وكالة الصحافة المستقلة:
2025-04-22@21:19:00 GMT

أنا وابن خلدون واختلاف في الرأي!

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

مارس 10, 2024آخر تحديث: مارس 10, 2024

عبدالله جعفر كوفلي

باحث أكاديمي

 

مما لا شك فيه أن العلامة ابن خلدون يعد مؤرخاً وعالماً اجتماعياً وفقيهاً معروفاً، واشتهر بكتابه المقدمة، لما في أفكاره من بعد النظر ومحاولاته لدراسة المجتمع الإنساني من جميع جوانبه، ويعد مؤسس علم الاجتماع.

فكرت ملياً ولساعات بل لأيام وبعد قراءة متمنعة في عدد من البحوث الأكاديمية التي تناولت المواضيع التي ذكرها العالم ابن خلدون في كتابه وخاصة المتعلقة بأسباب انهيار الدول والحضارات وبيّن ان لكل منها أجلّ محتوم ولابد لها أن تزول وهذا من سنن الله تعالى في الحياة وانه أشار الى عدد من الاسباب التي إن انتشرت وتفشت في أي مجتمع فإنها تعجل من الانهيار لأنها تضرب العمود الفقري لتلك الدول وتقف حائلا دون النهوض وتفقدها عوامل البقاء أطول.

إن أهم ما أشار إليه العالم الجليل هو نبذ الدين وانتشار الفواحش والمعاصي والظلم وتقليد الغالب والانهزام الفكريّ والاخلاقي والغنى الفاحش وزيادة الضرائب واكل أموال الناس بالباطل وانشغال الحكام بأعمال التجارة وغيرها من الأمور.

تحدثت في نفسي وناقشت هذه الاسباب وحاولت مقارنتها بالواقع وأيقنت انها صحيحة تماماً وبها انهارت الدول ولكني اختلف مع هذا العالم القدير في مسألة (مع جل احترامي وتقديري له وما بذله من جهود ونحن لا نرتقي إلى ادنى ما قدمه) وهي ان الاسباب التي ذكرها إن كانت تصلح لزمان أو مكان معينين فإنها ليست بذات التأثير لكل زمان ومكان، لأن الحياة في تطور مستمر وتغير من حال الى حال.

مناقشتي مع ابن خلدون على الاسباب دون المساس به كعالم جليل واعتقد انه من حقي وحق كل انسان ان يدلي برأيه ويقول ما في جعبته، بكل أدب واحترام لان الاختلاف في المسائل محمود والخلاف منبوذ.

من خلال قراءتي المتواضعة استنتجت إلى وجود دول كثيرة في عالمنا اليوم باقية ورصينة وتحكم العالم مع وجود الاسباب التي ذكرها ابن خلدون فيها ان الاسباب التي سأذكرها كانت وراء انهيار العديد من الدول والإمبراطوريات وزوال الحضارات وانهاء حكم الأمراء والملوك والحكام، منها:

– فقدان الشعوب، الشعوب باختلاف أنواعها ومكوناتها وألوانها هم اساس بناء الدول والحضارات والمغزى من وجود الحكومات، فالدولة التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع شعبها وتكسب حبهم و ودهّم وتحميهم من كل أنواع الظلم والفساد والفقر وتجعل منهم كتلة واحدة وتتعامل معهم بسواسية اي على قدم المساواة والعدالة الاجتماعية وتحاول تضييق الفجوة والفروقات بينهم.

إن الدولة التي تفقد ثقة شعبها ولا تستطيع ان تزرع في قلوبهم حب الوطن والكرامة والحرية والعدالة واحترام الذات والمقدسات والانسانية والانتماء الوطني، تكون اقرب الى الانهيار وتقف على حافة الهاوية.

الشعب المخلص هو الذي يقاتل من أجل وطنه ويضحي بكل شيء في سبيل بقائه شامخاً ولنا في التاريخ أمثلة كثيرة لشعوب وقفوا وناضلوا حتى النصر ورفعوا وطنهم تاجاً على رؤوسهم خاصةً في اوقات الحروب والأزمات والكوارث ومنعوا الانهيار ان يقترب منهم.

– الخيانة: داء بل ومن اكثرها تأثيرا وشراسةً عندما تصيب ابناء دولة او حضارة، وهي باختصار مساعدة الاعداء وتزويدهم بالمعلومات اللازمة وما يحتاجونه للدخول الى بلادهم والسيطرة عليها، من المعلوم ان للخيانة اسباب وطرق مختلفة لا مجال لذكرها.

فكم من دولةٍ وحضارةٍ كانت ضحية لخيانة أحد أبناءها والمسك بيد اعدائها الذين مسحوها من الوجود مهما بلغت قوتها، واحتلال الصين لثلاث مرات على الرغم من بناء سورها العظيم لخيانة الحراس خير مثال.

إذاً بناء الإنسان على قيّم الإخلاص وحب الوطن والدفاع عنه والوفاء للتاريخ والتضحيات والتمسك بالأرض والمقدسات والعَلَم خير سند لديمومة الدول واستقرارها من الاهتزازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة.

– تغيير الأهداف: الحياة صراع من أجل البقاء وما بناء الجيوش والترسانات العسكرية والأجهزة الأمنية والبنية التحتية الاقتصادية والمجتمع السليم من الارهاب والعنف والعنصرية إلا أدوات من أجل البقاء وتحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار.

الشعوب والدول التي تحمل في نفسها أهدافاً كبيرة وطموحات أكبر تضع برامج ومخططات بمستوى اهدافها، فالدولة التّي لديها افكارا ً توسعية وتحلم ببناء الإمبراطورية تكون قادرة على البقاء اطول ومواجهة التحديات الكبرى بصلابة وقوة، أما الدولة التي لا تحمّل أهدافا كبيرة تبقى رهينة للغير يفعل بها ما يشاء.

فكم من شعب غيّر من أهدافه من اهدافٍ كانت تبلغ عنان السماء إلى الرضا بالقليل ولقمة العيش، فكان نصيبه الزوال والنهاية.

الصراع لا يرحم وبين الأقوياء يكون أشد وأشد ويصنّع الكبار والقادة القادرين على التغيير والتغلب ويميزهم عن الصغار الذين لا همّ لهم سوى الاتباع والتقليد الاعمى.

هذا باختصار شديد رأيي المتواضع الذي اختلف به عن رأي العالم القدير ابن خلدون الذي كان صائباً وصادقاً في بيان أسباب انهيار الدول لفترات وأعتقد أنه لو عاش في زماننا لغير بعض الشيء عن رأيه، لأننا في زمانٍ ليس كزمانه مع كل الاحترام له وقدم لنا الكثير والكثير.

اتمنى أن أكون قد وفقت وتمكنت من إيصال الرسالة الى كل من يعنيه الموضوع ويستفيد منها وأن يكون محركاً هادئاً للأفكار والرؤى لنرتقي بمجتمعاتنا نحو الأفضل والمستقبل المشرق.

ليبقى وطننا آمناً ومزدهراً ونجماً لامعاً في سماء الدنيا، لأننا أصحاب تاريخ وحضارة عظيمة..

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الاسباب التی ابن خلدون

إقرأ أيضاً:

الوزير السكاف لـ سانا: نتوجه بالشكر والتقدير لجميع الفرق في وزارة التنمية الإدارية، التي عملت بجدٍّ وتفانٍ لإنجاز هذا المشروع الوطني في وقت قياسي، كما نشكر مديريات التنمية الإدارية في الجهات العامة، التي كان لتعاونها الفعّال دور حاسم في توحيد الجهود وتحقي

2025-04-22Hassan Nasrسابق الوزير السكاف لـ سانا: تمثل هذه القاعدة الوطنية المتكاملة أداة مركزية لتحقيق الشفافية الإدارية، وضمان عدالة توزيع الموارد البشرية، كما تشكل أساسًا متينًا لوضع الخطط السليمة، واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في استثمار رأس المال البشري، وتحديث الأنظمة الوظيفية بما يتلاءم مع الاحتياجات الفعلية لمؤسسات الدولة.التالي الوزير السكاف لـ سانا: نؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد استثماراً نوعياً لهذه القاعدة في تطوير السياسات والأنظمة المرتبطة بإدارة الموارد البشرية في القطاع العام، بما يسهم في بناء إدارة أكثر كفاءة، وأقرب إلى تطلعات السوريين. انظر ايضاًالوزير السكاف لـ سانا: نؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد استثماراً نوعياً لهذه القاعدة في تطوير السياسات والأنظمة المرتبطة بإدارة الموارد البشرية في القطاع العام، بما يسهم في بناء إدارة أكثر كفاءة، وأقرب إلى تطلعات السوريين.

آخر الأخبار 2025-04-22وزير التنمية الإدارية السيد محمد حسان السكاف في تصريح لـ سانا: في أقل من 100 يوم، وبجهود مكثفة واستنفار كامل للطاقات البشرية والفنية، تم إنجاز بناء القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة، في خطوة تُعد نقلة نوعية على طريق تعزيز كفاءة الإدارة العامة. 2025-04-21جولة تفقدية لمراحل تنفيذ فرع المصرف العقاري في المدينة الصناعية بحسياء 2025-04-21وزارة الخارجية والمغتربين تصدر بياناً بخصوص الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد 2025-04-21مؤسسة إدارة الموارد البشرية تطلق برنامج ريادة الأعمال لنشر التوعية ‏حول مهارات الدخول لسوق العمل 2025-04-21الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون توقع عقداً مع الشركة القطرية ‏للأقمار‏ الصناعية سهيل سات لبث قناة الإخبارية السورية بجودة عالية ‏ 2025-04-21الرئيس الشرع يناقش خطط وزارة الإعلام والعمل على تطوير الإعلام الرسمي 2025-04-21وزيرا التربية والتعليم والتنمية الإدارية يناقشان وضع آلية تنفيذية لعودة ‏المفصولين ‏تعسفياً من قبل النظام البائد 2025-04-21مدير الأمانة العامة للشؤون السياسية ومحافظ حلب يبحثان سبل زيادة التعاون والتنسيق بين المديريات والمؤسسات الحكومية 2025-04-21مديرية أمن ريف دمشق تضبط مستودعاً للأسلحة والذخائر في منطقة قطنا 2025-04-21انطلاق بطولة النصر لكرة الطائرة للسيدات

صور من سورية منوعات صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17 أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • أكبر اليخوت في العالم “ليدي مورا” في سواحل المضيق
  • إيران: روسيا كانت دائما شريكا بناءً لنا في مفاوضات الاتفاق النووي
  • تيمور الشرقية.. ثاني أكثر دولة كاثوليكية في العالم تشارك للمرة الأولى بانتخاب البابا
  • الوزير السكاف لـ سانا: نتوجه بالشكر والتقدير لجميع الفرق في وزارة التنمية الإدارية، التي عملت بجدٍّ وتفانٍ لإنجاز هذا المشروع الوطني في وقت قياسي، كما نشكر مديريات التنمية الإدارية في الجهات العامة، التي كان لتعاونها الفعّال دور حاسم في توحيد الجهود وتحقي
  • باتروشيف: الصين أصبحت الآن القوة الاقتصادية البحرية الأولى في العالم
  • 22 مليار دولار قيمة الصادرات العربية التي تهددها رسوم ترامب وهذه هي الدول المتضررة
  • الرئيس الأمريكي تهديد خطير للسلم العالمي
  • زمن أمريكا أم زمن الصين؟