البوابة نيوز:
2024-12-23@18:13:39 GMT

قبرص.. غزة والرصيف العائم

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

من أقرب نقطة لساحل غزة تبدأ خلال الأيام المقبلة، الخطة الأوروبية الأمريكية لتنفيذ ممر بحري بين غزة وقبرص لتوفير المساعدات الغذائية لسكان غزة، تتمتع تلك الخطة بترحيب إسرائيلي على عكس الحال من جسر المساعدات البري الذي نفذته مصر والدول العربية من خلال معبر رفح، وهو ما يشير إلى فقدان الثقة المتبادل بين العرب وإسرائيل.

في ممر قبرص قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليئور خياط، إن إسرائيل تبارك إطلاق المسار البحري من قبرص إلى قطاع غزة، واعتبر أن المبادرة القبرصية ستسمح بزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد فحص أمني وفق المعايير الإسرائيلية.

على كل حال نحن لا يهمنا سوى دخول المساعدات لأهالينا في غزة، تلك المدينة المحاصرة والتي تواجه أبشع حرب في العصر الحديث حيث وصلت تلك الحرب إلى أعلى مراحل البربرية بتنفيذ ما يشبه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة.

ترحيب إسرائيل بالممر البحري جاء مصحوبا بشرطين، الأول هو التفتيش وفق المعايير الإسرائيلية، والثاني حسب تصريح المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، هو استمرار محاربة «حماس»، وحسب قوله: «سنحارب حتى القضاء على حماس واستعادة المخطوفين».

إذن الممر البحري لا يؤشر إلى اقتراب انفراجة في مسألة وقف الحرب ولكنه يأتي لإصلاح الصورة الفاسدة لإسرائيل التي ترسخت في وجدان أحرار هذا العالم الذين نظموا المظاهرات والاعتصامات في كل عواصم العالم تقريبًا.

الرئيس الأمريكي جو بايدن، متحمس لهذا الممر وكأنه اكتشفه هذا الصباح فقط، وكأن الحرب لم تدخل شهرها السادس وسط فيضان الدم البريء، هذه الحماسة المكذوبة أراها جزءًا من حملته الانتخابية للرئاسة بعد أن تهاوت أسهمه التصويتية أمام ضربات ترامب الانتخابية.

وعلى جانب آخر ظهرت في الصورة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون والتي رأيناها على الشاشات في قبرص تتابع  إجراءات تشغيل الممر البحري للمساعدات بين قبرص وغزة وتوقعت أن يبدأ العمل خلال هذا الأسبوع، وقالت في تصريحات إعلامية، إن مساعدات غذائية جمعتها منظمة خيرية بدعم من الإمارات قد تغادر قبرص من ميناء لارنكا في اختبار تجريبي.

لا يمكن لعاقل أن يعترض على دخول أي مساعدات إلى غزة ولو كانت أكواب مياه، ولكن ما نطرحه هو أين كان هؤلاء جميعا منذ السابع من أكتوبر، وهل رقة القلب هذه تظهر فقط عندما توافق إسرائيل ويتجلى الإهمال بإشارة من إسرائيل.

مبادرة الرصيف البحري جاءت بعد عمليات الإنزال بالطائرات التي نفذتها مصر والأردن والإمارات وانضمت إليهم مؤخرًا أمريكا، ولأن الحالة في قطاع غزة لا يعالجها مسار واحد لإيصال المساعدات فإننا نعتبر ما حدث من إنزال بالطائرات مجرد احتجاج رمزي ورسالة صارخة للعالم في مواجهة التعنت الإسرائيلي، لذلك يأتي الممر البحري الجديد كنافذة جديدة مجرد نافذة، لأن الأبواب مازالت مغلقة بتعليمات إسرائيلية، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الرصيف العائم كي يحقق نتائج إيجابية على الأرض عليه أن يحل مشكلة أساسية وهي آلية توزيع المساعدات داخل غزة، خاصةً في الشمال لأننا ما زلنا نرى المنع الإسرائيلي لوكالات الإغاثة الدولية ومنع دخول الشاحنات إلى محافظات شمال غزة، وبالتالي سوف نرى الصور المكررة لحالات التدافع المرفوضة والتي يكون حصادها عددا من الضحايا ليزداد الألم.

المساعدات الغذائية والطبية والملاجىء المؤقتة لا تحتاج إلى استعراض إعلامي ولا استغلال سياسي بقدر ما تحتاج إلى نوايا صادقة وجهود مخلصة حتى تصل إلى مستحقيها مع الضغط المتواصل لإيقاف تلك الحرب المجنونة.

خالد حريب: كاتب صحفى

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ساحل غزة غزة قبرص إسرائيل الرصيف العائم الممر البحری قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء والجرحى بقصف صهيوني على غزة

استشهد عشرات الفلسطينيين، وأصيب آخرون، فجر اليوم الاثنين، بقصف إسرائيلي لخيم النازحين في منطقة مواصي خانيونس وعناصر تأمين المساعدات في رفح، جنوبي قطاع غزة.

وأكدت مصادر فلسطينية أن النيران اندلعت في خيام النازحين إثر استهدافها من قبل قوات العدو في منطقة المواصي، جنوب غربي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

وقالت المصادر إن 7 شهداء؛ بينهم طفلة، ارتقوا وأصيب العشرات، إثر قصف من مسيرات حربية تابعة لقوات العدو خيامًا تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.

ونوهت المصادر إلى أن طواقم الدفاع المدني انتشلت شهيدة و5 إصابات من المكان المستهدف بالقرب من مستشفى البريطاني بمواصي خانيونس جنوب القطاع.

وصرح الدفاع المدني الفلسطيني، بأن طواقمه تتعامل مع استهداف إسرائيلي لخيام النازحين قرب المستشفى البريطاني بمواصي خانيونس.

وفي بلاغ آخر، أفاد بأن “طواقمنا تتوجه إلى استهداف إسرائيلي بالقرب من محطة العطار على طريق البحر غربي خانيونس جنوبي قطاع غزة”.

كما استشهد 5 من عناصر تأمين المساعدات بقصف إسرائيلي استهدفهم في منطقة المواصي غرب رفح جنوب قطاع غزة الليلة الماضية.

وقالت مصادر فلسطينية: إن جيش العدو الإسرائيلي استهدف عناصر تأمين المساعدات ومنتظريها في منطقة مواصي رفح، ما أدى لاستشهاد 5 من العناصر وإصابة نحو 30 مواطنًا آخر كانوا ينتظرون وصول المساعدات.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد17 مواطنًا في عدد من غارات إسرائيلية على مواصي خانيونس ورفح الليلة الماضية وفجر اليوم.

مقالات مشابهة

  • منذ شهرين ونصف.. إسرائيل تسمح بدخول 12 شاحنة مساعدات فقط إلى شمال غزة
  • عشرات الشهداء والجرحى بقصف صهيوني على غزة
  • الصحة العالمية: معظم الخدمات الصحية في غزة تعرضت للتدمير
  • أوكسفام: 12 شاحنة فقط وزعت المساعدات شمال غزة خلال 75 يوما
  • مجزرة جديدة جنوب غزة والأونروا تتهم إسرائيل بانتهاك قواعد الحرب
  • أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية ضعيفة أمام حكومة نتنياهو
  • أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية تعاني تشرذما أمام حكومة نتنياهو
  • ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين
  • البابا يدين مجددا "قسوة" الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • سلاح الجوع يقتل الأبرياء في غزة.. إسرائيل تنفي بأدلة تدينها