دعا قادة مشاركون في مؤتمر روما حول الهجرة إلى إقامة شراكات والتعاون الأمني للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين، في حين دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى اعتبار الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتونس بشأن الهجرة "نموذجا".

ويُعقد مؤتمر روما للهجرة والتنمية برعاية الحكومة الإيطالية ومشاركة 20 دولة من حوض المتوسط والشرق الأوسط، ويهدف للحد من الهجرة غير النظامية عبر مساعدة دول أفريقيا، وبناء شراكات لمشاريع في قطاعات الزراعة والبنية التحتية والصحة.

وقال مراسل الجزيرة محمد المدهون إن بين المشاركين في مؤتمر روما 16 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى ممثلين للاتحاد الأوروبي يتقدمهم كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وممثلي مؤسسات دولية مالية، من بينها صندوق النقد الدولي.

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن الهجرة غير النظامية نحو أوروبا تديرها عصابات الاتجار بالبشر التي تستغل ظروف المهاجرين، وتصور لهم الرحلة إلى أوروبا رحلة أمل، حسب تعبيرها.

ودعت ميلوني إلى تعزيز التعاون الأمني مع السلطات القضائية في مختلف الدول وتشديد التشريعات لردع المهربين لمنعهم من الانتقال من مكان إلى آخر.

وقال مراسل الجزيرة إن المؤتمر يعد حدثا مهما لرئيسة الوزراء الإيطالية التي فازت في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي كان أحد أبرز تعهداتها الانتخابية التصدي للهجرة غير النظامية، ونقل عن رئيسة الوزراء الإيطالية قولها إن المؤتمر يمهد لما سمته مسار روما للحوار والشراكات مع الدول الأفريقية.

وأضاف المراسل أنه كان هناك اتفاق خلال مؤتمر روما على ضرورة التشارك في كل ما يمكن القيام به لمكافحة الهجرة غير النظامية وما يعتبر اتجارا بالبشر، مشيرا إلى أن أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا تضاعفت خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالعام الماضي.

فون دير لاين قالت إن على الاتحاد الأوروبي أن يقدم مخرجا قانونيا لاستقبال المهاجرين (رويترز) تحرك جماعي

وتحدث عدد من القادة المشاركين في المؤتمر عن ضرورة التحرك بشكل جماعي لمواجهة الهجرة غير النظامية.

فقد تحدث رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة عن آلية التعاون القائمة بين حكومته والحكومة الإيطالية، ودعا لإنشاء آليات دولية مشتركة لا تقوم على المبادرات الفردية.

وأضاف الدبيبة أن بلاده تحتاج إلى شراكة حقيقية مع الدول الأوروبية لمعالجة ملف الهجرة.

وفي تصريحات للجزيرة على هامش مؤتمر روما للهجرة والتنمية، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية إن ليبيا بلد عبور وليست بلد تصدير للهجرة، مؤكدا أنهم لن يقبلوا بتوطين أي مهاجر في ليبيا.

بدوره، قال الرئيس التونسي قيس سعيد إنه لا يمكن حل قضية الهجرة غير النظامية من خلال تحركات منفردة، واصفا الهجرة غير النظامية بأنها من أشكال العبودية الحديثة.

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تونس الأسبوع الماضي يمكن أن يكون نموذجا لدول أخرى، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا لوقف تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط.

وأضافت فون دير لاين "نريد أن يكون اتفاقنا مع تونس نموذجا للمستقبل من أجل عقد شراكات مع دول أخرى في المنطقة".

كما قالت المسؤولة الأوروبية إن على الاتحاد الأوروبي أن يقدم مخرجا قانونيا لاستقبال المهاجرين بدل من المخاطرة بحياتهم في معابر بحرية محفوفة بالمخاطر.

ووقع الاتحاد الأوروبي وتونس الأسبوع الماضي اتفاق "شراكة إستراتيجية" يتضمن تضييق الخناق على مهربي البشر وتشديد الرقابة على الحدود، وتعهدت أوروبا أيضا بتقديم مساعدات قيمتها 1.1 مليار دولار لدعم الاقتصاد التونسي.


أعداد المهاجرين

وكانت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" توقعت مايو/أيار الماضي أن يشهد الاتحاد الأوروبي هذا العام رقما قياسيا جديدا من الساعين للوصول إلى حدوده عبر طرق غير قانونية.

وسجلت الوكالة وصول نحو 330 ألف مهاجر غير نظامي إلى الاتحاد الأوروبي عبر جميع طرق الهجرة العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ عام 2016.

وخلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، ازداد عدد عمليات عبور المنطقة الوسطى للبحر المتوسط، القادمة من سواحل شمال أفريقيا صوب إيطاليا إلى أكثر من 42 ألفا، وهي زيادة بنسبة تقترب من 300% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وشكلت عمليات العبور باستخدام هذا المسار أكثر بقليل من نصف عمليات الدخول غير النظامية إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام، والتي تجاوزت 80 ألف عملية عبور.

وهناك زيادة نسبتها 1100% في عبور المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا، خصوصا من السواحل التونسية مقارنة بالعام الماضي.

وتقول السلطات الإيطالية إن نحو 80 ألف شخص عبروا البحر المتوسط ووصلوا إلى سواحل إيطاليا منذ بداية العام، مقابل 33 ألفا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وقد انطلق معظمهم من الساحل التونسي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الهجرة غیر النظامیة الاتحاد الأوروبی العام الماضی فون دیر لاین مؤتمر روما من العام

إقرأ أيضاً:

اتفاق تاريخي في منظمة الصحة العالمية لمكافحة الجوائح المستقبلية

أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء أن الدول الأعضاء توصلت إلى اتفاق لتهيئة العالم لمواجهة الأوبئة المستقبلية بعد مفاوضات استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.
يهدف هذا الاتفاق الملزم قانونا إلى تعزيز دفاعات العالم للتصدي لمسببات الأمراض الجديدة بعد أن أودت جائحة كوفيد-19 بحياة ملايين الأشخاص من 2020 إلى 2022.
يحدد الاقتراح تدابير لمنع الأوبئة المستقبلية وتعزيز التعاون العالمي. ويشمل ذلك إنشاء نظام للوصول إلى مسببات الأمراض وتشارك المنافع وبناء قدرات بحثية متنوعة جغرافيا، إلى جانب أمور أخرى.
يقترح الاتفاق أيضا إنشاء شبكة عالمية لسلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، مع التركيز على تعزيز مرونة النظام الصحي وجاهزيته.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان "بعد مفاوضات مكثفة على مدى أكثر من ثلاث سنوات، خطت الدول الأعضاء خطوة كبيرة إلى الأمام في الجهود المبذولة لجعل العالم أكثر أمانا من الأوبئة".
وأعلنت المنظمة أن الاقتراح سيناقش في اجتماع السياسات الخاص بجمعية الصحة العالمية في مايو.
وقالت نينا شوالبي، مؤسسة مركز أبحاث معني بالصحة العالمية، "هذه لحظة تاريخية ودليل على أن الدول معاً، ملتزمة بالعمل معا وبقوة التعددية".

أخبار ذات صلة «الصحة العالمية»: حظر المساعدات يحد من قدرة تشغيل مستشفيات غزة غزة.. العجز في الأدوية والمستهلكات الطبية يصل «مستويات خطيرة» المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يسمي سبع دول آمنة ضمن خطة لتسريع عودة المهاجرين
  • الاتحاد الأوروبي يُعلن | 7 دول آمنة لعودة اللاجئين فورًا.. ومصر ضمن القائمة
  • حماس تدعو لاعتبار الخميس يوما عالميا للتضامن مع الأسرى
  • اتفاق تاريخي في منظمة الصحة العالمية لمكافحة الجوائح المستقبلية
  • الاتحاد الأوروبي يمنح تونس هبة لتمويل 30 مشروعا تشاركيا
  • بريطانيا والاتحاد الأوروبي على أعتاب اتفاق دفاعي تاريخي
  • الاتحاد الأوروبي يسعى إلى اتفاق تجاري عادل مع واشنطن
  • حصيلة صادمة.. ووتش تدعو أوروبا إلى إنقاذ المهاجرين بتفعيل المراقبة الجوية
  • وزير الداخلية الفرنسي يعلن تقوية الشراكة مع المغرب ضد الهجرة غير النظامية
  • الخفيفي: بنغازي تخوض حربًا شاملة ضد الهجرة غير النظامية دون دعم دولي