لجريدة عمان:
2025-01-23@09:27:53 GMT

رمضان.. بين اختلاف الرؤية ووحدة الفلسفة

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

رمضان.. بين اختلاف الرؤية ووحدة الفلسفة

تحرى المسلمون أمس في مشارق الأرض ومغاربها هلال شهر رمضان المبارك، ورغم أن الجميع كان يتحرى هلالا واحدا إلا أن مرجعيات آلية الرؤية كانت مختلفة؛ فالبعض كان يشترط الرؤية البصرية سواء بالعين المجردة أم بالتلسكوب والبعض يستخدم آليات تصوير متطورة جدا لتصوير الهلال، والبعض الآخر كان يعتمد مرجعية الاقتران المركزي أو الاقتران السطحي، وكل مرجعية من هذه المرجعيات تعتمد على قراءة فقهية؛ لذلك أعلن البعض دخول الشهر فيما أعلن البعض أن اليوم الاثنين هو المتمم لشهر شعبان.

والجدل في هذا الأمر قديم جدا ومعقد كذلك.

وتبذل سلطنة عمان ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية جهودا كبيرة لا تخفى على أحد لتحري دخول الأشهر القمرية، وقد استأنست منذ فترة مبكرة بعلم الفلك بعد التيقن من دقته وتواؤمه مع الرؤية الشرعية للهلال، ووفرت في سبيل ذلك أحدث التلسكوبات التي تعين على رؤية الهلال، ولذلك اعتبرها الكثير من علماء الفلك في العالم أحد أدق الدول في ضبط دخول الأشهر القمرية في العالم الإسلامي، وهذا أمر يشعر الصائم بالكثير من الاطمئنان وهو يبدأ شهره الفضيل، كما يجعله يشتغل بشكل أساسي في صومه وفي عبادته وفي تأمل فلسفة الصيام التي تعد أعمق بكثير من مجرد الامتناع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات إلى فكرة التجديد الروحي وضبط النفس وإعادة رسم مساراتها وممارساتها اليومية. وقد أفاض الكثير من العلماء في الحديث عن فلسفة الصوم التي تتجاوز الجانب القريب وهو الامتناع عن الأكل إلى جوانب كثيرة فيما يتعلق بعلم ترويض النفس وكذلك في الجوانب الاجتماعية عندما يشعر الإنسان بلحظات الجوع والعطش فيتذكر غيره ممن يعيشون هذه اللحظة كل يوم، فتتغير قناعاته في أمور كثيرة ومن بينها موضوع التشارك الاجتماعي.

وأثبت العلم الحديث أهمية الصوم في صحة الأجساد وفي التخلص من الكثير من الأمراض، وفي الحقيقة فإن فوائد الصوم لا حصر لها أبدا وفي كل مرحلة زمنية يكتشف الإنسان حقيقة الصوم التي تضاف إلى كونه ركنا أساسيا من أركان الإسلام.

ولأن كل هذه المشاعر وكل هذه الفلسفة التي ينطلق منها ركن الصيام واحدة لدى جميع المسلمين فمن باب أولى أن تكون مناسبة لأن تكون نظرة الأمة متحدة لإخواننا المسلمين الذين يعيشون خلال هذا الشهر الفضيل لحظات صعبة وخاصة من كان منهم في قطاع غزة، حيث يصبحون على وقع المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، ويمسون على ألم الجوع في ظل حصار ظالم يمنع عنهم أبسط المواد الغذائية التي يمكن أن تبقيهم على قيد الحياة.. ورغم ذلك فإنهم يتمسكون بوعد الله أن ينصرهم على عدوهم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سُنن نبوية وعبادات في آخر أيام رجب .. اغتنمها قبل فوات الأوان

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى، عن أعمال شهر رجب، منوها أن هناك 4 أمور من الطاعات ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها خلال شهر رجب والأشهر الحرم بشكل عام.

أعمال شهر رجب

وقال الأزهر في فتوى له، إن أول هذه الأمور المستحبة في شهر رجب هو: الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور، والثاني من الأمور المستحبة في شهر رجب أن يغتنمَ المؤمنُ العبادة في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية كالحج، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.

لماذا اختار الله شهر رجب الذي تصب فيه الرحمات لفرض الصلاة؟ علي جمعة يوضحما أسماء شهر رجب وسببها؟.. له 18 اسما أعجبها المعشعش والمعلى

وأشار إلى أن الأمر الثالث المستحب في شهر رجب أن يترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، وخاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتى يكُفَّ عن الظلم في باقي الشهور، والرابع الإكثار من إخراج الصدقات.

أفضل أعمال شهر رجب

وقال الدكتور شوقي علام، المفتي السابق، عن أفضل أعمال شهر رجب، إن هناك أوقاتًا مفضلة للقرب من الله "إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا"، لذلك يجب أن نكثر فيها من العبادة والتقرب إلى الله، بإحسان القول وإحسان المعاملة مع الناس، وبر الوالدين وغيرها من الأعمال المحببة إلى الله تعالى، كما يجب أن نستفيد من هذه الأيام ولا نضيعها ومنها شهر رجب؛ فإن لشهر رجب فضائل ونفحات ربانية، فقد خلق الله الكون وجعل بعض الأماكن أفضل من الأخرى، وبعض الأزمان أفضل من بعض، وبعض الأشخاص أفضل من بعض، برغم أن الأزمان كلها محل عبادة وتقرب إلى الله إلا أن بعضها أفضل من غيرها.

وأكد مفتي الجمهورية أن شهر رَجَب من الأشهر الحُرُم التي اختصها الله تعالى بالفضلِ والشرف والنفحات، فجعل زمانها سلامًا واجبًا، وأمانًا لازمًا، مع تغليظ وزر الخطايا والذنوب التي قد تحصل فيه؛ كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].

وشدد فضيلة المفتي على أنه ينبغي على المسلم اغتنام هذا الشهر الفضيل والتعرض لنفحات الله تعالى المبثوثة في زمانه المبارك بمزيد من العمل والإتقان، والمشاركة الإيجابية في تنمية المجتمع والنهوض به، وإنعاش الاقتصاد، ومواساة الفقراء، ومساعدة أصحاب الحاجات؛ لكون ذلك أرجى في القبول وأجزلَ في الثواب؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما في الأشهر الحُرُم: "جعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم".

حكم الصوم في رجب

وقالت دار الإفتاء إن الصوم في شهر رجب -سواء في أوله أو في أي يوم فيه- جائز ولا حرج فيه؛ لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد ما يدل على منع الصوم في رجب، والمقرر شرعًا أن "الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال"، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين؛ بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وممَّا ورد في فضل الصوم في شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، ثم قال: [قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ] اهـ.

مقالات مشابهة

  • تركيا تجدد دعمها لسوريا في ضمان سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها
  • بعد اختلاف الآراء.. منة عرفة تعتذر لـ إلهام شاهين
  • إمساكية شهر رمضان 2025 وموعد السحور والإفطار أول يوم
  • هنصوم كام ساعة؟.. موعد أذان المغرب في شهر رمضان 2025
  • بدأ العد التنازلي.. إمساكية شهر رمضان 2025 ومواقيت الصلاة
  • مكانة أفلاطون وارسطو في تاريخ الفلسفة
  • سُنن نبوية وعبادات في آخر أيام رجب .. اغتنمها قبل فوات الأوان
  • كاتب صحفي: مصر تدعم دائمًا سيادة الدول واستقرارها ووحدة أراضيها
  • متى تختفي ظاهرة اختلاف تفسير النظام من موظف إلى آخر
  • استعدادا لشهر رمضان.. وصول قمر الدين والتين السوري لمصر