يترقب الناس بشرى المطر وغيث السماء مع ترقبهم هلال شهر مبارك، ومع تطور علم الأرصاد وأدواته يبقى يقين التحقق في علم الغيب إذ يحتكم اليقين إلى عوامل لا يمكن الجزم بها تماما مهما بلغت مراكز الأرصاد من دقة في أي دولة معرضة لأنواء مناخية، ثم يأتي المطر بعد طول ترقب وبشرى تحقق ويأتي معه تقليد تعوّده البعض وهو «الشكوى» فهو الشاكي إن استبقت الأرصاد التحقق بتنبيهات ومحاذير مبكرة بدعوى بث الرعب والتطيّر من الخير المُرجّى مطرا قادما، وهو الشاكي إن لم تفعل إذ لم يتهيأ لحماية نفسه وعائلته من أخطار التغيرات المناخية المفاجئة، هو الشاكي إن لم يصدر قرار تعليق الدراسة أو العمل ففي ذلك مخاطرة بالأنفس ومغامرة بالأرواح، وهو الشاكي إن صدر قرار التعليق إذ فيه تعطيل للمنهج التعليمي وعرقلة للنسق الوظيفي.
وبقدر ما يعكس الاختلاف حالة صحية من تبادل الآراء واتساع الفضاء للتنوع والمشاركة فإنه يكشف بعض الترسبات التقليدية في التفكير الشعبي الإيجابي غالبا، إلا حين يفضي بصاحبه إلى مزالق الخطر أو تلبس حالة الشكوى أبدا، أما الأولى فجلية أوان احتفاء الفرد المتعطش للمطر والرواء بعد طول ترقب وانتظار، حتى أنه في تلبس حالة الفرح يتناسى كل محاذير مراكز الأرصاد حول خطورة الوضع وضرورة التأني حتى انتهاء الحالة المدارية تماما ليجازف بنفسه وربما بأهله تعبيرا عن حالة الفرح المنشودة بغيث طال انتظاره، أو تحقيقا لسبق إعلامي موثق بالصوت والصورة لتحمل لنا الوسائط مشهد مواطن يحمل هاتفه وسط خضم من أمواج الوديان المتلاطمة واهما بأنه البطل المغوار وسط أوار المعركة! ولو أن الأمر لم يتجاوز ذلك المغوار السبّاق المحتفي لكان في الأمر ما فيه من الخطر وربما الأسى (لا سمح الله) لكنه يتجاوز صاحب المغامرة إلى مخاطرة قد يتحملها أفراد يحملهم حسهم الإنساني للمساعدة بالمجازفة الفورية، أو غيرهم ممن تنهض بهم مسؤولياتهم المجتمعية والوظيفية سعيا لإنقاذ الأرواح والحفاظ على الممتلكات لتكبر رقعة المخاطرة التي لا يتسع لها وقت المتغير المناخي الآني غير الآمن مما قد يودي بأرواح، أو يعطل طاقات كان يمكن توظيفها في مواضع أكثر إلحاحا، ورغم تكرار الحدث -مع كثرة المحاذير والإجراءات التي لا نملك إلا تقديرها، والجزاءات التي نحسبها تقيد تلك المغامرات وسباق التوثيق والتصوير- إلا أنها تتكرر وتعاد مع كل مستجدات مناخية كأن لا خبر ولا عيان ولا عِبَر.
ثم نأتي إلى منطلق شكوى تعليق الدراسة أو العمل بحجة الخوف على ضياع المنهج أو فوات الخدمة المؤسساتية متناسين مبدأ «السلامة أولا» فعن أي منهج نتكلم وقد تجاوز العالم التعليم الكمي إلى الكيفي، والعدد إلى المحتوى، وهل يمكن أن نقارن اختبارا نهائيا سقط منه درسان أو ثلاثة (مثلا) بشعب غاب عنه فرد واحد أو حتى تأذى في معرض المخاطرة لإدراك المنهج!، ثم إن انقضى الوقت ولم يبد خطر تلاوم الشكاة بينهم أن ها قد عبرت الأنواء دون خسائر وضاع الدرس وكأنهم كانوا يتمنون العكس في استغراق الحالة وتحقق الخطر لإثبات حالة الخطر المتوقع وفق مبدأ يخالف منطق العقل وحتى الإنسانية التي تأخذ بأسباب السلامة خشية وقوع المحذور!
الوعي بإدارة المخاطر يحتاج وعيا عميقا بدراسة الممكنات واستشراف النتائج حتى في احتمالاتها البعيدة والحول دون وقوع الأسوأ منها، لكن بعض الآراء غير الواعية تعمل على تشتيت الجهات المعنية، وتوجيه التركيز خارج دائرة الأولويات من متابعة المتغير الطارئ ودراسة معطياته، وتحليل نتائجه سعيا لمعالجة واقعية للمتحقق منها، ووضع تصورات مثلى للقادم وفقا للممكنات، وتحضيرا للأفضل من احترازات تحضيرية وإجراءات استباقية.
ختاما: حريٌّ بالجميع البعد عن تلبس السلبية المطلقة متمثلة في رداء «الشاكي المخالف» الذي قد لا تتجاوز آراؤه البحث عن شهرة عبر قاعدة «خالف تعرف» والسعي لتمثل مواطنة حقيقية تتلبس مشاركة فعلية نشرا للوعي ومساهمة في تأكيد جهود التحذير، وتعزيز إيجابيات التكامل المجتمعي، والنهوض بمسؤوليات الفرد والمؤسسة خدمة للمجتمع وإنسانه الأغلى من كل التنظير وكل جسور الشهرة.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
درجات الحرارة اليوم.. الأرصاد تعلن عن طقس الأربعاء 23 أبريل 2025
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025، محذرة من التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد، مع انخفاض في درجات الحرارة بجميع محافظات مصر.
حالة الطقس اليومويسود اليوم طقس حار نهارا على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشرقية، معتدل الحرارة على السواحل الغربية، شديد الحرارة على جنوب سيناء وجنوب البلاد، معتدل ليلاً على أغلب الأنحاء.
وتوقعت الهيئة أيضًا نشاطًا في الرياح على معظم الأنحاء، خاصة في المناطق المكشوفة والصحراوية، مما قد يؤدي إلى إثارة الرمال والأتربة وتدني الرؤية، مشيرة إلى تأثر بعض الطرق الرئيسية، خاصة في سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر، بهذه الرياح، مما يستدعي توخي الحذر أثناء القيادة في هذه المناطق.
ونصحت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين بضرورة اتخاذ احتياطات الأمان خلال هذه الموجة الحارة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في ساعات الذروة، التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، مشددة على ضرورة شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم، وارتداء الملابس المناسبة للأجواء الحارة.
درجات الحرارة اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025القاهرة | 35 | 20 |
العاصمة الإدارية | 35 | 18 |
6 أكتوبر | 34 | 18 |
بنها | 35 | 19 |
دمنهور | 33 | 18 |
المنصورة | 33 | 17 |
الزقازيق | 35 | 19 |
شبين الكوم | 34 | 18 |
طنطا | 34 | 19 | دمياط | 29 | 20 |
بورسعيد | 28 | 20 |
الإسماعيلية | 36 | 16 |
السويس | 35 | 17 |
العريش | 31 | 17 |
رفح | 30 | 17 |
رأس سدر | 38 | 21 |
نخل | 40 | 19 |
كاترين | 34 | 14 |
الطور | 35 | 21 |
طابا | 36 | 18 |
شرم الشيخ | 38 | 25 |
الإسكندرية | 24 | 17 |
العلمين | 23 | 16 |
مطروح | 23 | 16 |
السلوم | 24 | 15 |
سيوة | 29 | 17 |
رأس غارب | 38 | 25 |
الغردقة | 40 | 24 |
سفاجا | 40 | 24 |
مرسى علم | 39 | 25 |
شلاتين | 36 | 22 |
حلايب | 32 | 22 |
أبو رماد | 31 | 21 |
رأس حدربة | 36 | 22 |
الفيوم | 36 | 20 |
بني سويف | 37 | 20 |
المنيا | 40 | 19 |
أسيوط | 41 | 21 |
سوهاج | 42 | 23 |
قنا | 43 | 27 |
الأقصر | 44 | 27 |
أسوان | 39 | 22 |
الوادي الجديد | 43 | 20 |
أبو سمبل | 42 | 26 |
اقرأ أيضاًحالة الطقس اليوم.. الأرصاد تحذر من ارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح بـ هذه المناطق
«نلبس صيفي ولا شتوي؟».. تفاصيل حالة الطقس وأجواء شم النسيم 2025 (خاص)
الأرصاد توضح حالة الطقس غدا الإثنين 21 أبريل 2025 |بيان بدرجات الحرارة