حل لغز "الكثبان النجمية" الهائلة في الصحراء الكبرى أخيرا
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة أن الكثبان النجمية الشامخة على شكل نجمة في صحراء الساحل قد تشكلت في أقل من ألف عام.
تعد هذه الدراسة، التي نشرت في الرابع من مارس في مجلة "تقارير علمية"، واحدة من دراسات قليلة تناولت هذه الكثبان النجمية، وهي أعلى الكثبان على وجه الأرض.
وفقًا لخدمة المتنزهات الوطنية الأمريكية، فإن الكثبان النجمية التي سميت بهذا الاسم بسبب أشكالها المتعددة الأذرع تتشكل في أماكن يتغير فيها اتجاه الرياح على مدار السنة.
على الرغم من وجود الكثبان النجمية في جميع أنحاء العالم، إلا أن هناك حجرا نجميا واحدا مؤكدا فقط في السجل الصخري، يعود تاريخه إلى حوالي 250 مليون سنة مضت في اسكتلندا، وذلك حسبما أخبر تشارلز بريستو، أستاذ الرسوبيات الفخري في جامعة كلية لندن، موقع Live Science.
وأضاف أن السبب في ذلك قد يعود إلى أن الباحثين لا يعرفون ما الذي يجب البحث عنه لتحديد كثيب نجمي قديم.
يصعب دراسة هذه الكثبان لأنها عادةً ما تكون في مواقع نائية، وليس من السهل اجتياز مئات الأقدام من الرمال المتحرك.
يقع الكثيب الذي تمت دراسته في المغرب في حقل من الكثبان يُسمى “إ Erg Chebbi”، لحسن الحظ بالنسبة للباحثين، أصبحت المنطقة محطة سياحية شهيرة، لذلك توجد طرق وفنادق جيدة حول حواف حقل الكثبان.
يبلغ ارتفاع الكثيب نفسه حوالي 100 متر. ويعرفه السكان المحليون باسم "لالا للية".
لجمع البيانات عن الكثيب، استخدم بريستو وج Geoff Duller ، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة أبيريستويث وطلاب الدراسات العليا، رادارًا يخترق الأرض، والذي يمكنه اكتشاف اختلافات صغيرة في أحجام حبيبات الرمل ومحتوى الماء أسفل سطح الكثيب. مكن هذا الأسلوب الباحثين من بناء صورة للطبقات الداخلية للكثيب.
قاموا أيضًا بحفر خنادق لأخذ عينات من الرمال المدفونة منذ فترة طويلة. يكتسب الكوارتز الموجود في الرمال إشعاعًا من مصادر طبيعية داخل الأرض أثناء دفنه.
ومن خلال تسليط الليزر على الكوارتز، يمكن للباحثين قياس هذا الإشعاع وتحديد متى رأى الرمال السطح آخر مرة.
كشف هذا الفحص الداخلي للكثيب عن تاريخ قصير بشكل مفاجئ. وقال بريستو: "أكثر ما يلفت الانتباه هو صغر سنه. توقعنا أن يكون الكثيب الرملي الذي يبلغ ارتفاعه 100 متر قديمًا جدًا ... آلاف السنين، وربما عشرات الآلاف من السنين. واتضح أن عمر هذا الكثيب 900 عام".
وأوضح بريستو أن الرمال بالقرب من قاعدة الكثيب دُفن منذ حوالي 12000 إلى 13000 عام؛ تمثل هذه الرمال الكثبان القديمة في المنطقة. بعد فترة وجيزة من نشاط هذه الكثبان القديمة، جاءت فترة امتدت 8000 عام لم يتراكم فيها الرمال.
تزامن الجزء الأول من هذه الفترة الهادئة مع تحول المناخ في الصحراء نحو مناخ دافئ ورطب منذ حوالي 11700 عام، والذي يمثل نهاية العصر الجليدي الأخير وبداية العصر الهولوسيني.
وقال بريستو: "أصبحت الصحراء خضراء". نبتت الغطاء النباتي، مما أدى إلى استقرار الرمال، وتجول البشر في بيئة مستنقعات، ربما بحثًا عن الطعام. تم العثور على شظايا الفخار والأدوات الحجرية على جانب واحد من كثيب لالة للية.
واوضح بريستو إنه منذ حوالي 4000 عام، انتهت هذه الفترة الرطبة وأصبحت الصحراء قاحلة مرة أخرى. ومع ذلك، لم يبدأ الكثيب في التكون على الفور. على الأرجح، كان هناك تأخير حيث كان الرمال يتطاير من خلاله ولكنه لم يتراكم، أو بدأ الكثيب في التراكم في موقع آخر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الکثبان النجمیة
إقرأ أيضاً:
أخيرا.. الثلوج تتساقط على جبل فوجي
طوكيو "أ.ف.ب": تساقطت الثلوج أخيرا على جبل فوجي، بحسب ما أظهرت صور نشرها السكان والسلطات المحلية، بعدما بقيت القمة الأكثر شهرة في اليابان خالية من الغطاء الثلجي لفترة غير مسبوقة في هذا التاريخ من السنة.
وكتبت سلطات فوجي في منطقة شيزوكا الوسطى غرب طوكيو، عبر حسابها في منصة "اكس": "هذه الصور لجبل فوجي التُقطت من فندق المدينة صباحا. يمكن رؤية طبقة رقيقة من الثلوج على القمة".
ومع ذلك، لم تؤكد هيئة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA) رسميا بعد أن هذا اليوم سجل رقما قياسيا، بكونه أكثر تاريخ متأخر في الخريف تُرصد فيه الثلوج على جبل فوجي.
وأوضحت الهيئة لوكالة فرانس برس أن الغطاء السحابي يمنعها حاليا من إجراء عمليات مراقبة مماثلة لتلك التي أُجريت خلال السنوات السابقة.
في العادة، تكسو الثلوج قمة هذا البركان بدءا من الثاني من أكتوبر. وفي العام المنصرم، رُصدت أول رقاقات ثلجية على هذا الجبل في الخامس من أكتوبر.
وسجّل ظهور الثلوج عام 2024 تأخرا قياسيا منذ بدء التسجيلات في العام 1894، إذ لم يتأخر يوما رصد أول تساقط للثلوج بعد 26 أكتوبر، وهي عتبة قياسية سُجلت مرتين، في عامي 1955 و2016.
وقال مسؤول في هيئة الأرصاد الجوية اليابانية لوكالة فرانس برس إن السماء لا تزال غائمة جدا ويتعذّر تأكيد الرقم القياسي الجديد، آملا في أن تصبح السماء صافية في وقت لاحق من الأربعاء.
وأضاف ان "درجة الحرارة منخفضة اليوم"، ويُفترض أن تبقى الثلوج فوق الجبل.
ويُعدّ الاحترار المناخي أحد العوامل الكثيرة التي تتسبب بتباطؤ في تساقط الثلوج.
وفي أكتوبر، كانت درجة الحرارة على قمة جبل فوجي أعلى من المتوسط. وكان صيف هذا العام في اليابان الأكثر حرّا على الإطلاق إلى جانب صيف 2023، في حين شهدت مناطق كثيرة في مختلف أنحاء العالم موجات حرّ شديد عززها التغير المناخي.
وجبل فوجي عبارة عن بركان مغطى بالثلوج معظم أيام العام، باستثناء الفترة الممتدة بين يوليو وسبتمبر، وهو موسم يسير خلاله أكثر من 220 ألف شخص على منحدرات الجبل الصخرية.
ويتسلق عدد كبير من الأشخاص الجبل ليلا لمشاهدة شروق الشمس من القمة البالغ ارتفاعها 3776 مترا.
ويعود آخر ثوران بركاني في الموقع إلى ثلاثة قرون.