شبكة انباء العراق:
2025-02-23@00:56:47 GMT

الدولة المدنية وأممية الإسلام السياسي

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

بقلم : محسن عصفور الشمري ..

المسيح في اوربا قبل عدة قرون عبروا إلى ضفة الدولة وكان حوارهم موجه ضد سطوة الكنيسة وبنفس الوقت ضد تمدد الخلافة العثمانية في الشرق الأوربي،فعمل الأوربيون النهضويون إلى تحويل اتجاه دين الله إلى بناء الإنسان والمجتمع والدولة واجبروا الملوك والأمراء على نزع ثوب الدين الذي تلبسه لهم الكنيسة وكهنوتها وعلى خط موازي أعادوا تركيا إلى الصواب.

الإسلام السياسي بمفاصله الثلاث؛مازال يمارس نفس التجربة الفاشلة التي خرج منها اولئك المسيحيين من فضاء الأمة إلى فضاء الدولة.

حيث يسخر الإسلام السياسي الاموال والاعلام وجيوش الامة وفصائلها ضد الجيوش الوطنية وبمصادرة الحريات والحقوق من خلال احتكار السلطة في الذين يدورن في فلك الخلافة وولاية الفقيه بامتيازات واستثناءات بعيدة عن روح الشرائع السماوية المرتكزة على المساواة والإنصاف والعدالة بين الشركاء في الوطن والتي تنضوي تحت الاخوة في الدين والوطن.

فلذلك نعيش دول المنطقة في فترة القرون الوسطى في ظل حكم الإسلام السياسي بجناحية(الخلافة وولاية الفقيه).

نحتاج إلى تنظير وارادة واعية ليكون البرلمان ممثلا لكل الشركاء في الوطن وهذا هو جوهر الشرائع السماوية وليس برلمان ياخذ ممثلية التزكية والدعم من الخليفة او الولي الفقيه،وكذلك تكون المؤسسات والاموال العامتين للجميع.

ان الدولة المدنية تحفظ المواطنة وتحميها وتعزز المشاركة من الجميع وتلغي الاستثناءات والامتيازات،المشاركة المفتوحة تحمي اقتصاد الدولة من الفساد وتدفع بعجلته إلى الدوران اسرع وأسرع وبهذا تكون المشاركة المفتوحة ثروة كامنة يتم كتمها وتعطيلها بالامتيازات والاستثناءات التي ينشرها ويحذرها الإسلام السياسي.

الإقطاعيون وسلوكهم قبل 1958في العراق هيئوا الأرضية والأجواء(من حيث يشعرون او لا يشعرون) للاشتراكيين(القوميين والشيوعيين) لسحق الدولة البرعم من خلال ممارساتهم ضد طبقة الفلاحين والطبقات الكادحة الأخرى، وهذا الخطأ الاستراتيجي يقوم بتكراره الإسلاميون بطبقيتهم الحاكمة السيئة الصيت.

بعد احتلال العراق 2003,منح الانگلوسكون الفرصة الكاملة للإسلام السياسي لكنهم فشلوا في ادارة الدولة وسرعان ما ذهبوا إلى تطبيق منهجهم الاممي،وتكرار التجربة الإقطاعية بإقطاعيات سياسية حزبية وعائلية تتصف بسوء الادارة والفشل والانحراف القيمي.

لقد ربح الغرب والأمريكيون على وجه الخصوص الجولة عندما انكشفت للمواطنيبن حقيقة الإسلاميين في تونس ومصر وتركيا وايران وسوريا والعراق.

ان تجربة السعودية بالذهاب باتجاه الدولة المدنية وتحييد دور الإسلاميين ودولتهم العميقة ونزع إمكانياتهم المادية ،كانت خطوة استباقية ورائدة في منطقة ملتهبة بصراع دموي بين الدولة والأمة.

لذلك نحتاج في كل دولة من دول المنطقة وفي العراق ان نستفيد من تجارب الاوربيين وأتاتورك والسعوديين في بناء مشاريع وطنية مدنية تحمي الحريات والحقوق في الداخل وتندمج في المجتمع الدولي وتبني علاقاتها مع الدولة الأخرى على اسس حسن الجوار والمشاركة.

محسن الشمري

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الإسلام السیاسی

إقرأ أيضاً:

مساجدنا ، هويتنا تاريخنا حضارتنا

مساجدنا ، هويتنا تاريخنا حضارتنا

#طاهر_العدوان
دمر #الاحتلال في #غزة ٨٣٤ مسجدا تدميرا كاملا.منها المسجد العمري الذي بناه الخليفة عمر بن الخطاب ومسجد السيد هاشم الذي به قبر هاشم بن عبد مناف جد الرسول (ص)بالاضافة الى مسجدين من عهد المماليك .كما دَمر جزئيا ٢٣٤ مسجدا .
ويأتي زمن رخيص يريد فيه #ترمب تحويل القطاع إلى #ريفيرا اخرى للقمار والراقصات لا تُسمع فيه لهجة عربية ولا صوت آذان يُرفع، لانه محرم على الفلسطيني العيش فيه و العودة اليه.انها احلام الطغاة المجرمين الذين سيجرفهم التاريخ إلى مزابله .
ودمر الاحتلال في غزة ٣ كنائس تاريخية منها كنيسة القديس بريفيروس التي بنيت في القرن الخامس الميلادي …
ودمر الاحتلال ٨ مقابر عاقب فيها رفات الأموات منها مقبرة رومانية عمرها الفي عام ..ثم بعد كل هذا وغيره يتشدق المجرم #نتناهو بان (اسرائيل وامريكا) هما قمة الحضارة والانسانية اما الفلسطينيون فوحوش !الا لعنة الله عليه وعلى كل من يشد على يده ..
كل هذه #الجرائم التي تفوح منها #رائحة_العنصرية والتعصب الديني وكراهية الانسانية لم تلاقي الضجة و الصدى المفترض لادانتها ومقاومتها ووقفها ،لا في عواصم العرب والمسلمين ،ولا في عواصم اوروبا وامريكا دعاة الحرية والانسانية ومزاعم احترام العقائد والاديان وحرية العبادة وغير هذا من الذي كشفه طوفان الاقصى من ضروب الدجل والنفاق الدولي .

ذات مرة، وعندما دمرت طالبان تماثيل لبوذا في أفغانستان وقتها دارت عجلة الإعلام الدولي ولم تترك شيئا من أساليب التباكي على الإنسانية وحرية الاديان وكنوزها التاريخية وشجب (الارهاب الاسلامي ).حتى ان وفوداً ، من عواصم عربية و اسلامية ،اسرعت مذعورة إلى أفغانستان للدفاع عن بوذا وتماثيله.!
-لا اريد الاطالة ،فقط سؤال : هل أصبحت مساجد الإسلام وكنوزه التاريخية لا قيمة لها في عصر تضج فضاءاته بالعربدة والجرائم العنصرية والصهيونية ؟! .
-لماذا لا تترجم حرب الايادة ضد الفلسطينيين في غزة الى وثائقيات وقصص يومية تتناول الاف الفظائع والمحارق التي ارتكبتها الصهيونية وشريكتها الاستراتيجية ليرى العالم من هم الارهابيون ومن هم الطغاة العنصريين . -الإسلام ليس حزبا ً حتى يمكن التخلي عنه او التهاون في الدفاع عن مقدساته ومساجده .انه كما وصفه المفكر المغربي الراحل د.محمد عابد الجابري”المقوم الاساسي للوجود العربي . الإسلام الروحي بالنسبة للعرب المسلمين والاسلام الحضاري بالنسبة إلى العرب جميعا ،مسلمين وغير مسلمين .وكما يقول القدماء اذا كان العرب هم مادة الإسلام فان الإسلام هو روح العرب لارتباطه الجوهري باللغة العربيةمن خلال القرآن الكريم “.

مقالات ذات صلة غدا السبت .. 602 أسيرا فلسطينيا يُطلَق سراحهم 2025/02/21

مقالات مشابهة

  • أشخاص يعانون اضطرابات نفسية وعقلية يعتدون على المواطنين في الفقيه بنصالح
  • عضو «المصرية للاقتصاد السياسي»: تمكين القطاع الخاص في الصناعة هدف الدولة
  • رد غير مباشر على بغداد: دمشق تحتضن المعارضة العراقية للنظام السياسي
  • رد غير مباشر على بغداد: دمشق تحتضن المعارضة العراقية للنظام السياسي - عاجل
  • سوريا القادمة لن تكون افضل من السابقة
  • مساجدنا ، هويتنا تاريخنا حضارتنا
  • مـا هـي الحضـارة الحقيقيـة؟
  • حمدان بن مبارك: كل بطولة تستضيفها الإمارات تكون باهرة واستثنائية
  • ورشة للمنسقين الزراعيين والتنمويين في مديرية بيت الفقيه بالحديدة
  • دعوة الشركات المشاركة في IDEX 2025 إلى تبادل الزيارات مع الإنتاج الحربي