"العبارات الوطنية".. ومسارات الولايات الساحلية
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
عمير العشيت **
alashity4849@gmail.com
تمثل الشركة الوطنية للعبارات، أحد أهم المساهمين في النقل البحري اللوجستي في السلطنة، وهي من الشركات الرائدة في المجموعة العمانية العالمية للوجستيات "أسياد"، وتعتبر الناقل البحري الرسمي للمسافرين بين محافظات السلطنة، وتأسست عام 2008، ومن أهم أهدافها المعلنة على موقعها الرسمي في الإنترنت السعي لدعم الربط بين مناطق وموانئ السلطنة وتسهيل حركة النقل البحري بين المواطنين والسياح ونقل البضائع على مدى الشريط الساحلي.
وتذكر الشركة في صفحتها الرئيسية أن أسطولها- المكون حاليًا من 8 عبارات- يقوم بتغطية 6 وجهات. كما عبرت عن سياستها في تشجيع ثقافة استخدام النقل البحري والسعي إلى ربط أرضي متكامل وأيضا تشغيل الباحثين عن عمل، وأن تكون لدى الشركة بنية تحتية فعالة، وتقليل الازدحام في المدن، وأن تقدم وصلات ربط إلى المدن الرئيسية القريبة.
والشركة لديها عدة مسارات بحرية شمال السلطنة ترسو من خلالها العبارات في موانئ دبا وخصب وليما ومصيرة وشنة وشناص، وفق الجداول الزمنية لمساراتها الى المناطق المسجلة، وكنت قد حظيت برحلتين بحريتين في هذه العبارات، الأولى كانت الى جزيرة مصيرة بدأت من مرفأ شنة عبر سفينة تسمى "البوم" قبل تشغيل المسار البحري للعبارات، ومن المصادفة ان رحلتي كان هدفها تمهيد ميداني لكتابة مقال حول وجود عبارات للمسار البحري لمصيرة.
أما رحلتي الأخرى فكانت لمحافظة مسندم، وكانت من أروع الرحلات البحرية التي عشتها؛ حيث استمعت بجمال الطبيعة الخلابَة، ومشاهدة الدلافين وهي تتراقص مع الأمواج بحركات بهلوانية، وطيور النورس تحلق من فوقنا وكأنها سحب متحركة، والخلجان المتدفقة من البحر مخترقة بطون الجبال مشكلة منظرا بديعا تذهل الألباب، والأروع من هذا وذاك ان تجد الطاقم المشغل والقائم بخدمة هذه العبارات كلهم مواطنون لا تفارقهم الابتسامة من وجوههم.
لكن في المقابل، نلاحظ ان محافظتي ظفار والوسطى لم تحظيا بخدمات النقل البحري من الشركة الوطنية للعبارات حتى الآن لنقل المسافرين، مع أنهم في أمس الحاجة إلى هذه الخدمة نظرا لتواجد العديد من الولايات الواقعة على الشريط الساحلي، وبما أن أحد أهداف الشركة هو السعي إلى ربط أرضي متكامل في السلطنة، فلماذا لا تسعى الشركة إلى توسيع أسطولها البحري ليمتد الى الجنوب؟ بدءًا من الدقم وصولا إلى حاسك وصلالة ثم ريسوت ورخيوت؛ حيث تعاني هذه المناطق من شح المواصلات، كما إنها بعيدة عن مؤسسات الخدمات الرئيسية للحكومة وتحتاج الى ساعات طويلة للوصول اليها. وتبرز معانتها اثناء الأنواء المناخية، وفي الطرق الملاصقة للجبال التي تشكل خطورة حقيقية على مستخدمي الطريق، نتيجة تساقط بعض الصخور على جانبيها والانعطافات المتعرجة،ـ واحيانا يتفاجأ الناس بمرور الحيوانات السائبة، وأيضا عدم وجود مسارات برية منتظمة للحافلات التابعة لشركة مواصلات وسيارات للأجرة، وعليه توجد صعوبة في الحصول على سيارات النقل أو الانتظار لأكثر من أسبوع حتي الحصول على وسيلة نقل وبأسعار مرتفعة. ولقد شاهدت هذه الوقائع اثناء زيارتي لنيابة حاسك قبل أسبوعين، وهكذا الحال في الولايات الساحلية الواقعة غرب ولاية صلالة كضلكوت ورخيوت. وكنت أتمنى من المسؤولين متابعة مثل هذه الأمور وإيجاد حلول لها خدمة للصالح العام، ونيابة حاسك تبعد عن ولاية صلالة بنحو 200 كيلومتر تقريبا وتستغرق مدة الرحلة أكثر من أربع ساعات.
وكذلك توجد مشكلة إنسانية خطيرة للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالفشل الكلوي وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع درجة الحرارة عند نقلهم من نيابة حاسك الى المستشفى المرجعي في صلالة؛ حيث إنَّ مركبات الإسعاف التابعة المستشفى محدودة وكذلك الطائرة العمودية لا تستطيع استيعاب الأعداد المتكررة لهذه الحالات، فيضطر المواطنون لنقل مرضاهم بسياراتهم الخاصة متحملين خطورة الوضع.
وختامًا.. نناشد الجهات المسؤولة في الشركة الوطنية للعبارات، ضرورة فتح مسارات بحرية في الجنوب، وسيكون هذا التوجه ذا طابع وطني وإنساني واقتصادي وسياحي، وسيحفز ثقافة استخدام النقل البحري لدى المُواطنين والمقيمين، وسيفتح باب الاستثمار أيضًا.
** كاتب وباحث
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تقرير: كيف تصدت أوكرانيا لأسطول الدفاع البحري الروسي الكبير؟
ربما يكون الجانب البحري للحرب في أوكرانيا الأقل بروزا، حيث إن معظم القتال يدور على الأرض، ومع ذلك فمنذ الساعات الأولى للصراع، هناك قتال شرس من أجل بسط السيطرة على البحر الأسود، المسطح المائي الكبير جنوب أوكرانيا وروسيا.
يقول ستافروس أتلاماز أوغلو الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية، إنه رغم الدفع بأسطول بحري أكبر كثيرا، اضطرت البحرية الروسية إلى التقهقر، حيث فقدت عشرات السفن الحربية وسفن الإسناد في العمليات.
ومما جعل الأمور أسوأ بالنسبة للكرملين، أن أوكرانيا لا تملك اسطولا سطحيا كبيرا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير التقييم الأحدث لاستخباراتها بشأن الصراع الأوكراني إنه قبل حرب روسيا على أوكرانيا عام 2022، اعتبرت القيادة الروسية على نحو شبه مؤكد أن القوات البحرية لروسيا الاتحادية وأسطول البحر الأسود مكونات أساسية لقوتها البحرية.
غير أنه بعد 3 سنوات، تدهورت بشكل خطير قدرات البحرية الروسية بصفة خاصة في البحر الأسود، وتسببت عمليات الجيش والاستخبارات الأوكرانية في تقييد حركتها على العمل.
إعلانوتتفوق البحرية الروسية من ناحية العدد على عدوتها الأوكرانية. وفي الحقيقة، لدى القوات البحرية لأوكرانيا عدد صغير من السفن الكبيرة وسفن الدفاع عن السواحل.
وأضاف أتلاماز أوغلو أنه رغم توجيه ضربات خطيرة للقوات البحرية الروسية، لم تتمكن أوكرانيا من السيطرة بثقة على البحار.
خسائر روسيةوكبد الأوكرانيون روسيا خسائر فادحة من خلال استخدام صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية دمرت أو ألحقت أضرارا بما لا يقل عن 24 سفينة من السفن الروسية العاملة في البحر الأسود منذ 24 فبراير/شباط 2022، ويشمل ذلك إغراق سفينة قيادة أسطول البحر الأسود، الطراد موسكفا من طراز سلافا الذي كان قد تم وصفه في السابق بأنه منصة الدفاع البحري الأكثر تطورا.
وتابع أتلاماز أوغلو أن إغراق الطراد موسكفا كان بمثابة صدمة للكثير من المراقبين الأجانب. وحدث الإغراق في 14 أبريل /نيسان 2022 بعد مرور أسابيع قليلة على انطلاق الحرب.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى القيمة العملياتية لإغراق سفينة سطح قتالية رئيسية للعدو، فإن إغراق سفينة القيادة الروسية أعطى دفعة معنوية للأوكرانيين، وقد يعتقدون الآن أن بإمكانهم تحقيق النصر على روسيا.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية "إنه نتيجة لذلك، اضطر أسطول البحر الأسود الروسي لتحريك كل أصوله الرئيسية من قاعدته التاريخية في سيفاستوبول إلى نوفوروسيسك شرق البحر الأسود.
واضطرت الوحدات الروسية التي تعمل في المنطقة إلى تكييف تكتيكاتها على ضوء ذلك، وتغيير البحار التي تعمل فيها.
واختتمت وزارة الدفاع البريطانية تحديثها الاستخباراتي بالقول إنه رغم أن تحركات اسطول البحر الأسود الروسي قاصرة على شرق البحر الأسود، فإنه يحتفظ بالقدرة على شن هجمات طويلة المدى داخل أوكرانيا لإسناد العمليات البرية.
إعلان التصدي الأوكرانيويستخدم اسطول البحر الأسود الروسي في المقام الأول غواصات لدعم حملة إطلاق النار طويلة المدى ضد أوكرانيا.
ورغم أن الجيش الأوكراني ليست لديه قدرات كافية للتصدي للغواصات الروسية في البحر، فإنه توصل إلى وسائل أخرى.
وعلى سبيل المثال، تلاحق أجهزة الاستخبارات الأوكرانية ضباط الغواصات الروس الذين شاركوا في شن هجمات طويلة المدى ضد أهداف مدنية. وتم قتل أحد أفراد أطقم الغواصات بينما كان يمارس رياضة الركض في الصباح.
واختتم أتلاماز أوغلو تقريره بالقول إن الجيش الأوكراني يستهدف حظائر الغواصات، حيث تمكن من تدمير الغواصة روستوف أون دون بينما كانت تخضع لأعمال الصيانة.