أخبارنا:
2025-04-17@07:47:03 GMT
أورثوريكسيا.. عندما يتحول انتقاء الأكل الصحي إلى هوس!
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
أن تكون حريصًا على طعام صحي وعلى عادات غذائية مفيدة لجسمك أمر إيجابي للغاية، لكن هناك من يبالغ في انتقاء الطعام الصحي لدرجة أنه يمكن أن يصاب بمرض اسمه الأورثوريكسيا، وهو يتعلق بالتركيز المبالغ فيه على الأكل الصحي ما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في إيجاد الأطباق التي يجب تناولها حتى ولو كانت صحية بشكل كبير.
ونقل موقع "سي إن إن" عن جينيفر رولين وهي مؤسِسة مركز لاضطرابات الأكل في روكفيل الأمريكية أن هذه الاضطرابات غالبًا ما تكون لها أسباب وراثية وحتى أسباب بيئية، وأشارت إلى أن هذا الاضطراب لا يتعلق فقط بتحديد نوعية الطعام ولكن كذلك بعدد السعرات الحرارية أو توقيت تناوله.
كما أشارت خبيرة أخرى، جنيفر غاودياني، وهي طبيبة اضطرابات الأكل إلى أن هذا الاضطراب قد يتسبب فيه ما يقع من تشدد على الأكل الصحي والهوس الكبير بالجسم المثالي، وتؤكد أن هذا النمط من الاضطراب قد يؤدي كذلك إلى صرف الكثير من المال في محاولة تناول الأكل الصحي.
هناك نقاش كبير حول تعريف الصحي فهو يتغير حسب الوقت وفقًا لما يؤكده الخبراء، وهناك موجة تتغير حسب الاكتشافات العلمية وكذلك حسب الترند الغذائي.
وتشير الخبيرة جنيفر غاودياني إلى أنه سابقًا كان الناس يرون الأغذية قليلة الدهون على أساس أنها صحية والآن صار هناك من يرى الأغذية الغنية بالبروتين والدهون ومنخفضة الكربوهيدرات أكثر صحية.
وبحكم أن هذا الاضطراب غير منتشر أو لا يتم الوعي به، فإن علاجه ليس منتشرًا بشكل كبير حتى لدى أخصائي اضطرابات الأكل. ومع ذلك، يرى الخبراء الذين تحدثت إليهم "سي إن إن" أن العلاج يأخذ وقتًا ويحتاج إلى الكثير من الصبر ويحتاج كذلك إلى تعاون من طرف الأصدقاء وأفراد العائلة.
ويشير موقع "فيري ويل هيلث" إلى أن الخطوة الأولى نحو العلاج هي الاعتراف بوجود المشكلة، ثم الحصول على رعاية من فريق متعدد التخصصات يمكنه معالجة تعقيدات الاضطراب، ويؤكد الموقع أنه يُنصح بالتواصل مع محترف في الصحة النفسية، وطبيب، وأخصائي تغذية.
ومن أشكال العلاج الموصى بها للاورثوريكسيا حسب المصدر ذاته: استشارة تخص الوزن واستعادته عند الحاجة، العلاج النفسي، الذي يمكن أن يساعد على زيادة تنوع الأطعمة المتناولة والعودة لتناول الأطعمة الصحية التي تثير القلق أو الخوف، أو حتى التنويم المؤقت في المستشفى في حالات الاضطراب الشديدة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الأکل الصحی إلى أن أن هذا
إقرأ أيضاً:
يا ليتنا متنا قبل هذا! حول نهب المتحف القومي
كتبه الدكتور حاتم النور المدير السابق للآثارعلى ضفة النيل الازرق وفي امان ألله حافظا لتاريخ وهوية الشعب السوداني، واحدا من اهم المؤسسات الثقافية في افريقيا والعالم، هنا حيث يجتمع التاريخ المعرفي والفكري في السودان. عندما نشأت الجماعة والقبيلة وتطورت الى مشيخة ثم صارت دولة وإمبراطورية. عندما دافع كاشتا عن عقيدة شعبه عندما وحد بعنخي النيل من المنبع الى المصب، عندما تجلت اخلاق المكان بدفاع تهارقا عن اورشليم. في ذلك الزمان ذكرنا الله في الكتاب المقدس. وفي ذات المكان وفي قمة الجنون السياسي مع اندلاع المواجهات العسكرية تسربت تقارير اولية تفيد باقتحام المتحف القومي بواسطة قوات الدعم السريع تزامنا مع سيطرتها على منطقة وسط الخرطوم حيث يقع المتحف. حتى لحظة اكتشاف الكارثة، مما زاد من الشكوك والاتهامات على الرغم من نفي هذه القوة وقتها لهذه الاتهامات. ان المتحف القومي بمحتوياته التاريخية التي تشكل ذاكرة الأمة لم يتبادر الى الاذهان انه سيكون هدفا في هذه الحرب، اذ ان طرفيها الجيش والدعم السريع هما قوتان وطنيتان. فضلا عن ان المتحف لايتمتع بأي ميزة عسكرية مقارنة بالمواقع الاستراتيجية العالية التي تحيط به، مما جعله يبدو وكأنه يامن طرفي الحرب. لكن حاله حال الشعب السوداني الذي تعرض للغدر في لحظة لم يعد فيها حصانة لطفل او امرأة او شيخ ناهيك عن متحف. التقارير الصحفية التي ظهرت لأحقا مثل تقرير لوكالة جينها قدرت ان نحو 500 الف قطعة اثرية قد نهبت او دمرت من المتحف، بعضها يعتقد انه نقل عبر الحدود الى دول مجاورة. وفي غياب رقابة دولية او محلية فاعله تحولت هذه الجريمة الى واحدة من اكبر عمليات النهب الثقافي في التاريخ الحديث. تستدعي هذه الحادثة مقارنات مؤلمة مع نهب المتحف الوطني العراقي عام 2003 خلال الغزو الأمريكي والذي ادي الى فقدان ألاف القطع الاثرية. كما تشبه الى حد كبير ما حدث في مصر خلال ثورة يناير 2011 عندما تم استغلال الانفلات الامني لسرقة عشرات القطع من المتحف المصري. في الحالات السابقة اعيد جزء من المسروقات بجهود مضنية من خلال التعاون الدولي والضغط الشعبي و الملاحقات القانونية. لكن هذا المسار الشاق غالبا ما يفضي الى استرجاع جزء ضئيل فقط مما فقد. ومن المؤسف ان الدول التي خرجت من صراعات كبرى كانت اضعف من ان تسترد تراثها بالكامل او حتى ان تحاسب من عبث به. بعيدا عن الاتهامات المباشرة يجب النظر الى هذه الجريمة من منظور أوسع. ان سرقة التراث ليست مجرد سرقة مادية ، بل هي عدوان على الذاكرة الجمعية، وتدمير لما يبنى عليه الوجدان القومي والهوية الثقافية. في لحظة ما بعد الحرب حين يبدأ السودانيون بإعادة تعريف دولتهم وموقعهم في التاريخ سيكتشفون ان احد اهم جسور التواصل الى ذواتهم قد فقد والاسوا انه غير قابل للاستحداث. التراث القومي ليس ترفا ثقافيا، بل هو اول مايحتاجه أي مشروع وطني جامع في مرحلة مابعد الحرب. هو العامل المشترك الوحيد بين من اقتتلوا وهو الذي يمكن ان يشكل اساسا لمصالحة تاريخية عميقة.
د. حاتم النور محمد سعيد ابريل 2025
taha.e.taha@gmail.com