السودان: «هدنة رمضان» بين الترحيب والرفض.. هل يتوقف القتال؟
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
بحسب مراقبين فإن الشروط التي وضعها الجيش ووزارة الخارجية شروط تعجيزية يصعب معها الوصول إلى هدنة في شهر رمضان
الخرطوم – كمبالا: التغيير
بعد عام من الحرب في السودان يحاول المجتمع الدولي إعادة الكرّة مرة أخرى للحصول على وقف إطلاق نار بين الطرفين المتصارعين منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.
أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مناشدة لوقف الأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان المعظم، فيما أعلن مندوب السودان لدى المنظمة الدولية ترحيب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالمناشدة شريطة اتخاذ الدعم السريع خطوات بشأن الالتزامات السابقة.
أوصد مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا الباب أمام حدوث هدنة في شهر رمضان، ورهن العطا تطبيق الهدنة ووقف القتال خلال شهر رمضان بانسحاب قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وولاية الجزيرة ومناطق كردفان، وأن تتجمع هذه القوات في ثلاثة معسكرات بالعاصمة الخرطوم، وثلاثة معسكرات أخرى في إقليم دارفور، تسلم الأسلحة الثقيلة والعربات ويتم الجلوس معهم لتحقيق العدالة فقط.
وأضاف:” لا حديث عن هدنة قبل تنفيذ هذه الشروط والحرب بدأها الدعم السريع في رمضان العام الماضي وهم لا عهد لهم”.
موقف مطابقويأتي حديث مساعد قائد الجيش، مطابقا لتصريحات وزارة الخارجية السودانية التي تمثل رأي حكومة الأمر الواقع ببورتسودان، التي اشترطت في وقت سابق، قبول المناشدة بتنفيذ قوات الدعم السريع لالتزاماتها عبر منبر جدة بخروج عناصرها من مساكن المواطنين والمرافق العامة والأعيان المدنية.
كما اشترطت انسحاب الدعم السريع من ولايتي الجزيرة وسنار وكل المدن التي اعتدت عليها بعد التوقيع على إعلان المبادئ الإنسانية في 11 مايو 2023 م، ومن ثم تجميع قواتها في مكان يتفق عليه.
شروط تعجيزيةوبحسب مراقبين فإن الشروط التي وضعها الجيش ووزارة الخارجية شروط تعجيزية يصعب معها الوصول إلى هدنة في شهر رمضان الذي تبقى له أقل من 24 ساعة.
ويواجه السودان ظروفا إنسانية قاهرة في ظل شبح المجاعة التي يهدد الملايين من السودانيين في معسكرات النزوح واللجوء ومناطق سيطرة طرفي النزاع.
ترحيب الدعم السريعأعلنت قوات الدعم السريع، ترحيبها بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2724 الذي دعا لوقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان المعظم.
وعبرت قوات الدعم السريع في بيان السبت، عن أملها أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف معاناة السودانيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل حركة المدنيين، فضلا عن استغلالها في بدء مشاورات جادة نحو بدء العملية السياسية التي تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق الأمن والاستقرار والوصول إلى حل شامل للازمة السودانية من جذورها وإعادة تأسيس بلادنا على أسس جديدة عادلة.
ترحيب دوليووجدت الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش لوقف العدائيات بين طرفي النزاع في السودان خلال شهر رمضان المعظم، ترحيبا من عدد من الدول التي طالبت طرفي النزاع في السودان بالالتزام بقرار مجلس الأمن بما يحافظ على حفظ الأمن والاستقرار وسلامة أرواح الشعب السوداني، وعلى روحانية هذا الشهر المبارك.
ودعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف شامل لإطلاق النار في كامل الأراضي السودانية خلال شهر رمضان، وذلك بعد دعوة مماثلة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة لطرفي النزاع بوقف عملياتهم القتالية.
وانزلق السودان إلى مواجهات عسكرية عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أواخر شهر رمضان الماضي، واتسعت دائرة النزاع المسلح، وتزايدت الخسائر البشرية والمادية، فيما لم تفلح كل المبادرات في حمل الطرفين على التوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في بيان السبت، إن وقف إطلاق النار في السودان يمكن أن يسهم في تسهيل إرسال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها، ودعا الأطراف السودانية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار طوال شهر رمضان.
طلب خجوليقول الخبير العسكري أسعد التاي، إن الدعوة إلى إيقاف الحرب في شهر رمضان حديث ليس له قيمة ولن يلتزم به طرفا النزاع. مضيفا لـ«التغيير»، سبق وأن تم التوقيع على هدن بوساطة دولية، ولم يتم الالتزام بها.
وتابع:” لا يمكن أن يلتزموا برجاء وطلب خجول من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة إذا كانت جادة في وقف الحرب عليها اصدار قرار رسمي من مجلس الأمن بإلزام الطرفين بوقف إطلاق النار، وفي حالة عدم الالتزام يتم فرض عقوبات على الطرفين إذا كانت هنالك جدية من المجلس.
وتوقع أسعد التاي، زيادة المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني والدعم السريع في رمضان.
بدوره، يرى الصحفي طاهر المعتصم، أن التزام الطرفين بوقف إطلاق النار خلال رمضان، بعد قرار مشروع من بريطانيا ومواقفة 14 دولة في مجلس الأمن الدولي مع امتناع روسيا، يعد أول قرار على مستوى مجلس الأمن الدولي خلال السنوات الأخيرة للسودان، وأول قرار يخص حرب السودان بصورة واضحة “.
وقال الطاهر لـ«التغيير»، بعد رفض حكومة السودان لوجود البعثة السياسية للأمم المتحدة، الأمر الذي جعل الأمين العام يكلف ممثلا شخصيا لملف السودان رمضان العمامرة والخبراء الذين تم تكليفهم من الأمم المتحدة ومجلس والتقرير الأخير أوضح ما يحدث على الأرض”.
ويضيف: “وبالتالي تم تجديد ولاية الخبراء لمدة عام وإصدار هذا القرار تحت البند السادس”.
وحول مسألة التزام الطرفين بوقف الحرب في رمضان، يقول المعتصم، من الصعوبة بمكان في ظل التصريحات المتبادلة بين طرفي النزاع في السودان أن يتم ايقاف الحرب، لأنها اشتعلت في الثالث والعشرين من رمضان 2023.
واستبعد طاهر المعتصم، الالتزام الكامل بالهدنة في حال توصل لاتفاق، بحسب التجارب السابقة، لأن قوات الدعم السريع ربما تفقد السيطرة بصورة كاملة على قواتها، إلى جانب أن القوات المسلحة أصبح معها عدد من الجماعات المسلحة التي تحارب معها، وهذه الجماعات بعضها مع استمرار الحرب”.
وتابع:” لا أعتقد أن هنالك رغبة أو قدرة على الالتزام بما اتفق عليه، واردف: “الحرب بعد عشرة أشهر أصبحت لديها امتدادات وأطراف جديدة دخلت من هنا وهناك، وما يحدث في ولاية الجزيرة وقراها ومدنها من انتهاك لقوات الدعم السريع”.
وأشار إلى زيارة مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا إلى ولاية كسلا لتخريج جنود من قوات العدل والمساواة الموقعة على اتفاق جوبا لسلام، يدلل على أن الحرب لن تقف في شهر رمضان.
الوسومالدعم السريع العدل والمساواة العطا حرب السودان هدنة رمضان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع العدل والمساواة العطا حرب السودان هدنة رمضان قوات الدعم السریع وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان للأمم المتحدة الأمین العام فی شهر رمضان طرفی النزاع فی السودان مجلس الأمن قائد الجیش هدنة فی
إقرأ أيضاً:
السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته
أكد قائد قوات “الدعم السريع” السودانية محمد حمدان دقلو “حميدتي”، “أن قواته لن تنسحب من القصر الرئاسي ومن العاصمة الخرطوم”، مهددا “بتصعيد جديد في المعارك مع الجيش”.
وقال حميدتي: إن”يوم 17 رمضان يصادف ذكرى تأسيس “قوات الدعم السريع”، ويتزامن مع معركة بدر الكبرى، وسيكون على الجيش وحلفائه، حسرة وندامة”.
ووجّه “حميدتي”، قواته “بجعل بعد غد الاثنين “يوما خاصا”، في إشارة إلى أن النزاع الحالي اندلع في الخرطوم قبل عامين”، مؤكدا أن “قواته ستظل متواجدة في القصر الرئاسي والمقرن والخرطوم، ولن تخرج منها”.
وأضاف حميدتي: “إن قوات “الدعم السريع” تغيرت تماما، وأصبح لديها تحالفات سياسية وعسكرية”، مهددا بأن “القتال في الفترة المقبلة سيكون مختلفا وسيأتي من كل فج وعميق”، داعيا ما أسماه بـ”التحالف الجديد إلى تحقيق مصالح السودان وعدم تقسيمه”.
وتوعد حميدتي، الدول التي دعمت الجيش، “بدفع الثمن”، مشددا على “عدم السماح بأن يصبح السودان بؤرة للإرهاب”.
وهدد قائد قوات “الدعم السريع”، بـ”اجتياح مدينة بورتسودان شرقي البلاد، التي اتخذها الجيش مركزا لإدارة شؤون السودان، كما أصبحت مقرا لوكالات الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية، كما سنجتاح مدن عطبرة وشندي بولاية نهر النيل، ومروي والدبة ودنقلا بالولاية الشمالية”، مشددا على أن قواته “ليست ضد سكان هذه المناطق”، وإنما تستهدف من وصفهم بـ”المجرمين”.
وبحسب موقع “سودان تربيون” أشار حميدتي، إلى أن قواته “تتابع تحركات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وزعيم العدل والمساواة جبريل إبراهيم”.
هذا “ويتهم الجيش السوداني قوات “الدعم السريع” بارتكاب “جرائم بشعة، بما فيها الإبادة الجماعية في المناطق التي سيطرت عليها”، وكانت “قوات الدعم السريع” والحركة الشعبية في الشمال، وتجمّع قوى تحرير السودان، وحركة تحرير السودان “المجلس الانتقالي”، وقوى سياسية وأهلية شكلت “تحالف السودان التأسيسي” الذي جرى إعلانه في العاصمة الكينية نيروبي، وتوصلت أطراف التحالف إلى اتفاق على تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة “الدعم السريع”، حيث وقّعت على الدستور الانتقالي، وسط توقعات بإعلان الحكومة خلال مارس الجاري”.
يذكر أن “الحرب اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم، ويعيش نحو نصف سكان السودان أي حوالي 26 مليون شخص وهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد وتدهور شديد للأوضاع الاقتصادية”.