تتميز القاهرة بكثرة كنوزها الإسلامية، منذ الفتح الإسلامي لمصر، فعرفت بمدينة الألف مئذنة، ولكل منها حكاية وتاريخ، يجعلك تشعر بجمال المعمار، حتى وإن بسط، فما تنسجه هذه المساجد من حكايات يأخذك إلى عالم آخر، يثير الإعجاب والتساؤلات في نفس الوقت.
فشوارع القاهرة عامرة بمثل هذه القصص، وكلما تتعمق أكثر يزداد فضولك، لكشف روعة حكايات مساجدها، ومن بين هذه القصص قصة مسجد السجين، كما يطلق عليه البعض، أو مسجد المؤيد شيخ.


مسجد المؤيد شيخ، الذي يقع بحي الدرب الأحمر، بالقاهرة، ليس مجرد مسجد تم تشييده، فهو يحوي أسرارا عديدة، فقد كان سجنا تحول إلى مسجد، وأب قتل ابنه، وسلطان سجين.
تبدأ الحكاية عندما أمر السلطان برقوق، بسجن المؤيد شيخ، في هذا المكان، مدة من الزمن، وهو مملوكي جرسي، وذلك بعدما أوقع بينه وبين المؤيد شيخ مجموعة من المماليك الآخرين، لغيرتهم من شدة حب السلطان برقوق للمؤيد شيخ.
ومن المعروف أن عصر المماليك الجراكسة امتد في حكم مصر حوالي ١٣٥ عاما، من عام ١٢٥٠ إلى عام ١٣٨٢، فسجن في هذا المكان، وكان يسمى خزانة الشمائل، وتلقى فيه أبشع أنواع التعذيب، نظرًا لكونه من أكثر السجون شدة في هذا الوقت، ونذر المؤيد شيخ، أنه إذا خرج من هذا المكان، سيحوله إلى مسجد، وبعد فترة خرج المؤيد شيخ.
وبعد وفاة السلطان برقوق، تولى فرج ابنه حكم مصر، وتقرب منه المؤيد شيخ، وبعد وفاة ابن برقوق انفرد المؤيد شيخ بحكم مصر، وأصبح سلطانًا عليها سنة ١٤١٢، ووقتها استطاع الوفاء بنذره، وحول السجن لمسجد ومدرسة أيضًا، لخدمة أهل العلم، وشيد مأذنتين بجوار باب زويلة بجانب المسجد.
أما عن حكاية الأب الذي قتل ابنه، فقد ذهب أحد كبار الموظفين للمؤيد شيخ، وأبلغه أن الأمراء بعد انتصارات ابنه إبراهيم بالشام، قرروا عزله، وتولي ابنه بدلًا منه، وكان ذلك يعتبر نوعا من أنواع الوشاية، في هذا الوقت، فاقترح عليه التخلص من نجله.
والغريب أنه تأثر بهذه الأقاويل، وقرر قتل ابنه، بوضع السم له في الطعام، وكان جالسًا أمامه يشاهد موته بالبطيء، وفي لحظة صحوة ندم على ما فعل، فتحركت بداخله غريزة الأبوة، وحاول أن ينقذ ابنه، ولكن لم يسعفه الوقت، وتوفى ابنه بين أحضانه، ومن شدة ندمه وحزنه عليه، توفى في نفس العام، ويقال إنه دفن مع ابنه في الضريح الموجود بالجامع.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدرب الاحمر فی هذا

إقرأ أيضاً:

حكاية حزينة لسيدة سودانية مع الجنجويد ولماذا قابلت كيكل

في ديوان الناظر أبوسن بمدينة رفاعة، أقتحمت البوابة الخلفية للمضيفة سيدة مسنة كأن حزن الكون في عينيها الغارقتين في الدموع، كنت أول من قابلها، كانت تضع يديها على رأسها من اللوعة والفقد، طمأنتها وهدأت روعها، طلبت مني مقابلة القائد كيكل لشكره والدعاء له،

سألتها عن قصتها، قالت أن ابنيها استشهدا وهما في مناسبة عرسهما، فقد طلب الجنحويد زوجتي العريسين فرفضا وتم قتلهما، قالت جئت أشكر القائد لأن ق.تلة أبنائي لقوا حتف.هم في معركة رفاعة ..

قابلها القائد كيكل وطمأنها وشكرته على طريقتها ودعت له .. وكانت هذه الصورة ..

يوسف عمارة أبوسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ورشة ترميم لمسجد آيا صوفيا في إسطنبول تحوطا لزلزال مستقبلي
  • القاهرة الإخبارية: روسيا تشدد على استمرار عمليتها في أوكرانيا دون تغيير الأهداف
  • حكاية حزينة لسيدة سودانية مع الجنجويد ولماذا قابلت كيكل
  • أم البواقي.. تسمم 17 تلميذا بالمدرسة الابتدائية عقيلة برقوق بعين فكرون 
  • في عيد ميلاده.. حكاية حسن يوسف من نجومية السينما لحب عمره شمس البارودي
  • حريق يلتهم مطبخ مطعم شهير في الحي السابع بمدينة نصر
  • وزير الشباب ومحافظ القاهرة يتفقدان بدء إنشاء ممشى رياضي بمدينة نصر
  • صور.. بدء إنشاء ممشى رياضي بمدينة نصر ضمن مبادرة تراك في الشارع
  • انفجار بمدينة مزار شريف الأفغانية بالقرب من مسجد شيعي
  • عدوان امريكي على صنعاء (المكان المستهدف)