موقع النيلين:
2024-07-01@05:15:29 GMT

شبح الجوع عربي

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT


من سوء حظ أمتنا أن مصائبها لا تأتي فرادى منذ عقود، وكأن من يقف خلف مآسيها المتكررة والمتعددة لا يريد أن تتركز جهود الحل في قُطر واحد يعاني أزمة فينجو منها، وإنما يمعن في استغلال تشابك الملفات والحدود والتاريخ، ليقفز بالمشكلات من بلد إلى آخر.

ولذلك، فإن من سوء حظ القلب العربي أن يتمزق بين أكثر من مأساة في وقت واحد، وأن يتعلم كيف يتنقل بين أولويات الأسى والتعاطف، فلا يكاد يتفاءل بانفراجة هنا حتى تأتيه صدمة من هناك.

لم تفلح صرخات الشعوب ولا تحركات دول عربية في وقاية غزة من شبح الجوع الذي يحاصر أبناءها، فقتل بعضهم، ومنهم من ينتظر، للأسف، نهاية مماثلة، رغم كل التحذيرات. وبجانب ذلك، ظهر الشبح نفسه في السودان، وأطلت التحذيرات نفسها من الداخل والخارج، غير أن تفاصيل مأساته تمضي على وتيرتها بغير حل قريب.

لن نتحدث عن دول أخرى مأزومة أو متأثرة بشكل أو بآخر بما يجري في المنطقة ويعاني أبناؤها صعوبات في سبيل توفير القوت اليومي، فالمقارنة بما يجري في غزة والسودان تجعل الانشغال بهما أكبر وتزيد مساحة التمني من ألّا يتسلل شبح الجوع منهما، وقد أصبح عربياً بامتياز، إلى جوارهما ويطارد ملايين أخرى، وأن يفقه من يسيّرون أمور معظم دولنا أن لا أحد بعيد عن الخطر، وأن سوء التقدير والاحتراب الداخلي يدفع ثمنهما الشعوب أولاً.

تختلف الظروف في غزة عنها بالسودان، لكن النتيجة واحدة: في الأولى يهدد الجوع أكثر من مليوني إنسان، ويطارد في الثانية أكثر من 25 مليوناً، وكل المحاولات الصادقة لتوفير ما ينجّي من المأساتين تصطدم بغوايات السياسة وتعقيدات العلاقات الدولية.

كانت الأزمة في السودان تشكو تراجعاً في الاهتمام بها، مقارنة بنظيرتها في غزة، غير أن الجوع جاء ليضعها مجدداً في قلب الجانب المأساوي من المشهد في المنطقة الموشكة على صيام معروف المدة، لكنه عند أهل غزة والسودان مفتوح وقاتل.

لعب النزق برأس من أشعلوا النار في غزة، فوصلت النتائج إلى هذا الحد، وأعمت المصالح الضيقة الأطراف الفاعلة في مشهد السودان، فأصبح نصف سكان «سلة الغذاء العربي» في قبضة الجوع بعد ويلات النزوح واللجوء والتشرد والمرض والموت والحسرة على وطن يتمزق.

بلد كان مهيّأً لأن يطعم مليار إنسان إذا أحسن استثمار خيراته يوشك أن يصبح بطل أكبر أزمة جوع في العالم، وهو رقم قياسي مسبوق في دارفور قبل عشرين عاماً وقابل للتجدد، وستكون وطأته هذه المرة أكبر، فمعطيات التعامل الدولي مع الأزمة الأولى ليست نفسها الآن.

التقارير الدولية لا يتجاوز تأثيرها في غزة والسودان، حتى الآن، التحذير، فمساحات الجوع أسرع انتشاراً، ونتائجه أشد وقعاً، بينما الجهود المبذولة لمحاصرته تستلزم وقتاً لتؤتي أكلها. ولا أحد يعرف كم نفساً يجب أن تزهق لتنتهي المأساتان.

وليد عثمان – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

دبلوماسيون منهم عربي يعلقون لـCNN على وصف ترامب لبايدن بـالفلسطيني وتداعيات المناظرة

(CNN)-- تردد صدى الأداء السيئ الذي قدمه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في المناظرة الرئاسية التي أجرتها CNN ضد الرئيس السابق، دونالد ترامب، في جميع أنحاء العالم، حيث أعرب الدبلوماسيون الأجانب عن صدمتهم وقلقهم بينما أثاروا تساؤلات حول التداعيات على الانتخابات الأمريكية اللاحقة التي يمكن أن تقلب الوضع الراهن للسياسة الخارجية في حالة فوز ترامب وانتخابه مرة أخرى.

وقال ترامب في المناظرة إن إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يريد الاستمرار في الحرب، وذلك ردًا على قول بايدن إن حماس هي الوحيدة التي تريد الاستمرار في الحرب، وأشار ترامب إلى أن على بايدن "ترك إسرائيل لتكمل مهمتها لكنه لا يريد أن يفعل ذلك"، مضيفًا: "لقد أصبح (بايدن) كفلسطيني، لكنهم لا يحبونه، لأنه فلسطيني سيئ للغاية. إنه ضعيف".

وأبرز دبلوماسي عربي التصريحات المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وما قاله ترامب بالمناظرة، قائلا: "عندما وصف بايدن بأنه فلسطيني، كان ذلك سيئا.. لقد كانت إهانة للفلسطينيين – قد خسر الناخبين العرب.. كان بإمكانه أن يقول إنه الداعم الأكبر لإسرائيل بعدة طرق أخرى".

"من الصعب المشاهدة" هكذا وصف العديد من الدبلوماسيين الأجانب المناظرة التي جرت ليلة الخميس بين بايدن وترامب، وكان الشعور السائد بين أكثر من 6 دبلوماسيين من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الذين تحدثت معهم شبكة CNN هو أنها كانت "ليلة سيئة بالنسبة لبايدن"، على حد تعبير أحد الدبلوماسيين الأوروبيين.

ولم يتفاجأ الدبلوماسيون بتعليقات ترامب بشأن السياسة الخارجية خلال المناظرة - حيث وصفها أحدهم بأنها "نفس الوصفة المعتادة" - لكنهم أضافوا أنهم يشعرون بقلق أكبر بشأن عدم التزامه تجاه أوكرانيا وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لأوروبا.

وقال مسؤول في الناتو: "لقد فاز ترامب بهذا بالتأكيد. نظرته للعالم إشكالية.. بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بنظام قائم على القواعد، فإن ترامب ليس جيدًا.. القواعد تعني القدرة على التنبؤ، وبالتالي فإن ترامب يعني عدم القدرة على التنبؤ.. ويمكنه أن يتساهل مع روسيا، فهو يميل إلى التعامل مع الرجال الأقوياء.. ويمكنه أيضًا مضاعفة دعم (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.. المشكلة هي عدم وجود استراتيجية، ويبدو الأمر كله وكأنه يتم بشكل اندفاعي".

مقالات مشابهة

  • هنالك أكثر من علامة استفهام إزاء ما يجري في سنجة، في ولاية سنار، بل في كل السودان
  • الأونروا: أطفال غزة يعيشون ظروفا كارثية في ظل حالة الجوع المنتشرة في القطاع
  • ثورة ٣٠ يونيو.. انتصار الشعب المصري وسط تأييد عربي ودولي واسع
  • دبلوماسيون منهم عربي يعلقون لـCNN على وصف ترامب لبايدن بـالفلسطيني وتداعيات المناظرة
  • النزوح العنيف أكثر الأزمات إهمالا في العالم .. 9 من بين 10 أزمات موجودة في أفريقيا
  • حرب وجوع وأمراض.. تفاصيل تسمم عشرات الأطفال في مركز إيواء شمالي غزة
  • مجلة أمريكية تفجر مفاجأة مدوية وتكشف عن أذكى شعب عربي
  • شاهد بالصورة.. الممثلة المصرية أيتن عامر تكسب حب الشعب السوداني بتغريدة مؤثرة: (في يوم الجمعة.. اللهم أقلب موازين الكون لأجل غزة والسودان)
  • كارثة جوع غير مسبوقة.. أكثر من نصف سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد
  • «عربي» يخطف الأنظار في «يورو 2024»