يدًا بيد لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
لي لينج بينج
قبل فترة وجيزة، شاركت في بكين في المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية، وشعرت عن كثب بما يتحلى به من المغزى المهم. حضر المؤتمر الرئيس الصيني شي جينبينج وألقى كلمة مهمة فيه، لخص في كلمته المهمة بشكل منهجي الإنجازات التاريخية والخبرات الثمينة للدبلوماسية الصينية في العصر الجديد، وأوضح على نحو معمّق البيئة الدولية التي تواجه الشؤون الخارجية والرسالة التاريخية على عاتقها في المسيرة الجديدة.
في الفترة الراهنة والقادمة فإن الدبلوماسية الصينية ستسترشد بفكر شي جينبينج حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وفكر شي جينبينج حول الدبلوماسية على وجه الخصوص، وتتخذ أهداف التحديث الصيني النمط ومهامه كمقصد، وتتمسك بالمناهج والمبادئ المتمثلة في الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والانفتاح والشمول والإنصاف والعدالة والتعاون والكسب المشترك، وتدعو إلى التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والاحتضان وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. إن الهدف هو بناء عالم منفتح وشامل ونظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك، وإن المسار هو الدفع بالحوكمة العالمية التي تتميز بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وإن المبدأ التوجيهي هو تطبيق القيم المشتركة للبشرية، وإن الركيزة الأساسية تكمن في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية، وإن القيادة الاستراتيجية تأتي من تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وإن منصة العمل تقوم على التعاون في بناء «الحزام والطريق» بالجودة العالية. وعلى هذا الأساس، نسعى إلى حشد جهود كافة الدول لمواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المشترك، ودفع عالمنا إلى مستقبل مشرق ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم.
منذ طرح مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية قبل عشر سنوات، حظي بردود أفعال إيجابية من بلدان العالم، قد توسع من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من رؤية جميلة إلى ممارسات وافرة. وفي الوقت نفسه، يجب علينا إدراك أن عالم اليوم لا يزال يواجه سلسلة من القضايا الكبرى والتحديات المهمة، يبقى أمامنا طريق طويل لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. فكيف يمكن تعزيز القوة المشتركة عالميا لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية؟ يأتي الجواب من نتائج المؤتمر، ألا وهي الدعوة إلى التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والاحتضان.
أشار المؤتمر إلى أن التعددية القطبية المتسمة بالمساواة والانتظام يتطلب الالتزام بالمساواة بين جميع الدول بغض النظر عن حجمها، ورفض الهيمنة وسياسة القوة، وتعزيز دمقرطة العلاقات الدولية بخطوات ملموسة. من أجل إبقاء عملية التعددية القطبية مستقرة بشكل عام والحفاظ على طابعها البنّاء، لا بد للجميع أن يلتزم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويتمسك بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي يعترف بها عالميا، وينفذ تعددية الأطراف الحقيقية.
وتكون العولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع وتلبي الاحتياجات السائدة لكافة الدول وخاصة الدول النامية، وتعالج ما يترتب عليه التوزيع العالمي للموارد من الاختلالات التنموية الدولية والمحلية بشكل جيد. ومن المهم أن نعارض بحزم التيار المضاد للعولمة وإساءة استخدام مفهوم الأمن، ونرفض النزعة الأحادية والحمائية بكافة الأشكال، ونعزز بحزم لتحرير التجارة والاستثمار وتسييرها، ونتغلب على المعضلات الهيكلية التي تعوق التنمية السليمة للاقتصاد العالمي، بما يدفع بتطور العولمة الاقتصادية على نحو أكثر انفتاحا وشمولا ومنفعة للجميع وتوازنا.
يشكل عدد سكان الصين والدول العربية حوالي ربع إجمالي سكان العالم، وكلاهما عضو مهم في الدول النامية وقوى مهمة على الساحة الدولية. منذ قديم الزمان، تتلألأ الحضارتان الصينية والعربية في طرفي قارة آسيا، وسجل قصة ذائعة الصيت في التاريخ للتعلم والاستفادة والدعم المتبادل. انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في ديسمبر 2022 بنجاح وتم إصدار «إعلان الرياض»، حيث اتفق الجانبان على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية، والدعوة إلى التعددية، وتعزيز التعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق».
تعد سلطنة عمان دولة مهمة في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، وشريكا استراتيجيا للصين. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 45 عاما، ظلت الصين تعتبر سلطنة عمان صديقا عزيزا جديرا بالثقة. مهما كانت تغيرات الوضع الدولي، يتمسك الجانبان بتبادل الدعم والتعاون الوثيق، واستغلال المزايا التكاملية لتحقيق التنمية المشتركة، وتعزيز التبادل والتعاون في مختلف المجالات على أساس الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية والكسب المشترك. تولي الصين أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع سلطنة عمان، وتستعد للعمل مع الجانب العماني للتعاون في بناء المشترك لـ «الحزام والطريق» بالجودة العالية، وتعميق التعاون العملي، لدفع بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين وعمان!
لي لينج بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عُمان
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التعددیة القطبیة
إقرأ أيضاً:
الصين تطور طوبًا مستوحى من تربة القمر لبناء المحطة العلمية القمرية
شمسان بوست / متابعات:
ذكر موقع Phys.org أن العلماء في جامعة ووهان الوطنية الصينية يعملون على تطوير طوب لبناء محطة علمية على القمر.
وجاء في منشور على الموقع:”يعمل علماء جامعة ووهان الوطنية الصينية على تطوير مواد لبناء قاعدة علمية على القمر، وخلال التجارب تمكن العلماء من تطوير نماذج أولية لطوب يحاكي تربة القمر، لهذا الغرض تم استخدام بعض المواد الأرضية، مثل البازلت الذي يعتبر تكوينه قريبا جدا من تكوين الريغولث الذي يغطي الطبقة السطحية للقمر، ويتحمل الظروف القاسية، مثل التغيرات الشديدة في درجات الحرارة والتعرض للإشعاع الكوني والزلازل القمرية.
وأشار الموقع إلى أن الطوب الجديد سيتم إرساله إلى محطة Tiangong المدارية الصينية، وسيخضع هناك لسلسلة من الاختبارات لمعرفة قوته ومقاوته للعوامل الفضائية.
وبالإضافة إلى ذلك، يعمل العلماء في جامعة ووهان أيضا على تطوير روبوت “Moon Spider”، يستعمل في عمليات البناء المستقبلية على القمر، وسيكون بإمكانه إنشاء هياكل مخروطية مصنوعة من مواد التربة القمرية، الأمر الذي يسرع عمليات بناء قواعد قمرية.
وتجدر الإشارة إلى أن وكالة “روس كوسموس” الروسية كانت قد وقعت عام 2021 اتفاقية مع الصين لإنشاء محطة علمية على القمر، وفي إطار برنامج هذه المحطة من المفترض أن ترسل الصين مركبات Chang’e-6 وChang’e-7 وChang’e-8 إلى القمر، وسيكون الغرض من البعثات القمرية الأولى اختبار التقنيات الأساسية التي تساعد على البدء في بناء مجمع من مرافق البحث التجريبية التي يتم التحكم فيها عن بعد.