لجريدة عمان:
2025-04-07@03:44:03 GMT

يدًا بيد لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

لي لينج بينج

قبل فترة وجيزة، شاركت في بكين في المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية، وشعرت عن كثب بما يتحلى به من المغزى المهم. حضر المؤتمر الرئيس الصيني شي جينبينج وألقى كلمة مهمة فيه، لخص في كلمته المهمة بشكل منهجي الإنجازات التاريخية والخبرات الثمينة للدبلوماسية الصينية في العصر الجديد، وأوضح على نحو معمّق البيئة الدولية التي تواجه الشؤون الخارجية والرسالة التاريخية على عاتقها في المسيرة الجديدة.

إن نتيجة مهمة للمؤتمر هي التوضيح الشامل على أنّ دفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يمثّل الهدف السامي الذي تسعى إلى تحقيقه الدبلوماسية الصينية.

في الفترة الراهنة والقادمة فإن الدبلوماسية الصينية ستسترشد بفكر شي جينبينج حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وفكر شي جينبينج حول الدبلوماسية على وجه الخصوص، وتتخذ أهداف التحديث الصيني النمط ومهامه كمقصد، وتتمسك بالمناهج والمبادئ المتمثلة في الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والانفتاح والشمول والإنصاف والعدالة والتعاون والكسب المشترك، وتدعو إلى التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والاحتضان وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. إن الهدف هو بناء عالم منفتح وشامل ونظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك، وإن المسار هو الدفع بالحوكمة العالمية التي تتميز بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وإن المبدأ التوجيهي هو تطبيق القيم المشتركة للبشرية، وإن الركيزة الأساسية تكمن في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية، وإن القيادة الاستراتيجية تأتي من تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وإن منصة العمل تقوم على التعاون في بناء «الحزام والطريق» بالجودة العالية. وعلى هذا الأساس، نسعى إلى حشد جهود كافة الدول لمواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المشترك، ودفع عالمنا إلى مستقبل مشرق ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم.

منذ طرح مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية قبل عشر سنوات، حظي بردود أفعال إيجابية من بلدان العالم، قد توسع من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من رؤية جميلة إلى ممارسات وافرة. وفي الوقت نفسه، يجب علينا إدراك أن عالم اليوم لا يزال يواجه سلسلة من القضايا الكبرى والتحديات المهمة، يبقى أمامنا طريق طويل لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. فكيف يمكن تعزيز القوة المشتركة عالميا لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية؟ يأتي الجواب من نتائج المؤتمر، ألا وهي الدعوة إلى التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والاحتضان.

أشار المؤتمر إلى أن التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام يتطلب الالتزام بالمساواة بين جميع الدول بغض النظر عن حجمها، ورفض الهيمنة وسياسة القوة، وتعزيز دمقرطة العلاقات الدولية بخطوات ملموسة. من أجل إبقاء عملية التعددية القطبية مستقرة بشكل عام والحفاظ على طابعها البنّاء، لا بد للجميع أن يلتزم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويتمسك بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي يعترف بها عالميا، وينفذ تعددية الأطراف الحقيقية.

وتكون العولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع وتلبي الاحتياجات السائدة لكافة الدول وخاصة الدول النامية، وتعالج ما يترتب عليه التوزيع العالمي للموارد من الاختلالات التنموية الدولية والمحلية بشكل جيد. ومن المهم أن نعارض بحزم التيار المضاد للعولمة وإساءة استخدام مفهوم الأمن، ونرفض النزعة الأحادية والحمائية بكافة الأشكال، ونعزز بحزم لتحرير التجارة والاستثمار وتسييرها، ونتغلب على المعضلات الهيكلية التي تعوق التنمية السليمة للاقتصاد العالمي، بما يدفع بتطور العولمة الاقتصادية على نحو أكثر انفتاحا وشمولا ومنفعة للجميع وتوازنا.

يشكل عدد سكان الصين والدول العربية حوالي ربع إجمالي سكان العالم، وكلاهما عضو مهم في الدول النامية وقوى مهمة على الساحة الدولية. منذ قديم الزمان، تتلألأ الحضارتان الصينية والعربية في طرفي قارة آسيا، وسجل قصة ذائعة الصيت في التاريخ للتعلم والاستفادة والدعم المتبادل. انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في ديسمبر 2022 بنجاح وتم إصدار «إعلان الرياض»، حيث اتفق الجانبان على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية، والدعوة إلى التعددية، وتعزيز التعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق».

تعد سلطنة عمان دولة مهمة في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، وشريكا استراتيجيا للصين. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 45 عاما، ظلت الصين تعتبر سلطنة عمان صديقا عزيزا جديرا بالثقة. مهما كانت تغيرات الوضع الدولي، يتمسك الجانبان بتبادل الدعم والتعاون الوثيق، واستغلال المزايا التكاملية لتحقيق التنمية المشتركة، وتعزيز التبادل والتعاون في مختلف المجالات على أساس الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية والكسب المشترك. تولي الصين أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع سلطنة عمان، وتستعد للعمل مع الجانب العماني للتعاون في بناء المشترك لـ «الحزام والطريق» بالجودة العالية، وتعميق التعاون العملي، لدفع بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين وعمان!

لي لينج بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عُمان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التعددیة القطبیة

إقرأ أيضاً:

المغرب يستعد لبناء محطات كهربائية تعمل بالغاز الطبيعي

زنقة 20 ا علي التومي

من المرتقب أن يطلق المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الكهرباء، دعوة لإبداء الاهتمام موجهة إلى الشركات المصنعة لمحركات الاحتراق، وذلك في إطار مشروع ضخم لإنشاء ثلاث محطات كهربائية جديدة تعمل بالغاز الطبيعي، بقدرة إجمالية تتراوح بين 300 و450 ميجاواط.

وستقام هذه المحطات في كل من عين بني مطهر، القنيطرة، والمحمدية، حيث سيتكفل الفاعلون المختارون بمهام التصميم، وتوريد المعدات والمواد، إضافة إلى البناء، والاختبارات، والتشغيل.

ويأتي هذا المشروع في سياق استراتيجية المغرب لتعزيز أمنه الطاقي وتنويع مصادر إنتاج الكهرباء، بما يتماشى مع التحول نحو الطاقات الأقل انبعاثاً.

ومن المنتظر أن يبدأ تشغيل هذه المحطات في صيف سنة 2026، مما سيساهم في تغطية الطلب المتزايد على الطاقة وتحسين مرونة الشبكة الكهربائية الوطنية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الجزائري ورئيس البنك الإسلامي للتنمية يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
  • إزالة فورية لبناء مخالف بقرية الحمرايا بمركز بني سويف
  • رئيس جامعة المنوفية والمحافظ يبحثان آليات دعم التعاون المشترك
  • أحد أطول الجسور المعلقة في العالم.. الصين تنتهي من بناء جسر "وادي هواجيانغ"
  • «الكيلاني» تبحث مع وزراء ومسؤولين عرب وأوروبيين تعزيز التعاون المشترك
  • الصين تتجه نحو تراقيا: بناء محطة الطاقة النووية الثالثة في تركيا
  • وزير الصحة يبحث مع وزير خارجية سيشل سبل تعزيز التعاون المشترك
  • عبدالغفار يستقبل وزير خارجية «سيشل» لمناقشة سبل التعاون المشترك
  • المغرب يستعد لبناء محطات كهربائية تعمل بالغاز الطبيعي
  • مؤسسة "السير إلتون جون" على القائمة السوداء الروسية لدعمها مجتمع الميم