بتجرد:
2025-03-31@22:50:30 GMT

“أغمض عينيك” يضيء على قضايا المجتمع في رمضان

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

“أغمض عينيك” يضيء على قضايا المجتمع في رمضان

متابعة بتجــرد: “أغمض عينيك” لترى ما لا يمكن رؤيته في هذه الحياة، فقلوبنا وأرواحنا ترى ما لا يدركه بصرنا أحياناً.” بهذه العبارة تصف الفنانة القديرة منى واصف مسلسل “أغمض عينيك”. وتضيف منى واصف: “بعض الأدوار تستدعيك لتأديتها، تقرأ النص فتجد أن أن قلبك وعقلك يتقمّصان شخصيةً ما، بكل أبعادها النفسية والدرامية.

وهذا تحديداً ما جرى لدى قراءتي للنص الذي كتبه لؤي النوري وأحمد الملا، وعندما سألني منتج العمل ومخرجه مؤمن الملا، ما رأيك بالشخصية التي رشحّتك لها؟ قلت له على الفور: من الآن وحتى انتهاء التصوير ناديني (أم رجا) وهو اسم الشخصية.”

تدور أحداث العمل حول أسرة مفككة هجر الوالد فيها زوجته وابنه الوحيد جود الذي يحمل طيف التوحّد، لتواجه الأم لوحدها مصاعب الحياة والعمل ومهمة رعاية طفلها الذي يحتاج إلى اهتمام مضاعف، إلى أن يقع ما لا يُحمد عقباه، وتجد الأم نفسها مضطرة لترك جود وحيداً في مواجهة الحياة بلا عائلة أو معيل! من بطولة عبد المنعم عمايري، أمل عرفة، منى واصف، أحمد الأحمد، فايز قزق، وفاء موصلي.. كتابة لؤي النوري وأحمد الملا.. إخراج مؤمن الملا، إنتاج شركة الأدهم، ويعرض على منصة “شاهد” في رمضان.

تصف أمل عرفة شخصية (حياة) التي تقدمها بالقول: “حياة امرأة قوية، صلبة، مكافحة، تستمد قوتها وشجاعتها وتمسّكها بالحياة من ابنها جود الذي تحيطه بحنانها ورعايتها بعد تخلي والده عنه، فتبذل كل ما في وسعها لإعالته، لكن الظرف الذي تتعرض له يجبرها على الابتعاد عن ابنها رغماً عنها، فينكسر قلبها، لكنها تقرر الصمود والمواجهة والتمسك بالحياة على أمل العودة لاحتضانه مجدداً”. وتضيف أمل عرفة: “المَشاهد التي تجمعني بـ جود مؤثرة لدرجة أبكت فريق العمل أثناء التصوير، وقد منحتُ شخصة حياة جزءاً من روحي وهذا ما سيجعلها أكثر قرباً من الجمهور فهي تمس قلب كل أم في عالمنا العربي، وخاصة أمهات الأطفال الذين يحملون طيف التوحد.”

“يقال أن ثمة ضوء مختبئ في كل عتمة.. ومؤنس هو الضوء الذي ينير عتمة حياة الطفل جود ووالدته حياة”. هكذا يصف عبد المنعم عمايري دوره في العمل، ويضيف: “الأمر كذلك معكوس، فـ جود هو الضوء الذي ينير عتمة حياة مؤنس الذي فقد زوجته وابنه في حادث قبل عدة سنوات، وبات يعيش وحيداً في عالمه الموحش.” ويستطرد عمايري: “مؤنس رجل خمسيني، يعمل مدرس لمادة الماث أو الرياضيات، شخص مسالم، طيب وودود في تعامله مع الأخرين، ولكنه يخفي داخله ألماً عميقاً، ولعله كان ميتاً من الداخل بكل ما للكلمة من معنى، إلى أن يجتمع بـ جود، فيولد بينهما رابط إنساني قوي جداً وغير مفهوم! يعاني جود من صعوبة في التواصل الحسي مع الآخرين نتيجة طيف التوحد، ولكنه حقيقةً مرهف الحس لدرجة لا يمكن تخيّلها، فهو قادر على ملامسة قلوب من يشعر تجاههم بالأمان. من هنا يولد هذا الرابط العميق وحالة التعلّق بين جود الذي يجد في مؤنس السند والوالد، ومؤنس الذي يجد في جود الابن الذي فقده وافتقده”.

يتوقف مخرج العمل ومنتجه مؤمن الملا عند المقاربات الإنسانية التي تحملها أحداث المسلسل وشخصياته، فيقول: “لطالما وددتُ تقديم عمل معاصر يحمل بعداً إنسانياً ويطرح رسائل أخلاقية عميقة تمس قلوب المشاهدين وضمائرهم، وذلك بعيداً عن النخبوية، إلى أن كان لنا ذلك في أغمض عينيك”. وفي معرض إجابته على سؤال حول تقديمه لعمل معاصر بعيد عن أجواء الأعمال الشعبية والبيئة الشامية التي لطالما تميز بها في باب الحارة وحمّام شامي وسوق الحرير، قال الملا: “نحن اليوم بحاجة إلى تسليط الضوء على الواقع الحياتي الذي نعيشه، ولكن برؤية ومعالجة درامية تختلف عن صراعات العصابات والإجرام والأكشن. فهناك جوانب حسية وحالات إنسانية مختلفة في حياتنا تستحق التوقف عندها مطولاً، تلك الحالات تطرح قضايا يومية تعيشها العائلات العربية العادية التي تمثل الوجه الحقيقي للمجتمع بحلوه ومره.” يتوقف الملا عند شخصيتين في المسلسل هما شخصية “زوربا” التي يقدمها أحمد الأحمد، وشخصية “أبو رجا” التي يقدمها فايز قزق، فيقول: “زوربا هو صديق مؤنس المقرب والحقيقي، وقد استمدّت الشخصية معالمها وروحها من شخصية زوربا اليوناني للكاتب الكبير كازانتزاكيس. وعلى الرغم من أنها شخصية مساعدة إلأ أنها تتميز بحضور أخّاذ وقد أدّاها أحمد الأحمد ببراعة. في البداية يرفض زوربا قرار مؤنس باحتضان جود، وذلك لأسباب قانونية. ولكنه لاحقاً يغير موقفه ويسانده في قراره ويصبح جزءاً من الحكاية. يتميز زوربا بأنه شخصية مركبة تحمل جانبين أحدهما إيجابي نابع من عشقه للحرية والحياة، والآخر سلبي نابع من كرهه للإلتزام، وسيدفع في مرحلة ما ثمن خياراته.” وحول شخصية “أبو رجا” التي يقدمها فايز قزق يقول الملا: “هو جد جود وزوج أم رجا (منى واصف) القاسي بطبعه. يرفض قطعياً احتضان حفيده لأسباب ستكشفها الأحداث. تحمل شخصية أبو رجا جوانب متعددة لإحدى شخصيات دوستويفسكي، وقد عملنا على بناء العمق النفسي للشخصية مطوّلا، ولا شك في أن الممثل العملاق فايز قزق أبدع في أدائها باقتدار”. ويختم الملا: “أعتقد بأن الدراما اليوم تحتاج إلى قرارات شجاعة للعودة بها إلى الشاطئ الاجتماعي والإنساني والواقعي، وهو ما سعينا كفريق عمل لتحقيقه في (أغمض عينيك)، فنحن بحاجة لأن نغمض أعيننا بعض الأحيان إذا ما أردنا أن نرى الجمال الحقيقي للحياة بقلوبنا لا بأعيننا.”

 يُعرض “أغمض عينيك ” في رمضان على “شاهد”.

main 2024-03-10 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: أغمض عینیک منى واصف

إقرأ أيضاً:

العيد في العراق بين الماضي والحاضر: ما الذي طرأ على المجتمع

آخر تحديث: 30 مارس 2025 - 11:34 صبقلم:د. مصطفى الصبيحي
العيد في العراق كان مناسبة ذات طابع خاص اجتماعياً ودينياً يعكس التلاحم بين الأفراد والعائلات. كانت الاستعدادات تبدأ قبل أيام، حيث تنشغل العائلات بصناعة الحلويات التقليدية مثل الكليجة، وهي من أبرز رموز العيد التي يجتمع حولها الكبار والصغار. وكانت الأسواق تشهد حركة نشطة لشراء الملابس الجديدة، خاصة للأطفال، الذين كانوا ينتظرون هذه المناسبة بلهفة للحصول على “العيدية”، وهي المبلغ المالي الذي يمنحه الكبار للصغار كنوع من العطاء والبركة.
كان العيد أيضاً فرصة للتزاور وصلة الرحم، حيث يحرص الجميع على زيارة الأقارب والجيران وتبادل التهاني. ولم تكن هذه الزيارات مجرد مجاملات، بل كانت تعكس روح المحبة والتضامن بين أفراد المجتمع. كما لعبت المساجد والمجالس العشائرية دوراً محورياً في توحيد الناس، حيث كانت تقام فيها الصلوات وتبادل التهاني بين أفراد القبائل والعشائر المختلفة.
وشهد العراق تغيرات اجتماعية كبيرة خلال العقود الأخيرة أثرت على طبيعة الاحتفال بالعيد. في الماضي، كانت العلاقات العائلية أكثر تماسكاً، وكانت الزيارات تتم ببساطة ودون تكلف. أما اليوم، فقد تغير نمط الحياة، وأصبحت الزيارات العائلية أقل تواتراً بسبب الانشغال بالعمل أو الابتعاد الجغرافي الناجم عن الهجرة الداخلية والخارجية. ومع ذلك، لا تزال بعض العادات قائمة، وإن كان يتم التعبير عنها بطرق حديثة، مثل تبادل التهاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الزيارات المباشرة.
ومنذ عام 2003، شهد العراق تحولات سياسية وأمنية أثرت على الطابع الاجتماعي للأعياد. في بعض الفترات، أدى الانقسام السياسي والطائفي إلى تراجع بعض مظاهر الاحتفال بالعيد، خاصة في المناطق التي شهدت اضطرابات أمنية. كما أن الهجرة الداخلية بين المحافظات، بسبب النزاعات أو البحث عن فرص اقتصادية، أحدثت تغييرات في طبيعة العلاقات الاجتماعية، مما أثر على التجمعات العائلية الكبيرة التي كانت سائدة سابقاً.
ورغم هذه التحديات، يبقى العيد مناسبة تجمع العراقيين، حيث يحاولون تجاوز الخلافات السياسية والاستمتاع بأجواء الفرح، ولو بطرق أكثر تحفظاً وأقل انفتاحاً مقارنة بالماضي.
ولعبت الظروف الاقتصادية دوراً بارزاً في تغيير عادات العيد في العراق. في الماضي، كانت العائلات قادرة على تحمل نفقات العيد من شراء على تحمل نفقات العيد من شراء الملابس الجديدة وإعداد الولائم وتقديم العيديات. أما اليوم، فمع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، أصبح الكثيرون يقتصدون في نفقات العيد، مما أثر على بعض العادات الاستهلاكية المرتبطة بالمناسبة. ورغم ذلك، يحاول العراقيون التكيف مع هذه الأوضاع، حيث باتت الاحتفالات أكثر بساطة، لكن الروح الحقيقية للعيد، المتمثلة في التواصل الاجتماعي وتبادل الفرح، لا تزال قائمة. وكان للإعلام دور مهم في توثيق مظاهر العيد في العراق عبر العقود. ففي الماضي، كانت الإذاعة والتلفزيون تقدمان برامج خاصة بالعيد، تشمل الأغاني الوطنية والفقرات الترفيهية، كما كانت الصحف تسلط الضوء على أجواء العيد في مختلف المحافظات. أما اليوم، فقد تطور الإعلام مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت هذه المنصات جزءاً من الاحتفال، من خلال نشر التهاني والصور والفيديوهات التي توثق الأجواء العائلية والمجتمعية خلال العيد. ويرتبط مستقبل العيد في العراق بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد. مع تطور التكنولوجيا، قد تصبح بعض العادات أكثر رقمية، مثل تبادل التهاني عبر الإنترنت بدلاً من الزيارات التقليدية. ولكن في المقابل، لا يزال هناك تمسك قوي بالعادات الأصيلة، خاصة بين الأجيال الأكبر سناً التي تسعى لنقلها إلى الشباب. إذا تحسنت الأوضاع الأمنية والاقتصادية، فمن المتوقع أن يستعيد العيد في العراق أجواءه السابقة، وأن يعود ليكون مناسبة تجمع العراقيين في احتفالات أكثر بهجة، رغم استمرار بعض التغيرات التي فرضها العصر الحديث. ورغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على العراق، فإن العادات والتقاليد لا تزال تحافظ على هوية العيد. لا تزال الكليجة تُصنع في أغلب البيوت، ولا تزال الأسر تحاول جمع شملها في هذه المناسبة رغم الصعوبات. كما أن فكرة العيدية، وإن تضاءلت قيمتها المالية بفعل التضخم، لا تزال تشكل فرحة للأطفال. بشكل عام، يعكس العيد في العراق مزيجاً من الأصالة والتغيير، حيث تحافظ بعض التقاليد على وجودها رغم التحولات الكبيرة، مما يؤكد أن هذه المناسبة تبقى رمزاً للاستمرارية والتواصل الاجتماعي في المجتمع العراقي… كل عام وانتم بخير

مقالات مشابهة

  • فنانة شهيرة تفاجئ الجميع بما كشفته عن “وتقابل حبيب”
  • نور علي برسالة مؤثرة لـ بسام كوسا: “لاتتركنا وتروح”
  • آسر ياسين يشيد بـ “لام شمسية”: من أشجع التجارب الدرامية المصرية
  • دراسة تكشف عن “طريقة بسيطة” لحماية عينيك من الشاشات الرقمية
  • السيسي وأردوغان يتفقان على العمل معا لإنهاء “الإبادة الجماعية” في غزة
  • بعد “لام شمسية”.. أحمد السعدني يكشف تطور علاقته بابنه
  • العيد في العراق بين الماضي والحاضر: ما الذي طرأ على المجتمع
  • خلال أسبوع.. “المنافذ الجمركية” تسجل 1320 حالة ضبط للممنوعات
  • “المنافذ الجمركية” تسجل 1320 حالة ضبط خلال أسبوع
  • فريق “سُفراء الحرمين التطوعي” يواصل جهوده لخدمة ضيوف الرحمن