عرضت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبد الرحيم، مقدمة برنامج “الضفة الأخرى”، ونائب رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسي، تقريرا بعنوان “بدايات الوجود الإخواني في البرازيل”.

وقالت "عبد الرحيم"، خلال برنامجها “الضفة الأخرى”، المذاع على قناة “القاهرة الإخبارية”، إن ما شاهدناه في التقرير كان البداية، بعدها ظل الوجود الإخواني في التمدد عام بعد الأخر بفعل توغل الرافد اللبناني، حيث لعبت كوادر من الجماعة الإسلامية أي تنظيم الإخوان اللبناني دورا مهما في ذلك، بفضل التفوق العددي لهم؛ بالمقارنة بأبناء الدول العربية الأخرى في أمريكا اللاتينية، ووقع اختيار قادة التنظيم الدولي للإخوان على أمريكا اللاتينية، لتكون الحاضنة الجديدة لوجود فكر الجماعة، ومن دول أمريكا اللاتينية اختارت الجماعة دولة البرازيل، لتكون محطة الانطلاق في تلك القارة مترامية المساحة.

وأضافت أن انتقاء جماعة الإخوان للبرازيل من أجل تكوين معسكرها الأول على تلك الأراضي البكر في أمريكا الجنوبية، وارتكز على عدة عوامل، منها التنوع العرقي للمجتمع البرازيلي وغياب التجانس عن فئاته، فالبرازيل تضم أعراقا من جميع أنحاء الدنيا تقريبا، بالإضافة إلى معاناة قطاع كبير من الشعب البرازيلي بسبب الفقر، وهو الملعب الرئيسي للجماعة التي اعتادت على مغازلة مشاعرالجماهير بالشعارات الدينية، والإعانات الخيرية، لتسلب العقول، وتتمكن من استقطاب العناصر المطلوب انضمامها إلى التنظيم الإخواني.

وتابعت: "ويبدو أن اتساع مساحة البرازيل، وضعف قوانين مكافحة الجريمة المنظمة فيها، وبخاصة مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال كان من أهم الأسباب التي دفعت الجماعة لاختيار البرازيل مرتكزا لتكوين فروعها بأنحاء أمريكا اللاتينية، لأن هذين العاملين بالتحديد ـ المساحة الشاسعة وضعف القوانين ـ يحققان للجماعة هدفين مهمين؛ الأول توافر بيئة قادرة على احتضان جميع العناصر الفارة من الملاحقة الأمنية في أي مكان من العالم، أما الهدف الثاني فهو أن البيئة القانونية البرازيلية توفر فرصة ذهبية للإخوان من أجل إقامة إمبراطورية اقتصادية لتمويل نشاط الجماعة في أنحاء العالم، وليس أمريكا اللاتينية فقط، عن طريق المؤسسات ذات الواجهة الخيرية التي تعمل في عدد كبير من الأنشطة الممنوعة كغسيل الأموال وتجارة المخدرات، وكان رجل الأعمال اللبناني أحمد الصيفي هو الرجل الأول لجماعة الإخوان في البرازيل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الضفة الأخرى الجماعة الإسلامية أمريكا اللاتينية

إقرأ أيضاً:

30 يونيو | بعد 11 عامًا من السقوط.. هل ماتت «الجماعة» إكلينيكيًا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

11 عامًا مرت على إسقاط الدولة المصرية لجماعة الإخوان في 30 يونيو 2013 من رأس السلطة بعدما حققت أقصى أمانيها بحكم مصر بعد 8 عقود من العمل المتواصل، في المنافسة السياسية للدولة بأفعال علنية عبر الممارسة السياسية تارة، وكثير من الأعمال السرية تارة أخرى، لتنطلق المواجهة الأعنف والأقوى في التاريخ ما بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تخطت بذلك مواجهات ما قبل ثورة يوليو وما بعدها، وكذلك مواجهات عهد مبارك؛ ليبقى التساؤل بعد كل هذه السنوات.. هل ماتت جماعة الإخوان إكلينيكيًا، أم أنها في غيبوبة مرضية هي الأعنف في تاريخها؟ وهل ستستفيق من غيبوبتها في وقت قريب؟!

 

موت إكلينيكي ومستقبل غامض

يرى إيهاب نافع،  الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية أن جماعة الإخوان بشكلها الحالي يمكن الحكم عليها بأنها ماتت إكلينيكيًا بشكل كبير، في ظل العديد من الشواهد.

أول هذه الشواهد -حسب نافع- هي الضربات المتلاحقة التي تلقتها جماعة الإخوان في مصر وعدد من الدول العربية، بالإضافة إلى تمركزاتهم في أوروبا، مشيرًا إلى أنها ضربات غير مسبوقة في تاريخ الجماعة. وأكد أن المواجهات الأمنية والمحاكمات الجنائية، والتقييد الأمني ومواجهة الأجيال النشطة المؤثرة التي تمثل جسد الجماعة النشط والفاعل، ستكلف الجماعة ثمنا باهظًا ربما لن تستفيق منه إلا بعد عدة عقود، خاصة وأن القيادات الكبيرة والحاكمة مات أغلبها في السجون، أو على وشك الموت بطبيعة السن، دون حتى تنفيذ أي من أحكام الإعدام الصادرة ضد أغلبهم، ولازال كثير منهم في درجات تقاضي طبيعية. يضاف إلى ذلك الجهود القوية التي بذلت في المواجهة الفكرية مع العناصر الإخوانية في تلك الدوائر المحلية والإقليمية والعالمية، والتي كانت شديدة القوة والتأثير، وساهمت في تكوين رأي عام رافض لفكر الإخوان.

أما عن مستقبل الجماعة فيقول إنه غامض في ظل الواقع الراهن والمواجهة التي سردنا بعضًا من ملامحها، قائلًا: "كما أن الدولة راهنت على شيخوخة قادة الجماعة، وبقاء كثير منهم رهنًا لتنفيذ أحكام تصل إلى المؤبد، وربما الإعدام، فإن الجماعة كذلك تراهن على الزمن، وتكرار فصل جديد على شاكلة ما فعله السادات في أعقاب حكم عبد الناصر". 

وأكد نافع أن بعض رموز جيل الوسط الذين يعيشون في الخارج لا يزالون يراهنون على هذا الأمر في المستقبل، مشيرًا إلى أن تعدد الضربات التي تلقتها الجماعة في نطاقات تمركزها الرئيسية في قطر وتركيا، أثر على نطاقات الربط الفكري المنهجي بينها، وبالتالي فإن مستقبلها في إطار معطيات الواقع سيظل غامضًا، ورهنًا كذلك باستمرار عقيدة الدولة المصرية وأجهزتها تجاه الجماعة، واحتمالات طرح باب المصالحة مستقبلًا.

مقالات مشابهة

  • 30 يونيو | بعد 11 عامًا من السقوط.. هل ماتت «الجماعة» إكلينيكيًا؟
  • داليا عبدالرحيم: 30 يونيو ذكرى يوم عظيم وفارق في تاريخ مصر والمصريين
  • داليا عبد الرحيم: العنف والإرهاب مكون أساسي في المرجعية الفكرية للإخوان
  • باحث: جماعة الإخوان بعد 30 يونيو تبنت خيار العنف المسلح ضد الدولة
  • تهرب ضريبي وجوازات سفر مضروبة في رحلة الهروب الإخواني
  • قاعدين في أمريكا وبيقسموا في مصر.. أحمد موسى يفضح مخطط جماعة الإخوان
  • مطران الكنيسة اللاتينية بمصر يترأس اللقاء الأول للجنة الأسقفية للمهاجرين بـ "الكاثوليكية"
  • كوبا أمريكا 2024| منتخب البرازيل ينعش آمال تأهله لربع النهائي باكتساح باراجواي
  • منتخب البرازيل يصعق باراجواي برباعية في كوبا أمريكا
  • كوبا أمريكا 2024| منتخب البرازيل يصعق باراجواي بثلاثية في الشوط الأول