جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-04@10:04:34 GMT

الجولات الميدانية لمحافظ ظفار

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

الجولات الميدانية لمحافظ ظفار

 

عماد الشنفري

ليس بالأمر السهل أن تقضي أيامًا في الصحراء والبادية تتجول من ولاية لأخرى لتتفقد أحوال الناس وتستمع إلى الجميع، قد يرى المشاهد على شاشة التلفاز أن العملية لا تتعدى كونها جولة أشبه بالسياحية بين أرجاء الوطن، ولكن الحقيقة أنها عملية مرهقة وشاقة؛ حيث تظل تنتقل من ولاية لأخرى، ومن قرية إلى قرية، ومن مشروع إلى آخر، وتلتقي بالشيوخ والشباب والنساء، وتناقش الجميع، وتحاور، وهكذا يكون يومك من السابعة صباحًا إلى العاشرة ليلًا.


 

لا تتوقف إلّا للصلاة وتناول وجبة الغداء تقف تحت الشمس بالساعات وأنت تعاين المشاريع وتسأل عن تفاصيلها الدقيقة في أجواء أحيانًا ماطرة وأحيانًا مغبّرة من ثمريت، وبعدها بأيام إلى ولاية شليم وجزر الحلانيات، ومن ثم الشويمية، ثم ولاية مقشن، تظل تجوب المناطق عدة ليالٍ دون توقف. هذا بلا شك عمل مرهق وشاق وليس ترفيهًا أو متعة. وهكذا كانت الزيارات الميدانية لصاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار. وكوني عضوًا بالمجلس البلدي لمحافظة ظفار ورئيس اللجنة الصحية والبيئية، فقد رافقت سموه ضمن الوفد المرافق له من مسؤولين وعسكريين ورؤساء الوحدات الخدمية بالمحافظة، وسعادة الدكتور أحمد الغساني رئيس بلدية ظفار، ومدراء العموم. وكان الوفد يضم كل مسؤول بالمحافظة، ولم يكن وجودهم للاستعراض؛ بل كان صاحب السمو يستمع للمواطنين، وعندما تتعلق المطالبات بالخدمات يوجه السؤال مباشرةً للمسؤول عن المؤسسة الخدمية بالمحافظة؛ ليرد، وعندما كانت هناك شكوى، فإنه يطلب الإجابة من المسؤول مباشرة.

لقد كانت لقاءات صاحب السمو محافظ ظفار، بمثابة برلمان مفتوح دون محاذير، ومما أثار إعجابي أنه قدّم لقاءات الشباب أولًا ليستمع إليهم والى أفكارهم وتطلعاتهم، ومن ثم يجتمع بآبائهم من الشيوخ حتى ينقل إليهم أفكار أبنائهم. وفي ظل النهضة المتجددة وصلت الخدمات من طرق ومراكز صحية ومدارس الي مختلف أرجاء الوطن، وإن كانت ذات كثافة سكانية محدودة. ولعل أبرز ما تم طرحه بهذه اللقاءات كانت تتعلق بالباحثين عن عمل، ورغم أن الإعداد ليست بتلك الأعداد الصعب حلها، إلّا أن عدم وجود كثير من القطاعات التصنيعية والخدمية بتلك الولايات يجعل العدد كبير مقارنة بسكان كل ولاية أو نيابة. ومن المهم إيجاد حلول لهولاء الباحثين عن  عمل في مناطق سكانهم لأسباب كثيرة؛ منها: أن توفير سبل العيش بها يشجع أبناءها على البقاء بالولاية حتى لا يرتحلون إلى المدن، كما إن الحياة تعمر بشبابها، ونزوح الشباب إلى المدن الكبيرة يجعل من تلك الولايات الصحراوية قرى خاوية على عروشها لا تدب فيها الحياة، ولعلنا نحتاج إلى بعض المُغريات التي ربما نُفكِّر بها بصوت عالٍ لنُشجِّع أبناءها على البقاء بتلك القرى، مثل الإعفاء من رسوم الخدمات كالكهرباء أو المياه، أو دعم تلك الخدمات بالمناطق الصحراوية، كما إن الشركات الكبرى العاملة بهذه الصحراء؛ سواء كانت نفطية أو معدنية أو زراعية، عليها أن تتحمل هذه المسؤولية وان تبادر إلى توظيف هؤلاء الشباب.

وعندما نرى مساحة عمان الشاسعة وتنوع جغرافيتها، نُفكِّر لماذا لم تُستغل هذه المناطق وما الذي يمنع أن يتحول شاطئ الشويمية إلى مدينة سياحية كبرى على هذه الرمال؟ وما الذي يمنع أن يكون لدينا ميناء اقتصادي أيضا في شربثات أو الشويمية ونستغل الميزة التي وهبها الله لعمان من شواطئ تمتد لآلاف الكيلومترات؟ وما الذي يمنع أن تكون هناك مدينة اقتصادية زراعية كبرى في ثمريت لتكون سلة الخليج الغذائية؟ ما الذي يمنع أن نقيم مدينة ترفيهية سياحية أو منتجعًا سياحيًا في مقشن؛ كون خط "صلالة- آدم" يمر بها، ويمكن أن يقيم السائح عدة أيام في المدينة؟!

كثيرة هي الأفكار التي يمكن أن تُنمّي تلك المدن والقرى، لكن يبقى توفير الخدمات بمثابة شريان الحياة لها، وهذا ما كان يستمع له صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، من شيوخ وشباب تلك الولايات. وما زال مشهد ذلك الرجل المسن عندما قاطع حديث سموه، وهو على خشبة المسرح ليعطيه رسالة مطالب شخصية، فمنعه الحرس، لكن سموه وقف من على كرسيه بالمسرح وطلب من الحرس السماح له، وذهب إليه يأخذ الرسالة، ويسلِّم عليه. كما لا أنسى مشهد المرأة التي استوقفته أمام أحد أبواب مؤسسة حكومية لتشرح له مشكلة تواجها، فلم يتجاوزها؛ بل وقف ليستمع إليها واستدعي الجهة المسؤولة وطلب حل مشكلتها.

ما لم يطلع عليه المتابعون للزيارات، أن هناك قضايا طرحت من المواطنين كان صاحب السمو السيد المحافظ يستدعي المسؤولين المعنيين عنها أثناء استراحته بقاعة صغيرة؛ ليتناقش معهم حول سبل حلها في نفس اليوم. ولم ينتظر حتى يرجع أو يخاطب الجهة؛ بل كان يحاول حلها في وقتها، حتى في أثناء استراحته.

هذه الجولات والزيارات تمثل ترجمة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بحث المحافظين على الالتقاء بالمواطنين والحوار معهم وتسهيل كل الصعوبات من أجل إيجاد حياة كريمة للمواطن. ورغم أن محافظة ظفار مترامية الأطراف، إلّا أن سموه أخذ على عاتقه أن يطلع بنفسه على كل قرية ومدينة في المحافظة، ويستمع لأبنائها وشيوخها.

وختامًا.. نتوجه بالشكر إلى صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد؛ ونقول إن ظفار محظوظة باختيار جلالة السلطان لسموه، ليكون محافظًا لظفار، يعمل ليل ونهار من أجل الوطن، ولا ينازعني شك أننا سنرى المحافظة خلال السنوات المقبلة قد حققت نقلة نوعية في مختلف المجالات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حاكم عجمان وولي عهده يستقبلان أوائل الثانوية العامة بالإمارة

استقبل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بحضور سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، في مجلسه بديوان الحاكم اليوم، 13 طالبا وطالبة من أوائل الصف الثاني عشر في مدارس القطاع الحكومي بالإمارة للعام الدراسي 2023-2024، وأولياء أمورهم وعددا من القيادات والكوادر التربوية والتعليمية في عجمان، ضمن مبادرة أوائل عجمان التي أطلقها مكتب شؤون المواطنين في الإمارة لتقدير أوائل الثانوية وأولياء أمورهم وتشجيعهم على مواصلة التميز.

وثمّن صاحب السمو حاكم عجمان، جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ نائب رئيس الدولة؛ رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي” رعاه الله”، لدعمهما المتواصل لمسيرة العلم وإيمانهما المطلق بدور العلم والمعرفة في تطور ونماء الشعوب والانطلاق في رحاب الازدهار والتطور.

وهنأ سموه بهذه المناسبة الطلبة والطالبات أوائل الثانوية العامة وأولياء أمورهم، بهذا الإنجاز العلمي، الذي سيكون دافعا لهم في مسارهم الدراسي لمواصلة دراساتهم الجامعية، بذات التفوق والتميز والوصول للمراكز الأولى.
وقال سموه:”سعداء بلقائكم، وفخورون بما وصلتم إليه من إنجاز كبير في مسيرتكم التعليمية، ونتمنى لكم مواصلة طريق التفوق في مختلف التخصصات العلمية، فأنتم تمثلون الكفاءات الوطنية التي نعتز بها لبناء الوطن”.

وأكد صاحب السمو حاكم عجمان أن “التعليم يتصدر أولويات الدولة، فهو ركيزة رئيسة لتحقيق التنمية والتقدم على المستويات كافة والعلم قاطرة تقدم الأمم، والسبيل لتعزيز نهضتها المنشودة”.

وأضاف سموه أن حكومة عجمان تولي اهتماما كبيرا بالعملية التعليمية، وتوفيرها لجميع الفئات، وتسخر إمكاناتها كافة للوصول بها لأعلى المستويات، كونها الأساس في تنمية العنصر البشري، وقناعتنا راسخة بأن الاستثمار في أبنائنا الطلبة، هو الاستثمار الحقيقي للتنمية المستدامة”.

وأثنى سموه على جهود القائمين على العملية التعليمية في دولة الإمارات، لدورهم في إعداد أجيال مؤهلة بأعلى الدرجات العلمية، وقادرة على المساهمة في بناء مستقبل مشرق لدولة الإمارات.

وأثنى صاحب السمو حاكم عجمان على جهود أولياء أمور الطلبة المتفوقين، معبرا عن شكره وتقديره لحرصهم على دعم أبنائهم وتوفير مقومات النجاح والتميز كافة لهم.

وتبادل صاحب السمو حاكم عجمان وسمو ولي عهده الحديث مع الطلبة، حول جوانب مختلفة من اهتماماتهم العملية والتعليمية والمعرفية وطموحاتهم المستقبلية، وأهدافهم على الصعيد الشخصي والمهني، وأفكارهم التي ستشكّل طريقهم في خدمة مجتمعهم ووطنهم ودورهم المرتجى في دعم ركائز التنمية الشاملة بالدولة.

وأعرب سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي عن اعتزازه بلقاء الطلبة الأوائل، مؤكدا أنهم نموذج يفخر به كل إماراتي.. وقال سموه :”بكم ستجني الإمارات ثمار دعمها الكبير للعملية التعليمية، وبسواعدكم سيبني الوطن مستقبله، وبمواصلة تميزكم سيمضي نحو تعزيز مكتسباته وتحقيق نهضته الشاملة”.

وأضاف سموه أنه بدعم وتوجيهات صاحب السمو حاكم عجمان، تضع الإمارة دعم التعليم في مقدمة اهتماماتها ولا تدخر جهدا في سبيل الوصول به لأعلى المستويات وفقا لأفضل المعايير العالمية، وذلك بتوفير كافة مقومات النجاح والتميز للعملية التعليمية، والوصول بأبناء الوطن لأعلى الدرجات العلمية، فهم الأساس الذي تستمر به مسيرة الريادة والتقدم.

من جانبهم تقدم الطلاب والطالبات الأوائل بالشكر إلى صاحب السمو حاكم عجمان، وسمو ولي عهده، وأعربوا عن سعادتهم الكبيرة بهذا الاستقبال، مؤكدين أن هذا اللقاء أكبر تكريم لهم.

وأكد الطلبة أن هذا الاستقبال يعكس اهتمام القيادة بأبنائها وهو لقاء له بالغ الأثر في تحفيزهم على مواصلة مسيرة التميز في خططهم الدراسية العليا، ليردوا الجميل للوطن الذي أولاهم بالغ الاهتمام، حتى يسهموا بعلمهم في دعم ركائز التنمية والتقدم.

حضر اللقاء معالي الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي رئيس ديوان حاكم عجمان والشيخ راشد بن عمار النعيمي نائب رئيس نادي عجمان، وسعادة الشيخ عبدالله بن ماجد النعيمي مدير عام مكتب شؤون المواطنين، وسعادة مروان عبيد المهيري مدير عام الديوان الأميري، وسعادة يوسف النعيمي مدير عام دائرة التشريفات والضيافة، وسعادة طارق بن غليطة مدير مكتب صاحب السمو حاكم عجمان، وعدد من كبار المسؤولين.وام


مقالات مشابهة

  • حاكم عجمان: التعليم يتصدر أولويات الدولة
  • سلطان يوجه بإضافة صالة رياضية في مدرسة «الفراهيدي»
  • محمد بن راشد يصدر قانوناً بشأن أوشحة وأوسمة وميداليات وشارات محمد بن راشد آل مكتوم
  • حاكم عجمان وولي عهده يستقبلان أوائل الثانوية العامة بالإمارة
  • عين دربات.. وجهةٌ سياحيّة بمحافظة ظفار ذات مناظر ساحرة تأسر الألباب
  • إزالة 455 طناً من المخلفات في «المهبولة»
  • أمير منطقة تبوك يستقبل المواطنين في اللقاء الأسبوعي
  • محمد بن زايد يهنئ محمد ولد الشيخ الغزواني بإعادة انتخابه رئيساً لموريتانيا
  • محمد بن زايد يهنئ محمد ولد الشيخ الغزواني بإعادة انتخابه رئيساً لموريتانياً
  • عين دربات.. وجهة سياحية ذات مناظر ساحرة بمحافظة ظفار