«الفرحة فرحتين».. بدء صيام المسلمين والمسيحيين في مصر غدا
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
يتعانق الصوم الكبير وصيام شهر رمضان هذا العام معا كما تتعانق المنارة التي يخرج منها صوت القس مُصليًا «الصوم والصلاة هما اللذان عمل بهما الأنبياء والرسل»، مع المئذنة التي يُسمع منها صوت الشيخ مناديًا «الصلاة خيرٌ من النوم».
الكنيسة تبدأ الصوم الكبير غدا الاثنين لمدة 55 يوماوتتلاحم أيام الصوم معًا، حيث تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصوم المقدس، أو الصوم الكبير غدا الاثنين 11 مارس لمدة 55 يومًا مع صيام شهر رمضان الكريم الذي يكون أول أيامه غدا، بحسب ما أعلنت دار الإفتاء منذ قليل، والتي وصفها القس جوارجيوس القمص فيلبس، كاهن كاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس بمدينة العاشر من رمضان، خلال حديثه لـ«الوطن» أنها أقدس أيام السنة التي يصوم فيها المؤمنون فيشعرون بجو من الروحانية والعمق في العبادات، والبعد عن الشرور والخطايا.
فهناك أرضية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين، فقد اجتمعوا خلال أيام الصوم الكبير وشهر رمضان على الاهتمام بالعبادة والصلاة والفضائل، مثل الحق والرحمة والعدل، وقال كاهن العاشر من رمضان في هذه الأيام المباركة تزداد الروابط فنجد أن مِصر كلها صائمة.
وأضاف القس جورجيوس: مصرنا الصائمة المباركة بأصوامها وعبادتها، مصر التي عبرت جبال من المصاعب والأزمات والضيقات الكثيرة، وشقت في وسط هذه الجبال طرقًا ممهدة ومدن ومساكن ورعاية صحية وتقدم علمي، نصلي جميعنا، ونتضرع من قلوبنا الصائمة، لتنمو مصرنا الغالية وتسمو وترتفع بقوة الله الذي نتعبد له.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصيام الصوم الكبير الكنيسة الصوم الكبير 2024 الصوم شهر رمضان رمضان الصوم الکبیر
إقرأ أيضاً:
“حيدرة القسَّام”.. بسكِّين أهان جيشًا
عندما تنتابنا لحظات ضعف، وتتكالب علينا الهموم والأحزان، نرى الأبنية تتهاوى علينا وعلى من نعرفهم يشتدُّ التَّجويع ويتكرَّر التَّهجير مرَّةً ومرَّات، يطلَّ أبناء القسَّام، وهم يخرجون من باطن الأرض أو من البيوت المهجَّرة الَّتي تخشى الأشباح التَّخفِّي فيها، تواسينا بطولاتهم وتثلج صدورنا، تبشِّرنا بالانكسار القريب لجدار الظُّلم لجيش لا يعرف شيئًا عن أخلاق الحروب، ولد من حرم العصابات اللَّقيطة من المافيات وقطاع الطُّرق وسمِّ نفسه زورًا “جيشًا”. يكتب المقاومون معجزات لا تستطيع أعتى قوَّات الكوماندوز في العالم تنفيذها، ولا تحدث بالواقع وإنَّما شاهدها العالم في أفلام الدِّراما القتاليَّة، أو في غزَّة حصرًا وفقط، فهي بطولات استثنائيَّة بطابع فريد، تنفيذها يحتاج تجاوز مخاطر قلَّة من يستطيع تحمُّلها في هذا العالم. هجوم المقاوم القسامي بسكين على ضابط إسرائيلي وثلاثة جنود والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم ليس حدثًا عاديًا ولا حدثًا نوعيًا حتى وإنما بطولة أسطورية تنفيذها يحتاج مقاومًا شجاعًا فدائيًا بطلًا. نجاح العملية البطولية يعني أنه في حالة مدنية أعزلا بلا سلاح، باستثناء سكين، وأمامه ضابط وثلاثة جنود مدججين بالسلاح، تحرسهم دبابة أو أكثر، وطائرة مسيرَّة في السماء أو أكثر، ليس من السهل الاقتراب منهم لأنهم ليسوا بمواقع الخطوط الأمامية في المعركة، وإنما دائما يتواجدون خلف الآليات أو السواتر الترابية لا يتواجدون بمنطقة إلا قبل التأكد من تدمير كل معالم الحياة فيها. ينقضُ على الضابط في معركته الأولى وجهًا لوجه، تتلاشى المسافة ويلتصق الاثنان، تتواجه عدالة القضية مع الزيف الكاذب، الضحية مع الجلاد، العقاب والثأر، الأسدُ والنعامة، الحق والظلم، مقصلة العدل.
تبدأ حلقة القتال في ثوانٍ قليلة تنتهي المعركة لـصالح “فارس غزة” يذكرني المشهد، عندما قام الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – والملقب بـ “بالحيدرة” بمبارزة عمرو بن عبد ود في غزوة الخندق ووحده علي من قام لمبارزة “عمرو” الذي استهزأ بعلي لصغر سنه، لكن علي ضربه ضربة على رأسه فشجه، وكبر المسلمون، ابتهاجًا، لو كنا نشاهد حلبة القتال لكبرنا، وحق علينا التكبير الآن. بدهشة استسلم الجنود للمعركة التي انتهت بثوانٍ تحت مرأى عيونهم، فأجهز عليهم بسكينه وهم لا يجرؤون على إشهار أسلحتهم التي تجمدت أمام شجاعة “حيدرة القسام” هذا الوصف الدقيق لشجاعة المقاتل الفذة، وبطولته الخارقة والاستثنائية، التي كسر بها قوانين الشجاعة. يمكن اعتبار الحادثة بأنها أكبر إهانة عسكرية لجيش الاحتلال خلال المعركة تضاف لسلسلة عمليات أخرى أذلت فيها المقاومة جيش الاحتلال خاصة ما حدث في 25 موقعا عسـ كريا اقتحمتها يوم 7 أكتوبر، وأكبر دليل على التفوق العسكري للمقاومة في الالتحام المباشر بعيدا عن الدبابات والطائرات. فلا زالت المقاومة وبعد مرور 14 شهرا على الحرب الإسرائيلية على غزة، تكبد جيش الاحتلال خسائر مادية وبشرية كبيرة، اعترف بمقتل 818 جنديا منذ بداية الحرب، وهو رقم لا زال محل تشكيك من خبراء عسكريين معتقدين أن العدد الحقيقي أكبر بكثير.