بحسب مراقبين فإن الشروط التي وضعها الجيش ووزارة الخارجية شروط تعجيزية يصعب معها الوصول إلى هدنة في شهر رمضان

 

 الخرطوم – كمبالا: التغيير

بعد عام من الحرب في السودان يحاول المجتمع الدولي إعادة الكرّة مرة أخرى للحصول على وقف إطلاق نار بين الطرفين المتصارعين منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مناشدة لوقف الأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان المعظم، فيما أعلن مندوب السودان لدى المنظمة الدولية ترحيب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالمناشدة شريطة اتخاذ الدعم السريع خطوات بشأن الالتزامات السابقة.

العطا يوصد الباب

أوصد مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا الباب أمام حدوث هدنة في شهر رمضان، ورهن العطا تطبيق الهدنة ووقف القتال خلال شهر رمضان بانسحاب قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وولاية الجزيرة ومناطق كردفان، وأن تتجمع هذه القوات في ثلاثة معسكرات بالعاصمة الخرطوم، وثلاثة معسكرات أخرى في إقليم دارفور، تسلم الأسلحة الثقيلة والعربات ويتم الجلوس معهم لتحقيق العدالة فقط.

وأضاف:” لا حديث عن هدنة قبل تنفيذ هذه الشروط والحرب بدأها الدعم السريع في رمضان العام الماضي وهم لا عهد لهم”.

موقف مطابق

ويأتي حديث مساعد قائد الجيش، مطابقا لتصريحات وزارة الخارجية السودانية التي تمثل رأي حكومة الأمر الواقع ببورتسودان، التي اشترطت في وقت سابق، قبول المناشدة بتنفيذ قوات الدعم السريع لالتزاماتها عبر منبر جدة بخروج عناصرها من مساكن المواطنين والمرافق العامة والأعيان المدنية.

كما اشترطت انسحاب الدعم السريع من ولايتي الجزيرة وسنار وكل المدن التي اعتدت عليها بعد التوقيع على إعلان المبادئ الإنسانية في 11 مايو 2023 م، ومن ثم تجميع قواتها في مكان يتفق عليه.

شروط تعجيزية

وبحسب مراقبين فإن الشروط التي وضعها الجيش ووزارة الخارجية شروط تعجيزية يصعب معها الوصول إلى هدنة في شهر رمضان الذي تبقى له أقل من 24 ساعة.

ويواجه السودان ظروفا إنسانية قاهرة في ظل شبح المجاعة التي يهدد الملايين من السودانيين في معسكرات النزوح واللجوء ومناطق سيطرة طرفي النزاع.

ترحيب الدعم السريع

أعلنت قوات الدعم السريع، ترحيبها بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2724 الذي دعا لوقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان المعظم.

وعبرت قوات الدعم السريع في بيان السبت، عن أملها أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف معاناة السودانيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل حركة المدنيين، فضلا عن استغلالها في بدء مشاورات جادة نحو بدء العملية السياسية التي تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق الأمن والاستقرار والوصول إلى حل شامل للازمة السودانية من جذورها وإعادة تأسيس بلادنا على أسس جديدة عادلة.

ترحيب دولي

ووجدت الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش لوقف العدائيات بين طرفي النزاع في السودان خلال شهر رمضان المعظم، ترحيبا من عدد من الدول التي طالبت طرفي النزاع في السودان بالالتزام بقرار مجلس الأمن بما يحافظ على حفظ الأمن والاستقرار وسلامة أرواح الشعب السوداني، وعلى روحانية هذا الشهر المبارك.

ودعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف شامل لإطلاق‎ ‎النار في كامل الأراضي السودانية خلال شهر رمضان، ‏وذلك بعد دعوة مماثلة ‎ ‎أطلقتها منظمة الأمم المتحدة لطرفي النزاع بوقف عملياتهم القتالية.

وانزلق السودان إلى مواجهات عسكرية عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أواخر شهر رمضان الماضي، واتسعت دائرة النزاع المسلح، وتزايدت الخسائر البشرية والمادية، فيما لم تفلح كل المبادرات في حمل الطرفين على التوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في بيان السبت، إن وقف إطلاق النار في السودان ‏يمكن أن يسهم في تسهيل إرسال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين الذين هم في أمس ‏الحاجة إليها، ودعا الأطراف السودانية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار طوال شهر رمضان.

طلب خجول

يقول الخبير العسكري أسعد التاي، إن الدعوة إلى إيقاف الحرب في شهر رمضان حديث ليس له قيمة ولن يلتزم به طرفا النزاع. مضيفا لـ«التغيير»، سبق وأن تم التوقيع على هدن بوساطة دولية، ولم يتم الالتزام بها.

وتابع:” لا يمكن أن يلتزموا برجاء وطلب خجول من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة إذا كانت جادة في وقف الحرب عليها اصدار قرار رسمي من مجلس الأمن بإلزام الطرفين بوقف إطلاق النار، وفي حالة عدم الالتزام يتم فرض عقوبات على الطرفين إذا كانت هنالك جدية من المجلس.

وتوقع أسعد التاي، زيادة المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني والدعم السريع في رمضان.

بدوره، يرى الصحفي طاهر المعتصم، أن التزام الطرفين بوقف إطلاق النار خلال رمضان، بعد قرار مشروع من بريطانيا ومواقفة 14 دولة في مجلس الأمن الدولي مع امتناع روسيا، يعد أول قرار على مستوى مجلس الأمن الدولي خلال السنوات الأخيرة للسودان، وأول قرار يخص حرب السودان بصورة واضحة “.

وقال الطاهر لـ«التغيير»، بعد رفض حكومة السودان لوجود البعثة السياسية للأمم المتحدة، الأمر الذي جعل الأمين العام يكلف ممثلا شخصيا لملف السودان رمضان العمامرة والخبراء الذين تم تكليفهم من الأمم المتحدة ومجلس والتقرير الأخير أوضح ما يحدث على الأرض”.

ويضيف: “وبالتالي تم تجديد ولاية الخبراء لمدة عام وإصدار هذا القرار تحت البند السادس”.

وحول مسألة التزام الطرفين بوقف الحرب في رمضان، يقول المعتصم، من الصعوبة بمكان في ظل التصريحات المتبادلة بين طرفي النزاع في السودان أن يتم ايقاف الحرب، لأنها اشتعلت في الثالث والعشرين من رمضان 2023.

واستبعد طاهر المعتصم، الالتزام الكامل بالهدنة في حال توصل لاتفاق، بحسب التجارب السابقة، لأن قوات الدعم السريع ربما تفقد السيطرة بصورة كاملة على قواتها، إلى جانب أن القوات المسلحة أصبح معها عدد من الجماعات المسلحة التي تحارب معها، وهذه الجماعات بعضها مع استمرار الحرب”.

وتابع:” لا أعتقد أن هنالك رغبة أو قدرة على الالتزام بما اتفق عليه، واردف: “الحرب بعد عشرة أشهر أصبحت لديها امتدادات وأطراف جديدة دخلت من هنا وهناك، وما يحدث في ولاية الجزيرة وقراها ومدنها من انتهاك لقوات الدعم السريع”.

وأشار إلى زيارة مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا إلى ولاية كسلا لتخريج جنود من قوات العدل والمساواة الموقعة على اتفاق جوبا لسلام، يدلل على أن الحرب لن تقف في شهر رمضان.

 

 

الوسومالدعم السريع العدل والمساواة العطا حرب السودان هدنة رمضان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السريع العدل والمساواة العطا حرب السودان هدنة رمضان قوات الدعم السریع وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان للأمم المتحدة الأمین العام فی شهر رمضان طرفی النزاع فی السودان مجلس الأمن قائد الجیش هدنة فی

إقرأ أيضاً:

مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان

أدى الهجوم إلى مقتل العشرات بينهم نساء وأطفال بعد أن استباحت قوات الدعم السريع قرية الزعفة- وفق ما أعلنت شبكة طبية مستقلة.

الإضية: التغيير

لقي عشرات المدنيين مصرعهم وأصيب عشرات آخرون إثر هجوم نفذته قوات الدعم السريع على إحدى قرى محلية الإضية بولاية غرب كردفان- غربي وسط السودان.

وشهدت غرب كردفان المجاورة لإقليم دارفور، خلال الفترة الماضية، تحركات مكثفة لقوات الدعم السريع للسيطرة على مقرات الجيش في سياق حربهما الممتدة منذ منتصف ابريل 2023م، وذلك بعد الاستيلاء على مقراته في نيالا- جنوب دارفور وزالنجي وسطها والجنينة في الغرب والضعين شرقاً، فيما لا يزال الجيش يحتفظ بمقراته في مدينة الفاشر شمال دارفور.

وقالت شبكة أطباء السودان- طبية مستقلة- في بيان اليوم الخميس، إن قوة من الدعم السريع نفذت مجزرة بشعة ضد سكان قرية “الزعفة” بمحلية الأضية بولاية غرب كردفان.

وأضافت أن القوة قامت باستباحة القرية وتصفية 74 شخصاً بينهم 12 طفل و9 نساء، فيما أصيب 178 آخرين بجروح متفاوتة.

وأدانت الشبكة بشدة عمليات القتل التي تمارسها الدعم السريع بقرى غرب كردفان والتي لم تراع فيها لأبسط الحقوق الإنسانية التي تجرم قتل المدنيين العزل ونهب أموالهم وحرق مساكنهم.

وعبرت شبكة أطباء السودان، عن بالغ أسفها على الصمت الدولي تجاه جرائم الحرب الموثقة للدعم السريع والتي تمارسها ضد المدنيين العزل في كردفان ودارفور، وطالبت المنظمات الأممية والدولية بمزيد من الضغط على الدعم السريع لوقف هذه الانتهاكات- حسب البيان.

وبدأ الجيش منذ فترة استهداف مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في مناطق عديدة بإقليم كردفان، باستخدام الطيران الحربي والمسيرات.

وفي يوليو من العام الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع، السيطرة على اللواء 92 التابع للجيش السوداني وكامل منطقة الميرم بولاية غرب كردفان.

وتواجه قوات الدعم السريع اتهامات متكررة وموثقة منذ اندلاع الحرب، بممارسة انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان واعتداءات ممنهجة ضد المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها أو التي تدخلها في حملتها لتوسيع نطاق الحرب، فيما ترد القوات بالنفي وتأكيد أن المواطنين في مناطق سيطرتها يعيشون في حرية وأمان.

الوسومالإضية الجيش الدعم السريع الزعفة السودان حرب 15 ابريل 2023م دارفور غرب كردفان

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان “شبه خال” بعدما سيطرت عليه قوات الدعم السريع
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • اتهامات للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين بكردفان والبرهان يتوعدها
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان
  • الفاشر بين الحرب والمأساة.. تصاعد القتال وتفاقم الأزمة الإنسانية
  • مساعد البرهان يبلغ مبعوث للامم المتحدة شروط توقف الحرب ضد الدعم السريع
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب مفاجئ لقوة تتبع  لـ”الدعم السريع” من الفاشر 
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎