اعتقالات واجراءات اسرائيلية مشددة في القدس.. الفلسطينيون يستقبلون شهر رمضان بالصبر والدعاء
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
يستقبل الفلسطينيون شهر رمضان بمزاج كئيب وسط إجراءات أمنية مشددة من الشرطة الإسرائيلية وشبح الحرب والجوع في غزة، مع تعثر المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
وتم نشر آلاف من أفراد الشرطة في الشوارع الضيقة بالبلدة القديمة في القدس، حيث من المتوقع أن يصل عشرات الآلاف كل يوم لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى.
وظلت التلة التي يقع عليها المسجد الأقصى، نقطة اشتعال للعنف منذ فترة طويلة وكذلك كانت من أسباب اندلاع الحرب الأخيرة في عام 2021 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير غزة.
ويتضاءل ذلك الصراع الذي استمر لعشرة أيام فقط مقارنة بالحرب الحالية التي دخلت الآن شهرها السادس.
وأثارت الحملة الإسرائيلية المتواصلة في غزة دون هوادة قلقا متزايدا على مستوى العالم، إذ يهدد تزايد خطر المجاعة بارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين الذي تجاوز بالفعل 31 ألفا.
وبعد حالة من الارتباك الشهر الماضي بعدما قال وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير إنه يريد فرض قيود على المصلين في المسجد الأقصى، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الأعداد التي سيسمح لها بالدخول ستكون مماثلة للعام الماضي.
وقال عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، والتي تشرف على المسجد الأقصى "يجب على الجميع الالتزام بتعليمات الأوقاف الإسلامية، الهدوء، الصبر، عدم الزحام.. هذا مسجدنا ويجب أن نحافظ عليه، ويجب أن نحافظ على وجود المسلمين في هذا المسجد، وأن يأتوا بأعداد كبيرة، بسلام وأمان، بإذن الله سبحانه وتعالى".
لكن على النقيض من السنوات السابقة لم تشهد البلدة القديمة الزخارف المعتادة، وسادت نبرة كئيبة مماثلة في البلدات بأنحاء الضفة الغربية المحتلة حيث استشهد نحو 400 فلسطيني في اشتباكات مع قوات الأمن أو المستوطنين اليهود منذ بداية الحرب.
وقال عمار سدر، أحد شيوخ البلدة القديمة "العام هذا قررنا بقرار رسمي إن البلدة القديمة لن تُزين، كرامة لدماء أطفالنا ودماء شيوخنا وكبارنا الشهداء".
وقالت الشرطة إنها تعمل على ضمان أجواء هادئة في شهر رمضان واتخذت تدابير إضافية للقضاء على ما وصفته بالمعلومات الاستفزازية على شبكات التواصل الاجتماعي، واعتقلت 20 شخصا .وأضافت في بيان "ستواصل الشرطة الإسرائيلية الجهود وتسمح بإقامة الصلوات في رمضان بأمان على ، مع الحفاظ على الأمن والسلامة في المنطقة".
وتعد الإجراءات الأمنية الإسرائيلية عند المسجد الأقصى منذ فترة طويلة من أكثر القضايا إثارة للاستياء في العالم الإسلامي. ودعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهر الماضي الفلسطينيين إلى شد الرحال إلى المسجد مع بداية شهر رمضان.ويبدو أن الآمال في التوصل لوقف لإطلاق النار، والذي كان من شأنه أن يضمن مرور شهر رمضان بسلام قد خابت مع تعثر المحادثات في القاهرة على ما يبدو.
ووسط أنقاض غزة ذاتها، حيث تجمع نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مدينة رفح الجنوبية، حيث يعيش الكثيرون منهم في خيام بلاستيكية ويواجهون نقصا حادا في الغذاء، كان المزاج العام كئيبا.
وقالت مها، وهي أم لخمسة أطفال، والتي كانت عادة تملأ منزلها بالزينة وثلاجتها بالإمدادات اللازمة لوجبة الإفطار "لم نقم بأي استعدادات لاستقبال شهر رمضان لأننا صيام منذ خمسة أشهر".وقالت عبر تطبيق للتراسل من رفح حيث تقيم مع عائلتها "لا يوجد طعام، ليس لدينا سوى بعض المعلبات والأرز، وتباع معظم المواد الغذائية بأسعار مرتفعة خيالية".
وفي الضفة الغربية، التي شهدت أعمال عنف غير مسبوقة على مدى أكثر من عامين وتصاعدا آخر منذ الحرب في غزة، فإن المخاطر مرتفعة أيضا، حيث تستعد مدن مضطربة مثل جنين وطولكرم ونابلس لمزيد من الاشتباكات.
وفي إسرائيل، أدت المخاوف من تنفيذ فلسطينيين عمليات دهس أو هجمات طعن إلى تشديد الاستعدادات الأمنية.
وبالنسبة للكثيرين، ليس هناك بديل سوى أن يأملوا في السلام.
وقالت نهاد الجد التي نزحت مع عائلتها في غزة "رمضان شهر مبارك رغم أن هذا العام ليس مثل كل عام، ولكننا صامدون وصابرون، وسنستقبل شهر رمضان كعادتنا بالزينة والأغاني والدعاء والصيام".
وأضافت "في رمضان القادم، نتمنى أن تعود غزة، ونأمل أن يتغير كل الدمار والحصار في غزة، ويعود الجميع في حال أفضل".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المسجد الأقصى فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحة غزة تُعلن وفاة مريضة بسبب نفاد الوقود
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، وفاة مريضة فلسطينية بسبب انعدام الوقود اللازم لتشغيل أجهزة غسيل الكلى.
رئيس وزراء اليونان بالقمة الثلاثية: يجب عدم نسيان ما يجري في غزة كاتب صحفي: إسرائيل تواصل جرائم العنف في غزة بمساندة أمريكيةوقال وزارة الصحة بغزة، إن انعدام الوقود اللازم للقطاع الصحي يهدد حياة جميع المرضى في المستشفيات.
وكررت وزارة الصحة، مناشداتها العاجلة بالتدخل الفوري والضغط لتوفير الوقود لضمان استمرار عمل القطاع الصحي.
وحذرت صحة غزة، من كارثة إنسانية وشيكة تهدد القطاع الصحي بسبب انعدام الوقود، قائلة إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد حرمان القطاع الصحي من الوقود ما يهدد بوقف عمل المستشفيات.
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
اقتحم عشرات المستوطنين ، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.
وأضافت المصادر ذاتها، أن شرطة الاحتلال كثفت وجودها عند أبواب المسجد الأقصى وفي محيط البلدة القديمة، وعرقلت دخول المصلين إلى المسجد.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.
واقتحم المستوطنون باحات المسجد الأقصى 256 مرة خلال عام 2024
رئيس قبرص يشدد على الالتزام بالسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط
شدد رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس، اليوم /الأربعاء/، على الالتزام بالسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كإحدى ركائز نجاح آلية التعاون المصري القبرصي اليوناني، والذي يمثل نموذجا للتعاون الإقليمي، وقال إن المنطقة اليوم قّل فيها الاستقرار والأمن أكثر من أي وقت مضى، وإن الوضع في المنطقة يتسم بالكثير من التحديات التي تستلزم التآزر والتعاون؛ للوقوف في وجه زعزعة الأمن والاستقرار.
وأكد خريستودوليدس- في كلمته خلال أعمال القمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان، في قصر الاتحادية، والتي افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، بحضور رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس- أن الاستجابة المشتركة مهمة من أجل معالجة هذه التحديات بشكل يتسم بالكفاءة، قائلا "نحن في حاجة الآن لائتلافات إقليمية مثل ائتلافنا هذا من أجل الإسهام في التنمية البشرية والازدهار الاقتصادي".
وأضاف أن هناك سببا أساسيا أدى إلى إطلاق هذه الآلية في عام 2014؛ هو التحديات المشتركة، والحاجة الواضحة والملحة لاتخاذ خطوات مشتركة نحوها، كما رأينا أن هناك الكثير من الفرص التي تكمن في تعاوننا الثلاثي خاصة فيما يتعلق بالسياحة والطاقة والأمن.
وأشار إلى أن التعاون الثلاثي بيننا تأسس في القاهرة في عام 2014، بينما يعد اجتماع اليوم اجتماعًا مهمًا للغاية، بل وتزيد أهميته عن أول اجتماع عقدناه في 2014.