا المستوى من التهديد والخطر، مستدلاً بما قاله أحد المسؤولين الأمريكيين الذي اعترف بقوة وصلابة موقف الشعب اليمني وثباته المبدئي وقوة الدافع التي ينطلق منها.

كما أشار السيد القائد إلى التقارير الأمريكية التي تعترف بأن العمليات اليمنية في تصاعد وتطور، بعد أن أطلقوا حملة إعلامية تزعم تراجعها، ورد عليهم بقوله: “الذي تراجع هو حركة السفن الأمريكية والبريطانية كما قلنا ذلك سابقا بكل وضوح وصدق.

وتابع: ” مع كل الأحداث منذ الحرب العالمية الثانية يرى الأمريكي أن ما يجري في البحر الأحمر هو متميز وأكثر استدامة، وموقفة وصلابة الشعب اليمني في مواجهة الأمريكي ثمرة الانتماء الإيماني ، والمواقف المبدئية واستمرارية عملياتنا وتصعيدها بنجاح والتطوير هو الذي أدهش الأعداء وأقلقهم وأخافهم”.

وفي سياق العمليات اليمنية قال قائد الثورة: “أن عمليات الإسناد لجبهة اليمن هذا الأسبوع بلغت 12 عملية في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد، نفذت بـ 20 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة وزورق على طول مسرح العمليات البحرية، وستهدفنا 6 سفن ليصل إجمالي السفن المستهدفة منذ بداية عمليات الإسناد 162 سفينة”.

وأكد أن معركة الأمريكي لإيقاف عمليات الجيش اليمني في البحر لم تكن عملية سهلة أو بسيطة، حيث اعتاد الأمريكي أن يحسم معاركه أو أن يوقف أي طرف بتهديداته أو فرض العقوبات والإجراءات، مؤكداً أن جيشنا وشعبنا ثابتون، وتطوير القدرات مستمر بفضل الله لتجاوز تقنيات الأعداء للحد منها”، لافتاً إلى أن الأعداء اعترفوا بتطور الصواريخ والمسيرات والزوارق البحرية من شدة ودقة الضربات الأخيرة، وأن قواتنا المسلحة تستفيد من تقييم الأعداء لعملياتها، في تطوير نفسها، وتحقق للأمريكي ما قلناه إن عدوانه سيسهم رغم أنفه في تطوير قدراتنا.

وأردف: “ثبات شعبنا الذي ينبهر به الأعداء من مصاديق إنجاز الوعد الإلهي لعباده المؤمنين “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”

مقالات مشابهة

  • ياسمين الحصري: اختيار الرسول للدليل في الرحلة كان فيها عدة دروس
  • عمر هاشم: الهجرة النبوية الشريفة فرّقت بين الحق والباطل
  • ذكرى الهجرة.. مولد دولة وبناء أمة.. مركز عمليات تحت قيادة النبي.. المعجزات الربانية تحيط الرسول من مكة إلى المدينة.. و4 أفلام سينمائية تناولت الرحلة
  • الإسلام لا يُهزم، وإن هُزِم المسلمون
  • أوقاف الفيوم تفتتح المسجد العتيق بالجراي بعد إحلاله وتجديده
  • خصوم حزب الله يكرّسون شرعيته...تلافيا للتصعيد
  • السيد القائد: المعركة في البحر الأحمر أثبتت أن حاملات الطائرات الأمريكية نظام قديم عفا عليه الزمن
  • 7 محطات يستعين بها الرسول في تعامله مع زوجاته
  • دروس على أعتاب السنة الهجرية الجديدة
  • دعاء يوم الجمعة من السنة النبوية