أورثوريكسيا.. عندما يتحول انتقاء الأكل الصحي إلى هوس!
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
أن تكون حريصًا على طعام صحي وعلى عادات غذائية مفيدة لجسمك أمر إيجابي للغاية، لكن هناك من يبالغ في انتقاء الطعام الصحي لدرجة أنه يمكن أن يصاب بمرض اسمه الأورثوريكسيا، وهو يتعلق بالتركيز المبالغ فيه على الأكل الصحي ما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في إيجاد الأطباق التي يجب تناولها حتى ولو كانت صحية بشكل كبير.
ونقل موقع "سي إن إن" عن جينيفر رولين وهي مؤسِسة مركز لاضطرابات الأكل في روكفيل الأمريكية أن هذه الاضطرابات غالبًا ما تكون لها أسباب وراثية وحتى أسباب بيئية، وأشارت إلى أن هذا الاضطراب لا يتعلق فقط بتحديد نوعية الطعام ولكن كذلك بعدد السعرات الحرارية أو توقيت تناوله.
كما أشارت خبيرة أخرى، جنيفر غاودياني، وهي طبيبة اضطرابات الأكل إلى أن هذا الاضطراب قد يتسبب فيه ما يقع من تشدد على الأكل الصحي والهوس الكبير بالجسم المثالي، وتؤكد أن هذا النمط من الاضطراب قد يؤدي كذلك إلى صرف الكثير من المال في محاولة تناول الأكل الصحي.
هناك نقاش كبير حول تعريف الصحي فهو يتغير حسب الوقت وفقًا لما يؤكده الخبراء، وهناك موجة تتغير حسب الاكتشافات العلمية وكذلك حسب الترند الغذائي.
وتشير الخبيرة جنيفر غاودياني إلى أنه سابقًا كان الناس يرون الأغذية قليلة الدهون على أساس أنها صحية والآن صار هناك من يرى الأغذية الغنية بالبروتين والدهون ومنخفضة الكربوهيدرات أكثر صحية.
وبحكم أن هذا الاضطراب غير منتشر أو لا يتم الوعي به، فإن علاجه ليس منتشرًا بشكل كبير حتى لدى أخصائي اضطرابات الأكل. ومع ذلك، يرى الخبراء الذين تحدثت إليهم "سي إن إن" أن العلاج يأخذ وقتًا ويحتاج إلى الكثير من الصبر ويحتاج كذلك إلى تعاون من طرف الأصدقاء وأفراد العائلة.
ويشير موقع "فيري ويل هيلث" إلى أن الخطوة الأولى نحو العلاج هي الاعتراف بوجود المشكلة، ثم الحصول على رعاية من فريق متعدد التخصصات يمكنه معالجة تعقيدات الاضطراب، ويؤكد الموقع أنه يُنصح بالتواصل مع محترف في الصحة النفسية، وطبيب، وأخصائي تغذية.
ومن أشكال العلاج الموصى بها للاورثوريكسيا حسب المصدر ذاته: استشارة تخص الوزن واستعادته عند الحاجة، العلاج النفسي، الذي يمكن أن يساعد على زيادة تنوع الأطعمة المتناولة والعودة لتناول الأطعمة الصحية التي تثير القلق أو الخوف، أو حتى التنويم المؤقت في المستشفى في حالات الاضطراب الشديدة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الأکل الصحی إلى أن أن هذا
إقرأ أيضاً:
أزمة معيشية خانقة.. رمضان يتحول إلى كابوس للمواطنين في المناطق اليمنية المحررة
تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أزمات معيشية خانقة، تزداد سوءاً بشكل ملحوظ خاصة مع تفاقم الأزمات خلال النصف الأول من شهر رمضان، حيث لم تقتصر فقط على ارتفاع الأسعار، بل تشمل شح المواد الأساسية وارتفاع أسعارها، ما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة للمواطنين.
يأتي ذلك وسط غياب الرقابة الحكومية واحتكار التجار للسلع، مما أدى إلى زيادة المعاناة في وقت يحتاج فيه السكان إلى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما في ظل استمرار انهيار العملة المحلية، وتدني الأجور الحكومية مقارنة بفترة ما قبل اندلاع الحرب مطلع عام 2015.
أعباء مالية
وافادت مصادر محلية، بأن أزمة الغاز المنزلي كانت الأشد وطأة، حيث بلغت ذروتها في محافظات عدن، لحج، أبين، والضالع، مع إعلان أغلب المحطات التجارية الخاصة نفاد الكميات المتاحة، بينما لا تزال قلة من المحطات تفتح أبوابها بعد منتصف الليل لساعات محدودة.
واوضحت المصادر لوكالة "خبر"، أن سعر أسطوانة الغاز سعة 20 لتراً ارتفعت من 7500 ريال إلى أكثر. من 14 ألف ريال، قبل أن يعاود الاستقرار نسبيا عند 8500 ريال، مع حالة عدم استقرار في توفرها، ما أثقل كاهل المواطنين، الذين يضطرون للانتظار لساعات في طوابير طويلة للحصول على حاجتهم من الوقود المنزلي.
قطاع المشتقات النفطية، هو الآخر شهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، حيث بلغ سعر صفيحة البنزين (20 لتراً) 33,900 ريال، وصفيحة الديزل 36,000 ريال، ما يفاقم أزمة النقل إلى خارج المحافظات، خصوصا أثناء نقل البضائع، وهو الارتفاع الذي ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع حيث يضاف الفارق عليها، مما زاد من الأعباء المالية على المواطنين، خاصة في ظل تراجع الدخل وفرص العمل.
وفيما يخص أسعار المواد الغذائية، يقول المواطنون أنها شهدت قفزات جنونية تجاوزت قدرتهم الشرائية، ما أجبر الكثير منهم على شراء احتياجاتهم بالكيلو جرام بدلًا من الكميات المعتادة.
ووفقاً للمواطنين، بلغ سعر الكيلو جرام من الدقيق 1200 ريال، والأرز 4000 ريال، ولتر زيت الطبخ 4000 ريال، بينما ارتفع سعر علبة الزبادي الصغيرة إلى 600 ريال، وهو ما جعل الكثير من الأسر غير قادرة على تأمين وجباتها الأساسية خلال شهر رمضان.
أما أسعار اللحوم والأسماك، فقد شهدت ارتفاعات غير مسبوقة، حيث قفز سعر الكيلو جرام من سمك الثمد إلى 12,000 ريال، فيما وصل سعر اللحم البقري إلى 22,000 ريال، وهو ما جعل هذه المنتجات بعيدة عن متناول معظم المواطنين.
استغلال تجاري
وتؤكد مصادر اقتصادية لوكالة "خبر"، أن التجار استغلوا ارتفاع الطلب خلال رمضان لرفع الأسعار، رغم أن العملة المحلية شهدت تعافياً طفيفاً، إلا أن ذلك لم ينعكس على أسعار السلع.
وتحمل قطاعات واسعة من المواطنين الجهات الحكومية مسؤولية تفاقم الأزمة، متهمين وزارة التجارة والصناعة بالتقصير في فرض رقابة فعالة على الأسواق، وغياب التنسيق مع الأجهزة الأمنية لضبط المخالفين.
ويعتبر المواطنون هذه الأزمات مفتعلة وغير مبررة، مما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي، في ظل غياب أي حلول فعلية من قبل السلطات المعنية، خصوصا بعد أن كانوا يأملون التماس تحسناً في الخدمات، باعتبار المناطق التي يتواجدون فيها محررة، بعكس المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن الأسعار ارتفعت في عموم البلاد منذ بداية الحرب التي اندلعت على خلفية انقلاب مليشيا الحوثي في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، أكثر من 15 ضعفاً، فيما ثبتت الأجور الحكومية للموظفين عند ذلك الحد، مما فاقم معاناة المواطنين بشكل كبير.