وحذر السيد القائد من التفريط في فريضة الصيام وأهمية الالتزام بالتقوى، مشددًا على ضرورة التركيز على الجوانب الأخرى من المسؤوليات خلال شهر رمضان.
وأشار إلى أهمية أن يحدّد الإنسان له أولويات خلال شهر رمضان وفي مقدمة الأولويات مع الصيام، والعناية بالقرآن الكريم بشكل أكبر من خلال تلاوته وسماع ترتيله بتأمل وتفهم لما يُفيد الإنسان والاهتمام بهدى الله من ثقافة القرآن الكريم.


ولفت إلى أهمية الإسهام في نشر هدى الله وتذكير الناس به والاستفادة من البرنامج الرمضاني والإقبال عليه والتفهم له.
وحث على تجنب هدر وقت شهر رمضان في مشاهدة المسلسلات والألعاب الإلكترونية، مؤكدًا أهمية توعية الأطفال وتحذيرهم من مفاسد تلك الألعاب والاستفادة من بركة هذا الشهر الكريم.
وشدد قائد الثورة، على ضرورة الاهتمام بالدعاء والاستفادة من الأدعية المأثورة والتي تشمل الجوانب المهمة التي يحتاجها الإنسان، وأهمها أدعية القرآن الكريم .. مبيناً أن الدعاء عبادة عظيمة والإنسان بحاجة إلى الله في كل شيء.
وأفاد بأن الدعاء له أهمية كبيرة في جلب الخير وصرف الشر عن الإنسان ورد القضاء، وينبغي على الناس الدعوة للنجاة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى ولنصر المجاهدين وتجديد التوبة للتخلص من الذنوب والمعاصي.
ولفت إلى أن الدعاء ليس بديلاً عن العمل وأنه يجب على الناس أن يأخذوا بأسباب الاستجابة .. موضحا أن الدعاء بالنصر يشترط استجابة الله في الجهاد والإنفاق في سبيله.
وتطرق قائد الثورة إلى أهمية ليلة القدر وعظمتها وفضّلها وأهميتها والتي تفوق مستوى ما يمكن أن يتخيله أو يصل فهم الإنسان إلى استيعابه، وتمثل نقلة كبيرة وتغيير لمجرى حياة لمن استثمر هذه الليلة واغتنمها وكتب له الخير فيها.
وأكد أهمية استفادة الإنسان من شهر رمضان للتهيئة الذهنية والنفسية والتقرب إلى الله والخلاص من الذنوب .. حاثا على الاهتمام بالعشر الأواخر من رمضان التي حث عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
كما حذر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي من التفريط في صيام شهر رمضان إلا في حالة وجود عذر شرعي مثل المرض أو السفر وغيره، مشدداً على أهمية صلاة الليل لما لها من فضل عظيم وخير وبركة عند المولى تبارك وتعالى.
وبين أن من الأوليات في هذا الشهر الكريم، الإحسان والعطاء والمواساة للفقراء والمحتاجين وصلة الأرحام بقدر ما يستطيع الإنسان، وكذا العناية بإخراج فريضة الزكاة.
وقال "إن من أهم ما يتعلق بشهر رمضان أنه ليس فقط للأعمال العبادية على المستوى الروحي والنوافل وغيرها، بل من أهم المواسم للجهاد في سبيل الله، والأعمال الجهادية في الشهر الكريم أجرها فوق ما يمكن أن يتخيله الإنسان".
وذكر قائد الثورة أن الجهاد في شهر رمضان لم يكن عطلة، ولهذا كانت غزوة بدر الكبرى التي كانت فاصلة بين الإسلام والطاغوت .. مبيناً أن فتح مكة كان في الوقت الذي فرض الله فيه الصيام، وكان إنجازاً تاريخياً ومتغيراً كبيراً في واقع الأمة.
وأضاف "من توفيق الله أننا سندخل الشهر المبارك ونحن في حالة جهاد في سبيل الله، ونصرة للشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه بكل ما نستطيع بالصواريخ المجنحة والباليسيتة والطائرات المسيرة، بالقتال وبالمال وبالتحرك الشعبي الواسع".
وتابع "لا أستبعد أن يكون لدى الكثير من الناس حالة ملل لاسيما من الخروج الأسبوعي مع أنه من أبسط الأعمال".. لافتا إلى أن خروج ساعتين في ميدان السبعين في الأسبوع يعني أنك تتحرك في موقف عظيم وليكن خروجك جزءاً من جهادك في أهم المراحل.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أنه لو وصل الإنسان إلى درجة ألا يكون لديه أي إسهام ولا موقف ولا تحرك تجاه من يحصل من عدوان إجرامي في غزة لكان هذا من أكبر الإخلال بالتقوى.
وأوضح أن كثير من أبناء الأمة قابل نداءات أهل غزة بالصمم، ومن لم يخرج لساعتين في الأسبوع فقد وصل إلى درجة هابطة من الروح الإيمانية والجهادية والاستشعار لأهمية هذا الموقف وهذا العمل .. وقال " المسألة ليست فقط مظاهرات، فالمظاهرات هي مرتبطة تماما مع الموقف الصاروخي مع القتال مع المسيّرات".
وذكر قائد الثورة أن الأمريكي عندما يأتيه الصاروخ والمسيّرة إلى بوارجه في البحر فهو يرى أن وراءها هذا الطوفان البشري المتفاعل .. مؤكداً أن التفاعل الشعبي يُغلق على العدو العمل على إعاقة الفعل العسكري القتالي المباشر بالتلاعب بالوضع الداخلي وصرف الاهتمام بأمور بسيطة.
وأضاف" شعبنا اليوم بتوفيق الله في صدارة الشعوب الإسلامية حرية وعزة وكرامة وقوة، أنت تخرج بكل عزة وإباء وحرية وشموخ لتهتف وتصرخ بكل وضوح في وجه أمريكا الشيطان الأكبر وضد العدو الإسرائيلي وهذا موقف لا يتاح لكثير من الشعوب".
وأردف قائلاً "هذه نعمة وفضل أن يكون شعبنا مجاهدا يحمل هم أمته ويستشعر ما تعانيه أمته والمظلومية الرهيبة للشعب الفلسطيني التي لا يصل الانسان إلى درجة ألا يبالي بها ".
وتساءل "أي قسوة وأي غفلة تصل بالإنسان إلى أن يتجاهل مأساة كبيرة ورهيبة وجرائم إبادة جماعية واستغاثة وصرخات وبكاء الأطفال والنساء وأمة الملياري مسلم تصم الأذان وتتجاهل؟!".
ولفت قائد الثورة، إلى أنه إذا وصل الحال أن يسكت العالم الإسلامي والشعوب وألا يبقى لها صوت ولا حركة ولا موقف ولا تعاون مالي فهذه حالة خطيرة لها تبعات وعقوبات.. وقال" الأمة الإسلامية ستُعاقب على تفريطها وعلى تقصيرها الكبير تجاه ما يحصل في غزة".
وأشار إلى أنه من النجاة للإنسان ومن الفوز والشرف وحتى الإنسانية، أن تبقى إنسانا لك قلب وشعور وضمير لذلك تتحرك وتخرج، ولا ينبغي للإنسان بحجة الصوم أن يشطب هذه المسالة من اهتماماته بل من صميم التقوى.
وأوضح أن "من أهم ما في التقوى أن يبقى لدينا اهتمام بتقوى الله في الأمور الكبيرة جداً وأي تفريط فيها سيواجه خطرا كبيرا".
كما أكد قائد الثورة أن ما يجري في غزة هو جزء من استهداف للأمة بأكملها .. وقال" نحن أمة مستهدفة وإذا لم نكن في حالة يقظة ولم نحمل راية الجهاد، ونحمل الاهتمام بأمور المسلمين ونحن جزء من هذه الأمة فهي حالة خطيرة جداً".
ولفت إلى أن الإنسان قد يموت على غير الإسلام نتيجة لتفريطه في تقوى الله سبحانه تجاه خطر الأعداء على دينه وأمته.. مبينا أنه" إذا استجدّت في شهر رمضان مستجدّات معينة سنواكبها إن شاء الله بما نلمس ونرجوه من توفيق الله فيما علينا أن نقوم به".
وجدد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على "أن عملياتنا ستستمر إن شاء الله وتستمر أنشطتنا في معظمها وهناك أنشطة أساسية وضرورية ينبغي أن تستمر".
وأضاف" لله وفي سبيل الله ومن صميم ديننا وإيماننا يا يمن الإيمان أن يبقى الاهتمام بالمستجدات والأحداث ضمن أولوياتنا الكبرى".

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی سبیل الله قائد الثورة أن الدعاء الله فی فی حالة إلى أن

إقرأ أيضاً:

النداء الأخير!

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

في مُعظم رحلات الحياة التي يُخطط لها الإنسان، لا بُد أن تُصادفه لحظة أخيرة يُعلَن فيها النداء الأخير قبل إغلاق كل شيء، عندها يستجيب البعض لذلك النداء دون تردد أو تأخير أو تسويف، حتى لا تفوتهم الرحلة، بينما يتكاسل آخرون ويماطلون ويتأخرون، فيخسرون الرحلة بكل ما تحمله من مزايا جميلة.

هكذا هي رحلة الإنسان وانتقاله من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، رحلةٌ يسيطر فيها ملك الموت، الذي سخّره الله تعالى لقبض أرواح البشر، فهو لا يكتفي بالنداء الأخير، بل يستل الأرواح من أجسادها، فتتكرر حالات الوفاة أمامنا في كل حين، حاملة رسائل واضحة لا لبس فيها، تنبه الإنسان بأنَّ الحساب آت لا محالة. فما الذي قدمته لآخرتك؟

يهلّ علينا شهر رمضان المبارك كل عام بالمغفرة والرحمة والضيافة الإلهية، ويأتي معه النداء الإلهي، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].

يُوجه هذا النداء كذلك إلى من أهمل الشهر الكريم وعبادة الله تعالى فيه، وهي رسالة واضحة مفادها تذكير الإنسان بما فرّط فيه من عمره في غير طاعة تعالى، وكأن النداء يقول: "يا ابن آدم، إنَّ الفرصة لا تدوم، فاغتنمها قبل فواتها."

والمطلوب من الإنسان استغلال الفرص المتاحة قبل حلول النداء الأخير، وما أجمل تلك الفرص عندما تستغل في شهر الطاعات والرحمات، الشهر الذي دعانا الله تعالى لضيافته. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما خطب في الناس مذكرا لهم بأهمية شهر رمضان المبارك واستغلال أوقاته بما ينفعهم: "أَيُّهَا اَلنَّاسُ؛ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اَللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَاَلرَّحْمَةِ وَاَلْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اَللَّهِ أَفْضَلُ اَلشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ اَلْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اَللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ اَلسَّاعَاتِ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اَللَّهِ".

فعلى الإنسان أن يعلم أن شهر رمضان لم يجعله الله تعالى شهرًا للإسراف أو التبذير في الطعام أو الشراب أو اللعب والملهيات، كما هو متعارف عليه في زماننا عند البعض، بل هو فرصة ثمينة لمحاسبة النفس، ومراجعة العمل، والعودة إلى الله تعالى. لذا ينبغي على الإنسان ألّا يفوّت الفرصة فيه، وأن يعتبره النداء الأخير لكل من تهاون في أداء صلاته، أو ابتعد عن القرآن الكريم، أو أثقلته الذنوب والمعاصي والموبقات، أو أحاطت به الغفلة والملذات. وهو نداء يدعونا إلى العودة الفورية إلى الله تعالى حتى نستطيع أن نحظى بمغفرته ورضوانه وضيافته الكريمة.

قد يتساءل بعض الناس: ماذا يمكننا أن نفعل في شهر رمضان إلى جانب إقامة الصلاة، وحضور المساجد، وقراءة القرآن الكريم؟ والجواب أن هناك العديد من الأعمال العبادية التي تقرب الإنسان من رضا الله تعالى، وهي سهلة ويسيرة، ويمكن استغلالها في هذا الشهر الفضيل، ومنها:

أولًا: جدد توبتك مع الله تعالى، وحاول أن تكتب الذنوب والمعاصي التي اقترفتها في دفتر هاتفك بينك وبين نفسك، وعاهد الله أنك لن تعود إليها مهما حصل. ثانيًا: أكثر من السجود لله تعالى، واعلم أن أقرب ما يكون العبد من ربه هو عندما يكون ساجدًا خاضعًا لله وحده لا شريك له. ثالثًا: أكثر من قراءة الأذكار، ومن الجيد أن تكتبها في عدة أماكن داخل غرفة نومك لتتذكرها دائمًا وترددها باستمرار، مثل: "أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ"، أو "اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ"، أو "اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ"، أو "لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ". رابعًا: عوّد نفسك على إخراج الصدقة في كل يوم للفقراء والمساكين، ولو بالقليل، فإن الصدقة تدفع البلاء المبرم كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة. خامسًا: أصلح نفسك وغيّر غيرك، واجعل من نفسك قدوة حسنة، فلا تنصح الناس بشيء وتفعل عكسه. كن مصلحًا للمتخاصمين، واعلم أن ذلك من أهم الأعمال التي ترضي الله تعالى، يَوْمَ لاٰ يَنْفَعُ مٰالٌ وَلاٰ بَنُونَ إِلاّٰ مَنْ أَتَى اَللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. سادسًا: جاهد نفسك ما استطعت، وانتبه من الغيبة والنميمة والبهتان، واستغل الوقت في طاعة الله تعالى، واعلم أن أيام شهر رمضان معدودة، فينبغي استغلالها بشكل أفضل وأجمل.

وأخيرًا.. كُنْ على ثقة بالله تعالى، واعلم أن الله تعالى يقول: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، ويقول: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ}، اجعل ندائك الأخير في هذه الدنيا هو العمل الصالح لتحظى بذلك برضا الله تعالى.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة : رسالة للمجرم «ترامب» بأن شعبنا ثابت بكل قناعة في مواجهة الطغاة المستكبرين
  • محافظة صنعاء تشهد 50 مسيرة نصرة للشعب الفلسطيني
  • وقفات نسائية في حجة بذكرى غزوة بدر الكبرى وتأكيدا على الصمود مع غزة
  • أبناء حجة يخرجون في مسيرات كبرى دعماً للشعب الفلسطيني ومواجهة للعدوان الأمريكي
  • قائد الثورة: الخروج الكبير للشعب اليمني تأكيد على ثباته في نصرة فلسطين وتصديه للتصعيد العدواني الأمريكي
  • مفتي الجمهورية: القتال في سبيل الله لا يكون إلا دفاعًا عن النفس
  • النداء الأخير!
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات 17 مارس 2025
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات
  • قائد الثورة: سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه