نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت خبرا يفيد بعزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي شراء أحد موانئ جزيرة قبرص، بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عزم الولايات المتحدة على إنشاء ميناء بحري في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة النقل الإسرائيلية مساء أمس السبت 9 آذار/مارس الجاري أن وفدا إسرائيليا برئاسة عوزي يتسحاقي، رئيس شركة الموانئ الإسرائيلية، سيغادر إلى قبرص غدا الاثنين لبحث إمكانية شراء أحد موانئ الجزيرة التي تعد ثالث أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط.

وتثير الخطوة الإسرائيلية أسئلة عديدة، خاصة أنها تأتي في وقت تشدد فيه تل أبيب حصارها على غزة وترفض السماح بدخول المساعدات الإنسانية إليها عبر المعابر البرية رغم المجاعة المستشرية في القطاع والوضع الإنساني الكارثي.

نقطة تفتيش:

وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن تل أبيب تسعى من خلال شراء ميناء في قبرص إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما:

الأول: استخدام الميناء لتفتيش السفن التي تحمل المساعدات الإنسانية قبل وصولها إلى الميناء الذي تعمل الولايات المتحدة على إنشائه على سواحل غزة.

والثاني: لفك الحصار المفروض على موانئ إسرائيل، فقد قالت الصحيفة إن الخطوة جزء من مساعي تل أبيب لإيجاد طرق بحرية لنقل البضائع إلى إسرائيل استجابة للتحديات الراهنة وما قد يحمله المستقبل من تحديات للأمن القومي الإسرائيلي فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية البحرية وفق الصحيفة.

ولا يُستغرب سعي إسرائيل لبدائل تضمن تدفق البضائع إليها في ضوء الهجمات الحوثية المتواصلة على السفن المتجهة إلى موانئ إسرائيل، والتي تشير التقارير إلى أنها أوجعت اقتصادها.

ممر بحري لفرض واقع جديد:

ويرى الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي أن فكرة شراء ميناء في قبرص من أجل فتح ممر بحري إلى غزة خطوة متقدمة جدا على التفكير الأميركي الحالي بإنشاء رصيف بحري لاستقبال المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ويقول في تصريحات للجزيرة نت إن إسرائيل تسعى من وراء ذلك إلى تحقيق 4 أهداف هي:

1- إعادة هندسة قطاع غزة من خلال خلق ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية جديدة، قد تكون هذه الظروف هي التعبير عما يطلق عليه اليوم التالي للقضاء على حركة حماس، حسب تعبير الإسرائيليين، أو اليوم التالي بعد نهاية الحرب، وذلك طبعا بما يتسق وينسجم مع الرؤى الإسرائيلية والأميركية.

2- إحكام السيطرة الكاملة على قطاع غزة أمنيا واقتصاديا، بحيث تبقى إسرائيل المتحكم الوحيد في كل ما يدخل إلى القطاع ويخرج منه.

3- إسرائيل تدرك أن هذه الحرب خلقت تصورات جديدة تجاه القطاع ولم يعد بإمكان أحد أن يسكت عن الحصار المستمر على قطاع غزة منذ 17 سنة، والجميع يدرك الآن أن أحد أسباب الانفجار الذي حصل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو الحصار الإسرائيلي المطبق، ومن ثم فإسرائيل قد تجد نفسها مطالبة بعد نهاية هذه الحرب برفع الحصار عن قطاع غزة، وهي لن تقبل من دون أن يكون لها كلمة نهائية وفاصلة في ذلك.

4- إسرائيل تريد أيضا رفع العبء أو الحرج عن مصر، التي وقعت في حرج بعد تكدس آلاف شاحنات المساعدات عند معبر رفح دون التمكن من دخول قطاع غزة بسبب التفتيش الإسرائيلي، وليس بالضرورة أن يكون شراء الميناء إلغاء لدور مصر بقدر ما قد يكون رفعا للحرج عنها إلى حين القيام بترتيبات ما بخصوص معبر رفح.

كما يرى عرابي أن من ضمن الأهداف التي تسعى إليها إسرائيل أيضا توفير تدفق إغاثي لقطاع غزة من خلال البحر وليس من خلال معبر رفح حتى يمكنها إدامة هذه الحرب مع تحسين صورتها، وهو ما ينسجم بقوة مع الرؤية الأميركية لمجريات الأحداث في قطاع غزة.

فكرة قديمة:

واللافت أن فكرة فتح ممر بحري إلى غزة عبر موانئ قبرص ليست جديدة، فقد سبق وأن وافقت إسرائيل في عام 2018، في أعقاب مفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إنشاء ميناء بحري يخدم قطاع غزة في قبرص في صفقة تفاوض شملت إعادة جثماني جنديين إسرائيليين كانت الحركة تحتجزهما، وفق تقرير نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

لكن تل أبيب حينها كانت أقل غموضا بشأن أهدافها من وراء الموافقة على الممر البحري، فقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، أفيغدور ليبرمان، إن الخطة تقضي بإنشاء “نظام إشراف إسرائيلي يضمن عدم استخدام حماس الميناء لتهريب السلاح للقطاع” وفق تقرير الصحيفة.

ونقلت قناة “حداشوت” الإسرائيلية حينها عن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية -وصفته بالرفيع- قوله إن الخطة الإسرائيلية ستقدم لسكان غزة مباشرة “مع تجاوز حماس”.

وقال المسؤول الإسرائيلي “سوف نعرض الخطة مباشرة ونوضح لهم: هذا هو الممكن، هذا هو الثمن، اقبلوا أو ارفضوا” وفق ما ورد في تقرير صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

تهجير قسري عبر البحر:

ويخشى مراقبون من أن يكون إحياء الخطة القديمة يدخل في إطار مساعي إسرائيل لتهجير سكان غزة قسرا من القطاع. ويرى أستاذ السياسة الدولية والسياسات المقارنة في جامعة النجاح حسن أيوب، أن الخطوة تنطوي على مخاطر حقيقية تتعلق بتهجير قسري صامت وممنهج لسكان قطاع غزة.

وقال إن الأمر يدخل في سياق خطة ممنهجة تبدأ باستخدام سلاح التجويع وتدمير البنية التحتية بالقطاع، وتحويله إلى مكان لا يصلح للحياة، ثم يوضع موضوع المساعدات الإنسانية بيد إسرائيل، مما يعني الالتفاف على القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، والعمل على مساعدة من يريد مغادرة القطاع على القيام بذلك عبر الممر البحري.

ويرى أيوب أن خطة التهجير القسري تلك هي السبب الرئيسي لتعطل المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة في غزة، كما يرى أن رفض إسرائيل عودة السكان إلى شمال القطاع، وعدم انسحابها منه مؤشر إلى أن تل أبيب لا تزال ملتزمة بخطتها الرئيسية الرامية لإفراغ قطاع غزة من سكانه.

المصدر :

الجزيرة

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

وزارة الصحة في غزة تكشف عن أحدث حصيلة للقتلى منذ 7 أكتوبر 2023

(CNN)-- قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت، إن حرب إسرائيل على غزة أدت إلى مقتل 50,277 فلسطينيا على الأقل، وإصابة 114,095 آخرين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأفادت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة القتلى تشمل ما لا يقل عن 921 فلسطينيا قُتلوا، و2054 شخصا أُصيبوا منذ 18 مارس/آذار من العام الجاري، عندما جددت إسرائيل هجماتها على القطاع، منهية بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر أسابيع مع حركة "حماس".

وفي الوقت نفسه، قالت قوات الدفاع المدني في غزة، الجمعة، إنها رصدت مشاهد للدمار في رفح أثناء البحث عن فريق من عمال الطوارئ المفقودين.

وقُتل أو فُقد أكثر من 10 من عمال الإغاثة والطوارئ في غزة خلال الأيام القليلة الماضية، في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل هجومها العسكري المتجدد على القطاع الفلسطيني بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر لشهرين.

مقالات مشابهة

  • صحيفة (يسرائيل هيوم) تكشف الفجوة بين إسرائيل و(حماس) في المفاوضات
  • في مشهد مأساوي.. محافظة رفح تودع أهلها بعد التهديدات الإسرائيلية
  • فتح ميناء رفح البري لليوم الـ14 أمام وصول مصابي غزة للعلاج بمصر
  • الاحتلال الإسرائيلي يوجه أوامر بإخلاء رفح وسط تصاعد الأوضاع في غزة
  • عاجل | القناة ١٢ الإسرائيلية: الجيش يشن موجة هجمات واسعة على قطاع غزة وسماع دوي انفجارات عنيفة في المنطقة
  • وزارة الصحة في غزة تكشف عن أحدث حصيلة للقتلى منذ 7 أكتوبر 2023
  • هولندا تكشف عن هوية منفذ هجوم أمستردام
  • مصادر تكشف عن تسريبات حول مفاوضات القاهرة.. هل تشهد
  • الجيش الإسرائيلي ينسف مباني سكنية في رفح
  • وفد حوثي زار القاهرة والتقى مسئولين في جهاز المخابرات المصرية.. مصادر تكشف السبب