وكالة الصحافة المستقلة:
2024-11-26@09:11:13 GMT

أنا وابن خلدون واختلاف في الرأي!

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

مارس 10, 2024آخر تحديث: مارس 10, 2024

عبدالله جعفر كوفلي

باحث أكاديمي

 

مما لا شك فيه أن العلامة ابن خلدون يعد مؤرخاً وعالماً اجتماعياً وفقيهاً معروفاً، واشتهر بكتابه المقدمة، لما في أفكاره من بعد النظر ومحاولاته لدراسة المجتمع الإنساني من جميع جوانبه، ويعد مؤسس علم الاجتماع.

فكرت ملياً ولساعات بل لأيام وبعد قراءة متمنعة في عدد من البحوث الأكاديمية التي تناولت المواضيع التي ذكرها العالم ابن خلدون في كتابه وخاصة المتعلقة بأسباب انهيار الدول والحضارات وبيّن ان لكل منها أجلّ محتوم ولابد لها أن تزول وهذا من سنن الله تعالى في الحياة وانه أشار الى عدد من الاسباب التي إن انتشرت وتفشت في أي مجتمع فإنها تعجل من الانهيار لأنها تضرب العمود الفقري لتلك الدول وتقف حائلا دون النهوض وتفقدها عوامل البقاء أطول.

إن أهم ما أشار إليه العالم الجليل هو نبذ الدين وانتشار الفواحش والمعاصي والظلم وتقليد الغالب والانهزام الفكريّ والاخلاقي والغنى الفاحش وزيادة الضرائب واكل أموال الناس بالباطل وانشغال الحكام بأعمال التجارة وغيرها من الأمور.

تحدثت في نفسي وناقشت هذه الاسباب وحاولت مقارنتها بالواقع وأيقنت انها صحيحة تماماً وبها انهارت الدول ولكني اختلف مع هذا العالم القدير في مسألة (مع جل احترامي وتقديري له وما بذله من جهود ونحن لا نرتقي إلى ادنى ما قدمه) وهي ان الاسباب التي ذكرها إن كانت تصلح لزمان أو مكان معينين فإنها ليست بذات التأثير لكل زمان ومكان، لأن الحياة في تطور مستمر وتغير من حال الى حال.

مناقشتي مع ابن خلدون على الاسباب دون المساس به كعالم جليل واعتقد انه من حقي وحق كل انسان ان يدلي برأيه ويقول ما في جعبته، بكل أدب واحترام لان الاختلاف في المسائل محمود والخلاف منبوذ.

من خلال قراءتي المتواضعة استنتجت إلى وجود دول كثيرة في عالمنا اليوم باقية ورصينة وتحكم العالم مع وجود الاسباب التي ذكرها ابن خلدون فيها ان الاسباب التي سأذكرها كانت وراء انهيار العديد من الدول والإمبراطوريات وزوال الحضارات وانهاء حكم الأمراء والملوك والحكام، منها:

– فقدان الشعوب، الشعوب باختلاف أنواعها ومكوناتها وألوانها هم اساس بناء الدول والحضارات والمغزى من وجود الحكومات، فالدولة التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع شعبها وتكسب حبهم و ودهّم وتحميهم من كل أنواع الظلم والفساد والفقر وتجعل منهم كتلة واحدة وتتعامل معهم بسواسية اي على قدم المساواة والعدالة الاجتماعية وتحاول تضييق الفجوة والفروقات بينهم.

إن الدولة التي تفقد ثقة شعبها ولا تستطيع ان تزرع في قلوبهم حب الوطن والكرامة والحرية والعدالة واحترام الذات والمقدسات والانسانية والانتماء الوطني، تكون اقرب الى الانهيار وتقف على حافة الهاوية.

الشعب المخلص هو الذي يقاتل من أجل وطنه ويضحي بكل شيء في سبيل بقائه شامخاً ولنا في التاريخ أمثلة كثيرة لشعوب وقفوا وناضلوا حتى النصر ورفعوا وطنهم تاجاً على رؤوسهم خاصةً في اوقات الحروب والأزمات والكوارث ومنعوا الانهيار ان يقترب منهم.

– الخيانة: داء بل ومن اكثرها تأثيرا وشراسةً عندما تصيب ابناء دولة او حضارة، وهي باختصار مساعدة الاعداء وتزويدهم بالمعلومات اللازمة وما يحتاجونه للدخول الى بلادهم والسيطرة عليها، من المعلوم ان للخيانة اسباب وطرق مختلفة لا مجال لذكرها.

فكم من دولةٍ وحضارةٍ كانت ضحية لخيانة أحد أبناءها والمسك بيد اعدائها الذين مسحوها من الوجود مهما بلغت قوتها، واحتلال الصين لثلاث مرات على الرغم من بناء سورها العظيم لخيانة الحراس خير مثال.

إذاً بناء الإنسان على قيّم الإخلاص وحب الوطن والدفاع عنه والوفاء للتاريخ والتضحيات والتمسك بالأرض والمقدسات والعَلَم خير سند لديمومة الدول واستقرارها من الاهتزازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة.

– تغيير الأهداف: الحياة صراع من أجل البقاء وما بناء الجيوش والترسانات العسكرية والأجهزة الأمنية والبنية التحتية الاقتصادية والمجتمع السليم من الارهاب والعنف والعنصرية إلا أدوات من أجل البقاء وتحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار.

الشعوب والدول التي تحمل في نفسها أهدافاً كبيرة وطموحات أكبر تضع برامج ومخططات بمستوى اهدافها، فالدولة التّي لديها افكارا ً توسعية وتحلم ببناء الإمبراطورية تكون قادرة على البقاء اطول ومواجهة التحديات الكبرى بصلابة وقوة، أما الدولة التي لا تحمّل أهدافا كبيرة تبقى رهينة للغير يفعل بها ما يشاء.

فكم من شعب غيّر من أهدافه من اهدافٍ كانت تبلغ عنان السماء إلى الرضا بالقليل ولقمة العيش، فكان نصيبه الزوال والنهاية.

الصراع لا يرحم وبين الأقوياء يكون أشد وأشد ويصنّع الكبار والقادة القادرين على التغيير والتغلب ويميزهم عن الصغار الذين لا همّ لهم سوى الاتباع والتقليد الاعمى.

هذا باختصار شديد رأيي المتواضع الذي اختلف به عن رأي العالم القدير ابن خلدون الذي كان صائباً وصادقاً في بيان أسباب انهيار الدول لفترات وأعتقد أنه لو عاش في زماننا لغير بعض الشيء عن رأيه، لأننا في زمانٍ ليس كزمانه مع كل الاحترام له وقدم لنا الكثير والكثير.

اتمنى أن أكون قد وفقت وتمكنت من إيصال الرسالة الى كل من يعنيه الموضوع ويستفيد منها وأن يكون محركاً هادئاً للأفكار والرؤى لنرتقي بمجتمعاتنا نحو الأفضل والمستقبل المشرق.

ليبقى وطننا آمناً ومزدهراً ونجماً لامعاً في سماء الدنيا، لأننا أصحاب تاريخ وحضارة عظيمة..

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الاسباب التی ابن خلدون

إقرأ أيضاً:

أستراليا تقترح قانوناً يحظر وسائل التواصل لمن هم دون 16 عاماً.. ما الدول التي تدرس تدابير مماثلة؟

قدمت وزيرة الاتصالات الأسترالية مشروع قانون جديد لحظر وسائل التواصل الاجتماعي على القاصرين دون سن 16 عاما، فهل ستحذو دول أخرى حذوها؟

اعلان

قدمت الحكومة الأسترالية مشروع قانون جديد يحظر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن جهود البلاد للحفاظ على سلامة الجمهور على الإنترنت.

وقالت وزيرة الاتصالات، ميشيل رولاند، في خطاب أمام البرلمان: "بالنسبة للكثير من الشباب الأستراليين، يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي ضارة".

وأضافت: "لقد شاهد ما يقرب من ثلثي الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما محتوى ضارا للغاية على الإنترنت، بما في ذلك تعاطي المخدرات أو الانتحار أو إيذاء النفس، بالإضافة إلى المواد العنيفة".

وتابعت:"وقد تعرض ربعهم لمحتوى يروج لعادات غذائية غير آمنة".

Relatedميتا تحظر وسائل إعلام روسية على واتساب وفيسبوك وإنستغرام وموسكو تستنكر فرنسا: إلزام الشبكات الاجتماعية الحصول على مواقفة الوالدين لمَن هم دون الخامسة عشرةماسك يتوقع "انهيار" الشبكات الاجتماعية بحال عدم استيفاء بدل مالي لتوثيق الحسابات

وسيُطبق التشريع على "منصات التواصل الاجتماعي المقيدة عمريا"، وهو مصطلح جرى إدخاله في مشروع القانون.

وقالت وزيرة الاتصالات إنه سيشمل على الأقل منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، و"فيسبوك"، و"سناب شات"، و"ريديت"، و "إنستغرام"، و"إكس" (تويتر سابقا).

وأضاف رولاند: "سيُطلب من هذه الخدمات اتخاذ خطوات معقولة لمنع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما من إنشاء أو الاحتفاظ بحساب".

وجد البحث الذي أجرته الهيئة التنظيمية المستقلة للسلامة على الإنترنت في أستراليا أن ما يقرب من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما يستخدمون تطبيقات الفيديو القصيرة مثل "تيك توك"، بينما استخدم أكثر من الثلث تطبيقات المراسلة.

وقالت الهيئة التنظيمية إن الغالبية العظمى من مقدمي الرعاية يجدون أن السلامة على الإنترنت هي أحد أصعب التحديات التي تواجههم في مجال التربية.

وبحسب الحكومة الأسترالية، فإن الحد الأدنى للسن سيبدأ بعد عام على الأقل من إقرار التشريع، مما سيتيح الوقت لمنصات التواصل الاجتماعي لتطوير الأنظمة المطلوبة.

ما هي الدول الأخرى التي تعمل على حماية الأطفال من وسائل التواصل الاجتماعي؟

أستراليا ليست وحدها، إذ تهتم العديد من الدول بتوفير حماية أكبر للقاصرين على الإنترنت.

يطلب قانون السلامة على الإنترنت في المملكة المتحدة، والذي هو في طور التنفيذ من وسائل التواصل الاجتماعي فرض حدود عمرية على استخدامها.

وقالت الحكومة البريطانية: "لم يعد بإمكان الشركات أن تقول في شروط الخدمة الخاصة بها إن خدمتها مخصصة للمستخدمين فوق سن معينة، ولا تفعل شيئا لمنع الأطفال الأصغر سنا من الوصول إليها".

يفرض قانون فرنسي لعام 2023 على المنصات الاجتماعية طلب موافقة الوالدين من القاصرين الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، قبل أن يتمكنوا من إنشاء حساب، ولكن لم يتم تطبيقه بعد لأسباب فنية.

ودعا الرئيس إيمانويل ماكرون، تحديد سن الرشد الرقمي الأوروبي على نطاق واسع.

اعلان

وقالت الحكومة النرويجية الشهر الماضي إنها تريد أن يكون عمر القاصرين 15 عاما على الأقل للموافقة على قيام مواقع التواصل الاجتماعي بمعالجة بياناتهم.

كما تهدف الحكومة إلى وضع حد أقصى لسن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أيضا وتعمل على كيفية تطبيقه.

العديد من من منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك"، و"سناب شات"، و"تيك توك"، لديها بالفعل حد عمري يبلغ 13 عاماً للتسجيل في المنصة.

وفي السياق ذاته، أعلنت "إنستغرام" أخيراً تغييرات عدة، بما في ذلك "حسابات المراهقين" للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.

اعلان

في دول الاتحاد الأوروبي، تتطلب اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) موافقة الوالدين على معالجة البيانات الشخصية للقاصرين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما، على الرغم من أن الدول يمكن أن تنص على حد أدنى للسن طالما أنه لا يقل عن 13 عاما.

وفي الوقت نفسه، يتطلب قانون الخدمات الرقمية (DSA) من منصات الإنترنت التي يزيد عدد مستخدميها في الاتحاد الأوروبي عن 45 مليون مستخدم شهريا تحديد وتقييم المخاطر المحتملة على الإنترنت للأطفال والشباب الذين يستخدمونها.

المصادر الإضافية • AP

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الشتاء قادم في أوروبا.. وتقلب أسعار الطاقة آت أيضا حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عائلة شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح كهربائي لإنارة شوارع العاصمة البرتغالية تيك توكالنرويجفرنسابريطانياإنستغراموسائل التواصل الاجتماعي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين بغزة وحزب الله وإسرائيل في تصعيد متواصل يعرض الآن Next روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا بينما تحاول كييف صد الهجمات الصاروخية يعرض الآن Next طائرة شحن تصطدم بمنزل في ليتوانيا وتخلف قتيلاً يعرض الآن Next الشتاء قادم في أوروبا.. وتقلب أسعار الطاقة آت أيضا يعرض الآن Next وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير التسوية بين حزب الله وإسرائيل غامض اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان "في وقت قياسي".. الإمارات تعلن القبض على المشتبه بهم في حادثة قتل الحاخام تسفي كوغان حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29حزب اللهصاروخقصفتل أبيبالصحةإيرانالاتحاد الأوروبيالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنانأمطارالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • محللون: الدول العربية لديها فرصة كبيرة لوقف الحرب إذا كانت جادة
  • العالم إلى أين؟.. أمريكا تكشف لأول مرة نوع الصواريخ التي سمحت لأوكرانيا استخدامها لضرب العمق الروسي
  • أستراليا تقترح قانوناً يحظر وسائل التواصل لمن هم دون 16 عاماً.. ما الدول التي تدرس تدابير مماثلة؟
  • أين يجد اليمانيون احتفالاتهم وترفيههم؟
  • «البث الإسرائيلية»: حماس كانت مستعدة للإفراج عن محتجزين دون وقف إطلاق النار بغزة
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • بيريز يكشف عن الدول التي لم تصوت لفينيسيوس
  • مسئول أمريكي يحذر الدول التي ستحاول اعتقال نتنياهو
  • الصفعة التي هزت الوسط الفني: محاكمة عمرو دياب وتفاصيل جلسة أثارت الرأي العام
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين