المسلمون الآن فى كل بقاع الأرض فى شهر رمضان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر.
وفى الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة وتعويدها للأخلاق الكريمة، وقد أشار النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى بعض فوائد الصوم فى قوله: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه غض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أى وسيلة لطهارته وعفافه.
وإذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وفتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار.
إن شهر رمضان، جعله الله تعالى للصيام والطاعة، وطلب الرحمة والمغفرة، وقد شرع عز وجل عبادة الصيام طلباً للتقوى، ولا مانع فى الاستمتاع بالطعام الطيب فى رمضان وغير رمضان ما دام ذلك بتوازن واعتدال، ودون إسراف أو تبذير!! إلا أن كثيراً من الناس يزداد إقبالهم على الطعام والشراب فى شهر رمضان أكثر من بقية الشهور، وكأن شهر رمضان موسم سنوى للأكل والتباهى فى الولائم بكثرة أصناف وألوان الطعام، بل تزايد هدر الطعام والشراب فى هذا الشهر، والإسراف والتبذير فى رمضان وغيره آفة كبيرة يجب التخلص منها. وما أجمل أن يتعلم الصائمون الاقتصاد والاعتدال، فالغاية من الطعام والشراب هى التقوى على طاعة الله وعبادته للفوز برضاه فى الدنيا والآخرة، ومن حكم الصوم أن يتذكر المسلم الغنى والفقراء والمساكين، ويشعر بشعورهم.
قال عمر رضى الله عنه: والله إنى لو شئت لكنت من ألينكم لباساً، وأطيبكم طعاماً، وأرقكم عيشاً، ولكن سمعت الله عز وجل عير قوماً بأمر فعلوه فقال: (أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون فى الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون».
ومن المظاهر غير المحببة فى رمضان أن نجد المرأة تقضى جزءاً كبيراً من النهار فى إعداد الطعام، وجزءاً كبيراً من الليل فى إعداد الحلويات والمشروبات، ولكن إذا أكل الإنسان كثيراً أصابه الكسل، ونام كثيراً، كما أن كثرة الأكل تورث غفلة القلب.
وبالتزامن مع بدء شهر رمضان، يبدأ الصوم الكبير عند الإخوة المسيحيين فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتحتفل الكنيسة بعيد القيامة بعد احتفال المسلمين بعيد الفطر، لأن الصوم الكبير يستمر 55 يوماً، ولعلها رسالة سماوية للمسلمين والمسيحيين للتوحد والامتزاج فى كيان واحد، لمجابهة أعدائهم، وهذا تجسيد حقيقى للوحدة الوطنية فى أهم صورها، وفى مصر يؤكد صيام المسلمين وصيام المسيحيين فى يوم واحد فى سابقة فريدة لم تحدث منذ عقود، أن هذا البلد وهذا الشعب فى رباط وتوافق وانسجام إلى الأبد. فالوحدة الوطنية التى تربط أبناء الشعب المصرى الواحد هى ركيزة التحضر والمعنى الحقيقى للقوة، فلا فرق بين مسلم ومسيحى حيث يسود الحب والسلام بين أبناء الوطن الواحد.
اللهم كما بلغتنا رمضان أعنا على صيامه، وزكاته، وقيامه وتقبله منا يا رب العالمين. اللهم أجعل شهر رمضان شهر عز للإسلام والمسلمين، اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وأرزقهم الثبات والتمكين، ورد كيد المحتلين فى نحرهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب رمضان يجمعنا حكاية وطن المسلمون شهر رمضان الصيام والقيام النبى محمد صلى القرآن رمضان شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
نزول المطر: لحظة استجابة وفرصة للتقرب من الله
نزول المطر: لحظة استجابة وفرصة للتقرب من الله، المطر هو هدية من السماء، تروي الأرض وتُنعش الحياة، وتذكرنا دائمًا بقدرة الله ورحمته.
في الإسلام، وقت نزول المطر يُعد من أعظم الأوقات التي يستحب فيها الدعاء، حيث تكون السماء مفتوحة لاستجابة أمنيات العباد.
إنه وقت للتأمل في نعم الله، والتقرب إليه بطلب المغفرة وتحقيق الأمنيات.
تنشر لكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية مجموعة من الأدعية يمكن الدعاء بها وقت نزول المطر.
دعاء المطر: وقت استجابة ورحمة من الله المطر: نعمة عظيمةقال الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ" (سورة الشورى: 28).
نزول المطر: لحظة استجابة وفرصة للتقرب من اللهالمطر ليس مجرد ماء يسقي الأرض، بل هو رسالة من الله بأن رحمته لا تنقطع أبدًا، وأن الأمل يتجدد مع كل قطرة تنزل من السماء.
فضل الدعاء وقت المطرالدعاء في وقت المطر له مكانة خاصة، فهو وقت تستجاب فيه الدعوات،عن النبي ﷺ قال: "ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر" (صحيح الجامع).
هذه اللحظات فرصة لكل مسلم لأن يتوجه إلى الله بما في قلبه من رجاء وحاجات، طالبًا المغفرة والرحمة.
دعاء المطر: وقت استجابة ورحمة من الله أدعية مأثورة أثناء المطرمن الأدعية التي وردت عن النبي ﷺ:
1. عند نزول المطر: "اللهم صيبًا نافعًا".
2. عند شدة المطر: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر".
3. بعد انتهاء المطر: "مُطرنا بفضل الله ورحمته".
نزول المطر هو فرصة للتقرب من الله ليس فقط بالدعاء، ولكن بالتأمل في عظمته وشكره على نعمه.
يمكن للمسلم أن يدعو لنفسه ولأحبائه، وأن يطلب الخير للأمة الإسلامية جمعاء، فهو وقت تتجلى فيه الرحمة الإلهية بوضوح.
نزول المطر يحمل في طياته الخير والبركة، وهو دعوة للتأمل والدعاء والاقتراب من الله.
فلا تفوّت هذه اللحظات المباركة، وارفع يديك بالدعاء واملأ قلبك باليقين أن الله يسمع ويرى، وأن رحمته تشمل كل شيء.