أعلنت وزيرة التعاون الدولي القطرية لولوة الخاطر عن جسر جوي إنساني من دولة قطر إلى السودان طوال شهر رمضان، مجددة التأكيد على موقف بلادها تجاه السودان وشعبه من دعم لوحدته وأمنه واستقراره.

وكتبت الوزيرة القطرية -في منشور على منصة إكس- أن زيارتها للسودان السبت تأتي "لتذكير العالم الذي يبدو وكأنه تناسى ما يمر به هذا البلد العريق والكبير وشعبه العزيز الكريم من مأساة إنسانية طاحنة".

وأوضحت أن دولة قطر قامت بعدة خطوات عملية، حيث استأنفت الجسر الجوي الإنساني مع السودان ليحمل الغذاء وخيام الإيواء وسيارات الإسعاف طوال شهر رمضان.

وأشارت إلى أن هذا الجسر كان قد بدأ العام الماضي بتوجيهات من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لإيصال الدعم الإنساني وإجلاء السودانيين إلى قطر.

وأضافت أنه تم تدشين حملة السلال الغذائية بين صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، التي تشمل 50 ألف سلة تم توزيع 20 ألفا منها بالفعل.

تأتي زيارة #السودان اليوم لتذكير العالم الذي يبدو وكأنه تناسى ما يمر به هذا البلد العريق والكبير وشعبه العزيز الكريم من مأساة إنسانية طاحنة. كما ونجدد موقف دولة قطر الثابت تجاه السودان الشقيق والشعب السوداني الغالي من دعم لوحدته وأمنه واستقراره وتطلعات شعبه.

قامت دولة قطر بهذه… pic.twitter.com/9ub056INKI

— لولوة الخاطر Lolwah Alkhater (@Lolwah_Alkhater) March 9, 2024

وذكرت وزيرة التعاون الدولي القطرية أن بلادها تعهدت العام الماضي بتخصيص 50 مليون دولار للإغاثة في السودان، وهي ماضية في حملات ومشروعات مختلفة في هذا الصدد، كما حثت جميع الدول المانحة التي أعلنت تعهداتها في مايو/أيار الماضي بقيمة 1.5 مليار دولار أن تعمل جاهدة للإيفاء بهذه التعهدات وألا تتخذ الصعوبات اللوجستية والأمنية الحالية ذريعة للتخلي عنها.

وتدور المعارك في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين قوات الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي كان نائبا لرئيس مجلس السيادة، وقد خلفت آلاف القتلى، منهم ما يصل إلى 15 ألف قتيل في مدينة واحدة بإقليم دارفور (غربي البلاد)، وفق تقديرات خبراء من الأمم المتحدة، كما أدى القتال إلى تشريد أكثر من 10 ملايين سوداني بين نازحين داخل البلاد ولاجئين إلى دول الجوار.

الوزيرة لولوة الخاطر تزور مركزا طبيا في بورتسودان (الخارجية القطرية)

ويعاني ما يقارب من 18 مليون شخص في أنحاء السودان الجوع الحاد، كما يواجه أكثر من 5 ملايين شخص مستويات طارئة من الجوع في المناطق الأكثر تضررا من الصراع.

وقالت الوزيرة لولوة الخاطر إنها اجتمعت -في أثناء زيارتها لبورتسودان- ممثلي المؤسسات الأممية والدولية في السودان للوقوف على المستجدات ولحثهم على تذكير المجتمع الدولي بواجباته تجاه أكبر أزمة نزوح قسري يشهدها العالم اليوم.

وأكدت أن أمن السودان واستقراره هو من أمن واستقرار المنطقة العربية وأفريقيا، داعية إلى تضافر الجهور لإيجاد مخرج سلمي عاجل للاقتتال الدائر وتوفير الممرات الإنسانية الآمنة والكف عن استهداف سلاسل التخزين والتوريد الغذائية والدوائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات لولوة الخاطر فی السودان دولة قطر

إقرأ أيضاً:

السودان ليس جزيرة معزولة عن العالم بل في إنتظار بروميثيوس من أجل كسر دوائره الخبيثة

الإسلامويين السودانيين لهم قدرة على السردبة و هم يلفهم الظن بأن جرة الحركة الإسلامية سوف تسلم كل مرة رغم أن اللطمة التي أخذوها بسبب ثورة ديسمبر كانت مدوخة لهم لأنها كسرت سر وجودهم و أوهامهم بأن الحركة الإسلامية خالدة لا تزول و لا يغشاها التغيير الى الأبد.
مسألة أوهام الإسلاميين بأنهم لا يغشاهم التغيير هي أوهام أتباع فكرة الإرادة الإلهية من كل شاكلة و لون و أنهم في أوهامهم يعيدون أخطاء أتباع المهدي في السودان و أوهام أن جيوش المهدية لا تهزم كذلك كان الإسلاميون في السودان لهم القدرة بأن يسلموها لعيسى الى أن جاءت ثورة ديسمبر بشعارها الجبّار حرية سلام و عدالة ليقول لهم أن الإنسانية تاريخية و الإنسان تاريخي و أن هناك تحول هائل في المفاهيم على ضؤه يصبح مفهوم الدين تاريخي و قد أصبح الدين في مستوى لا يستطيع لعب أي دور بنيوي في السياسة و الإجتماع و الإقتصاد و وفقا لعلماء الإجتماع فقد أصبح الدين في مستوى دين الخروج من الدين كما يقول مارسيل غوشيه في إستلافه من ماكس فيبر.
و لك أن تتخيل كيف تكون الصدمة لمن يعتقد بان الإسلام هو الحل عندما تدور به الدوائر و يجد نفسه محاصر بالهزائم من كل ناحية ها هي حماس و بنفس أوهام الإسلاميين السودانيين تدخل في مغامرة و هي متسلحة بوهم أن جيوشها لا تعرف الهزيمة فاذا بها تحصد أكبر هزيمة بل ستكون الهزيمة النهائية للإسلاميين و قد رأينا كيف غيرت إسرائيل الخارطة لصالحها فاذا بحماس تفتح على نفسها أبواب الجحيم و إذا بحزب الله يذهب مع الريح و يتهاوى عرش الأسد في سوريا بعد أن حولها الى ملكية وراثية.
و إيران تعود الى داخل إيران و هي تلعق جراح الهزيمة بعد أن إستثمرت بطموح في فكرة الإرادة الإلهية و نسيت أن عالم ما بعد الثورة الصناعية لأول مرة يصبح تاريخه واحد لكافة الإنسانية و أن ديناميكيته تكمن في الفعل الإنساني الذي يفترض أن الفرد عقلاني و أخلاقي و بالتالي لا تسوقه النصوص الدينية بل معادلة الحرية و العدالة.
و بالتالي قد أصبح العالم بأكمله متساوق و يسير عبر معادلة الحرية و العدالة و بالتالي قد أصبحت العقلانية هي من أكثر الأدوات لكسر حلقات الدوائر الخبيثة و الشب عن طوقها لكي تلحق الشعوب التي ما زالت في طور النمو بمواكب البشرية و قد حققت الإزدهار المادي. و هنا يتحدد دور النخب الحية التي لها قدرة على التمييز بين الفعل الإنساني و بين الإرادة الإلهية و هنا تظهر بوضوح قدرة الإنسانية في إبداع العقل البشري و مجد العقلانية.
و من هنا يمكننا أن نقول أن الشب عن طوق الحلقات الخبيثة و الدائرة الشريرة على وجه الخصوص في السودان تحتاج لنخب سودانية يخرج من بينها برميثيوس سارق النار بعد أن رأى هوان الإنسان و ذله فقام بسرقة نار الآلهة و أعطاها للإنسان و بعدها تحمل عذابه الأبدي و برميثيوس سارق النار السوداني يحتاج لقدرة عباقرة الرجال في تقديم فكر يفارق فكر الإسلاميين عبدة النصوص و قتلة النفوس لأن كل أفعالهم لا تفتح إلا على ذل الإنسان و هوانه و هم محبوسين في سياجاتهم الدوغمائية.
و بالتالي قد حان زمان أن يظهر سارق النار من بين النخب السودانية و ينتصر للإنسان و للحياة بعد أن دمرها تيتان الحركة الإسلامية السودانية و التيتان هم ما سادوا قبل سيطرة آلهة الأولمب و بعدهام قد أصبح العالم عالم حب و سلام. لذلك يمكننا القول أن كسر حلقات الدوائر الخبيثة و الشب عن طوقها في السودان سوف يقاومه الكيزان و كعادتهم بعقلهم التقليدي و سيبشعون بأنفسهم بشاعة تفوق الوصف و قد رأينا أفعال مليشياتهم و كيف تقوم بالقتل على الهوية و كلها أفعال تدل على أن الكيزان لا يمكن أن يكونوا أخلاقيين و لا عقلانيين على الإطلاق و هم منطلقيين من منطلق الإرادة الإلهية.
في وقت قد أصبحت الإنسانية التاريخية تفترض بأن الإنسان و ظاهرة المجتمع البشري لا تفرز إلا فردا عقلاني و أخلاقي و بالتأكيد يحدث هذا في المجتمعات التي ظهر فيها بروميثيوس سارق و قد رفض هوان الإنسان و ذله و بالتالي فقد سرق نار الآلهة و أهداها للإنسان لكي يتخلص من هوانه و ذله.
و في غياب سارق النار أي بروميثيوس يظل سلوك الكيزان و مليشياتهم محاولة للتبرير بأنهم ما زالوا لهم القدرة على لعب دور بنيوي على صعد السياسة و الإجتماع و الإقتصاد في السودان و هيهات و يمكن تفسير فعلهم القبيح من أدب النظريات الإقتصادية في تفسيرها للمعادلات السلوكية للمستهلك مثلا إذا إنخفض دخل المستهلك لأي سبب من الأسباب سوف يستمر في شراءه لكل ما كان يطلبه من قبل لمدة شهور و كأن دخله لن ينخفض الى أن يدرك بأن هناك متغيرات قد غشيت دخله و بعدها يكف عن سلوكه السابق و يكيّف سلوكه فيما يتعلق بالمنفعة و الإشباع وفقا لدخله الجديد.
كذلك الكيزان الآن كل سلوكهم القبيح و كأن ثورة ديسمبر لم تلطمهم اللطمة المهينة و المذلة لهم و قد أخرجتهم من التاريخ لذلك كل سلوك مليشياتهم و القتل على الهوية و سلوك كتّابهم و مفكريهم و صحفيهم يدخل في حيز سلوك المستهلك الذي قد إنخفض دخله إلا أنه مصر على معادلاته السلوكية السابقة رغم إنخفاض دخله.
و سيستمر الإسلاميين و مليشياتهم و كتّابهم و صحفييهم في تكرار محاولاتهم البائسة ليظهروا بمظهر خادع أي كأنهم لم يفقدوا زمام الأمور في السودان الى أن يدركوا بأنهم قد أصبحوا خارج التاريخ. و المضحك أن الإسلاميين يظنون بأن رهانهم على الزمن يجعلهم سيكسبون و يعودون من جديد و نسوا أن الرهان على الزمن لا يعمل فيما يتعلق بالتغيير الذي قد أخرجهم من التاريخ. و في الحقيقة أن الكيزان أصلا لم يدخلوا التاريخ البتة.
لذلك يختلط عليهم الأمر فيما يتعلق بالرهان على الزمن في أمر تغيير المجتمع الذي قد نتج عنه مفهوم الإنسانية التاريخية و مفهوم الإنسان التاريخي الذي لا يفهمه الكوز و هو أسير لاهوته الجدلي و لم يكتسب منه الكوز غير التحامل و المغالطة و الحدة و العنف و العدوانية كما يقول الكاتب على العميم.
لذلك أيام ثورة ديسمبر ظهر من بين الإسلاميين احمد عبد الرحمن و هو من أمكر الإسلاميين و لا يفوقه في المكر إلا الترابي و هو يوصي الإسلاميين بعد أن رأى ثورة ديسمبر قد أصبحت قصبة مرضوضة لن تنكسر و فتيلة مدخنة لن تنطفي خرج احمد عبد الرحمن و قد أوصى الإسلاميين بالسردبة و هو يظن بأنهم سيعودوا للرهان على الزمن بأفعالهم الماكرة و ما دروا بأن ثورة ديسمبر هي نهايتهم التي لن تقوم لهم قائمة بعدها و نسى احمد عبد الرحمن بأن حقبة الإسلاميين الكالحة خلال ثلاثة عقود من التحشيد ما هي إلا ديناميكية فاشلة و لا يمكن أن تعود إلا إذا قلنا أن ديناميكية النيوليبرالية تصلح الآن بعد أن إتضح أننا في زمن ديناميكية الحماية الإقتصادية.
لذلك نقول للكيزان أن السردبة و الرهان على الزمن لن يعيدكم إلا إذا أصبحت النيوليبرالية هي بديلا للحماية الإقتصادية و هيهات لذلك تعتبر حقبة الكيزان في السودان نهاية لفلسفة التاريخ التقليدية و نهاية للممارسة الفكر العابر و المؤقت الذي يظهر في لحظات التحولات الكبرى كما ظهرت النازية و الفاشية و الشيوعية كفكر مؤقت و فكر عابر لن يفهم أتباعه فكرة معادلة الحرية و العدالة و هي وحدها القادرة على تفسير ظاهرة المجتمع البشري.
لذلك يمكننا أن نختم هذا المقال و نقول أن نهاية فكر الكيزان كفكر مؤقت و عابر يشبه نهاية النازية و الفاشية و الشيوعية كفكر عابر و مؤقت و يفتح الطريق الى معادلة الحرية و العدالة و هذه تحتاج لبرميثيوس سارق النار في قدرته على القرار و الإختيار لسودان علماني ديمقراطي ينتصر للفرد و العقل و الحرية بفضل أفكار عقل الأنوار و أفكار الحداثة التي قد قضت على جلالة السلطة و قداسة المقدس و فيها و بها قد أصبح الإنسان غاية في حد ذاته و ليس وسيلة و نقول للكيزان أن زماننا زمن تأليه الإنسان و أنسنة الإله و هذا يفتح على فكر جديد لم يألفه الكيزان و أذيالهم.
و كذلك نقول لمن وقفوا أمام الدائرة الشريرة في السودان بعقل الحيرة و الإستحالة و قد عشعش على عقلهم الخوف المرضي أن كسر الدوائر الخبيثة المفرغة و محكمة الإغلاق في السودان لا يكون إلا بفكر برميثيوس سارق النار بعد أن رأي هوان الإنسان و ذله و في سبيل ذلك إرتضى أن ينال عذابه الأبدي و لا يهمه بأن يربط على عامود و يأكل النسر كبده و الى الأبد.
و نقول لهم أن فكر بروميثيوس بالتأكيد يرفض فكرة الموآلفة بين العلمانية و الدين و يرفض المساومة التاريخية بين يسار سوداني رث و يمين سوداني غارق في وحل الفكر الديني و يرفض فكر من يهادن أحزاب الطائفية و يرفض فكر من يتحدث عن محاولة إيجاد نقطة توازن بين الحداثة و الأصالة و غيرها من الأفكار التي لا تنتجها غير ذاكرة محروسة بالوصاية و ممنوعة من التفكير ذاكرة أبناء نسق الطاعة كما يقول الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني.
و مع ذاكرة أبناء نسق الطاعة قد ينجح الكيزان على رهانهم على الزمن الى حين في صراعهم مع نخب سودانية فاشلة لم تعرف طريقها لمفهوم القطيعة مع التراث الديني المؤدلج الذي يستمثر فيه الكيزان إلا أن الكيزان و النخب الفاشلة المنكسرة أمام فكر الكيزان سيدركون أنهم خارج نموذج عصرنا الحديث.
لذلك قلنا مرارا و تكرارا أن السودان الآن يعيش و حاله كحال أوروبا بين الحربين العالمتين و أحتاجت لثلاثة عقود لكي تفهم بأن فكر النازية و الفاشية و الشيوعية فكر عابر و مؤقت و قد كلف أوروبا كثير من الدم و العرق و الدموع و هكذا ستكون قصة الشعب السوداني مع الكيزان و قد ساد في عهدهم الكالح و لمدة ثلاثة عقود عنف الكل ضد الكل و حرب الكل ضد الكل و سوف يختفون من مسرح الأحداث كما إختفت النازية و الفاشية و الشيوعية.

taheromer86@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • الإمارات وأزمة السودان
  • وزير: السودان يمتلك كافة الأدلة لإدانة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية
  • رأي.. أنور قرقاش يكتب: السودان بين التضليل وتفاقم المأساة الإنسانية
  • الكونغو ترحل ثلاثة معتقلين أميركيين إلى بلادهم بوساطة قطرية
  •  الجيش السوداني يتهم الإمارات بأداء "دور محوري" في الحرب
  • الخارجية: السودان يملك الأدلة الكافية لإدانة دولة الإمارات لدورها الرئيسي في تأجيج الحرب
  • الإمارات صوت الحكمة دعماً للشعب السوداني
  • مساعدات الإمارات للسودان تضامن إنساني مع الشعوب
  • تفسير تهديدات الفريق ياسر الداشر غير المسؤولة
  • السودان ليس جزيرة معزولة عن العالم بل في إنتظار بروميثيوس من أجل كسر دوائره الخبيثة