تناولت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبد الرحيم، مقدمة برنامج “الضفة الأخرى”، ونائب رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسي، خريطة تواجد جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي في معظم قارات العالم أوروبا، وأمريكا الشمالية، والجنوبية، وآسيا وغيرها.

ورصدت "عبد الرحيم"، خلال برنامجها “الضفة الأخرى”، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، كيف حرصت جماعة الإخوان الإرهابية منذ منتصف القرن الماضي، على التمدد والانتشار تنظيميا وفكريا، خارج الشرق الأوسط وبلدان العالم العربي والإسلامي التي نشأت فيها، للتوغل في كل مكان من العالم، عبر تسلل ناعم يستهدف كسب الأتباع، لا سيما من أبناء الجاليات الإسلامية في تلك البلدان.

وأوضحت أن الجماعة الإرهابية اعتمدت أيضا على إقامة المشروعات الاقتصادية والخدمية تحت ستار خيري، لتتمكن من خلالها من تكوين إمبراطورية مالية تمول نشاطها دون انقطاع، منوهة بأن هدفنا من سلسلة الحلقات كشف وتوضيح مخاطر المشروع الإخواني وحقيقة أهدافه، ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط؛ بل في العالم أجمع، موضحة أن حلقة اليوم عن البرازيل التي تنشط بها العديد من الجماعات المتأسلمة، وتعتبر المنطقة المعروفة باسم منطقة الحدود الثلاثية في أمريكا الجنوبية، البرازيل، والأرجنتين، البارجواي نقطة ساخنة للنشاط الإجرامي والإرهابي.

وكشفت عن أهم المؤسسات التي اعتمدت عليها جماعة الإخوان الإرهابية للتوغل في البرازيل، موضحة أن أول هذه المؤسسات يتمثل في مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، والذي أسسه أحمد علي الصيفي العقل المدبر لوجود جماعة الإخوان في البرازيل وأمريكا اللاتينية عام 1978م، ويرأسه حاليا أحمد علي الصيفي وولديه زياد وعلي، وينشط هذا المركز في أنحاء البرازيل ودول أخرى بأمريكا اللاتينية، ويقوم بعمل مؤتمر سنوي يضم عناصر الإخوان في البرازيل وأمريكا اللاتينية، ومن أهم العناصر الإخوانية النشطة في هذا المركز كل من: زياد الصيفي – علي الصيفي – وسام الرمش – أحمد الخطيب.

وأضافت أن ثاني هذه المؤسسات هي رابطة الشباب المسلم في البرازيل، وهي ثاني مؤسسات الإخوان في البرازيل وتم تأسيسها عام 1995م في حي (براس) بمدينة ساو باولو، ويرأسها السيد شريف الشريف بشكل صوري؛ لكن عناصر الجماعة تسيطر على القرار فيها وأهمهم الشيخ جهاد حمادة، وعبد الناصر الرافعي، ومصطفى أدهم، موضحة أن المؤسسة الثالثة هي الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والتي تعد فرعا لما يعرف بالندوة العالمية للشباب الإسلامي، وتم تسجيلها في البرازيل عام 1999م، ويرأس المؤسسة الشيخ علي عبدوني ونائبه هو الشيخ أحمد مظلوم وكلاهما من قيادات التيار الإسلامي، وتكفل هذه المؤسسة 21 داعية في البرازيل وأمريكا اللاتينية، وتشترط أن يكون دعاتها من الإخوان أو من المؤيدين لفكرها وهو ما يمنحهم السيطرة التامة على النشاط الدعوي.

ولفتت إلى أنه يأتي بعد ذلك الجامعة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، وأمينها العام أحمد علي الصيفي، وتم تأسيسها في ديسمبر 2021م، وتمارس نشاطها عبر شبكة الإنترنت ولايوجد مقر لها في البرازيل، والعناصر الإخوانية والمدرسين فيها كل من: حماده غازي – محمد المهداوي – محمد البدري – محمد منصور المكسيك – وسام الرمش – أسامه الزاهد، فضلا عن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية البرازيلية (جاسيب)، وترتبط بالهيئات الإغاثية الدولية للإخوان في العالم، وتم تأسيسها في ٩ يونيو1988 بسجل تجاري رقم 54.795.802/0001-64، ويرأسها أحمد علي الصيفي وأبناءه زياد الصيفي وعلي الصيفي، وتمتلك هذه المؤسسة أصولا مالية وعقارية تتجاوز قيمتها  ملياري دولار، منوهة بأن آخر هذه المؤسسات هي دار الفتوى البرازيلية، والتي أسسها محمد عبد الله المغربي، وهو إخواني لبناني كان عضوا بالجماعة الإسلامية اللبنانية التي تعد فرعا لجماعة الإخوان، وأسست سنة 2012 باعتبارها شركة مساهمة بسجل تجاري رقم (15.210.146/0001-39)؛ إلا أن استغلال المغربي لها في بيع المواد الغذائية والتبغ أدى لإغلاقها عام 2016، ومما تسيطر عليه الجماعة أيضا مؤسسات في شكل مساجد ومنها: مسجد أبو بكر الصديق في سان برناندو دو كامبو، ومسجد الإحسان بالشارع التجارى بمدينة ساو باولو، ومسجد السلام بمدينة سانتانا دى ليف رامينتو، ومسجد لاجيس سانتا كاتارينا، ومسجد مكة، ومسجد مريم العذراء، ومسجد فلسطين، ويدير هذه المساجد مجموعة من قادة الإخوان مثل: السعيد مخلص - حمادة غازي – أحمد بلال – الحاج فالتر – وفي فرح – عبد السلام المنصوري.

وأكدت أن هناك بالطبع أنشطة أخرى يتم الإنفاق عليها بسخاء في ظل ما يمتلكه أحمد علي الصيفي من علاقات قوية مع عدد من قادة الإرهاب العالمي مثل: بو نمادي، ومحمد عبد المنجي، وأحمد الخطيب الذين يوفرون له الأتباع والتمويل الغزير.

ونوهت بأن قادة ومؤسسات الإخوان توغلوا في البرازيل، وسعوا للسيطرة على مفاصل المجتمع البرازيلي، ولا تعمل مؤسسات الإخوان فقط من أجل كسب الأتباع، وإنما تهدف كذلك لممارسة أنشطة اقتصادية للحصول على التمويل، ولم تتورع مؤسسات الجماعة ورجالها في البرازيل عن اللجوء للأنشطة المشبوهة مثل تجارة المخدرات والإتجار في البشر وغسيل الأموال، مشيرة إلى أن الإخواني البرازيلي ذو الأصل الموزمبيقي عبد الله بو نمادي يعد الرئيس المدبر لنشاطات مؤسسات الجماعة الاقتصادية المشبوهة؛ حتى أنه صدر أمر قضائي برازيلي بضبطه في 14 نوفمبر 2020، وذلك لضلوعه وآخرين في نقل نحو 700 كيلوجرام من الكوكايين إلى ميناء سانتوس لتهريبها إلى ألمانيا.

وأوضحت أن وقوع عبد الله بونمادي في قبضة الشرطة الفيدرالية البرازيلية فتح بابا على مصراعيه لكشف أسرار عصابات تهريب المخدرات وغسيل الأموال لتمويل الجماعة، عبر شركة أسسها بنفسه في عام 2013 هي Foodbank.Af Comercio de Alimentos Ltda، ومقرها مدينة "فيديرا" بجنوب البرازيل للتغطية على أعماله غير القانونية.

وقالت إن الوجود الإخواني ظل في التمدد عام بعد الأخر بفعل توغل الرافد اللبناني، حيث لعبت كوادر من الجماعة الإسلامية أي تنظيم الإخوان اللبناني دورا مهما في ذلك، بفضل التفوق العددي لهم؛ بالمقارنة بأبناء الدول العربية الأخرى في أمريكا اللاتينية، ووقع اختيار قادة التنظيم الدولي للإخوان على أمريكا اللاتينية، لتكون الحاضنة الجديدة لوجود فكر الجماعة، ومن دول أمريكا اللاتينية اختارت الجماعة دولة البرازيل، لتكون محطة الانطلاق في تلك القارة مترامية المساحة، منوهة بأن انتقاء جماعة الإخوان للبرازيل من أجل تكوين معسكرها الأول على تلك الأراضي البكر في أمريكا الجنوبية، وارتكز على عدة عوامل، منها التنوع العرقي للمجتمع البرازيلي وغياب التجانس عن فئاته، فالبرازيل تضم أعراقا من جميع أنحاء الدنيا تقريبا، بالإضافة إلى معاناة قطاع كبير من الشعب البرازيلي بسبب الفقر، وهو الملعب الرئيسي للجماعة التي اعتادت على مغازلة مشاعرالجماهير بالشعارات الدينية، والإعانات الخيرية، لتسلب العقول، وتتمكن من استقطاب العناصر المطلوب انضمامها إلى التنظيم الإخواني.

وتابعت: "ويبدو أن اتساع مساحة البرازيل، وضعف قوانين مكافحة الجريمة المنظمة فيها، وبخاصة مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال كان من أهم الأسباب التي دفعت الجماعة لاختيار البرازيل مرتكزا لتكوين فروعها بأنحاء أمريكا اللاتينية، لأن هذين العاملين بالتحديد ـ المساحة الشاسعة وضعف القوانين ـ يحققان للجماعة هدفين مهمين؛ الأول توافر بيئة قادرة على احتضان جميع العناصر الفارة من الملاحقة الأمنية في أي مكان من العالم، أما الهدف الثاني فهو أن البيئة القانونية البرازيلية توفر فرصة ذهبية للإخوان من أجل إقامة إمبراطورية اقتصادية لتمويل نشاط الجماعة في أنحاء العالم، وليس أمريكا اللاتينية فقط، عن طريق المؤسسات ذات الواجهة الخيرية التي تعمل في عدد كبير من الأنشطة الممنوعة كغسيل الأموال وتجارة المخدرات، وكان رجل الأعمال اللبناني أحمد الصيفي هو الرجل الأول لجماعة الإخوان في البرازيل.

واستطردت أن أحمد الصيفي ومن دون شك هو المؤسس والمحرك الأول والأهم للوجود الإخواني بالبرازيل، ويمارس نشاطه مستغلا مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية، من أجل الترويج لأفكار الجماعة، عبر سلسلة طويلة من الأنشطة، التي مَكَّنته من التوغل في أعماق المجتمع البرازيلي، عبر امتلاكه صلاحية إصدار شهادات الذبح الحلال، وإقامة المخيمات الترفيهية، وإصدار المطبوعات والمشاركة في معارض الكتاب، وعقد مؤتمر سنوي للمسلمين في أمريكا اللاتينية، وهي أنشطة تساعده على استقطاب الكثير من الشباب، وإخضاعهم لأفكاره المتطرفة، مشيرة إلى أن جماعة الإخوان تستخدم مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية، للإبقاء على فكرها وأتباعها، في ظل عملية التضييق الأمني والنفور الاجتماعي، التي تتعرض لهما الجماعة في معظم دول الشرق الأوسط، ولكي يتفادى «الصيفي» الصدام مع السلطات البرازيلية سعى خلال السنوات الماضية، إلى الدفع بابنه وشقيقه للعمل كواجهة سياسية، بعيدًا عن النشاط الدعوي، وفتح له التنظيم الدولي أبوابه، وعمل على دعمه داخل البرازيل وخارجها، ولمزيد من التمويه، ولجأ «الصيفي» إلى إنشاء عدد من مراكز الدعوة الوهمية، بزعم دعم العمل الخيري في العالم، ومنها: «الهيئة الإسلامية للإغاثة - جاسيب»، التي سعى مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية، إلى استغلالها لنقل ملكية الكثير من المساجد باسمها للسيطرة عليها، وعلى الجاليات الإسلامية التي ترتادها للتواصل معهم في خدمة أغراض التنظيم.

وأشارت إلى أن جماعة الإخوان اعتمدت في نشر أفكارها على استغلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتأزمة في البرازيل، والتي تمثل بيئة خصبة ومناسبة لوجود الجماعة وتوغلها وانتشارها، مؤكدة أنه في بداية الثمانينيات ظهر تنظيم الجماعة الإسلامية في البرازيل، وبعدها بسبعة أعوام تم تأسيس مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية في البرازيل برئاسة أحمد علي الصيفي، الذي تحدثنا عنه قبل الفاصل، وقد كلف الصيفي مساعده أحمد الخطيب بتوفير حاضنة آمنة لإخوان الشرق الأوسط الهاربين وتزويجهم من نساء برازيليات، للحصول على الجنسية البرازيلية.

وتابعت: “وكان هيثم أحمد شكري أحمد المغربي، ومحمد أحمد السيد أحمد إبراهيم، المدرجين في قائمة الخزانة الأمريكية كداعمين للإرهاب من أهم المستفيدين من تسهيلات الصيفي، وإذا كان الصيفي هو أهم رجال الجماعة في البرازيل، فإن هناك كوادر مهمة أيضا، ومنهم هيثم شكري أحمد المغربي، الذي نتناول سيرته كمثال صارخ على الدور الذي يلعبه رجال الجماعة في البرازيل”، موضحة أن هناك علاقات وثيقة بين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية المسلحة، وهذه ليست الحالة الأولى التي تؤكد لنا هذا، فالقيادات الأشهر لتنظيم القاعدة كانوا أعضاء فاعلين في جماعة الإخوان وهذا ما أكدناه في حلقات سابقة، ولا يزال تنظيم القاعدة يشكل تهديدا لدول مختلفة في جميع أنحاء العالم، ويحصل تنظيم القاعدة وفروعه الإقليمية على تمويله من الأفراد جامعي التبرعات التابعين لجماعة الإخوان ومن مؤيديه في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت أن الحكومة البرازيلية استطاعت إحباط الهجمات الإرهابية المشتبه بها وتعطيل عصابات تمويل الإرهاب وكذلك شبكات تزوير الوثائق، واعتقلت الشرطة الفيدرالية البرازيلية أعضاء في مجموعة غسيل أموال يقدمون الدعم المالي لداعش؛ لكن ما زال الأمر يستدعي مزيدا من الحسم والفاعلية من قبل البرازيل في التصدي لمخططات الكيانات والمؤسسات الأهلية التي تتستر بالدين لنشر أفكارها ومشروعها السياسي من خلال أساليب التوغل الناعمة في مفاصل المجتمع البرازيلي خاصة بين الجاليات الإسلامية، مؤكدة أن العديد من الجماعات الإرهابية تعمل في جنوب غرب البرازيل بالقرب من حدودها مع الأرجنتين وباراجواي، وتعتبر المنطقة المعروفة باسم منطقة الحدود الثلاثية في أمريكا الجنوبية نقطة ساخنة للنشاط الإجرامي والإرهابي، ويعتقد أن الجماعات الإرهابية الخاضعة للعقوبات الأمريكية تقوم بالتجنيد والتخطيط للهجمات وجمع الأموال وقوات الأمن البرازيلية على علم بأعضاء هذه الجماعات المقيمين في البرازيل، لكنها لم تعتقل هؤلاء الأفراد؛ فمنهم أئمة مساجد ودعاة ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يستغلون الثغرات الموجودة في قوانين مكافحة الإرهاب في البلاد.

ونوهت: “وباعتراف الولايات المتحدة فإن البرازيل تؤوي متطرفين معاقبين دوليا تابعين للقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وقد فرضت الولايات المتحدة والأمم المتحدة عقوبات على هؤلاء الأفراد، ومع ذلك فهم ما زالوا يقيمون في البرازيل دون متاعب من أجل مكافحة الإرهاب ووقف تمويله، تحتاج البرازيل إلى فرض سياساتها الخاصة لمكافحة الإرهاب بشكل كامل”.

ولفتت إلى أن الواقع في البرازيل كما الحال في غيرها من دول العالم يثبت أن وجود الإخوان في بلد ما بوجود التطرف والإرهاب، وهذا ما نحاول رصده من خلال برنامجنا الضفة الأخرى، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن البرازيل لم تشهد أي هجمات إرهابية كبيرة في السنوات الأخيرة، فقد تمكنت  العديد من الجماعات المتطرفة من التسلل والنشاط داخل حدودها، وأنشأت الجماعات الإرهابية شبكات تهريب واسعة النطاق في منطقة الحدود الثلاثية التي تمتد على حدود البرازيل وباراجواي والأرجنتين؛ وكما أظهرت التقاريرالصادرة عن جهات الاختصاص البحثية والأمنية الدولية والإقليمية خلال السنوات الأخيرة أن هذه الجماعات في منطقة التجارة الحرة قد حققت إيرادات كبيرة من تعاملها مع المؤسسات الإجرامية في المنطقة، ويعتقد أن المنظمات الإجرامية البرازيلية تساعد هذه الجماعات في تهريب الأسلحة والحصول على المتفجرات.

من جانبه قال إسماعيل البصري، الباحث المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، إن قيادات الإخوان بعد الثورة التي حدثت في سوريا أو أحداث "حماة" في الثمانينات بدوأ يتوافدون إلى أمريكا اللاتينية، وبعد إعدام النظام العراقي مؤسس تنظيم الإخوان في بغداد، بدأ إخوان العراق يتوافدون إلى أمريكا اللاتينية واليابان، موضحا أن أحمد الصيفي أحد كوادر تنظيم الإخوان في البرازيل، ولديه علاقة وثيقة بيوسف القرضاوي

وأضاف "البصري"، خلال كلمة مذاعة ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن أحمد الصيفي سخر كافة إمكانياته المادية لنشر فكر جماعة الإخوان في أمريكا اللاتينية، وهذا دليل على أن هذا الرجل أحد القيادات الرفيعة في جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن أحمد الصيفي أحد كوادر جماعة الإخوان في البرازيل سخر كل جهوده من أجل تحقيق أهداف جماعة الإخوان.

وأوضح أن أحمد الصيفي أسس مركز الدعوة في البرازيل، لكي يكون المشرف على كل الأعمال الخيرية في أمريكا اللاتينية، ويجب أن يكون من يتلقى التبرعات يميل إلى فكر جماعة الإخوان، ومعادي لدول الخليج ومصر بشكل خاص، مؤكدا أن أحمد الصيفي عمل على نشر فكر الإخوان، ومحاربة أي توجه خارج فكر الإخوان أو حزب الله؛ حيث يتم تشويه فكر أي شخص يحاول أن يسير خارج السرب الإخواني.

وأشار إلى أن اختيار جماعة الإخوان لأمريكا اللاتينية كملاذ آمن لفلول القاعدة وجماعة الإخوان حدث بشكل دقيق، وهذا يرجع إلى مرونة القوانين التي تكافح الإرهاب، موضحا أن هناك شخصًا يدعى أحمد الخطيب، تورط بتمويل داعش وبث دعايات داعش في أمريكا اللاتينية، وتجنيد الناس في بعض الأعمال الإرهابية لمهاجمة المونديال، ورغم ذلك لم يتلق عقوبات رادعة، حيث تم وضع سوار في قدمه، وهو حر طليق في منزله، ويلتقي بالناس ويتحرك بكل سهولة. 

وأكد أن الإخوان اختارت أمريكا اللاتينية، خاصة وأن هذه الدول تتخذ توجها مخالفا للتوجه الأمريكي والغربي، ولذلك عندما تضغط أمريكا أو أوروبا في بعض المسائل الأمنية، فهذه الدول لا ترد عليهم بالشكل المناسب، ولا تفرض قيودا على الهاربين في البرازيل، منوها بأن تنظيم الإخوان في البرازيل يعمل بكل السبل على تجنيس الإرهابيين الفارين إلى البرازيل، من خلال توفير زوجة برازيلية، أو توفير إقامة من خلال عقد العمل في شركات اللحوم بشكل خاص التي تعتبر غطاء لتنظيم داعش والإخوان.

ولفت إلى أن هناك شركات لحوم وآثاث وأقمشة تتبع الإخوان في أمريكا اللاتينية توفر غطاءًا لداعش والإخوان، موضحا أن جماعة الإخوان تُتاجر في المخدارت وغسيل الأموال، خاصة في جنوب البرازيل، وهناك علاقات متداخلة بين الإخوان وبعض التنظيمات الأخرى في أمريكا الجنوبية.

ونوه بأن القيادي الإخواني أحمد الصيفي ليس مؤسسًا للوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية فقط، ولكنه مؤسس أيضا لحزب الله، حيث قام بتوفير ملاذات أمنية للفارين من حزب الله، وقام بتسليم بعض الشركات لحزب الله، ووفر لهم الدعم الكامل في أمريكا اللاتينية، موضحا أن القيادي الإخواني أحمد الصيفي سخر كل الإمكانيات لتنظيم الإخوان، واستغل أموال التبرعات لطباعة الكتب الخاصة بفكر الإخوان.

ولفت إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية اتفقت على أن أحمد الصيفي هو الموثق الوحيد لإصدار شهادات الحلال في البرازيل، مشيرًا إلى أن الكثير من هذه الشهادات ليست حقيقية وأحيانًا تكون اللحوم لحوم خنازيز.

وبدوره قال خالد تقي الدين، رئيس مجلس الأئمة في البرازيل، إن التنظيمات الإرهابية تستخدم  الفضاء الإلكتروني لتجنيد شباب المسلمين في دولة البرازيل، موضحا أن تنظيم داعش الإرهابي جند 12 عنصرًا ممن اعتنقوا الإسلام في البرازيل، من أجل القيام بأعمال إرهابية خلال المونديال الذي أقيم في البرازيل.

وأضاف "تقي الدين"، خلال كلمة مذاعة ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الأجهزة الأمنية في البرازيل استطاعت منع هذا العمل الإرهابي خلال فترة الإعداد، وبعضهم حصل على السجن 15 عامًا، والبعض الآخر حصل على السجن عامين.

وأوضح أن داعش استطاعت أن تزرع في نفوس الشباب بأن المجتمع البرازيلي كافر، ومن الضروري القيام ببعض الأعمال الإرهابية، مشيرًا إلى أن محاولة تجنيد الشباب البرازيلي المعتنق للإسلام حديثًا ما زالت مستمرة حتى الآن.

وأكد أن الدعاة المصريون لديهم كفاءة كبيرة في الدعوة داخل البرازيل، مشددًا على ضرورة تأهيل الدعاة في  مواقع التواصل الاجتماعي واللغة البرازيلية، مشيرا إلى أن القوانين في أمريكا اللاتينية والبرازيل رخوة، ولذلك تعتبر هذه الدول ملاذًا آمنًا للإرهابيين، حيث يستطيع أي تنظيم العمل في هذه الدول بمنتهى السهولة. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الضفة الأخرى جماعة الاخوان الارهابية الجماعة الإرهابية جماعة الإخوان الإرهابیة فی أمریکا اللاتینیة الإخوان فی البرازیل الجماعات الإرهابیة فی أمریکا الجنوبیة بأمریکا اللاتینیة دالیا عبد الرحیم جماعة الإخوان فی أن جماعة الإخوان أحمد علی الصیفی مکافحة الإرهاب لجماعة الإخوان تنظیم الإخوان وغسیل الأموال الإسلامیة فی الضفة الأخرى الشرق الأوسط أحمد الخطیب من الجماعات الجماعة فی هذه الدول موضحا أن ا إلى أن من خلال أن هناک من أجل

إقرأ أيضاً:

داليا عبدالرحيم: 30 يونيو ذكرى يوم عظيم وفارق بتاريخ مصر والمصريين.. باحث: "الإخوان" تبنت خيار العنف المسلح ضد الدولة.. والإرهابيون يقيمون بأوروبا باعتبارهم لاجئين ويحصلون على رواتب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن 30 يونيو ذكرى يوم عظيم وفارق في تاريخ مصر والمصريين، حيث أنه منذ 11 عاما تمكنت إرادة الشعب المصري من إسقاط وإزاحة حلم ومشروع ودولة الإخوان بعد أن اكتشف المصريون الوجه الحقيقي للجماعة ومخططاتها للهيمنة والاستحواذ واختطاف مصر، موضحة أن 30 يونيو 2013 وما سبقه من أيام وأحداث وما تلاه من أيام وأحداث جسد بوضوح وحسم رفض الشعب المصري لأفكار وسياسات وممارسات وأهداف الجماعة وحلفائها لتدخل مصر الشعب والدولة في مواجهات مع مشروع الأخونة ودعاته والمتحالفين معهم في الداخل والخارج.

وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن الملايين خرجوا في كل ميادين مصر وشوارعها ليعلنوا بحسم رفضهم لحكم المرشد وجماعته، وحمى جيش مصر العظيم وساند شعب مصر في مواجهة عنف وإرهاب الإخوان وأنصارهم لتنتصر إرادة المصريين ويسقط ويرحل الحلم الإخواني؛ الذي ظن في لحظة أنه قد حقق مشروع التمكين الذي أعده وخطط له واعتقد أنه نجح في اختطاف ثورة المصريين والاستيلاء على عقولهم ومصائرهم، ومع هزيمة الحلم والمخطط والمشروع الإخواني سقطت أقنعة الإخوان وكشفت الجماعة عن وجهها الحقيقي لتبدأ في استخدام العنف والإرهاب كعقاب ضد الشعب الذي لفظهم والذي تصدى بشجاعة ووعي وبتلاحم رائع بين أبنائه من رجال الجيش والشرطة لمخطط الإخوان وداعميهم من جماعات الإرهاب والتطرف المتسترة بشعارات دينية.

وأوضحت أنه بإرادة المصريين وتلاحم الجيش والشعب فشل مشروع الهيمنة والتمكين الإخواني والذي لو كان نجح لكانت مصر هتكون فريسة ولقمة سهلة لمخططات التقسيم والتجزئة؛ بل والدخول في الصراعات والحروب الأهلية؛ تلك المخططات التي كانت تسعى قوى داخل مصر وخارجها لوقوع مصر في شباكها.

وأكدت أنه حاولت جماعة الإخوان على مدار تاريخها تقديم نفسها كجماعة دعوية إصلاحية سلمية، وادعت أنها ترفض نهج العنف والإرهاب وصدق البعض تلك المزاعم غافلين عن أن العنف واستخدامه مرتكزات أساسية في فكر الجماعة وفي بنيتها التنظيمية وذهب البعض لتبرير وتبرئة جماعة الإخوان عقب عمليات عنف وإرهاب مارستها في الماضي لتأتي مذكرات وكتابات قادة بارزين من داخل صفوف الجماعة لتعترف باعتماد نهج العنف والإرهاب في المكون الفكري والحركي لها مثل كتب ومذكرات قادة التنظيم الخاص “يعني الجناح المسلح في الإخوان”.. ويمكن الرجوع مثلا لكتاب “النقط فوق الحروف.. الإخوان المسلمون والنظام الخاص لأحمد عادل كمال”، أو كتاب محمود عبد الحليم “الإخوان المسلمين.. أحداث صنعت التاريخ” وهو 3 أجزاء، أو كتاب صلاح شادي "حصاد العمر"، أو كتاب الدكتور عبد العزيز كامل “في نهر الحياة”، وكتاب محمود الصباغ “حقيقة التنظيم الخاص”، وكل الأسماء السابقة كانت قيادات كبيرة في الجماعة ولم تنشق عنها؛ بل أنهم باستثناء الدكتور عبد العزيز كامل كانوا مؤسسين أوائل أو قيادات للتنظيم الخاص الجناح المسلح للإخوان، هذا عن الماضي، وفي الحاضر يكفينا العودة لتصريحات ومذكرات طلال الأنصاري "صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة" أو تصريحات الدكتور محمد البلتاجي وصبحي صالح، أو اعترافات كوادر الإخوان على منصاتهم الإعلامية حول تشكيل الجناح المسلح للجماعة بعد سقوط دولتهم في 30 يونيو وإسناد قيادة الجناح المسلح للدكتور محمد كمال والذي قُتل في تبادل لإطلاق النار مع الأجهزة الأمنية في مخبئه، وسجل الإخوان حافل بالعنف والإرهاب قبل 2013 وزاد وضوحا وعلانية بعد 30 يونيو وتكوين كيانات ومليشيات مسلحة مثل "حسم" و|كتائب حلوان" و"سواعد مصر" وغيرها من التشيكلات المسلحة والتي تورطت في أعمال إرهابية ضد المصريين، ونجحت أجهزة الأمن في القضاء عليها وتفكيك خلاياها.

وتابعت: الرصد وقراءة تاريخ الإخوان في الماضي والحاضر يكشف أن العنف والإرهاب مكون أصيل وأساسي في المرجعية الفكرية والبناء التنظيمي وفي الممارسة الميدانية ولا يقتصر اللجوء إليها في مواجهة الخصوم فقط؛ بل أنها تمتد لتطول إخوان الصف المنشقين أو المنتقدين لها، معقبة: وصول الإخوان لحافة اليأس وهزيمة وضياع حلمهم في امتلاك مقاليد البلاد والعباد ورحيل مندوب مكتب الإرشاد عن كرسي الرئاسة أطلق تيارات الحنق والغضب والكراهية ضد مصر والمصريين؛ خاصة بعد التجاهل والفشل الذريع والمثير للسخرية الذي كان مصير كل دعواتهم ونداءاتهم للخروج في تظاهرات للمطالبة بعودة حكمهم ومن هنا قررت الجماعة إنزال العقاب بالمصريين لرفضهم الانصياع لدعواتهم وأفكارهم؛ ليكشف الإخوان وبجلاء وسفور شددين عن مخزون هائل من الحنق والغضب والكراهية والعنف ضد مصر والمصريين، وليسقط عنهم قناع التقية والمظلومية الذي نجحوا لعقود طويلة في التستر خلفه، ومكنهم من كسب تعاطف ومناصرة قطاع من الجمهور، وأمام المخطط الإخواني الإجرامي وتنفيذ مليشياتهم وعناصرهم المسلحة عمليات إرهاب وترويع وعقاب للمصريين كان تعامل مصر بكل مؤسساتها وبتضافر جهود شعبها وجيشها وأحهزتها الأمنية في التصدي الحاسم والباتر لفلول الجماعة وعناصرها الإرهابية.

ونوهت: لا شك أن المواجهة مع الإخوان فكرًا وتنظيمًا مواجهة ما زالت قائمة ومستمرة؛ خاصة وأن التنظيم ما زال يمتلك بعض البقايا التنظيمية والخلايا النائمة، وما زال يسعى لخلق القلاقل ويحاول توظيف بعض المصاعب التي يواجهها المجتمع بنشر الشائعات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة والمضللة، ويعتمد الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي وتدعمهم بعض المنصات الإعلامية التابعة أو الداعمة لهم، ومن هنا تأتي أهمية الرد على سيل الشائعات والمعلومات المضللة التي تبثها أبواقهم ودعايتهم نعم خطونا كشعب وكدولة ومؤسسات خطوات كبيرة وحققنا نجاحات طيبة على صعيد دحر الإرهاب وتقليص مخاطره في ميادين المواجهة المباشرة بفضل تضحيات ودماء أبناء الشعب المصري من رجال القوات المسلحة والشرطة ومن المدنيين؛ لكن تبقى معركة لا تقل في أهميتها عن مواجهة السلاح وهي مواجهة الأفكار، ولا شك أيضا أننا بحاجة لمواصلة التعريف بخطورة أفكارهم والرد عليها وكشف زيف تمسحها بالإسلام الصحيح.

وأكدت أنه مع تزايد مخاطر الإرهاب في العقود الثلاثة الأخيرة وتمدد شبكاته وميدان عملياته لكل قارات العالم، وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر في قلب الولايات المتحدة تم إعلان التحالف الدولي للتصدي للإرهاب، ولكن واقع التجربة والممارسة كشف عن غياب رؤية متكاملة وشاملة للتصدي للإرهاب؛ بل أن التعبير الأدق كشف عن غياب إرادة جادة للمواجهة خاصة عند الإدارات الأمريكية وبعض بلدان أوروبا خاصة عند الموقف من جماعة الإخوان وهي الجماعة التي تمتلك تاريخيًا سجلًا من التفاهمات والعلاقات المعلنة والخفية مع الولايات المتحدة الأمريكية يكفي هنا وفي سياق الحديث عن ثورة 30 يونيو وما قبلها وما بعدها من أحداث أن نتذكر موقف الإدارة الأمريكية ووزيرة الخارجية وقتها هلاري كيلنتون والسفيرة الأمريكية بالقاهرة ومقابلاتهم وتفاهماتهم مع مكتب إرشاد جماعة الإخوان، وفي المقابل تصريحات قيادات الإخوان وقتها أنهم الأقدر على رعاية المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والوفود عالية المستوى من الإخوان التي حرصت على زيارة واشنطن وعواصم أوروبية خاصة لندن وضمت الكثير من رجال الأعمال لتوصيل رسائل تطمين وتعزيز جسور ثقة بتعبير القيادي الإخواني الراحل الدكتور عصام العريان، ولعل تلك التداخلات في العلاقات والمصالح خلق حالة من عدم الجدية في التعامل مع عناصر ومشاريع الإخوان في أمريكا وبعض البلدان الأوروبية خاصة بريطانيا.

واستطردت: قد تكون بعض دول أوروبا قد أدركت ما قد يُهددها من مخاطر إرهابية منذ بداية الألفية الجديدة، ويُمكن هنا أن نذكر بشكل خاص فرنسا وألمانيا اتخذتا بعض التدابير والإجراءات الوقائية والأمنية؛ مثل إخضاع أموال الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني وأنشطتها للتتبع والرقابة، والتشريعات والتدابير الأمنية والقانونية التي اتخذتها بعض بلدان أوروبا ربما حدت نسبيًا من مخاطر تنظيمات رديكالية كالقاعدة وداعش؛ لكن جماعة الإخوان بتسللها الناعم لمرافق المجتمعات الأوروبية وبتواجدها التاريخي في بعض دول أوروبا وبشبكة علاقاتها المالية واستثماراتها في أوروبا ومع إغفال بعض الأوروبيين عن قصد أو عن جهل إن الإرهاب يبدأ فكرًا، وأن كل التنظيمات والحركات الإرهابية خرجت من عقل الإخوان وفكرهم، وربما تكون كل تلك العوامل سببًا في قصور التشريعات الأوروبية للحد من إدراك مخاطر الإرهاب.

واختتمت: هذا القصور وغياب الرؤية الشاملة في التعامل مع ظاهرة الإرهاب سمح وشجع جماعة الإخوان بالتحديد على اعتبار بعض بلدان أوروبا “ملاذات آمنة” توفر مناخًا طيبًا للنمو والتمدد الإخواني والانتشار والاستثمار السياسي والاقتصادي، ويبقى التساؤل قائمًا: متى ينجح العالم في صياغة استراتيجية مواجهة شاملة ومتكاملة للتصدي لمخاطر الإرهاب بكل تنويعاته الدينية والفكرية والعرقية، وبكل ملامحه الخشنة والرقيقة.. وبكل أساليبه السرية والعلنية.. عندما ينجح المجتمع الدولي في وضع تعريف واضح ومحدد لما هو الإرهاب؟، وعندما تتواجد إرادة دولية جادة في التصدي للإرهاب وقتها ستكون نهاية أفكار وصناع الإرهاب؛ أما سوى ذلك سيظل كل العالم في خطر.

من جانبه قال حسام الحداد، الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو تبنت خيار العمل النوعي القائم على العنف المسلح ضد الدولة، وتم اختيار هذه الاستراتيجية على اعتبار أن السلمية ليست من ثوابت الإسلام.

وأضاف "الحداد"، خلال لقائه ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الإخواني محمد كمال عضو مكتب الإرشاد تولى مهمة وإدارة استراتيجية المواجهة المسلحة مع الدولة، وفي أكتوبر 2016 أعلنت وزارة الداخلية مقتل "كمال" في اتشباك مع قوات الأمن في شقة في البساتين كان يُدير منها الأعمال النوعية للجماعة.

ولفت إلى أن القيادي الإخواني محمد البلتاجي أصدر تصريحًا بأن العمليات الإرهابية ستتوقف عند التراجع عن كافة إنجازات ثورة 30 يونيو، ما يؤكد أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تقف بصورة مباشرة وراء الإرهاب في سيناء.

وأوضح أن جماعة الإخوان الإرهابية في 2014 أصدرت مجموعة من الدراسات الشرعية التي تؤصل أعمال العنف ضد الدولة، أو المواطنين غير المتعاطفين مع الإخوان، عبر التركيز على أن ولاية مرسي هي الولاية الشرعية، وأن إسقاط الحكم الذي كان يُمثله المستشار عدلي منصور واجب شرعي، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية أصدرت الكثير من الفتاوى التي تُعطي الحق لعناصر الإخوان في تشكيل لجان نوعية تحت قيامة الإخواني محمد كمال.

وأكد أن أحد التشكيلات الإرهابية التابعة للإخوان هي "حركة سواعد مصر" حسم" التي أسست في 2014، مضيفًا أن "حسم" نفذت الكثير من العمليات النوعية المسلحة ضد الجيش والشرطة والمواطنين والمنشآت العامة والحيوية، وكانت تهدف هذه العمليات لإسقاط نظام الحكم في البلاد.

ونوه بأن أبرز عمليات حركة "حسم" الإخوانية الإرهابية تمثلت في المحاولة الفاشلة في اغتيال مفتي الديار المصري السابق الدكتور علي جمعة، وقتل ضابط في الأمن الوطني، موضحًا أن تنظيم "حسم" الإخواني تبنى الهجوم على أكثر من تمركز أمني، وتفجير سيارة أمنية في منطقة المعادي، وتفجير عدد من أبراج الكهرباء في نطاق مدينة الإنتاج الإعلامي.

واختتم أن حركة "حسم" أنشأت جيش الثورة الذي قام بالهجوم على أحد الأكمنة في المنوفية؛ مما أسفر عن مقتل شرطيين، وبعد مقتل محمد كمال مسؤل اللجان النوعية في 2016 أصدرت حركة لواء الثورة بيانًا بتنفيذ أعمال عنف ضد الدولة ثأرًا لمقتله.

بدوره قال مصطفى حمزة، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن مصر نجحت في محاربة الإرهاب على أكثر من محور، خاصة على المحور الشرقي والغربي من خلال أكثر من عملية عسكرية انتهاءًا بالعملية العسكرية الشاملة في 2018 التي نجحت في دحر الإرهاب في سيناء.

وأضاف "حمزة"، خلال لقائه ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن العملية العسكرية الشاملة نحجت في القضاء على 500 إرهابي، والقبض على أكثر من 1000 مشتبه به، وضبط أكثر من 20 مليون قرص من المواد المخدرة، بالإضافة لعدد كبير من العربات العسكرية، وكميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة.

وأشار إلى أن الدولة المصرية نجحت في القضاء على العديد من الحركات الإرهابية مثل حركة “حسم” التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وكذلك “لواء الثورة”، وغيرها من التنظيمات التي كانت تُمارس الإرهاب ضد الدولة المصرية.

وأوضح أن مصر لديها استراتيجية للقضاء على الإرهاب من خلال الجمع ما بين القوى الصلبة المتمثلة في القوى العسكرية والقوى الناعمة المتمثلة في مؤسسة الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الأزهر الشريف قام بإعداد مراصد مختلفة، لرصد التحركات المختلفة للتنظيمات الإرهابية، والرد على الفتاوى المتشددة، وتم إعداد هذه المراصد بأكثر من لغة، لمواجهة التنظيمات الإرهابية الناطقة بغير العربية.

ونوه بأن وزارة الأوقاف وضعت عدة شروط لمن يتحدث في الشأن الديني منها أن يكون أزهريًا أو حاصل على معهد دعاة من وزارة الأوقاف على أن يكون الترخيص مؤقت، ويجدد لضمان أن يكون الداعية مؤهل.

وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حريصًا على طرح قضية مكافحة الإرهاب في كافة المؤتمرات الإقليمية والدولية، لزيادة التعاون الدولي في هذا المجال، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري لعب دورًا كبيرًا في توعية المواطنين وكشف حقائق جماعة الإخوان الإرهابية، وتوضيح خطورة ما كان يحدث على الأرض.

واختتم أن الدولة المصرية نجحت في القضاء على العديد من الحركات الإرهابية مثل حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان وكذلك لواء الثورة، وغيرها من التنظيمات التي كانت تُمارس الإرهاب ضد الدولة المصرية.

وقال أحمد سلطان، الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة، إن تعريف الإرهاب من التعريفات النسبية التي تختلف من بلد لآخر، مشيرًا إلى أن الإرهاب في أبسط تعريفاته هو الاعتداء، أو التهديد بالاعتداء على أي شخص، ولكن عند تعريفه في الغرب فهذا يخضع للمصالح أولاً.

وأضاف "سلطان"، خلال لقائه ببرنامج "الضفة الأخرى"، الذي تقدمه الإعلامية داليا عبد الرحيم، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن هناك بعض زعماء القادة الإرهابيين وجدوا ملاذ آمنًا في الغرب مثل هاني السباعي، ووأبو مصعب السوري الذي يقيم في ألمانيا، وطارق عبد الحليم الموجود في كندا. 

وأوضح أن الكثير من الإرهابيين يقيمون في الدول الأوربية باعتبارهم لاجئيين ويحصلون على رواتب والعديد من المزايا، رغم أنهم مطلوبين في قضايا إرهابية في الدول العربية وفي مصر.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية بعد الجهاد الأفغاني وجدت أن استقطاب قادة التنظيمات الإرهابية أمر مهم، حيث توظف هذه القيادات لتحقيق بعض المصالح، وبعد ذلك يتم إخراجهم واستبعادهم من الأراضي الأوروبية، مؤكدًا أن الكثير من الدول الأوروبية لديهم تواصل مستمر مع جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أن الكثير من قادة الإخوان بعد 2013 لجأوا إلى الدول الأوروبية، وعندما تبنت الجماعة مبدأ العمل المسلح ظل عناصر جماعة الإخوان متواجدين في أوروبا.

ولفت إلى أن الدول الأوروبية لديها شبكات مصالح مرتبطة ببعض التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن القائم باعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير تحدث عن أنه سيقوم بالإبلاغ السلطات البريطانية عن أي هجوم إرهابي محتمل، ولذلك توظف الدول الأوروبية الجماعات الإرهابية لمصالحها، موضحًا أن الدول الأوروبية لديها ما يكفي من التشريعات لحظر أنشطة الجماعات المتطرفة، ورغم ذلك لم تضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، رغم أن الكثير من قادة الإخوان شاركوا وهددوا باستخدام العنف.

واختتم أن حركة سواعد مصر"حسم" أُدرجت على قوائم الإرهاب في المنطقة العربية، وظلت أكثر من عامين غير مدرجة على قوائم الإرهاب الغربية، ولكن بعد اكتشاف الغرب أن بعض المصالح العربية في المنطقة مُهددة من قبل الحركة وضعت هذه الحركة على قوائم الإرهاب.

مقالات مشابهة

  • خالد داوود: أمريكا قررت دعم الإخوان بعد أحداث 11 سبتمبر
  • 30 يونيو | بعد 11 عامًا من السقوط.. هل ماتت «الجماعة» إكلينيكيًا؟
  • 30 يونيو | باحث: الجماعة الإرهابية ماتت إكلينيكيًا
  • داليا عبدالرحيم: 30 يونيو ذكرى يوم عظيم وفارق بتاريخ مصر والمصريين.. باحث: "الإخوان" تبنت خيار العنف المسلح ضد الدولة.. والإرهابيون يقيمون بأوروبا باعتبارهم لاجئين ويحصلون على رواتب
  • داليا عبدالرحيم: 30 يونيو ذكرى يوم عظيم وفارق في تاريخ مصر والمصريين
  • داليا عبد الرحيم: العنف والإرهاب مكون أساسي في المرجعية الفكرية للإخوان
  • في ذكرى 30 يونيو| خبير: الإخوان كانوا يرغبون في تقسيم مصر وصناعة الفوضى
  • قاعدين في أمريكا وبيقسموا في مصر.. أحمد موسى يفضح مخطط جماعة الإخوان
  • مطران الكنيسة اللاتينية بمصر يترأس اللقاء الأول للجنة الأسقفية للمهاجرين بـ "الكاثوليكية"
  • القاهرة الإخبارية تستعرض تقريرا عن جرائم الإخوان