الدولة المدنية وأممية الإسلام السياسي
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
المسيح في اوربا قبل عدة قرون عبروا إلى ضفة الدولة وكان حوارهم موجه ضد سطوة الكنيسة وبنفس الوقت ضد تمدد الخلافة العثمانية في الشرق الأوربي،فعمل الأوربيون النهضويون إلى تحويل اتجاه دين الله إلى بناء الإنسان والمجتمع والدولة واجبروا الملوك والأمراء على نزع ثوب الدين الذي تلبسه لهم الكنيسة وكهنوتها وعلى خط موازي أعادوا تركيا إلى الصواب.
الإسلام السياسي بمفاصله الثلاث؛مازال يمارس نفس التجربة الفاشلة التي خرج منها اولئك المسيحيين من فضاء الأمة إلى فضاء الدولة.
حيث يسخر الإسلام السياسي الاموال والاعلام وجيوش الامة وفصائلها ضد الجيوش الوطنية وبمصادرة الحريات والحقوق من خلال احتكار السلطة في الذين يدورن في فلك الخلافة وولاية الفقيه بامتيازات واستثناءات بعيدة عن روح الشرائع السماوية المرتكزة على المساواة والإنصاف والعدالة بين الشركاء في الوطن والتي تنضوي تحت الاخوة في الدين والوطن.
فلذلك نعيش دول المنطقة في فترة القرون الوسطى في ظل حكم الإسلام السياسي بجناحية(الخلافة وولاية الفقيه).
نحتاج إلى تنظير وارادة واعية ليكون البرلمان ممثلا لكل الشركاء في الوطن وهذا هو جوهر الشرائع السماوية وليس برلمان ياخذ ممثلية التزكية والدعم من الخليفة او الولي الفقيه،وكذلك تكون المؤسسات والاموال العامتين للجميع.
ان الدولة المدنية تحفظ المواطنة وتحميها وتعزز المشاركة من الجميع وتلغي الاستثناءات والامتيازات،المشاركة المفتوحة تحمي اقتصاد الدولة من الفساد وتدفع بعجلته إلى الدوران اسرع وأسرع وبهذا تكون المشاركة المفتوحة ثروة كامنة يتم كتمها وتعطيلها بالامتيازات والاستثناءات التي ينشرها ويحذرها الإسلام السياسي.
الإقطاعيون وسلوكهم قبل 1958في العراق هيئوا الأرضية والأجواء(من حيث يشعرون او لا يشعرون) للاشتراكيين(القوميين والشيوعيين) لسحق الدولة البرعم من خلال ممارساتهم ضد طبقة الفلاحين والطبقات الكادحة الأخرى، وهذا الخطأ الاستراتيجي يقوم بتكراره الإسلاميون بطبقيتهم الحاكمة السيئة الصيت.
بعد احتلال العراق 2003,منح الانگلوسكون الفرصة الكاملة للإسلام السياسي لكنهم فشلوا في ادارة الدولة وسرعان ما ذهبوا إلى تطبيق منهجهم الاممي،وتكرار التجربة الإقطاعية بإقطاعيات سياسية حزبية وعائلية تتصف بسوء الادارة والفشل والانحراف القيمي.
لقد ربح الغرب والأمريكيون على وجه الخصوص الجولة عندما انكشفت للمواطنيبن حقيقة الإسلاميين في تونس ومصر وتركيا وايران وسوريا والعراق.
ان تجربة السعودية بالذهاب باتجاه الدولة المدنية وتحييد دور الإسلاميين ودولتهم العميقة ونزع إمكانياتهم المادية ،كانت خطوة استباقية ورائدة في منطقة ملتهبة بصراع دموي بين الدولة والأمة.
لذلك نحتاج في كل دولة من دول المنطقة وفي العراق ان نستفيد من تجارب الاوربيين وأتاتورك والسعوديين في بناء مشاريع وطنية مدنية تحمي الحريات والحقوق في الداخل وتندمج في المجتمع الدولي وتبني علاقاتها مع الدولة الأخرى على اسس حسن الجوار والمشاركة.
محسن الشمريالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الإسلام السیاسی
إقرأ أيضاً:
الحكيم: العراق صمد بلحمته الاجتماعية أمام هزات كبيرة
بغداد اليوم - النجف
أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، اليوم الخميس (14 تشرين الثاني 2024)، أن العراق تعرض لهزات كبيرة، لكنه صمد وتجاوزها، والسبب يعود للحمة الاجتماعية والترابط الاجتماعي.
وذكر مكتب اعلام رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية في بيان تلقته "بغداد اليوم" أن "الحكيم التقى في قضاء المشخاب بمحافظة النجف الأشرف، جمعا من شيوخ ووجهاء إمارة آل فتلة، في ضيافة الشيخ وليد آل فليح آل فرعون الفتلاوي".
وقال الحكيم بحسب البيان، "استذكرنا المحطات التي جمعتنا بهذه الإمارة العزيزة"، مبينا أن "النسيج العشائري خصيصة من خصائص المجتمع العراقي، وتؤدي دورا في اللحمة والترابط الاجتماعي"، وهذه الزيارات هي للتواصل والتدارس والتباحث في هموم الوطن والمواطنين".
وأكد على "أهمية اغتنام الفرصة لمراجعة أوضاع العراق وتحدياته وأولوياته"، مشددا على أن "الاهتمام بالشأن العام ثقافة إسلامية ووطنية".
وأوضح أن "العراق عانى من تحديات كبيرة في زمن الدكتاتور وفيما بعده حيث الإرهاب والصراعات، لكنه تجاوز كل تلك التحديات".
وتابع رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية القول: "أكدنا طبيعة الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي ودعونا لشكر الله على نعمته وإشاعة الإيجابية والتمسك بما تحقق من منجز".
واستدرك قائلاً إن "العراق عليه أن يوازن بين دعم الشعبين الفلسطيني واللبناني سياسا وإعلاميا وإغاثيا، وبين أن لا ينجر لحرب إقليمية بعد أن تعافى العراق من بعد عقود طويلة من الاضطراب والحروب".