في إطار الحرب الضروس القائمة بين روسيا وحلف (الناتو) على الأرض الأوكرانية منذ عامين، فاجأت المخابرات الروسية العالم في 29 من فبراير المنقضي بنشر تسريب لتسجيل صوتي بين مجموعة من الضباط الألمان يناقشون فيه كيفية ضرب جسر القرم الروسي عبر مضيق كيرتش في البحر الأسود، وهو الأمر الذي يعكس قدرة المخابرات الروسية على اختراق وكشف أعدائها.
وفي السياق نفسه، بادرت "مارغريتا سيمونيان".. رئيسة تحرير شبكة "روسيا اليوم".. بنشر أسماء وصور الضباط الألمان الذين وردت أصواتهم في التسجيل الصوتي، معلنة أنها تقدمت في الأول من مارس الجاري بطلب صحفي إلى وزيرة الخارجية الألمانية وسفير ألمانيا لدى روسيا، وإلى المستشار الألماني "أولاف شولتس" للتعليق على هذا التسجيل.
وقالت "سيمونيان": إن المحادثة التي تطرق فيها ضباط الجيش الألماني لضرب جسر القرم جرت في 19 فبراير، مضيفة أنه شارك في الحديث رئيس قسم العمليات في قيادة القوات الجوية الألمانية (غريف)، ومفتش القوات الجوية (غيرهارتز)، وموظفا مركز العمليات الجوية: (فينسكي) و(فروستيدت).
ومن أخطر ما ورد في التسجيل الصوتي المسرب ما يلي: "أود أن أقول شيئا آخر عن تدمير الجسر. لقد درسنا هذه المسألة بشكل مكثف ولسوء الحظ، توصلنا إلى أن الجسر بسبب حجمه يشبه المدرج، ولذلك قد يتطلب تدميره تعرضه لعشرة أو حتى عشرين صاروخا".
والصواريخ المشار إليها في التسريب المذكور هي صواريخ "تاوروس" المتطورة، التي تمتلك منها ألمانيا نحو (600) صاروخ، حيث ناقش الضباط الألمان عدد الصواريخ المطلوبة لتفادي الدفاعات الجوية الروسية وتدمير الجسر، فضلا عن مناقشة كيفية نقل البيانات المطلوبة لبرنامج "تاوروس" من القواعد الجوية الألمانية إلى أوكرانيا.
لكن أغرب ما في التسريب هو أن الألمان أشاروا إلى أن عمليات تسليم الصواريخ لن تغير نتيجة الحرب على أي حال.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
خدعة الثلاثة أحرف: كيف سقط الآلاف في فخ FBC وماذا نتعلم من فضيحة FTX؟
شهدت مصر في الأسابيع الأخيرة عملية نصب ضخمة هزَّت الرأي العام، حيث وقع آلاف المواطنين ضحية لمنصَّة تسويق إلكتروني تُدعى “FBC”. هذه المنصَّة، التي زعمت تحقيق أرباح خيالية للمستثمرين، مقابل تنفيذ مهام بسيطة، مثل: مشاهدة الفيديوهات، أو التفاعل مع الإعلانات، تمكَّنت في غضون أيام قليلة، من جمع مليارات الجنيهات المصرية قبل أن تختفي تاركة وراءها آلاف الضحايا.
ما يثير التساؤل هنا، كيف يقع الناس مرارًا وتكرارًا، في شباك مثل هذه العمليات، على الرغم من تكرارها، وتعدد التحذيرات؟ الإجابة تكمن في طبيعة الطمع البشري، ورغبة الكثيرين في تحقيق أرباح سريعة دون جهد يُذكر، بالإضافة إلى الثقة الزائدة في المظاهر الخارجية مثل الإعلانات المموَّلة، أو التطبيقات على المتاجر الرسمية مثل “غوغل بلاي” و”آبل ستور”. المنصَّة استغلت هذه الرغبات ببراعة، حيث قدمت في البداية أرباحًا مغرية للمستثمرين، ممَّا زاد من ثقتهم ودفعهم لاستثمار المزيد، حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي توقف فيها كل شيء.
هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها عمليات نصب بهذا الشكل. في السعودية، تعرّضنا لسنوات لموجات من الاستثمارات الوهمية تحت أسماء وشعارات مختلفة، وكلها كانت تعتمد على مبدأ “ادفع أكثر تربح أكثر”. هذه العمليات لم تقتصر على منطقتنا، بل وصلت إلى قلب الولايات المتحدة، حيث تورط سام بانكمان-فرايد، مؤسس منصة FTX، في عملية نصب تقدر بأكثر من 8 مليارات دولار، ممَّا أدى إلى الحكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا. الغريب في الأمر أن كلاً من “FBC” و”FTX” تتشاركان شيئًا بسيطًا لكنه مريب: الاختصار المكون من ثلاث حروف فقط.
ما يجب أن ندركه، أن هذه الاختصارات اللامعة، ليست سوى واجهات لعمليات نصب مدروسة، تستغل الطمع البشري، والثقة العمياء في التكنولوجيا، والمظاهر الرسمية. فالمحتالون يعرفون تمامًا كيف يُلبسون خداعهم ثوب المصداقية، من الإعلانات إلى التطبيقات إلى وعود الأرباح السريعة.
لذلك، يجب أن تكون قاعدة ذهبية لكل مستثمر: احذر من الاستثمارات التي تأتي باختصارات ذات ثلاث حروف، وتعدك بأرباح خيالية دون جهد يُذكر. لا تنخدع بالمظاهر، ولا الإعلانات المموَّلة، فخلفها قد يكون هناك محتال محترف ينتظر فريسته التالية. وتذكر دائمًا، أن الاستثمار الحقيقي لا يأتي عبر روابط مشبوهة، أو تطبيقات لا تحمل مصداقية.
سواء كانت الحروف “FBC” أو “FTX” أو غيرها، تذكر أن الاحتيال لا يميز بين دول، أو ثقافات، بل يستهدف الجميع بلا استثناء. فاحذر من الثلاثة أحرف القادمة، فقد تكون مصيدة أخرى تنتظرك.
jebadr@