رسالة إلى جامعة السلطان قابوس
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
سلطان بن ناصر القاسمي
تعد جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان من الروافد التعليمية المميزة في المنطقة؛ حيث تتسم ببيئة أكاديمية حديثة ومتطورة، كما تحظى الجامعة بسمعة عالمية تعكس الجودة العالية لبرامجها التعليمية والبحثية، ويعزى نجاحها إلى التركيز الدائم على تقديم تعليم متميز وتطوير القدرات البحثية. وجديرٌ بالذكر أن الجامعة تحتل مكانة متقدمة في تصنيف الجامعات العالمي، مما يجعلها واحدة من المراكز الأكثر تميزًا وتفوقًا في المجال الأكاديمي.
الدراسة في جامعة السلطان قابوس بدأت في عام 1986، وكان عدد الطلبة الدارسين قليلًا نسبة إلى ما هو عليه الآن. كما إن عدد الكليات كان أقل عمّا كانت عليه الآن وبالتالي ومع مرور السنوات ازداد عدد الطلبة الدارسين والطاقم الأكاديمي والإداري فيها، وازداد الازدحام في جميع الأوقات؛ وذلك من خلال عدم انسياب الحركة المرورية في حرم الجامعة؛ مما يسبب ذلك تأخر بعض الطلبة عن الحضور في الوقت قبيل بدء المحاضرات، كما يتسبب كذلك في عدم إيجاد المواقف الصحيحة للسيارات، مما ينتج عن ذلك كثرة المخالفات المرورية على الطلبة في حال تم إيقاف سياراتهم في أماكن غير مسموح الوقوف بها. علما بأنَّ هؤلاء الطلبة في هذه الحالة مخيرين بين أمرين؛ أحدهما أمر من الآخر، وهما: التأخير عن الحضور إلى المحاضرة، أو المخالفة المرورية؛ وهذه مخالفة وتلك مخالفة أخرى!
وعليه.. فإنني أناشد إدارة الجامعة والقائمين عليها، التفكير الجاد في البحث الفوري عن الحلول الممكنة في توفير المواقف أو البحث عن حلول أخرى تساعد الطلبة في حل تلك المشكلة؛ لإيجاد بيئة دراسية مناسبة لهم دون التفكير في أمور لا علاقة لهم بهاـ غير أن الوضع القائم في الجامعة هو المتسبب في تلك المشكلة، من خلال عدم توفر وسائل النقل العامة الكافية التي من الممكن أن تنقلهم من مقر سكنهم إلى الجامعة والعكس.
وعندما بدأت الجامعة في الدراسة في أعوامها الأولى كان جميع الطلبة يقطنون في سكن الحرم الجامعي ولا يمتلكون السيارات الخاصة وتجدهم يتحركون بسهولة ويسر من السكن إلى الكليات والعكس. كما إن مجيئهم من منازلهم وذهابهم إلى الجامعة كان عن طريق سيارات ذويهم، وعليه لم نكن نشاهد هذه المشكلة سابقًا، إلّا أن ذلك يتطلب الآن التفكير. كما إن عدم التحرك الآن في إيجاد وسائل بديلة لحل مشكلة المواقف مع كثرة استيعاب الطلبة واستخدام السيارات الخاصة وإقامة الطلبة خارج الحرم الجامعي، كل ذلك ساهم في زيادة حجم مشكلة الازدحام المروري، وكذلك في مواقف السيارات التي من وجهة نظري قليلة جدًا مقارنة بأعداد الطلبة والعاملين في الجامعة؛ حيث إن عدد العاملين يزداد مع زيادة الاختصاصات، والكليات، وبالتالي فإن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة مسبقة.
إن تبعات ازدحام المواقف- كما ذكرتها أعلاه- تتسبب في زيادة المصاريف وترهق الأسر وخصوصًا الأسر البسيطة ذات الدخل المنخفض والمتوسط في تسديد المخالفات المرورية الناجمة عن وقوف أبنائهم في أماكن غير مسموح الوقوف فيها، آملًا في عدم التأخر عن المحاضرة، وبالتالي محاسبتهم من قبل الأكاديميين وخصم في درجاتهم؛ مما يؤدي إلى نزول في معدلاتهم التراكمية، وقد يترتب عليهم التحصيل الضعيف وربما يتسبب ذلك في فصلهم من الجامعة. وهذا اجحاف في حق الطلبة تسببت بها مشكلة عدم إيجاد المواقف الكافية بحرم الجامعة والزحمة المرورية.
لذا أوجه ندائي إلى المسؤولين في الجامعة لايجاد مواقف مناسبة لطلبة الجامعة وذلك من خلال ايجاد مساحات مناسبة يتم بها انشاء مواقف ذات طوابق؛ سواء من خلال إيجاد مستثمر أو حتى على نفقة الجامعة، مع تسليم الطلبة بطاقات دخول لتلك المواقف لكل طالب يمتلك سيارة خاصة يحضر بها من وإلى الجامعة، حتى إن وُضِعَت بعض الرسوم البسيطة لكل شهر، بحيث لا تتعدى تلك الرسوم 5 ريالات، مع مقترح بربط تلك المواقف بعربات مترو داخلي بحرم الجامعة على أن تتحرك تلك العربات بتجاه الكليات والأماكن الإدارية والخدمية بحرم الجامعة.
إن التفكير الجاد في هذه القضية مسؤولية جماعية، ونطالب إدارة الجامعة والقائمين عليها باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تلك الاقتراحات، بما يسهم في توفير بيئة دراسية مثلى ويعزز رفاهية الطلبة. والاستثمار في تلك الحلول لن يكون فقط لصالح الطلبة؛ بل سينعكس إيجابًا على سمعة الجامعة ومكانتها كمركز تعليم عالٍ يُحدث تأثيرًا إيجابيًا في المجتمع.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جامعة صحار تعتزم تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي مع هولندا
مسقط- الرؤية
استلهمت جامعة صحار من الزيارة الرسمية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى مملكة هولندا، تعزيز علاقاتها الأكاديمية والبحثية؛ حيث عزمت على توسيع تعاونها مع مؤسسات التعليم العالي والشركات الهولندية في مجالات التعليم، والبحث العلمي، والابتكار.
وأكد الدكتور حمدان بن سليمان الفزاري رئيس جامعة صحار، أن الجامعة مُلتزمة بتوسيع آفاق التعاون مع الشركاء في هولندا من أجل تقديم حلول مبتكرة وفعالة تسهم في دعم رؤية "عُمان 2040"، مشيرًا إلى أن الجامعة تسعى جاهدة لبناء مكانتها العالمية من خلال الشراكات الوطنية والدولية في مجالات التعليم النوعي، والبحث والابتكار، وخدمة المجتمع.
وتأتي هذه الخطة ضمن أهداف جامعة صحار الاستراتيجية، حيث تسعى إلى تعزيز حضورها العالمي وتوسيع شراكاتها الدولية بما يسهم في تحقيق رؤية الجامعة للتميز الأكاديمي وخدمة المجتمع. وقد بدأت علاقات التعاون مع الجانب الهولندي من خلال مشروع مشترك مع جامعة دلفت للتكنولوجيا وميناء صحار لدراسة إمكانية استخدام مياه البحر العميق في متطلبات التبريد الصناعي.
وفي مرحلة سابقة، تعاونت الجامعة مع شركة "Vibers" الهولندية لتطوير منتج ترويجي مبتكر باستخدام البلاستيك الحيوي، بهدف نشر الوعي البيئي حول أهمية استخدام المواد المستدامة. وتبنّى ميناء صحار هذا المنتج وأصبح قيد الاستخدام، مما شكّل خطوة ناجحة فتحت المجال أمام انضمام الجامعة إلى تحالف بحثي كبير يضم عددًا من الجامعات والشركات من عُمان وهولندا، ويعمل على تنفيذ مشاريع بحثية رائدة، أهمها مشروع "بلو هارفست" الهادف إلى إيجاد حلول مستدامة تعتمد على المواد الحيوية والطبيعية لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وخلال هذا الأسبوع، وبالتعاون مع سفارة مملكة هولندا في مسقط، شاركت جامعة صحار في إطلاق تحالف علمي جديد تحت اسم "شبكة البحث والتعليم في مجالي الطاقة والمياه (RENEW)"، والذي يركّز على تطوير مشاريع بحثية ذات أولوية في مجالي الطاقة والمياه، مع التطلع إلى ابتكار تقنيات ومنهجيات جديدة تُسهم في حل مشكلات واقعية على أرض الواقع. كما يهدف هذا التحالف إلى نشر المعرفة وتعزيز الوعي بأفضل الممارسات المستدامة في إدارة الموارد المائية والطاقة، إلى جانب تمكين الجيل القادم بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق الابتكار المستدام.
وفي إطار هذه الجهود، تعتزم جامعة صحار تنظيم زيارة عمل إلى هولندا بمشاركة عدد من ممثلي القطاع الصناعي، لاستكشاف المزيد من فرص التعاون، خاصة مع شركة Bemo Rail BV وغيرها من الشركات الصناعية الهولندية.