كيف تناولت السينما المصرية شهر رمضان المبارك؟ وهل استطاعت أن تعكس، بصدق وعمق وفن، أجواء الشهر الكريم وطقوسه فى فيلم أو أكثر؟
قبل أن أجيب عندى ملحوظة أود تحريرها، وهى أن المصريين القدماء، أى قبل ظهور الديانات السماوية الثلاث، كانت لهم طقوسهم الدينية الخاصة بهم والتى يعبرون بها عن فرحتهم بحلول أيام العبادات والشعائر والأعياد، تلك الطقوس التى استمر الناس يمارسونها حتى بعد دخول المسيحية والإسلام، فذابت مع كل دين جديد، حتى باتت كأنها جزء أصيل من هذا الدين الجديد.
تقول الدكتورة بسمة الصقار الباحثة فى علم المصريات فى لقاء تليفزيونى عبر قناة ON إن مطلع أغنية (وحوى يا وحوى إياحا) التى يغنيها أطفال مصر كلها فى شهر رمضان منذ مئات القرون، والتى يترنم بها المطرب القديم أحمد عبدالقادر وتذاع طوال أيام الشهر الفضيل، تقول الدكتورة بسمة: ذلك المطلع هو عبارة عن كلمات مصرية قديمة، فكلمة (إياح) تعنى القمر، وكانت هناك ملكة مصرية قديمة اسمها (إياح حتب)، أى (قمر الزمان)، وهى زوجة الملك (سقنن رع) والد الملك أحمس الشهير الذى طرد الهكسوس من مصر.
وتواصل الدكتورة بسمة الصقار الشرح قائلة: إن كلمة (واح) يعنى (اظهر)، ولما كان المصريون القدماء مفتونين بالملكة (إياح)، فكانوا ينشدون لها قائلين (واح واح إياح)، أى (اظهر اظهر أيها القمر).
من هنا نستطيع أن نعى كيف أن طقوس الشهر الكريم فى مصر ذات مذاق متفرد خاص جدًا، لا شبيه له فى أى بلد فى العالم، فهل نجحت السينما فى رصد هذا التفرد وعرضه على الشاشة البيضاء بفن وجمال؟
الحق أن هناك العديد من الأفلام المصرية التى مرت مرور الكرام على الشهر الكريم وظلاله وطبائعه، لكن يظل فيلما (العزيمة)، و(فى بيتنا رجل) أهم تلك الأفلام التى سلطت الضوء بفن وذكاء على كيفية تعامل المصريين مع طقوس الشهر الكريم وعاداته وروحانياته.
عرض فيلم (العزيمة) فى 6 نوفمبر 1939، وهو من إخراج كمال سليم وبطولة كل من فاطمة رشدى وحسين صدقى وأنور وجدى وزكى رستم وعبدالعزيز خليل، وفيه تتجلى أجواء الشهر الكريم من خلال بعض الحوارات بين أبطال العمل المستبشرين بأيامه المباركة، علاوة على مشهد لطيف لمرح الأطفال وهم يتجولون فى الحارة ليلا حاملين الفوانيس وهم يغنون (وحوى يا وحوي)، بينما الأنوار تزين الجامع وبيوت الحارة.
أما فيلم (فى بيتنا رجل)، فقد عرض فى 17 إبريل 1961، وهو من إخراج هنرى بركات وبطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدى أباظة وحسين رياض وحسن يوسف.
فى ظنى أن بركات، هذا المخرج المسيحى، أفضل من قدم مشاهد رمضانية فى السينما المصرية من خلال ذلك الفيلم الجميل، فالرجل امتلك حساسية مفرطة فى التعامل فنيًا مع لحظة الإفطار وأذان المغرب وأحوال القاهرة وبيوتها وشوارعها وأزقتها، وأظنك لاحظت ذلك عند مشاهدتك للفيلم.
أجل... السينما المصرية كنز لا يفنى، وكل سنة وأنت طيب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ناصر عراق السينما المصرية شهر رمضان المبارك المصريين القدماء الطقوس علم المصريات السینما المصریة
إقرأ أيضاً:
122 مليون دولار في 3 أيام.. إيرادات ضعيفة لـ Mufasa في دور السينما
لليوم الثالث على التوالي يحافظ فيلم الرسوم المتحركة Mufasa: The Lion King على تواجده في المركز الثاني في شباك التذاكر المحلي بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد فيلم المركز الأول Sonic the Hedgehog 3، محققًا إيرادات بلغت 9.9 مليون دولار، ليصل إجمالي الإيرادات المحلية للفيلم في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية لـ35 مليون دولار، وفقًا لموقع «موجو بوكس أوفيس».
وكان حقق فيلم Mufasa: The Lion King في أول أيامه بالسينمات إيرادات بلغت 13.3 مليون دولار، وتراجعت الإيرادات في اليوم الثاني إلى 11.8 مليون دولار، وتواصل التراجع لليوم الثالث بنسبة 16% ليبلغ 9.9 مليون دولار.
Mufasa: The Lion King يحتاج 500 مليون دولار في شباك التذاكروعلى مستوى دور السينما خارج الولايات المتحدة الأمريكية، بلغت إيرادات الجزء الثاني من سلسلة The Lion King حوالي 87 مليون دولار، ليصل بذلك إجمالي الإيرادات التي حققها الفيلم حول العالم لـ 122 مليون دولار. وتعتبر إيرادات Mufasa: The Lion King أقل من المتوقع، إذ أن الفيلم الذي تبلغ ميزانيته الـ 200 مليون دولار، يجب أن تتجاوز إيراداته 500 مليون دولار ليبدأ في تحقيق أرباح للشركة المنتجة.
تفاصيل Mufasa: The Lion Kingويشارك في الجزء الثاني من سلسلة The Lion King أبطال الجزء الأول سيث روجن وبيلي إيشنر ودونالد جلوفر وبيونسيه نولز كارتر وجون كاني؛ ومن بين أعضاء فريق التمثيل الجدد آرون بيير وكلفن هاريسون جونيور وتيفاني بون ومادس ميكلسن وثانديوي نيوتن وليني جيمس وأنيكا نوني روز وبلو آيفي كارتر ابنة بيونسيه في أول تجربة لها في الأداء الصوتي، وهو من إخراج باري جنكيز.