تفاصيل نقل قناة "الحياة" لصلاة التراويح من مسجد الحسين
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
قال محمود التوني، رئيس شبكة تليفزيون الحياة، إن صلاة التراويح، هي الحدث الأعظم والأبرز في رمضان.
وأكد التوني، أن شبكة تليفزيون الحياة، ستذيع لجمهورها صلاة التراويح، من مسجد سيدنا الحسين، وهو أمر اعتادت عليه، خلال السنوات الأخيرة، نظرًا للشعبية الكبيرة والاهتمام الجماهيري بالحدث الروحاني العظيم.
وأوضح التوني أن تغطية صلاة التراويح علي قناة "الحياة" تأتي في إطار التعاون الكبير بين الشركة المتحدة ووزارة الاوقاف والنجاح الكبير الذي تحقق بسبب الدعم اللامحدود من الشركة المتحدة ووزارة الأوقاف.
وأعلن التوني، أن القارئ الطبيب، أحمد نعينع، هو أول من يؤم المصلين، الليلة، في صلاة التراويح من مسجد الحسين.
ونشرت وزارة الأوقاف أسماء كبار القراء، الذين يؤمون المصلين بمسجد الإمام الحسين، وتضم كل من: الشيخ أحمد نعينع والشيخ أحمد تميم المراغي والشيخ طه النعماني والشيخ إبراهيم الفشني والشيخ محمود سالمان والشيخ عبد الفتاح الطاروطي والشيخ عبد الناصر حرك والشيخ أحمد عوض والشيخ محمود علي حسن والشيخ محمود عبد الباسط الحسيني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شبكة تليفزيون الحياة صلاة التراويح رمضان مسجد سيدنا الحسين صلاة التراویح
إقرأ أيضاً:
عندما يغيب والدك عن صلاة التراويح
د. إبراهيم بن سالم السيابي
مع حلول رمضان شهر الرحمة والغفران والقرآن، يعود إلينا عبق الذكريات، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتصدح المآذن بخشوع التراويح، لكن هناك وجوهٌ لم تعد بيننا، وأرواح افتقدناها في هذه الليالي المباركة.
كنتُ صغيرًا حين كنتُ أمسك بيد والدي في طريقنا إلى المسجد لأول مرة في حياتي لأداء صلاة التراويح، كأني ما زلت أراه يبتسم لي بحنان، ويعلّمني كيف أضبط نية الصيام، وكيف أخشع في الصلاة، والآن، وأنا أقف بين الصفوف، التفت حولي فأبحث عنه، عن هيبته بين الرجال، عن صوته الهادئ وهو يردد "آمين"، عن دعائه الطويل بعد كل قيام، لكنه مع الأسف لم يعد هنا ولم يعد موجوداً بيننا فقد غيبه الموت وودع هذه الدنيا ورحل.
مضت سنوات منذ أن رحل أبي عن دنيانا وغيّبه الموت، لكن حضوره كما كان، لم يتلاش، وأراه في كل سجدة، وأسمع صدى صوته في آيات الإمام، وأشعر بظلّه يرافقني حين أخطو نحو المسجد وحدي من دونه هذه المرة. كم أفتقد دعواته الصادقة وهو يرفع يديه إلى السماء، كم أشتاق لكي أقبل رأسه كما أعتدت كلما أراه، كم أشتاق ليديه تمسحان على رأسي بعد الصلاة، ولتلك اللحظات التي كنتُ ألتصق به، أقتدي به، أتعلم منه كيف يكون الإنسان قريبًا من الله ومحباً للصلاة، فقد كان أبي معلمي الأول وعضدي وسندي، ودعائي الأول، ومدرستي في الحياة.
لكن الغياب لا يقتصر على أبي وحده؛ بل يمتد إلى وجوهٍ أخرى كانت جزءًا من روح الجامع، أولئك الآباء من الرعيل الأول من رجالات الحارة، الذين كانوا يسبقون الجميع إلى الصفوف الأولى، يبتسمون للصغار، في الإفطار يتبادلون التمر والماء قبل الأذان، ويحيطون المكان ببركة أحاديثهم الطيبة، وكنّا نراهم؛ بل كنَّا نشعر بوجودهم كجزءٍ من طقوس رمضان، لكنهم رحلوا واحدًا تلو الآخر، وأصبحت أماكنهم فارغة، كأنها ترفض أن يملأها غيرهم.
في كل ليلة من ليالي التراويح، نشعر بأننا نصلي مع أرواحهم نلتفت يمينًا ويسارًا، نعتقد أنهم ما زالوا هنا موجودين بطريقة ما، في دعائنا، في دموع الخشوع التي تنزل كلما تذكرناهم، في تلك اللحظات نتمنى فيها لو يعود الزمن ولو لركعة واحدة نصليها بجانبهم، فهم لم يكونوا مجرد عدد من المصلين؛ بل كانوا جزءًا أصيلا في حياتنا جزءًا من أرواحنا؛ بل الأغلى منها، وكانوا كذلك جزءًا من دفء رمضان، ومن طمأنينة القلب في الدعاء والابتهال الى الله في طلب الرحمة والمغفرة.
في الختام.. رحمك الله يا أبي، كم افتقدك كثيرًا في كل وقت وكل حين، فأنت كنت من يُضيء لي هذه الحياة، وكم هي قاسية تلك السنين التي أتت من بعد فراقك، وكم هو إفطار رمضان ينقصه الكثير بغيابك وسيظل المكان الكبير الذي تملأه في قلبي فارغًا ما حييت.
رحم الله كل من غاب عن هذه الدنيا لكنه بقي حيًّا في قلوبنا، وأسأل الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته، في جنات الخلد؛ حيث لا فراق، ولا حزن، ولا وداع.
ورمضان كريم، وتقبل الله صيامكم وقيامكم.