“وقف الأم “.. تطور نوعي في مسيرة الحملات الخيرية والإنسانية خلال رمضان
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
تستكمل حملة “وقف الأم”، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لتكريم الأمهات من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لتوفير التعليم لملايين الأفراد حول العالم، سلسلة إنجازات الحملات الخيرية السابقة التي أُطلقت في شهر رمضان الكريم بتوجيهات من سموه، والتي حظيت بتفاعل كبير من مجتمع الإمارات وحققت نجاحات فاقت مستهدفاتها من حيث حجم المساهمات المالية وعدد المستفيدين منها حول العالم.
وتمثل حملة “وقف الأم” تطوراً نوعياً في مسيرة الحملات الخيرية الرمضانية من حيث الأهداف وتلمس احتياجات المجتمعات الأقل حظاً حول العالم، من خلال تجاوز المنظور التقليدي المرتبط بالحاجات الأساسية المتمثلة في المأكل والملبس والمسكن والدواء، ليشمل التعليم باعتباره عنصراً أساسياً لا يقل أهمية عن تلك العناصر.
دعم التعليم
وتستهدف حملة “وقف الأم” تكريم الأمهات من خلال إتاحة الفرصة لكل شخص للتبرع باسم والدته في “وقف الأم”، كما تهدف الحملة إلى دعم الأفراد، تعليماً وتأهيلاً، في المجتمعات الأقل حظاً، من خلال دعم العملية التعليمية، ضمن مختلف المستويات الدراسية والمهنية والتأهيلية، مما يوفر فرصاً مستدامة لتحسين جودة حياتهم، والارتقاء بواقعهم، ويسهم في تمكينهم وإعدادهم لأسواق العمل، الأمر الذي ينعكس على تحقيق الاستقرار في مجتمعاتهم وتفعيل عجلة التنمية والتطوير في شتى المجالات، من خلال بناء وتأهيل قوى عاملة منتجة.
كما تسعى الحملة إلى ترسيخ قيم بر الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، وإبراز الدور الذي تقوم به الأم في توفير مناخ أسري مشجع وداعم لتعليم الأبناء، إلى جانب تعزيز موقع الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني، من خلال توفير وقف مستدام يضمن توفير فرص للتعليم والتمكين للفئات الأقل حظاً أو تلك التي تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى الموارد اللازمة، وذلك في مختلف أنحاء العالم.
ويذهب ريع “وقف الأم” لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم ومنحهم الأدوات والمهارات اللازمة لتكوين حياة مستقلة تصون كرامتهم وتضمن لهم العيش الكريم.
ويستهدف الوقف مساعدة كل إنسان يسعى إلى تلقي التأهيل العلمي والمعرفي والتدريب المهني الموجه في المجتمعات الأقل حظاً لتمكينه بالأدوات والمهارات المعرفية والعملية اللازمة التي تساعده في دخول سوق العمل كقيمة نوعية مضافة لنفسه ولمجتمعه، بما يساهم في تحقيق حياة كريمة له ولمن حوله، وبما يعمل على تعزيز الاستقرار وتدعيم منظومة الرفاه المجتمعي.
رمز البذل والعطاء
وتأتي حملة “وقف الأم” انطلاقاً من حقيقة أساسية تتمثل في أن الأم هي المدرسة الأولى في الحياة، وهي التي تبني وتربي الأجيال وتزود أبناءها بالمعارف الجوهرية التي يحتاجها الإنسان في حياته، كما أنها أساس الأسرة، وأساس المجتمع، ورمز البذل والعطاء، والملهم الأول لقيم الخير والإنسانية، وتحفيز أبنائها على طلب العلم ومساعدة الآخرين، حيث يمثل الصندوق الوقفي صدقة جارية عن الأمهات.
وتستهدف الحملة تطوير مفهوم الوقف الخيري، من خلال التركيز على تمكين الأفراد والفئات الأكثر احتياجاً عبر توفير فرص لتعليمهم وتأهيلهم، وتطوير إمكاناتهم ومهاراتهم، إضافة إلى إعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، بما يضمن استدامة العطاء والخير، ويسهم في الجهود العالمية لتعزيز أهداف التنمية المستدامة.
مبادرات نوعية
وتأتي حملة “وقف الأم” انطلاقاً من إدراك القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لدور التعليم في تقدم الشعوب وتطور الأمم ونهضتها، ولذلك أطلقت الدولة مبادرات عدة لنشر التعليم في المجتمعات الأقل حظاً حول العالم، وتعليم طلابها بأفضل السبل، وتقديم مستلزمات ضرورية للأطفال من المواد التعليمية والبرامج الاجتماعية، فضلاً عن بناء المدارس وتجهيزها، ودعم قدرات أعضاء هيئة التدريس.
وتعمل دولة الإمارات على توفير جميع الإمكانات لضمان حق التعليم للأطفال ودعم تعليم النساء والفتيات في المجتمعات الأكثر احتياجاً، لدعم الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأجندة الدولية 2030 وهو ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع.
وترسخ حملة وقف الأم، التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجالات العمل الإنساني إقليمياً ودولياً، وتبرز الوجه الحضاري للمجتمع الإماراتي الداعم لكل مبادرة تهدف إلى مساعدة الآخرين دون تمييز.
إقبال مجتمعي واسع
وتشكل حملة “وقف الأم” استكمالاً لسلسلة المبادرات الخيرية التي تم إطلاقها خلال شهر رمضان الكريم في الأعوام الماضية، ومنها حملات إطعام الطعام التي شارك فيها مختلف أطياف المجتمع وجاءت نتائجها متخطية المستهدف لها، بداية بحملة 10 ملايين وجبة، التي أطلقت في رمضان 2020 كأول وأكبر حراك مجتمعي تضامني لتوفير الدعم الغذائي للمتضررين داخل الدولة من تداعيات أزمة وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وحملة 100 مليون وجبة، التي أطلقت في رمضان 2021 كأكبر حملة إقليمية لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين في 20 دولة في المنطقة العربية وقارتي إفريقيا وآسيا، ومروراً بحملة مليار وجبة التي أطلقت في رمضان 2022 كأضخم حملة من نوعها إقليمياً بهدف توفير مليار وجبة في 50 دولة بما يعزز مساهمة الإمارات النوعية في الجهد العالمي للقضاء على الجوع، وصولاً إلى حملة وقف المليار وجبة في رمضان 2023، لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام بشكل مستدام.
وقد سجلت حملة “10 ملايين وجبة” مساهمات فاقت 15.3 مليون وجبة، أتت من الأفراد، مواطنين ومقيمين من أكثر من 115 جنسية، ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص.
وشكلت الحملة نموذجاً عالمياً لسرعة الاستجابة لجائحة “كوفيد – 19” وأحدثت حراكاً وطنياً شاملاً وتضامناً مجتمعياً متكاملاً لتوفير الدعم الغذائي العاجل للمتضررين من تداعيات الأزمة الصحية العالمية، وحازت الحملة في فكرتها وتصميمها وتنفيذها تقدير جوائز دولية مرموقة متخصصة في تكريم المبادرات الأكثر تأثيراً حول العالم، حيث حصدت الحملة 6 جوائز من “كريستا العالمية” و5 جوائز من “شورتي للنفع الاجتماعي”.
وتعد حملة 100 مليون وجبة، التي تم إطلاقها في شهر رمضان 2021، امتداداً لحملة 10 ملايين وجبة، وشهدت انتقالاً من نطاق المحلية إلى العالمية، حيث أرسلت دعوة مفتوحة للأفراد والمؤسسات والشركات داخل دولة الإمارات وخارجها للمساهمة في توفير الدعم الغذائي للفئات الأقل دخلاً في عشرات المجتمعات حول العالم.
ونجحت حملة 100 مليون وجبة في مضاعفة عدد الوجبات التي وزعتها لتصل إلى ما يعادل 220 مليون وجبة تم توزيعها على 30 دولة حول العالم في 4 قارات، من خلال تبرعات 385 ألف متبرع من 51 جنسية، إلى جانب عدد كبير من المؤسسات والشركات.
وشكلت حملة “مليار وجبة”، التي أطلقت في رمضان 2022، أكبر مبادرة من نوعها في المنطقة في المجال الإنساني والخيري، لتوفير الدعم الغذائي للفئات الأقل حظاً من الأفراد والأسر والنساء والأطفال، وذلك في إطار نهج شمولية العمل الإنساني الذي تتبعه دولة الإمارات بتقديم المساعدة والعون لمن هم بحاجة لهما في كافة المجتمعات، وكانت بمثابة مليار رسالة أمل من الإمارات إلى العالم.
وحققت حملة “مليار وجبة” أهدافها خلال أقل من شهر من خلال تبرعات 320.868 متبرعاً ساهموا في توفير الدعم الغذائي في 50 دولة، إلى جانب تدفق المساهمات من الأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص ورجال الأعمال ورواد العمل الخيري والإنساني في الإمارات.
وشهدت حملة “وقف المليار وجبة”، التي تم إطلاقها في رمضان 2023، إقبالاً مجتمعياً واسعاً، وتسابقاً على فعل الخير للمساهمة في توفير الغذاء للفئات الأقل حظاً حول العالم، بما يعبّر عن القيم النبيلة الراسخة في مجتمع الإمارات، حيث نجحت الحملة في جمع مليار و75 مليون درهم مع نهاية شهر رمضان الماضي، كما استقبلت أراض عقارية، وأسهم شركات، ومبالغ نقدية، من الشركات والأفراد، واشتراكات بمبالغ يومية من آلاف الأفراد في المجتمع.
وتعمل حملة “وقف المليار وجبة” على إيجاد حلول مستدامة للتصدي للجوع وأسبابه واحتواء تداعياته، وتنفيذ برامج ومشاريع ومبادرات موجّهة، ضمن خطط منهجية ومستهدفات محددة لمكافحة الجوع ومساندة الفئات الأكثر هشاشة في العالم.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“الإمارات للتطوير التربوي” .. 131 % زيادة بمعدلات تسجيل الطلبة خلال 2024
حققت كلية الإمارات للتطوير التربوي، نموا كبيرا في أعداد التربويين الملتحقين ببرامجها خلال العام الجاري، حيث زاد معدل التسجيل بالكليات بنسبة 131 % ووصل عدد الطلاب لأكثر من 1000 تربوي.
وتلتزم الكلية بالتميز في التعليم وتحرص على تمكين تربويين ومعلمين ذوي كفاءة عالية، ليمتلكوا مهارات التعليم الحديث وأدواته المبتكرة، ويعطون الأولوية للقيم والهوية الوطنية لدولة الإمارات، بما يواكب “مئوية الإمارات 2071″ و”رؤية أبوظبي 2030”.
وأعربت الدكتورة مي ليث الطائي مديرة كلية الإمارات للتطوير التربوي، في تصريحات خاصة، عن تطلعها خلال العام 2025 إلى مواصلة مسيرة تمكين المعلمين والتربويين ذوي الكفاءة العالمية والمؤهلين للمستقبل، والمتجذرين بعمق في الهوية الثقافية لدولة الإمارات، ليتفوقوا على الساحة المحلية والعالمية.
وأشارت إلى أن الكلية أطلقت في فبراير الماضي إستراتيجيتها الجديدة، تحت شعار “كلية تربوية جاهزة للمستقبل”، وفقاً للأجندة الوطنية لدولة الإمارات، مؤكدين على تطورنا وجاهزيتنا لنكون دائماً “كلية تربوية جاهزة للمستقبل”، إذ يقدم نهج الكلية برامجا مبتكرة وأبحاثا رائدة، إضافة لشراكات عالمية مؤثرة.
وأضافت أن العام 2024 شهد نمواً كبيراً في عدد التربويين الملتحقين بالبرامج الأكاديمية في الكلية، والتي تهدف إلى تمكين تربويين ومعلمين ذوي كفاءة عالية.
وأشارت إلى تحقيق معدل توظيف 100 % لخريجي كلية الإمارات للتطوير التربوي، إضافة لتدريب 140 قائدا تربويا عن طريق برنامج بناء قدرات القيادة التربوية، وهو ما مكنهم من قيادة التغيير الهادف للتعليم والارتقاء بمخرجات التعليم في المدارس التي يعملون بها.
وأوضحت أن الكلية أطلقت مسارات أكاديمية متخصصة ومعتمدة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، استقطبت أكثر من 75 طالباً وطالبة، وللمرة الأولى في تاريخ الكلية، استقبلت دفعتين إضافيتين من الطلبة خلال العام 2024، ما يدل على استجابة الكلية الاستباقية للطلب المتزايد على برامج تمكين التربويين المبتكرة.
وعن جهود الكلية البحثية ومبادراتها المبتكرة، قالت إن أعضاء الهيئة الأكاديمية عملوا على 35 مشروعاً بحثياً مبتكراً، ركزوا خلالها على دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ومشاركة الأسرة في التعليم والتعلم، وتحويل نظام التعليم المدرسي بهدف معالجة التحديات واستشراف الفرص في التعليم.
وأشارت إلى استفادة أكثر من 1243 مشاركاً من مبادرات وأنشطة الكلية للتطوير المهني والتي شملت 344 مبادرة وفعالية مختلفة، كما قدمت برامج الكلية الأكاديمية المعتمدة 17298 مؤهلاً للتربويين والمعلمين المؤهلين لقيادة نظام التعليم المدرسي والمدرسة الإماراتية في الدولة.
وأكدت أن كلية الإمارات للتطوير التربوي تستمر بطرح المبادرات الجديدة مثل مبادرة شبكة مجتمعات التعلم الابتكارية – أنا أتعلَّم – أنا أقرأ – بودكاست سبوت لايت وغيرها الكثير، كما تعمل الكلية على إنشاء منصات للمعلمين والباحثين لمشاركة المعرفة وتقديم أفضل الممارسات والرؤى بما يعزز شغف التعلم والقراءة في مدارس الدولة.
وقالت إن الكلية كشفت في معرض جيتكس العالمي للتقنية 2024 عن ابتكار (EdTech) من الجيل المقبل الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويحول طرق التعليم إلى الواقع الافتراضي والميتافيرس، كما نظمت ملتقاها الرائد “التعليم أولاً” بمشاركة 230 خبيراً، الذين قدموا أكثر من 128 فكرة مبتكرة.
ونوهت الطائي بالاعتراف العالمي الذي حققه قسم الأبحاث في كلية الإمارات للتطوير التربوي، وعززت الكلية أيضا الابتكار في العملية التعليمية، عن طريق إدارتها لـ 10 منح بحثية في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا التعليمية، وتمكين المعلمين، والتعليم الخاص، والتفاوت بين الجنسين في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والقيادة في التعليم.
وأشارت إلى أن الجهود البحثية في كلية الإمارات للتطوير التربوي قادت إلى نشر أكثر من 30 مقالاً في مجلات أكاديمية عالمية، إضافة لنشر أكثر من 100 ورقة بحثية في مؤتمرات دولية، والاتفاق على نشر كتب بحثية مع دور نشر عالمية ، كما أسفرت الجهود البحثية عن تقديم 12 مقترحاً بحثياً، بما فيها الأبحاث الممولة من هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة.
وعن جهود “الإمارات للتطوير التربوي” في مجال الاستدامة ، قالت إنه تماشياً مع عام الاستدامة 2024 حرصت الكلية على الالتزام بمبادئ الاستدامة وقدمت مبادرات رئيسية مثل المعسكر الصيفي “المغامر الأخضر”، وحملة زراعة أشجار المانجروف؛ لغرس قيم الاستدامة في الطلبة والمجتمع.وام