عشرات الآلاف في مظاهرة بلندن ضد أمريكا لدعمها الاحتلال بغزة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
انطلقت حملة التضامن مع فلسطين، من خلال مظاهرة من حديقة هايد بارك كورنر إلى السفارة الأمريكية في منطقة ناين إلمز أمس بلندن.
وقد شارك في المظاهرة رجال دين ويهود بريطانيين و ابناء يهود ألمان قالوا انهم ابناء من ناجوا من الاضطهاد النازي لليهود وهولوكست.
وكانت هذه هي المسيرة العاشرة المؤيدة للفلسطينيين في وسط لندن منذ أن بدأت إسرائيل حملتها في غزة في أعقاب هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس على إسرائيل.
وأثناء سير المظاهرة في وسط لندن ، هتف المتظاهرون "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر "ولوحوا بلافتات تطالب "بوقف إطلاق النار الآن".
وشوهدت المغنية شارلوت تشيرش في مقدمة المسيرة أثناء انطلاقها، وهي التي قادت الغناء "من النهر إلى البحر" في مظاهرة بلندن الشهر الماضي.
وقالت المغنية الويلزية إنها انضمت إلى الاحتجاج على أن المسيرات كانت لها "رسالة قوية وسلمية ومحبة "لإظهار التضامن مع شعب فلسطين في كل ما يعانيه".
وقالت: "أنا هنا اليوم للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ولطلب من حكومتنا وحكوماتنا في جميع أنحاء العالم إرسال رسالة قوية قدر الإمكان".
"لكن رسالة المحبة القوية والسلمية، هذا هو ما كانت تهدف إليه كل مسيرة شاركت فيها من أجل فلسطين"
نحن جميعا هنا لأننا لا نستطيع أن نتحمل ما نشهده. لا يمكننا أن نتحمل رؤية المدنيين والأطفال والنساء يذبحون.
"ولذلك نحن هنا لأن قلوبنا مليئة بالحب للشعب الفلسطيني".
"تضمن الحدث غناء، وكان هناك قرع طبول، نعم، كانت هناك عاطفة، ولكن في الأغلبية كانت تلك العاطفة هي الحب، وكانت التعاطف لأن هذا هو سبب وجودنا جميعًا هنا.
"إننا نظهر أيضًا أننا لن نتسامح مطلقًا مع كون حكومتنا جزءًا من دعم نظام الفصل العنصري".
وتحدث زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين، الذي يشغل الآن منصب نائب برلماني مستقل، خارج السفارة الأمريكية في ناين إلمز.
وقال "إن المظاهرة اليوم ضخمة ونحن هنا لأننا نشعر بالفزع إزاء القصف الذي لا يزال مستمرا في غزة".
"من الجيد جدًا أن يقول جو بايدن إنهم سيبنون ميناء لتوصيل المساعدات، [سيكون] من الأفضل بكثير إذا توقفوا عن تسليم الأسلحة إلى إسرائيل وتأكدوا من وقف إطلاق النار.
ويأتي الاحتجاج بعد يوم واحد من يوم المرأة العالمي، وشهدت انضمام متطوعات من أصدقاء الأقصى "لتسليط الضوء على الإبادة الجماعية الفلسطينية كقضية جنسانية".
وقالت المجموعة إن المساواة بين الجنسين "لا يمكن تحقيقها بينما يتعرض المدنيون في فلسطين للقصف المستمر
خلال الحدث، ألقى ضباط شرطة العاصمة القبض على خمسة أشخاص أربعة أشخاص للاشتباه في ارتكابهم جرائم تتعلق بالنظام العام ولترديد شعارات مسيئة أو حمل لافتة مسيئة خلال المسيرة بينهم امرأة مصرية لحملها لافتة مسيئة ورجلين لترديد شعارات مسيئة.
كما تم القبض على رجل بموجب قانون النظام العام وشوهد وهو يحمل درعًا ويرتدي خوذة، بينما تم القبض على رجل بتهمة الاعتداء.
وأضافت الشرطة أنه تم القبض على رجل آخر أيضًا بتهمة الاعتداء "أثناء مشاجرة بين المتظاهرين والمتظاهرين المعارضين من أجل منع الإخلال بالسلام"، لكن تم إطلاق سراحه لاحقًا.
وتأتي احتجاجات أمس بعد تصريح سارة خان، مستشارة الحكومة البريطانية لشؤون التماسك الاجتماعي، إن محاولات تصوير المتظاهرين في المسيرات المؤيدة للفلسطينيين على أنهم متطرفون كانت "شنيعة" وخطيرة .
وقالت خان، التي تقوم بمراجعة مدى مرونة الديمقراطية في المملكة المتحدة بالنسبة لمايكل جوف، إن مثل هذه الادعاءات تخاطر بتقسيم البلاد بشكل أكبر
وقد تمت إدانة وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان لوصفها المظاهرات المؤيدة لفلسطين بأنها "مسيرات كراهية"، كما كتب مفوض الحكومة لمكافحة التطرف، روبن سيمكوكس، في صحيفة ديلي تلغراف أنه "تم السماح للندن بالتحول إلى منطقة محظورة على اليهود في نهاية كل أسبوع
قبل المسيرة، قالت شرطة العاصمة إن تكلفة مراقبة الاحتجاجات المتعلقة بغزة في لندن وصلت إلى أكثر من 32 مليون جنيه إسترليني، وتطلبت إلغاء 35,464 مناوبة للضباط وأكثر من 5,200 يوم راحة للضباط.
وقالت الشرطة اابريطانية إن أكثر من 2300 ضابط قاموا بحراسة 11 حدثًا كبيرًا يوم السبت وتم إحضار 500 ضابط من خارج منطقة متروبوليتان للمساعدة.
وقال بن جمال، مدير مركز القبة السماوية العلمي، بعد المسيرة إنه "أمر غير مسبوق" أن نرى "هذا العدد الكبير من الأشخاص يسيرون طوال هذه الفترة الزمنية".
وقال: "سترى الناس هنا يأتون من جميع مناحي الحياة، صغارا وكبارا، والعديد من الناس هنا مع أطفال صغار".
"إنهم يرون جثث الأطفال يتم انتشالها من تحت الأنقاض، ويبدون هكذا، ويقولون: "قد يكون طفلي، وقد يكون أخي، وقد يكون أختي".
""أريد أن يتوقف وأريد من حكومتي أن تتخذ إجراءً". ولهذا السبب ينظمون المسيرة".
و قال: "على الرغم من المحاولات الإضافية التي بذلها وزراء الحكومة، بما في ذلك رئيس الوزراء واللورد والني، لشيطنة المتظاهرين وقمع الدعوات لوقف إطلاق النار، فإن مئات الآلاف سيخرجون مرة أخرى إلى الشوارع مطالبين بإنهاء الحرب". إلى حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "سنواصل الاحتجاج حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وحتى يتم وضع حد لكل تواطؤ المملكة المتحدة مع القمع الإسرائيلي المستمر منذ عقود للشعب الفلسطيني".
وقد أصدرت السفارة الأمريكية في لندن بيان تعليمات لموظفي السفارة بتجنب السفارة يوم السبت، 9 مارس، بسبب المظاهرة.
و طلبت في بيانها يتم تشجيع مواطني الولايات المتحدة على تجنب مناطق المظاهرات وتوخي الحذر دائمًا في محيط المظاهرات أو في حالة وجودهم في مظاهرة.
وأشارت إلى أن حتى المظاهرات التي يُقصد منها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول إلى مواجهة وربما تتصاعد إلى أعمال عنف .
ونصحت السفارة مواطنيها ألا تحاول القيادة أو السير خلال المظاهرة وبمراقبة معلومات النقل المحلية وتنسيق طرق السفر وفقًا لذلك ، وذكرت في بيانها أن منظم المظاهرة هي تحالف أوقفوا الحرب والمظاهرة الوطنية من أجل فلسطين وقدرت عدد المشاركين المحتملين أنهم قد يصلوا إلي ٣٠ ألف متظاهر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مظاهرة فلسطين حماس إطلاق النار القبض على IMG 20240310
إقرأ أيضاً:
مقاومون يكشفون للجزيرة نت تفاصيل عايشوها خلال حرب الإبادة بغزة
غزة ـ من جيب بنطاله العسكري حين وُجد مسجى داخل نفق في بطن الأرض بقطاع غزة، استخرج أصدقاؤه ورقةً كُتب عليها "وإني أقيم الحجة على الأصحاء، وأُعلِمكم أن البتر ليس في البدن وإنما في الهمة".
لقد خطّ المقاوم المبتور وصيته قبل ارتقائه بعد أن زرع عبوات ناسفة وهو رابض في عقدته القتالية، ليتمكن من تفجير كمين قتل على إثره 7 جنود إسرائيليين، في منطقة التوام شمال غرب مدينة غزة.
جاهد خليل (اسم مستعار) بقدم واحدة واندفاع كامل، بعدما استهدفته إسرائيل في الشهر الأول من الحرب فبُترت على إثر ذلك قدمه، بتر لم يزعزع إقدامه ليكون في الصفوف الأولى، يقول صديقه المقرّب عمر للجزيرة نت "لقد جن جنونه حين لم يكن واحدا من المشاركين في هجوم السابع من أكتوبر، لكنه بعد ذلك قاتل بكل شراسة وإقدام وكأن الميدان ليس فيه أحد سواه".
كان خليل أصغر شاب يقود مجموعة عسكرية بعمر الثالثة والعشرين، فقد تميز بحنكته واندفاعه وتفوقه في الاختبارات العسكرية المنهجية التي خضع لها، ورغم محاولات قيادته المتكررة تخفيف الأعباء عنه مراعاة لإصابته، فإنه كان "شعلة متّقدة" يقود دراجته الهوائية بقدم واحدة، ويشرف على عقدة قتالية قافزا من فوق الجدران المرتفعة لأداء مهامه العسكرية.
إعلانيرفض أن يزرع أحد غيره العبوات الناسفة، معللا ذلك لرفاقه "أخشى أن أرتقي دون أن أفعل شيئا"، ومع ترديده أمام أصدقائه "لقد رضيت بإصابتي سيرضيني الله ويجبر خاطري ويصطفيني إليه"، استجاب الله له ليرتقي بعدما استهدفت الطائرات الحربية عقدته القتالية حيث كان ميدان عمله الجهادي.
أما المقاوم حسن (اسم مستعار) الذي نصب له أهله خيمة عزاء ووزعوا الطعام رحمة عليه، بعدما وصلهم خبر انهيار مبنى من عدة طبقات عليه، وأن جثمانه عالق تحت أنقاضه حين كان محاصرا في مخيم جباليا، فيجلس أمام الجزيرة نت بجسد معافى، يعقب على ذلك متبسما "لم أمت بعد، سقطت عليّ 7 بيوت، خرجت منها جميعها من تحت الأنقاض، لقد نجوت بأعجوبة"، قاد حسن فصيلا عسكريا ولم يبرح عقدته القتالية خلال 4 شهور من حصار محافظة الشمال الأخير.
كان مشهد نصب علم إسرائيل الضخم في قلب المخيم والذي يُرى من مسافات بعيدة صعبا على استيعاب المقاومين من أبناء المخيم، ورغم أن وقع ذلك كان على قلوبهم كبيرا، فإنه كان فتيلا انضرمت منه نيران الاندفاع للمقاومة، فهو اعتداء سافر على مخيمهم الذي لم يسقط يوما.
لا شيء نخسرهومع كثافة النيران المنطلقة على رؤوس الصامدين في الشمال، ومئات الجثث التي دهستها الدبابات وتلك التي نهشتها الكلاب في الطرقات، والجماجم المتناثرة في كل مكان، ومع ازدحام مشاهد القتل والتطهير العرقي، لم يجد المقاومون شيئا ليخسروه، فاشتعلت رغبة الثأر في صدورهم، فكانوا يندفعون بطلباتهم لقيادة المقاومة لتفخيخ أجسادهم أو الثورة على المحتل بالسكاكين، خاصة بعد شهور من الحصار حين بدأ عتادهم بالنفاد.
وقد كانت الموافقة على هذه العمليات تتطلب قرارا ميدانيا من قيادة المقاومة لاتباع قواعد الاشتباك المتفق عليها، والتي تقوم بدورها بدراسة المعطيات المتوفرة من حيث الهدف وعدد المقاومين المتوفرين، وأنواع التسليح.
إعلانويقول حسن "لا نفرط بعناصرنا إذا لم يكن الهدف ثمينا والنتيجة مضمونة"، ويضيف "كان جنود العدو في المناطق المتقدمة خلف الخطوط يضعون أسلحتهم على اعتبار استحالة وصول أيدي المقاومين لهم في هذه المناطق، لكن المقاومة نجحت في عدة مرات بمباغتتهم بعد مراقبة دامت لأيام والقضاء عليهم من مسافة صفر".
معارك خداعيةمارس الاحتلال في هجومه البري على محافظة الشمال خديعته مع المقاومين عدة مرات، فقد كان يُسدل الأغطية على نوافذ عدد من البيوت ليموّه المكان الذي توجد فيه قواته، يقول حسن "كنا نضطر لرصد ومراقبة جميع هذه البيوت بشكل مستمر حتى نتمكن من تحديد المكان الدقيق لمبيت الجنود وتمييزه، وقد كان أمرا مرهقا يتطلب منا يقظة عالية فكان عناصرنا يتناوبون على المراقبة".
ومن معاركه الخداعية أيضا أن الاحتلال كان يعلن انسحاب لواء المدرعات من بعض المناطق، لكنه يظل فارضا سيطرته الجوية من خلال طائرات "الكواد كابتر" المسيّرة التي تتجسس وترصد حركة الأجسام المتحركة، ومن خلال كاميرات مثبتة عليها تقوم بتمشيط الشوارع والدخول إلى البيوت.
كما كان الاحتلال يغيّر أساليب قتاله المعهودة بشكل مفاجئ، فاعتمد في الفترة الأخيرة من حصاره على أسلوب القتال بالمدرعات، خاصة في الصفوف المتقدمة للتخفيف من حركة المشاة فيها والتقليل من احتمالية الإصابات في صفوفهم، حيث تتمركز قوات المشاة على بُعد مئات الأمتار من مدرعاته، طلبت قيادة المقاومة الفلسطينية من عناصرها آنذاك التركيز على استهداف الجنود باعتباره يخلق زعزعة وارتباكا في صفوفهم بشكل أكبر.
عقب ذلك فقد بذل عناصر المقاومة جهدا هندسيا مميزا، حيث تمكنوا من تفخيخ أكثر من 60% من المنازل بالاعتماد على العبوات المتفجرة بشتى أنواعها، وأوقعوا عشرات القتلى في صفوف الجنود في عمليات نوعية أعلنت المقاومة عنها بشكل رسمي.
إعلان معية اللهعاش المقاومون حرب تجويع قاسية، حاولوا خلالها اتخاذ بعض التدابير كي لا يموتوا جوعا أو عطشا كما يقول حسن "لقد قمنا بملء عدة جالونات من الماء ووزعناها على عدة أماكن، كما اعتمدنا الصيام أو أكل وجبة طعام واحدة، توفيرا للطعام وللتخفيف من الحاجة لجلي الأطباق، ولمنع الحاجة لدخول المرحاض بشكل متكرر".
كان ضمن رفاق حسن طبيب مقاوم كان له دور كبير في تنظيم الطعام ومداواة المصابين وعلاج المرضى، يتحدث حسن للجزيرة نت عن استشعارهم لمعية الله في كل خطواتهم قائلا "كنا كلما دخلنا بيتا وجدنا علاجات نحتاجها، حتى إننا كنا نستخدم حقائب الإسعافات الأولية التي يتركها الجنود خلفهم".
كما كان المقاومون يعتمدون على تعزيز الجانب الروحاني لديهم ليبددوا اليأس الذي أصابهم مرارا من طول الحرب وضراوتها، وهو ما كان يشعرهم بالسكينة.
المقاوم الإنسان
ومع تحييد الاحتلال للدفاع المدني والإسعاف في محافظة الشمال، وجد المقاومون أنفسهم في كثير من المرات أمام مهام إضافية يقومون فيها بمساعدة كبار السن وذوي الإعاقة الذين ظلوا في بيوتهم وقضاء حوائجهم أو بإنقاذ العالقين من تحت الأنقاض.
ويذكر حسن ما حدث معه ورفاقه حيث قُصف المنزل المجاور لهم، فلم يستطيعوا تجاوز صراخ فتاة من تحت الأنقاض، يقول "غامرنا بأرواحنا واستمر الإنقاذ عدة ساعات، وقد انتشلناها بمعجزة من تحت ألواح إسمنتية قبل حلول الظلام".
عمليات مشتركة
توحّد المقاومون في العمل العسكري، حيث جمعهم الميدان في أعمال مشتركة، ولم يتوقف التنسيق الميداني بين العقد القتالية دون اعتبار للنزعة الفصائلية، يعلق حسن "حدث أن يحمل قناص من كتائب القسام بارودة سرايا القدس لتنفيذ عملية مشتركة".
كما أن هناك مهمة صعبة جدا تُلقى على عاتق الإعلامي المقاوم الذي يقوم بتصوير العملية وتوثيقها وإنتاجها والوصول إلى مكان محدد لإرسالها، وهي لا تقل صعوبة ومخاطرة عن تنفيذ مهمة ضرب الهدف، يقول حسن "نحاول ألا نضرب هدفا دون وجود كاميرا، فنحن مؤمنون بأهمية الحرب الإعلامية وتأثيرها النفسي على العدو، وهي ضرورية لإثبات الخسائر التي يحاول الاحتلال إنكار وقوعها".
إعلان انسحاب المضطرقابلت الجزيرة نت أحد المسؤولين عن سرية من المقاومين يزيد عددهم على 160 مقاوما، ولفت إلى انسحاب المقاتلين من عمليات مختلفة عدة مرات، حين تأكدهم من وجود مواطنين في المنطقة رغم أنه لا تفصلهم عن الجنود سوى أمتار قليلة.
ويقول أحمد (اسم مستعار) "أمرنا عناصرنا بالانسحاب والتراجع عن ضرب الهدف حين التأكد من وجود سكان في المحيط، حيث ستشكل العملية خطرا عليهم لاتباع الاحتلال سياسة تدمير المناطق التي يقوم المقاومون منها بإطلاق قذائفهم دون اعتبار لوجود مدنيين فيها".
وقال أحمد إن الاحتلال استخدم المواطنين دروعا بشرية في كثير من الأحيان، فكان يجبرهم على الركوب على ظهر دباباتهم خلال سيرها في الشوارع، ليحجم المقاومون عن استهدافها حماية لأنفسهم.
رفد الميدانالتحم أصحاب الرتب العسكرية العالية مع الجنود من المقاومين في هذا العدوان، فقد أجبرتهم ضراوة المعركة وكمية الفقد الكبيرة على ذلك خلافا للمعارك السابقة، ولفت أحمد إلى أن الثغرات التي أحدثها اغتيال كبار المقاومين كانت تسد من خلال بدائل يختارها التنظيم بشكل مباشر.
وقال أحمد إن آلاف العناصر الجدد انضموا لصفوف المقاومين بعد فتح باب التجنيد من خلال القيام بإجراءات التجنيد الرسمية التي يقومون بها، إذ خضع العناصر الجدد قبل قبولهم للفحص الأمني وللتدريب الميداني أثناء الحرب، وكانوا يستجدون من قادتهم فرصا للتقدم والمواجهة المباشرة.
وعقب انتهاء الحرب وفي ظل الحصار المطبق يؤكد المقاومون أن العمل في الميادين الجهادية لم يتوقف، حيث بدأوا بترميم قدراتهم العسكرية، مستغلين مخلفات الصواريخ الإسرائيلية، يقول أحمد "فخخنا بيوتا من مخلفات صواريخهم وقتلنا جنودهم بها".
ثمة مصطلحات استخدمها المقاومون خلال حديثهم معنا، يجمعون عليها، فهم يسمون الاحتلال بالعدو، ويصفون القتال الدائر بينهم وبين عدوهم بالمعركة الجهادية، التي يقرون بعدم تكافئها، ويؤمنون بأن عدوا لا يقاتل إلا بدبابة محصنة أو من طائرة مرتفعة ولا يجرؤ على القتال وجها لوجه رغم حداثة سلاحه هو خاسر لا محالة، وهي النتيجة التي يؤمنون أنهم حققوها بعد عام ونصف من الإبادة.
إعلان