لا شيء مثل الطبيعة والإبداع يذكرنا بالوفرة التي هي سمة هذا الكون، قبل أيام زرت معرض ملتقى إشراقة لرسم صورة السيدة الجليلة في مقر جمعية المرأة العمانية بمسقط، بصحبة ثلة من عضوات بيت القراءة اللائي يشاركن في امتهان الرسم، لكنني كنت مشتغلة عنهن بموضوع مختلف تماما، بحكم اهتمامي بالثقافة المالية، فطوال تلك الجولة كنت مسحورة بجمال الإبداع في كل التفاصيل، لكن فكرة واحدة شغلتني وهي فكرة الوفرة اللامحدودة في هذا الكون، فالمرسم كله خصص لرسم صورة السيدة الجليلة، والكثير من الرسامين اختاروا الصورة ذاتها لإعادة رسمها، لكن التنوع في الرسم كان مذهلا، سواء من حيث الأدوات المختارة في الرسم كالرصاص والفحم والألوان الزيتية والمائية إلى تنوع درجات الألوان التي بدت لي لا نهائية سبحان الله.
عكس الرسامون كثيرًا من رؤاهم ومشاعرهم في تلك الرسومات التي بدت مختلفة تماما، ومتطابقة تماما في آن معًا، فإذا كان هؤلاء الرسامون قد استطاعوا استخراج كل هذا الإبداع في لوحاتهم، فكيف لنا أن نتبنى الندرة، كل شيء متوفر من حولنا وبشكل لانهائي، الكون كله في اتساع وتكاثر دائم، والمال ليس استثناء على الإطلاق.
المال متوفر من حولنا بكثرة، تماما كتوفر هذه الألوان بهذا الشكل، استوقفتني رسمة اختارت الرسامة فيها استخدام الرصاص، ورسام آخر استخدم الفحم، وقفت مسحورة أمام درجات اللون هذا وما يمكن أن يستخرج منه.
سبحان الله، نحتاج فعلًا لإلغاء كل معتقداتنا تجاه المال، وكل ما نعرف عنه، ونعيد اكتشافه من جديد، فهو مثال رائع أيضا عن قانون الوفرة، فكل ما حولنا قابل أن يتحول إلى مال، لكننا اخترنا تبني عقلية الندرة التي جعلتنا في حالة تنافس على فرص محدودة من الوظائف والمشروعات، حتى أننا اعتقدنا سلفًا أنه مقدر لنا الفقر ومحدودية الفرص باسم توزيع الأرزاق، التي جعلتنا نعزف عن السعي الذي أمرنا به، ونعزف عن المحاولة مقيدين بفكرة الأرزاق الموزعة وهي وإن كانت صحيحة جزئيًا إلا أن الرزاق الكريم جعلنا مخيرين في أمور كثيرة من حولنا، بما في ذلك السعي للرزق.
تبارك الله الرزاق المنان.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي بهدف الاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى الشعب اللبناني في السرايا اليوم.
وقال رئيس اللجنة وكيل وزارة التجارة السيد ستار جبار عباس الجابري بعد اللقاء:"كان لنا اليوم لقاء مع الرئيس ميقاتي استعرضنا ما قدمه العراق من منح ومساعدات وموقف العراق المبدئي والثابت تجاه الشعب اللبناني خلال الفترة الحرب الظالمة، حيث قدم العراق الكثير من الدعم السياسي والمالي واللوجستي ، وهذا الدعم تضمن آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية وسائر المستلزمات. كذلك قدم العراق خلال فترة الحرب التي شنت على الشعب اللبناني مساعدات في المجال الطبي والغذائي ، مثلا هناك 320,000 طن مساعدات قدم من الشعب العراقي إلى الشعب اللبناني."
اضاف:" خلال هذه الزيارة تم عرض ما تم تقديمه في الفترة السابقة ، وأيضا خطة ما بعد الحرب التي وقعت على الشعب اللبناني، واليوم هذه اللجنة مكلفة بمهمتين ، الأولى تقديم المساعدات الآنية والإغاثية إلى المتضررين من الشعب اللبناني، وكذلك الى النازحين من الشعب السوري ، وقد جهزت هذه اللجنة ما يقارب ٣٠ الف سلة غذائية سوف تنطلق يوم غد إلى مختلف المناطق في لبنان، لتقديمها إلى المحتاجين والمتضررين من الحرب الظالمة. كذلك أيضا سوف تقوم هذه اللجنة بإعداد تقرير بالمناطق المنكوبة والمتضررة،وستقوم اللجنة برفع تقريرها الى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وهناك توجه للحكومة العراقية لتقديم ما يمكن تقديمه لمساندة الشعب اللبناني، من خلال تبني قطاع معين، سواء كان قطاعا صحيا أو تربويا ، أو تبني منطقة معينة للمساهمة في الاعمار، و لا شك ان هناك بعض الدول سوف تكون مساهمة ومشاركة في إعمار لبنان، لكن العراق سوف يكون حاضرا وفاعلا إن شاء الله بهذه الحملة، والعراق علاقته مع الدولة اللبنانية ومع الشعب اللبناني علاقة موروثة وتاريخية، وهناك الكثير من المساعدات التي قدمت في الفترة الماضية، وأيضا هناك توجه، إن شاء الله، وتبنّ واضح وصريح وحقيقي من قبل الحكومة العراقية وكل أطياف الدولة العراقية ومكوناتها لدعم الشعب اللبناني والاستمرار في هذا الدعم بإذن الله تعالى."
وختم بالقول: ان دولة الرئيس ميقاتي اثنى على مواقف العراق الداعمة، وذكر كل تلك المواقف التاريخية وما قدمه العراق وإن شاء الله سيستمر العراقي بدعمه للشعب اللبناني."