انطلقت في السنغال فجر الأحد رسميا حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 آذار/ مارس الجاري، لتنتهي بذلك أزمة سياسية كادت تعصف بهدوء هذا البلد الغرب أفريقي.

ويشارك في هذا السابق الرئاسي 19 مترشحا يتنافسون على خلافة الرئيس ماكي صال.

ويغيب عن التنافس معارضان رئيسيان هما عثمان سونكو المعتقل منذ أشهر، وقد رفض المجلس الدستوري ملف ترشحه لعدم اكتماله، وكريم واد المقيم بالمنفى، وقد رفض ملفه بسبب جنسيته الفرنسية، حيث لم يعلن التخلي عنها إلا بعد إيداع ملفه.



وقرر ماكي صال إجراء الانتخابات يوم 24 آذار/ مارس الجاري، بعد غضب شعبي ورفض واسع لقرار تأجيل الرئاسيات.

فقد أدخل قرار تأجيل الانتخابات البلد في أزمة سياسية ودبلوماسية عميقة كادت تعصف بهدوئه، حيث اندلعت المظاهرات والاحتجاجات الرافضة للقرار، والتي دعت إليها المعارضة السنغالية.

وتسببت الاحتجاجات في مقتل ثلاثة متظاهرين، وحالة من الفوضى وعدم الاستقرار، ما جعل ماكي صال يتراجع عن قراره بشأن تأجيلها ويقرر تنظيمها يوم 24 من الشهر الجاري.

مرشح الائتلاف الحاكم
وأطلق مرشح الائتلاف الحاكم أمادو با، المدعوم من الرئيس الحالي ماكي صال، حملته الانتخابية من أحد فنادق العاصمة داكار.

وقال في كلمة في افتتاح حملته، إنه "واع بطبيعة التحديات، ولكنه واثق من أن دعم الرئيس ماكي صال، وجميع أعضاء الائتلاف سيمنحه النجاح في هذه المعركة".

ويرى متابعون أن الرئيس الحالي، ماكي صال، افتعل الأزمة التي على أساسها حاول تأجيل الانتخابات، من أجل اختيار مرشح جديد للحزب الحاكم يحظى بإجماع وموافقة أوسع، في ظل تقارير تتحدث عن ضعف شعبية المرشح الحالي ، أمادو با.

ويرى الصحفي المهتم بالشأن السنغالي، أحمد ولد محمد فال، أن أمادو با، رغم ضعف شعبيته، إلا أن دعمه من المنظومة الحاكمة في داكار يجعله المرشح الأبرز في هذا السابق.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "أمادو با، هو مرشح السلطة ومدعوم بشكل مباشر من الرئيس المنتهية ولايته ماكي صال، وبالتالي سينافس بقوة".


مرشح المعارضة
ومن جهته أطلق مرشح المعارضة، عمدة داكار السابق الخليفة صال، حملته الانتخابية وسط تجمع جماهيري كبير بالعاصمة داكار، ودعا في كلمة بالمناسبة إلى انتخابه "من أجل مستقبل آمن وبلد متصالح".

وقال صال إن الحشد الجماهيري الذي حضر لانطلاق حملته الانتخابية، يعتبر مؤشرا على حجم التأييد الشعبي له.

ويرى الصحفي أحمد ولد محمد فال، أن المرشح الخليفة صال، يحظى بشعبية كبيرة، خصوصا في العاصمة داكار.

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "الخليفة صال، يعتبر هو المنافس الأبرز لمرشح السلطة، رغم وجود مرشحين معارضين آخرين".

وأعلنت الحكومة السنغالية على لسان الوزير الأول الجديد صديقي كابا، أنها "ستتخذ أفضل الإجراءات من أجل ضمان أمن كافة المترشحين".

"نهاية سعيدة"
وتعليقا على نهاية الأزمة السياسية في السنغال، رحب الرئيس الموريتاني (الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي) محمد ولد الشيخ الغزواني بما سماها "النهاية السعيدة للأزمة السياسية في السنغال".
وقال في تصريح نشرته الرئاسة الموريتانية عبر صحفتها على فيسبوك: "أرحب بالنهاية السعيدة للأزمة السياسية في السنغال، حيث حدد رئيس الجمهورية موعد الانتخابات الرئاسية في 24 مارس 2024 وصادق أيضًا المجلس الدستوري علي ذلك، وهذا ما يشهد على تجذر الديمقراطية في السنغال وصلابة مؤسساته".
ودعا الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي "جميع المرشحين والأطراف الأخرى، بما في ذلك المجتمع المدني، إلى العمل على تعزيز هذه الديناميكية البناءة لإجراء انتخابات حرة وشفافة وهادئة".


نبذة عن السنغال
تقع السنغال غرب القارة الأفريقية تحدها من الشرق والشمال موريتانيا، ومن الشرق مالي، ومن الجنوب كل من غينيا وغينيا بيساو، ومن الغرب المحيط.

تبلغ مساحتها 196,722 كلم مربعا، فيما يصل عدد سكانها نحو 13 مليون نسمة، ولغتها الرسمية هي اللغة الفرنسية.

تشتهر السنغال بأنها واحدة من الدول الأفريقية القليلة التي لم تعرف انقلابات عسكرية منذ استقلالها عن فرنسا 1960.

ومن أبرز الموارد الطبيعية في البلاد، الصيد البحري، الفوسفات، الحديد الخام، فيما تستعد البلاد لدخول نادي الدول المصدرة للغاز، بعد اكتشاف حقل غاز مشترك مع جارتها موريتانيا يتوقع أن تصدر أول شحنة منه نهاية العام الجاري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السنغال داكار أفريقيا السنغال داكار المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السنغال ماکی صال

إقرأ أيضاً:

المحكمة الدستورية بالغابون تؤكد فوز الرئيس أنغيما بالرئاسة

أكّدت المحكمة الدستورية في الغابون رسميا نجاح الرئيس المنتخب الجنرال بريس أولغي أنغيما بنسبة 94.85%، وهي تفوق الـ90% التي أعلنتها لجنة الانتخابات في النتائج المؤقتة التي صدرت بعد اقتراع يوم 12 أبريل/نيسان الجاري.

وبعد صدور النتائج النهائية من طرف المحكمة الدستورية، بات الجنرال أنغيما رئيسا شرعيا للبلاد بموجب الدستور، ومن المتوقع أن يؤدي اليمين الدستورية يوم 3 مايو/أيار المقبل.

وشهدت النتائج الجديدة، التي أعلنتها المحكمة الدستورية، زيادة طفيفة في نسبة المنافس الأول للجنرال أنغيما، رئيس الوزراء السابق آلين كلود، إذ حصل على نسبة 3.11%، مقارنة بـ3.02% في النتائج المؤقتة التي أعلنتها وزارة الداخلية ولجنة الانتخابات في وقت سابق من الشهر الجاري.

وحسب النتائج النهائية التي أقرتها الهيئة الدستورية يوم الخميس الماضي، بلغت نسبة المشاركة العامة في الاقتراع 70.11%، ولم يتم تسجيل أي طعن في الوقت المحدد يتعلق بنزاهة الانتخابات وشفافيتها.

وفي الوقت الذي أثارت فيه نسبة النتائج وارتفاعها جدلا بين المراقبين والمنافسين، خرج أنصار الرئيس في العاصمة ليبرفيل للاحتفال بفوزه الكاسح.

ولم يسبق لأي مرشح في الغابون أن حصل على نسبة 94% من مجموع أصوات الناخبين، باستثناء الانتخابات الرئاسية 1973-1979 التي كان عمر بونغو الأب المرشّح الوحيد فيها.

إعلان وعود بالإصلاح

ويقدّم الرئيس الجديد نفسه على أنه منقذ للبلاد من عقود الفساد والتفرد بالسّلطة الذي كان سائدا في حكم عائلة بونغو، التي حكمت من عام 1967 حتى 2023.

والتزم في حملته الانتخابية بمحاربة الفساد، والعمل على البناء والتنمية، وتقوية الاقتصاد وتنويعه، وخلق فرص العمل، والتوزيع العادل للثروات الوطنية.

وأمام تنفيذ هذه الوعود، ستواجه الجنرال إكراهات صعبة تتمثل في فك الارتباط مع الإدارات والشخصيات التي عمل معها في فترات سابقة، وكانت سببا في انتشار الفساد وتبديد ثروة الغابون.

ويعد أنغيما واحدا من الشخصيات التي كانت نافذة في العهد السابق، حيث عمل مساعدا عسكريا للرئيس الأسبق عمر بونغو، وتولّى في عهد بونغو الابن قيادة أركان الحرس الرئاسي.

وقد واجه أنغيما انتقادات بشأن ثروته وموارده المالية، إذ اتهمه مشروع الإبلاغ عن الجريمة والفساد بشراء عقارات نقدا في الولايات المتحدة الأميركية الواقعة بين عامي 2015 و2018.

مقالات مشابهة

  • التاسعة مساءً.. انطلاق حملة تغريدات حول تحرك الشعب اليمني لنصرة غزة كثمرة لثقته بالله
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • الرئيس السيسى يهنئ نظيره الجابونى على فوزه فى الانتخابات الرئاسية
  • الرئيس السيسي يهنئ الرئيس الجابوني بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيره الجابوني بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • أزمة تعصف بجيش الاحتلال ودعوات للعصيان المدني
  • ابن كيران: لو نقلنا التداول على الهواء لانتهت حملة 2026 ومداخلة بووانو كادت أن تقلب كل شيء ونجت الأزمي من مكر التاريخ 
  • أزمة عسكرية تعصف بجيش الاحتلال: تمديد خدمة للجنود بلا إجازات
  • المحكمة الدستورية بالغابون تؤكد فوز الرئيس أنغيما بالرئاسة
  • أخبار بني سويف| انطلاق حملة تنظيم الأسرة .. متابعة سير العمل بملف التصالح