رمضان يحلّ علينا، ونحن ننعم بالأمن والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الرشيدة الحريصة على ترسيخ العطاء واستدامته، كأبرز قيم الشهر الفضيل، من خلال إطلاق المبادرات الخيرية والإنسانية في شتى بقاع الأرض، للوقوف مع الشعوب المحتاجة والمتضررة من الكوارث والأزمات والحروب، وإحداث تغيير إيجابي في حياة الملايين من البشر؛ ذلك أن العطاء في الإمارات إرث أصيل، ونهج، ورسالة من أجل مستقبل أفضل للإنسانية.
رمضان يحلّ علينا، ونحن ننعم بسجل حافل من المنجزات، وتعزيز المكتسبات الوطنية، ضمن مسيرة التنمية المستدامة، من خلال إقامة المشاريع في مجالات التعليم والصحة والبنية والتحتية والطاقة وغيرها، كما نعمل بشراكة وتكاتف مع المجتمع الدولي لمكافحة الجوع والفقر وتقديم العلاج، وتعميم أوجه التقدم والتنمية، ومواجهة التحديات الإنسانية المشتركة، ونواصل نشر رسالة السلام، وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
قيم الشهر الفضيل، تتجسد في مجتمع الإمارات الآمن المطمئن، والذي يشكل نموذجاً عالمياً للتسامح والأخوة الإنسانية، والصورة الأبهى للتلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب في تعزيز منظومة العطاء الإماراتية، بغض النظر عن المكان والزمان، بلا تفرقة أو تمييز؛ لأننا ننعم بقيادة استثنائية غرست أنبل القيم والمبادئ في هذه الأرض الطيبة، وجعلت من الإمارات واحة للأمان والرخاء والازدهار. وكل عام والجميع بألف خير. أخبار ذات صلة حمدان بن زايد يهنئ رئيس الدولة ونائبيه والحكام بحلول شهر رمضان هزاع بن زايد يهنئ رئيس الدولة ونائبيه والحكام بحلول شهر رمضان
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان الإمارات التنمية المستدامة الكوارث والأزمات التسامح
إقرأ أيضاً:
بين الأمل والدمار .. طبيبة فقدت طفلها في حرب الإبادة تواصل العطاء لإنقاذ الأرواح
الثورة /وكالات
اختارت الطبيبة تغريد العماوي، أن تبقى في قلب المعركة شمال قطاع غزة رفضت النزوح وحملت في صدرها شجاعة لا توصف، لتواصل مهمتها الإنسانية لإنقاذ الأرواح وسط الإبادة الإسرائيلية.
في اليوم الذي بدأت فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لم تتوانَ تغريد عن أداء واجبها المهني، واستمرت في العمل بمستشفى كمال عدوان، على الرغم من اشتداد القصف والمخاطر التي تهدد حياتها وحياة من حولها.
وبعد عشرين يومًا، وفي لحظة غير متوقعة جاء طفلها الثالث محمد، قبل موعده الطبيعي بشهرين، مما استدعى وضعه في الحاضنة ودعمه بجهاز تنفس صناعي.
لم تتمكن تغريد من البقاء طويلاً إلى جانب طفلها، إذ كانت الظروف الأمنية الصعبة جراء القصف الإسرائيلي تحول دون نقل محمد إلى مستشفى آخر، مما اضطرها لمغادرة المستشفى بجسدها بينما تركت قلبها مع صغيرها. استمرت في متابعة حالته الصحية يومياً، رغم تدمير منزلها وهجوم القصف المتواصل الذي لم يترك مكاناً آمنًا.
مع مرور الأيام، ووسط الأمل المتأرجح والقلق المستمر، حاولت تغريد أن تجد حلولًا لإنقاذ حياة طفلها، واستطاعت أن تؤمن بعض الأدوية اللازمة بفضل زملائها في القطاع، إلا أن الأزمة كانت تتفاقم مع نفاد الوقود في المستشفى وتوقف أجهزة التنفس الصناعي. في لحظة من الأمل، نقلت تغريد جرة الأكسجين الوحيدة المتوفرة في عيادتها إلى المستشفى، حيث تم استخدامها لإبقاء محمد على قيد الحياة لبعض الوقت.
في 20 نوفمبر 2023، وبعد صراع مرير مع المرض، رحل محمد شهيدًا. لم يكن الوداع كما تتمناه الأم التي روت شهادتها التي تابعها المركز الفلسطيني للإعلام نقلا عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد فقدت تغريد حقها في احتضان طفلها للمرة الأخيرة، بل فقدت حتى فرصة دفنه في مكان يليق به. وبدلاً من ذلك، دفن محمد في ساحة مستشفى كمال عدوان، في مشهد لا يمكن للكلمات وصفه.
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد. مع تزايد القصف والنزوح المستمر، وجدت تغريد نفسها نازحة في مدرسة ذكور جباليا الإعدادية، بين آلاف النازحين.
ورغم الإصابة والاختناق الناتج عن قنابل الغاز، قررت تغريد أن تكون حاملة الأمل، وأن تقدم خدمات طبية للنازحين، بينما يستمر القصف في كل مكان. هذا هو التحدي الذي أوقفته، ولكن روح التضامن والأمل التي تتحلى بها تغريد هي ما دفعها للاستمرار في هذه المعركة الإنسانية.
رسالتها كانت واضحة، ورغم الجراح العميقة التي زرعتها الحرب في قلبها، ما زالت تطالب العالم بالتحرك. “إلى كل من لديه القدرة على المساعدة”، تقول تغريد، “نحن في قطاع غزة نواجه حرب إبادة قاسية تستهدف أرواح الأطفال والنساء. نناشدكم أن تتحركوا فوراً لوقف هذه الحرب البشعة”.
هذه هي القصة التي ترويها تغريد، قصة أم فقدت طفلاً، ولكنها لم تفقد الأمل. قصة طبيبة اختارت أن تكون في الصفوف الأمامية لحماية حياة الآخرين، وتضحي بكل شيء من أجل إنقاذ حياة بريئة في قلب حرب لا ترحم.